جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

تفكيك «وكالة الغوث».. وحق العودة! | بقلم: هاني حبيب
تفكيك «وكالة الغوث».. وحق العودة!



بقلم: هاني حبيب  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
11-01-2018 - 1421
كان من المتوقع أن تدفع الولايات المتحدة 125 مليون دولار لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، مع بداية الشهر الجاري، غير أن ذلك لم يحدث، ما تم تفسيره على أن واشنطن قد قامت بالفعل بتنفيذ تهديدها بوقف مساهمتها المالية للوكالة الدورية؛ لإجبار الجانب الفلسطيني على العودة إلى طاولة المفاوضات، حسب ما جاء على لسان الرئيس الأميركي ترامب ومندوبة الولايات المتحدة في المنظمة الدولية نيكي هايلي، وبينما أشار موقع "إكسيوس الإخباري" إلى أن الولايات المتحدة قد جمّدت تمويل الوكالة بالمبلغ المشار إليه فعلاً، جاء الرد الأميركي على لسان مسؤول في الخارجية الأميركية بأن التجميد لم يتم، وأمام واشنطن حتى منتصف الشهر الجاري لدفع الالتزامات المالية لوكالة الغوث، وإلى ذلك التاريخ فإن واشنطن لا تزال تجري المشاورات والمداولات لاتخاذ قرارها بهذا الشأن، في وقت أشارت وكالة الغوث إلى أنها لم تتسلّم أي قرار رسمي بهذا الشأن.
ولا شك في أنه لوقف أو تقليص دفع الالتزامات الأميركية لوكالة الغوث مخاطره الكبيرة على قيام الوكالة بدورها في مجالات التعليم والصحة والتنمية الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين، خاصة على ضوء تقاعس عدة دول ومنظمات دولية عن دفع التزاماتها للوكالة، وفي حين أن الولايات المتحدة ملتزمة بدفع ثلث ميزانية وكالة الغوث، فإن أي قرار بوقف التمويل أو تقليصه سيترك آثاره الكارثية على اللاجئين الفلسطينيين.
وقد سبق للولايات المتحدة أن هدّدت مرات عديدة بمثل هذا الوقف أو التقليص، وقامت فعلاً بوقف دفع التزاماتها نحو منظمة "اليونيسكو" بعد قبول فلسطين عضواً فيها، إلا أن تهديداتها السابقة بوقف أو تقليص التزاماتها نحو وكالة الغوث لم تجد طريقها للتنفيذ، ويعود "تقاعس" واشنطن عن تنفيذ هذه التهديدات في واقع الأمر، لأسباب عديدة، أهمها أن إسرائيل نفسها تعارض توقف الولايات المتحدة عن دفع التزاماتها للوكالة خشية من أن تؤول مهمة إعانة ملايين اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية، داخل فلسطين المحتلة تحديداً، إليها، وكذلك فإن منظمة "الأيباك" الصهيونية الداعمة للدولة العبرية في الولايات المتحدة، سبق وأن رفضت دعم تشريعات ناقشها الكونغرس لوقف تمويل وكالة الغوث لنفس السبب الإسرائيلي. وبدلاً من ذلك، طرحت الدولة العبرية بدائل لهذا الوقف أو التقليص، منها: أولاً، فرض رقابة على ميزانية "الأونروا" وإنفاقها حتى لا تذهب بعض الأموال إلى فصائل إرهابية، كما تزعم إسرائيل، وثانياً، العمل على إعادة تعريف اللاجئ، وعدم منحها لكل فلسطيني يولد في مخيم للاجئين، بل إن اللاجئين وفقاً للمفهوم الإسرائيلي، هو من غادر فلسطين المحتلة عام 1948، وصفة اللاجئ وفقاً لهذا المفهوم لا تورث(!)
البدائل أو التعديلات الإسرائيلية على وكالة الغوث ومهامها وبنيتها وميزانيتها، سبق وأن نوقشت مع الإدارات الأميركية أكثر من مرة، خاصة بعد توقيع اتفاق أوسلو بينها وبين منظمة التحرير الفلسطينية في أيلول 1993، عندما ادعت إسرائيل أنه لم تعد هناك حاجة لوجود لاجئين فلسطينيين بعد هذا الاتفاق، فقد أصبح لديهم "وطن" على أراضي السلطة الوطنية الفلسطينية بما يلبي "حق العودة" بالعودة إلى مناطق السلطة الوطنية الفلسطينية(!).
الحديث المتواتر والمتواصل في الأيام الأخيرة حول التمويل الأميركي للوكالة، لا يجب أن يظل في إطار تداول الأرقام، بين وقف التمويل أو التقليص، فرغم أهمية هذا الأمر والآثار المترتبة عليه، إلاّ أن تجاوز المسألة المالية والتمويلية يجب أن يظل مستهدفاً الآثار السياسية لمثل هذه القرارات، فالمسألة لم تعد مجرد التزامات إنسانية أو أخلاقية وإغاثية فحسب، بل إن الهدف من وراء مثل هذه القرارات، هو تفكيك نهائي لوكالة الغوث باعتبار ديمومتها تتماثل مع ديمومة الصراع السياسي والحقوق الفلسطينية بعودة اللاجئين إلى القرى والمدن التي نزحوا، أو نزح أهلهم عنها منذ العام 1948، تفكيك وكالة الغوث، وإحالة مهامها الأولية الإغاثية إلى أي جهة أخرى، هو هدف إسرائيلي ـ أميركي لإلغاء الطابع السياسي لوجود وأهداف استمرار وكالة الغوث، وقد أوضح رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في منتصف العام الماضي، زاعماً أن بقاء وكالة الغوث يعمل على تأييد الصراع ويشكل مساهمة فعالة في عدم حله، وأن مدارس الوكالة تستخدم كمخازن للسلاح وأماكن لإطلاق الصواريخ، وهو الأمر الذي ثبت عدم صحته بنتيجة التحقيقات التي أجرتها وكالة الغوث.
يعلم نتنياهو أن أمر ومستقبل "الأونروا"، وفقاً لقوانين الأمم المتحدة، وما جاء في قرار تأسيس وكالة الغوث عام 1949، يتطلب تصويتاً في الجمعية العامة، ولذلك فإنه سيلجأ في الغالب إلى الكونغرس الأميركي لإصدار قوانين من شأنها، وقف أو تقليص التزامات واشنطن المالية إزاء وكالة الغوث!
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


مجنون من يعتقد أن الأوطان تباع وتشترى!
بقلم: طلال عوكل

ماذا تريد أميركا من استفزازها لروسيا في سورية؟
بقلم: العميد د أمين محمد حطيط



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب هاني حبيب |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//