جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية المجلس الاجتماعي

المجتمع والتأهيل | بقلم: الدكتور نبيل طعمة
المجتمع والتأهيل



بقلم: الدكتور نبيل طعمة  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
03-02-2022 - 4749

تشرذم الآراء وانتشار الأفكار واختلاطها وتوهان المسؤولين عن الحلول بين الماضي والمستقبل أدى إلى فقدان سبل الحاضر والواقع، لنجد أنفسنا أمام تحذيرات تواجهنا بحكم الحاصل المستمر، ولكي نمنع أو نوقف بالحد الأدنى استمرار انحداره، وبالتالي ننهي لغة المفاجأة المتقدمة علينا عند وقع أي أمر عصيب أو مصيبة تحل بيننا.
دعونا نعترف، ففي الاعتراف مغفرة وتصويب لما اقترف بحق مجتمعنا وقوميتنا وعروبتنا ووجودنا وأسرنا البسيطة، غايتنا إبعاد الانقسام بسبب انفضاح تركيبتنا الفوضوية البغيضة والفاضحة، على الرغم من طروحاتنا المستمرة التي نصف بها حضورنا بأننا عقد فريد وفسيفساء نادر، ونتباهى بالعيش المشترك والتجانس والتكامل النوعي، وبأننا دولة علمانية بامتياز، ونحن لم ندرك بعد جوهرها وبناءها، كما أننا بعيدون كثيراً عن تقاليدها، بل إننا متمسكون بالدينية والإثنية والطائفية والمذهبية، سراً كنّا وعلانية، غدونا بإرادة التخلف المقيت لا التطور المفيد نمتلك القوانين والأنظمة وتمثيلاً شاملاً ومعادلات دقيقة ومعلومات نوعية حسابية ورقمية وحسية، يقف خلفها متابعون، يبدو أن مهمتهم اختيار أنصاف الحلول من أجل مسير الدولة إلى الأمام ببطء مع الحفاظ على إمكانيات التبديل، من دون الاعتذار، وفي الوقت ذاته من دون تذمّر أو أن تقوم القيامة أو تقعد، لكن حفلات البكاء تستمر، ما يظهر من نتاجها مشاعر الضغينة الخفية أو التحول إلى التقيَّة السياسية القادمة من الخوف وضعف الثقة حسب مقتضيات حضوره.
من المسؤول عن عدم قدرة التربية لتقديم أفكار الانتقال من التعليم السلبي إلى التعليم الإيجابي؟ ومن المسؤول عن بقاء الفكر الديني متعلقاً بالماضي التليد من دون القدرة على الاجتهاد ومواكبة الحاضر والمحيط؟ من المسؤول عن عدم قدرة الإعلام لتقديم الرؤى المنطقية والواقعية التي تربط القاعدة بالقمة السياسية والقيادية حقيقةً لا وهماً؟ من المسؤول عن الاستثمار الدقيق في ولاء المواطن لا في أدائه؟ من المسؤول عن الحب والكراهية واللجوء والاضطهاد؟ من المسؤول عن كل هذا الاضطراب الذي حولنا إلى مستودع من الخردة يحتاج الآخر للنبش فيه، وكأنه يبحث عن إبرة في كومة قش، أو عن وردة في تل من قمامة؟
أين نحن من الحكمة بعد أن غفونا طويلاً، ودخلنا سراديب اللا انتماء إلا للمذهب والطائفة والعشيرة والقبيلة؟ لبسنا عباءات التديّن الأجوف، تعلقنا بذقونه وقلنسواته، انتهكنا حرية ضمائر إيماننا بوجودنا، وهدمنا أخلاقنا الإيجابية، وسرنا متمسكين بالسلبي منها، فسقطت حواف مصيرنا وظهرنا بلا بناء، من سيعيد البناء وما تهدّم؟ من يبني الثقة بين الإنسان والوطن؟ أين نحن بين من يسعى لنهبه، ومن يعرقل قيامته، ومازال ينتمي لذاك المخطط الهدّام، وبين من يريد الانتقال إلى الأمام بالدعاء والابتهال للخلاص، ومن يعمل بجد وجهد، وقَدّم ويقدم القرابين لأجل الوطن شهداء وجرحى وجهوداً من أجل إصلاح ما جرى وبناء ما تهدّم؟ حيث مازال القادر مالياً أو وظيفياً أو عشائرياً أو طائفياً، هو الذي ينتزع ما يريد له أو لأبنائه أو أقاربه من دون مراعاة للكفاءة أو الاستحقاق، ومنذ أن اختلت منظومة تكافؤ الفرص اختلت معها أخلاقيات الناس في الأداء والولاء والسلوك والمسؤولية، وهذا بحدّ ذاته ما أنشأ الهوة بين من يملك ويقدر، وبين من يقدر ولا يملك، وهذا أيضاً أنجب الكوارث الأخلاقية، وأظهر الخلل الاجتماعي الذي جعل سواد المجتمع يقف في المكان متطلعاً إلى الوراء مفضلاً الانزلاق إليه دينياً وعبثياً، وكثيراً ما تحدثت عن أن فقدان الطبقة الوسطى يؤدي إلى الانقسام الطبقي، ويظهر التفاوت الرهيب بين الفقير والغني، ويطيح بالثوابت وبالناس.
هل هذا كله مرحلة عابرة؟ أم إنه كان نتاج اعتنائنا بالوحوش التي عندما نمت انقضَّت علينا، وإن إهمال الحكومات المتعاقبة لكل هذه التراكمات أضعفت البنى التحتية بشراً وحجراً، وجعلت من المتغيرات الاجتماعية الحادة ظواهر لا أخلاقية غريبة وشاذة، وصحيح أن الظروف الاستثنائية التي مررنا بها، والتي استلبت عقداً مهماً من عمرنا، أدت إلى اختلاط الحلول بالمشاكل، وصحيح أيضاً أنّ الحلول تحتاج إلى المزيد من الوقت، إلا أن إنجاز التوازن الاجتماعي والاقتصادي ومعهما الإصرار والإقدام، كل هذا يشكل النقطة الفاصلة بين الظلمات والأنوار، بين المتغيّرات التي أصابت جسد الوطن، وشوّهت دوره الحضاري، ونالت من جلاله ورموزه، وبين من تركوا كل ما وصفناه من ظواهر مختلفة وذهبوا لتعزيز التطور من خلال قيم السلوك الإنساني والاتجاه إلى الحوار الخلاق والمحاسبة بعد الضغط على الجشع والرغبة في الثراء على حساب كل شيء، فمن أجل الانطلاق إلى الأمام يجب أن نعترف بالواقع، ومن ثمَّ نتجه إلى العمل الحقيقي الذي يعيد للجميع الكرامة والاحترام، ويعلي من هيبة الدولة وحقها في ممارسة القانون على الجميع.


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//