جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

مجنون من يعتقد أن الأوطان تباع وتشترى! | بقلم: طلال عوكل
مجنون من يعتقد أن الأوطان تباع وتشترى!



بقلم: طلال عوكل  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
11-01-2018 - 1694
عديم الكفاءة، يعود لاستخدام المال، لابتزاز الفلسطينيين، بعد أن أشهر سلاح مساعداته لدول فقيرة، صوتت لصالح فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة. الرئيس دونالد ترامب يهدد الفلسطينيين بقطع المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة لهم سواء من خلال "الأونروا"، أو من خلال المساعدات المباشرة للسلطة الوطنية الفلسطينية.
يعتقد ترامب أن الأوطان يمكن أن تباع وتشترى، بالمال السياسي، ولذلك فإنه يخطئ مرة أُخرى، بعد أن اعتقد أن قراره بشأن القدس، يشكل ضغطاً على الفلسطينيين والعرب، يجعلهم يقبلون بما يعتقد أنه، صفقة القرن. مثل هذا المنطق يليق بتجار العقارات، وإبرام الصفقات، لكنه لا يليق برئيس دولة كبرى، ترتب لنفسها دوراً في حماية الأمن والسلم الدوليين. العقلية التي تدير البيت الأبيض، من شأنها أن تجعل البيت أكثر سواداً من الفحم، حين تزج بالولايات المتحدة في مواجهة مع المجتمع الدولي، والقانون الدولي، وتطلق التهديدات في كل مكان واتجاه. قبل إعلانه الأخير الذي ينطوي على تهديد مباشر بقطع المساعدات المالية عن السلطة الوطنية، لأنها كما يقول ترفض العودة إلى المفاوضات. كانت الإدارة الأميركية قد أعلنت عن تخفيض حصتها المالية في موازنة الأمم المتحدة بمقدار نحو ثلاثمائة وخمسين مليون دولار.
من الواضح أن عقوبات الولايات المتحدة ضد الأمم المتحدة، وضد السلطة الوطنية الفلسطينية، وضد الدول الفقيرة لن تقف عند حدود ما أعلنته واتخذته من قرارات حتى اللحظة، ذلك أن الأمر في الأساس هو أن الولايات المتحدة وضعت نفسها أمام العالم. إن هذه الإجراءات والمواقف تعيد صياغة دور ومكانة الولايات المتحدة عالمياً باعتبارها الدولة الاستعمارية التي تناصب المجتمع الدولي العداء، وتستحق أن تكون إلى جانب إسرائيل على رأس أعداء الشعب الفلسطيني والأمة العربية.
لا ينبس ترامب ولا أي مسؤول في إدارته اليهودية المتطرفة، ببنت شفة إزاء القوانين والقرارات والإجراءات الإسرائيلية التي تكرس سياسة التوسع، والاحتلال، وتنزلق أكثر فأكثر نحو مستنقع العنصرية.
لا يريد ترامب وإدارته المتهورة الاعتراف بأن إسرائيل هي المسؤولة حصرياً عن تعطيل وإفشال عملية السلام، ذلك أنه حين يفعل ذلك فسيكون عليه أن يعترف، أيضاً، بأن الولايات المتحدة تستحق الإدانة، للسبب ذاته الذي يتعلق بمسؤولية إسرائيل.
كيف يمكن لسياسي يقود أقوى دولة حتى الآن على وجه الأرض أن يعتقد بإمكانية استئناف المفاوضات، بينما تقود بلاده سياسة منحازة لإسرائيل التي لم تُبقِ ملفاً واحداً قابلاً للتفاوض.
فبعد مصادرة حق الفلسطينيين في القدس أولاً من قبل إسرائيل طيلة الوقت ولاحقاً من قبل الإدارة الأميركية، وبعد ذلك تحصين الإجراءات والقرارات الباطلة والمخالفة للقانون والقرارات الدولية من خلال تشريع يصدر عن الكنيست يمنع التفاوض بشأن المدينة الفلسطينية، كيف يمكن بعد ذلك أن يعود الفلسطينيون إلى أية مفاوضات؟
