جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

في مواجهة قانون القومية اليهودية | بقلم: الدكتور علي محمد فخرو
في مواجهة قانون القومية اليهودية



بقلم: الدكتور علي محمد فخرو  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
11-08-2018 - 1441

عندما بنت دويلة «إسرائيل» جدار الفصل العنصري، وقلبت الضفة الغربية من فلسطين المحتلة إلى سجن كبير، وعندما استمرت في عملية قضم لصوصي لأرض الضفة الغربية ، المدان من قبل العالم كله، والمتعارض مع كل الحقوق والقيم الإنسانية، لبناء مستعمرات استيطانية للأغراب على حساب أصحاب الأرض وكيانهم الحقوقي المعترف به من قبل كل دول العالم، وعندما ظلت تتحدى العالم بسجن الألوف من شباب وأطفال عرب فلسطين، وبهدم البيوت، واقتلاع الأشجار، واستباحة غزة وأهلها.. عندما مارست تلك السلطات الاستعمارية العنصرية كلّ تلك القبائح الهمجية اعتبرناها تمارس أبارثايداً لا أخلاقياً، مماثلاً للأبارثايد الذي مورس في جنوب إفريقيا.
اليوم، تنتقل سلطات تلك الدويلة إلى مستوى أعلى في ميزان الشرور الشيطانية. إنها بقوانينها الجديدة، وعلى الأخص قانون الدولة القومية اليهودية، تهيئ الأجواء لممارسة رذائل التحقير، والاستعباد للإنسان العربي الفلسطيني، ولاجتثاث وجوده المادي والمعنوي في كل الأرض الفلسطينية، بل وفي كل منافي ومخيّمات لجوئه البائسة.
هذه هي الصورة التي تغيب عنها الأخلاق والقيم الإنسانية، ومشاعر التضامن البشري، وكل وحي جاءت به الديانات السماوية.
لسنا معنيين بسلطات دويلة الاحتلال التي أصبحت تجسّد عقلية المافيا التي لا تعرف إلا صنعة القتل، والابتزاز، واللصوصية. لقد فقدنا الأمل في أن توجد لديها صحوة ضمير، أو حتى أقلّ التزام بأيّ عرف دولي. هذا كيان أصبح خارج الاجتماع البشري، إذ يهذي بأنه شعب الله المختار المميز.
ولسنا معنيين بالاعتماد على الحسّ الإنساني، واحترام المواثيق الدولية وحقوق الإنسان عند أمريكا، أو أوروبا، أو روسيا، أصحاب النفوذ النسبي لدى الاحتلال، فهؤلاء لايعرفون إلا المصالح النفعية، حتى ولو قامت على أشلاء الدول والمجتمعات والبشر. تاريخهم، وتجارب العرب تشهد على ذلك.
لكن، ماذا عن الفلسطينيين، وإخوانهم، وأخواتهم العرب؟ فإذا كان ذلك لا ينهي كل صراع، وكل خلاف، وكل انقسام مصلحي، وكل مماحكة، بين كل فصائل الفلسطينيين، وأحزابهم، وأفرادهم، ودياناتهم، وإيديولوجياتهم ، فإننا لن نستطيع إلا الحكم بأن ضحية الاغتصاب اليهودي قد بدأت ترضى الاغتصاب السياسي، والثقافي، والوجودي، وتتلذّذ به، وتطلب المزيد. لن نجامل بعد الآن ، ولن نتستر على حفلات الزار، والجنون، والبلادات، والهمز، واللّمز، والكوميديات، فلقد تعب الشعب الفلسطيني من تقديم التضحيات، بينما يقوده البعض من محنة إلى محنة.
وإذا كان كل ذلك لا يقنع العدد المتزايد من الحكومات العربية المتجهة نحو التطبيع بصور علنية، وسرية، بأن سلطات هذا الاحتلال، وقسماً كبيراً من مؤسسات المجتمع المصطنع الذي أقامه، كانت ولا تزال، تتحدث عن اغتصاب ممتلكات المواطنين الفلسطينيين، واقتلاعهم من وطنهم، وترحيلهم خارج ذلك الوطن، والتمييز ضدهم في الحقوق الإنسانية كلّها، تمهيداً لإخراجهم من التاريخ، وجعل حاضرهم جحيماً لا يطاق، وإدخال مستقبلهم في مهبّ الريح، أي التنفيذ الكامل للإيديولوجية الاستعمارية الاستيطانية الاجتثاثية.. إذا كانت تلك الحكومات لم تقتنع بعد بذلك، حتى بعد القرارات الأخيرة بجعل فلسطين وطناً قومياً لليهود فقط، وبجعل مدينة الإسراء والمعراج حصرياً أبدياً لهم، فإننا لا نلام إن شممنا رائحة التخلّي عن التزاماتها القومية العروبية، بل والإعلان بأنها لا تنتمي إلى أمة العرب، ووطن العرب. وهي بإنهائها للمقاطعة السياسية، بعد أن نجحت في إنهاء المقاطعة الاقتصادية، تهيئ الطريق لتدمير النظام الإقليمي القومي العروبي في السياسة، والاقتصاد، والثقافة، والأمن والدّين.
نحن إذاً، أمام ملحمة كبرى، تتنامى بسرعة مذهلة لتصبح تراجيديا قومية وإنسانية كبرى. وهذا العالم يجب أن يعلم بأنه سيتعامل منذ الآن مع جنون صهيوني شمشوني سيدمّر نفسه، ومعه العالم كله.
لا مبالغة في ذلك، فالأخطبوط «الإسرائيلي» في كل مكان، وأدواته المالية، والإعلامية، والابتزازية في تعاظم.
ولذا أصبح الآن واضحاً أن وجود دولة يهودية، كما يخطّط لها عتاة إسرائيل ومن يناصرهم، سيعني أن الأرض العربية لن تنعم أبداً بالنمو الحضاري، والاستقلال، والعيش في سلام وتوحّد أجزاء مكوّنات أمّتها. فهذه الدولة المزمع إنشاؤها لن تسمح بذلك أبداً.
وما عادت مطالبات العالم كله بالإفراج عن السجناء الفلسطينيين، أوالتقليل من العنف الإرهابي الصهيوني، أو تخفيف الحصار عن غزة ، أو إيقاف الاستيطان أو معاودة المفاوضات تحت هذه المظلة أو تلك، أو قبول صفقة القرن الأمريكية الكاذبة في روحها ومضامينها.. ما عادت تلك المطالبات، وتلك الحلول مجدية.
ما عاد هناك إلا حل واحد: العمل على قيام دولة فلسطينية موحدة، يتعايش فيها المسيحيون والمسلمون واليهود، تقوم على أسس ديمقراطية مواطنية بحتة، مندمجة ومتناغمة مع محيطها العربي والإسلامي، جاعلة القدس محجة مرحبة بكل أتباع الديانات السماوية، بمعنى آخر بلد محبة وسلام.
وإلى حين مجيء ذلك الوقت علينا، نحن العرب، أن نبني سدّاً منيعاً في وجه أي علاقة اقتصادية، أو سياسية، أو أمنية أو ثقافية مع ذلك الاحتلال المجنون.

 

 

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


نهاية صفقة القرن، على وَقعِ انتصارات دمشق
بقلم: أمجد إسماعيل الآغا

الديمقراطية وحقوق الإنسان في الوطن العربي
بقلم: د. كمال خلف الطويل



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتور علي محمد فخرو |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//