جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

ماذا تريد أميركا من استفزازها لروسيا في سورية؟ | بقلم: العميد د أمين محمد حطيط
ماذا تريد أميركا من استفزازها لروسيا في سورية؟



بقلم: العميد د أمين محمد حطيط  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
11-01-2018 - 1570
لم تمضِ أيام على قرار روسيا بتوسيع وتطوير قواعدها العسكرية في حميميم وطرطوس السوريتين، إلا وقامت أميركا بعدوان واضح ضد إحدى هاتين القاعدتين نفّذته طائرة بدون طيار حملت من المتفجّرات ما ألحق أضراراً بالقاعدة، وصحيح أنّ أميركا نفت او تنصّلت من الفعل العدواني، بيد أن التنصل الأميركي بقي من غير قيمة وغير مصداقية بعد أن تمكّنت روسيا من تسجيل قرائن ودلالات قاطعة تثبت مسؤولية أميركا عن الفعل وتوضح وجود قرار أميركي مؤكد بالقيام بهذا الاستفزاز، وما أعلنته روسيا عن تزامن تحليق طائرة استطلاع أميركية فوق الساحل السوري مقابل حميميم تزامناً مع العدوان بطائرة من دون طيار لا تملكها إلا الدول. وهنا عنت روسيا بكل وضوح أنّ الطائرة لا تملكها إلا أميركا ولا يغيّر في الوضع أن تدّعي جماعة إرهابية المسؤولية عن الفعل. فالحقيقة التي يُبنى عليها تختصر بالقول إنّ اميركا اعتدت على القاعدة الروسية في سورية، ما يطرح السؤال: لماذا ترتكب أميركا هذا العدوان الآن وما الموقف الروسي اتجاهه؟
بداية نقول إن ما حصل ليس أول عدوان أميركي ينفذ ضد جهة من الجهات العسكرية التي قامت بالدفاع عن سورية في مواجهة الإرهاب الذي ترعاه وتستثمر به أميركا، فقد سبق للقوات الأميركية واعتدت وبكل فجور ووقاحة على قوى ومراكز للجيش العربي السوري وقوات المقاومة التي كانت تؤازر هذا الجيش، بخاصة في عملياته التي أدّت إلى تحرير المنطقة الشرقية في وسطها. ومع ذلك فإن لهذا العدوان أهمية خاصة باعتباره يوجه مباشرة وللمرة الأولى للقوات الروسية التي حرصت أميركا على إجراء التنسيق السلبي معها عندما وجد الطرفان في سورية معاً اعتباراً من خريف العام 2015، وأبرموا يومها مذكرة تفاهم مانع للصدام، ولهذا يكون لنا أن نفسر العدوان بأنه خروج أميركي واضح من هذا التفاهم بقصد تحدّي روسيا أو توجيه رسائل لها أو الضغط عليها في المشاريع التي تحضّرها لحل الأزمة السورية انطلاقاً من مؤتمر سوتشي العتيد.
إن أميركا برأينا تريد أولاً أن تعبر لروسيا وبشكل ناري عن انزعاجها، لا بل عدم موافقتها على الحراك السياسي الذي تسعى إليه وأنها لا تحتمل أو لا تستطيع أن ترى أكثر من 1700 شخصية وطنية سورية يلتقون في سوتشي لبحث أمور لا تمتّ بصلة إلى أهداف العدوان الذي قادته أميركا ضد سورية.
كما تريد أميركا ثانياً توجيه رسالة لجميع المعنيين بتحرير منطقة إدلب وفقاً للخطة التي اعتمدتها القيادة السورية. وهي الخطة التي ستؤدي إلى الإجهاز على جبهة النصرة، كما أُجهز قبل أسابيع على قرينتها في الإرهاب داعش وتعلم أميركا أن اكتمال هذا الإنجاز سيُعرّي الوجود العسكري الأميركي من أوراقه كافة وبفئتيه الإثنتين: فئة الأوراق التبريرية وفئة الأوراق التخريبية التحرّكية. فأميركا حتى اللحظة ترى جبهة النصرة طرفاً يمكن أن تعوّل عليه في إدارة ما تبقى في الميدان السوري، رغم أنه محدود جداً ومن طبيعة لا تمتّ بصلة الى الصفة الاستراتيجية الجذرية.
ومن جهة ثالثة لا يحتمل البنتاغون الذي يدير الموقف الأميركي في سورية أن تخرج أميركا خاوية الوفاض من سورية في الوقت الذي باتت روسيا وحلفاؤها من إيران الى سورية يملكون معظم الأوراق ويتحكّمون بها، لذلك وجّهت هذه الضربة للقاعدة الروسية، وهي صواريخ تفسّر بأنها طلقات تحذيرية تحمل رسائل أميركا لروسيا مفادها القول: إن أميركا لن تستسلم في سورية، وإن لديها ما تفعل ويزعج الروس ويمنعهم من الاستثمار.
بعد هذا يُطرح السؤال حول ردة الفعل الروسية، كيف ستكون؟ وفي الإجابة نرى بأنها كما نعتقد ستكون محكومة بالروية وبعد النظر، مصحوباً بتفعيل العمل الذي يُزعج أميركا بمعنى أنها ستفهم أميركا بأنها لن تخرج من خيبتها في سورية، وبالتالي لا نتوقّع لا بل نستبعد، كلياً حصول اشتباك في هذه الفترة بين القوات الأميركية والقوات الروسية، لكن هذه الأخيرة سترفع درجة التدابير الدفاعية التي تجعل من تكرار العدوان أمراً صعباً من دون أن تنزلق أو تُستدرج إلى مواجهة.
أما الردّ الفعال المؤثر برأينا على العدوان، فسيكون تسريعاً في عمليات إدلب لتحريرها بكاملها والإجهاز على جبهة النصرة كلياً، هذا في الميدان العسكري أما الرد الثاني فسيكون سياسياً، وهو المضي قدماً وبخطوات ثابتة في الإعداد لانعقاد مؤتمر سوتشي الذي يقلق أميركا، لأنها ترى فيه بديلاً لجنيف التي منّت النفس منذ انعقاده الأول بأن يكون المكان الذي تصرف فيه نتائج العدوان على سورية في السياسة وتحقق أميركا عبره مبتغاها، ولكن هيهات هيهات لقد سقط المشروع وهزم، ولن يكون من أي مكان حلّ تريده اميركا، وبالتالي لن يجدي أميركا نفعاً ارتكابها استفزازاً تعلم بأن من وجّه إليه يملك من الأعصاب وبُعد النظر ما يجعله يمتنع عن ردات الفعل غير المحسوبة، ولن يكون العدوان الأميركي على حميميم إلا فعلاً آخر من الأفعال الأميركية الإجرامية في سورية، ولكنه في الميزان السياسي والاستراتيجي فلن يخرج من دوائر الخيبة.
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


تفكيك «وكالة الغوث».. وحق العودة!
بقلم: هاني حبيب

المثقف .. كرامة الحياة ..
بقلم: ليندا ابراهيم



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب العميد د أمين محمد حطيط |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//