لقد سبق السيف العذل، إذ لم يعد ثمة ما يمكن التفاوض عليه بعد أن اتضحت طبيعة "صفقة القرن" التي تسعى وراء تحقيقها الولايات المتحدة. صفقة القرن التي أفضت حقيقة إلى صفعة القرن، تستظهرها القرارات والإجراءات الإسرائيلية التي تتقدم نحو مصادرة أجزاء كبيرة من الضفة الغربية بعد مصادرة القدس.
الليكود بالإجماع اتخذ قراراً بالتوجه نحو الكنيست لسن قانون يتعلق بفرض السيادة الإسرائيلية على أكثر من ستين بالمئة من أراضي الضفة الغربية، حتى يتخلص من الكثافة السكانية. هكذا تصبح صفقة القرن التي تسعى وراءها الولايات المتحدة واضحة تماماً، إذ ستفرض بدون مفاوضات على الفلسطينيين أن يقيموا دولتهم في قطاع غزة، وتترك ما تبقى من الضفة الغربية لصيغة ما من العلاقة مع الأردن. وطالما أن سياسة إسرائيل والولايات المتحدة قد أقفلت تماماً الطريق على العملية السلمية، فقد وضعت الدولتان نفسيهما في مواجهة، بل حرب مباشرة، مع الفلسطينيين ومن يقف إلى جانبهم. هذا هو المشهد دون رتوش، ودون مخادعة أو لف ودوران، وعلى هذا الأساس يترتب على الفلسطينيين، كل الفلسطينيين أن يقيموا حساباتهم، وأن يبنوا استراتيجياتهم لمواجهة التحديات الضخمة والخطيرة التي تواجههم، وتفرض عليهم التخلي عن الحسابات الصغيرة.
سيتلعثم الخطاب السياسي، الذي يستمر في الحديث عن رؤية الدولتين وعن إيجاد بدائل غير متوفرة عملياً للولايات المتحدة، في إدارة عملية سياسية هي في الأصل لم تعد موجودة.
وقد يتلعثم، أيضاً، الخطاب الذي يستمر في الحديث عن قرارات الأمم المتحدة، التي تتعلق ببعض حقوق الفلسطينيين، بعد أن فقد المجتمع الدولي القدرة على فرض تلك القرارات، والحقوق.
غير أن كل ذلك لا يعني البتّة إهمال الساحة الدولية بكل مفرداتها ومؤسساتها من العمل بجرأة وبتوسع، باعتبارها ساحة صراع مع الاحتلال ومع الولايات المتحدة. بإمكان إسرائيل أن تنسحب وقد انسحبت من اليونسكو لكن العمل السياسي والدبلوماسي الفلسطيني يمكن أن ينجح في طردها من أكثر من مؤسسة دولية، وأول هذه المؤسسات المجلس الدولي لحقوق الإنسان.
مطلوب في هذه الحالة مصارحة الأشقاء العرب، وتحميلهم المسؤولية عن مؤازرة الفلسطينيين في مواجهة الابتزاز الأميركي، وهم قادرون على أن يقدموا الدعم اللازم. لقد حان الوقت لكي يتجاوز العرب والمسلمون خطاب الشجب والاستنكار واتخاذ المواقف السياسية النظرية، التي لم تعد تؤثر لا على الولايات المتحدة ولا على إسرائيل. إن القضية الفلسطينية مهما أصابها من وهن ومن مؤامرات لا تزال صاحبة الفيتو في المنطقة العربية، وهي القادرة على رفع الغطاء الشفاف عن سياسات الدول التي تفكر بالتخلي عن واجباتها تجاه فلسطين وأهلها.
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


هل ستغلق البوابة التركية في إدلب؟
بقلم: كمال خلف

تفكيك «وكالة الغوث».. وحق العودة!
بقلم: هاني حبيب



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب طلال عوكل |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//