جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

ما هي أوراق الأسد التي ستمنع الضربة الأمريكية | بقلم: أحمد خضور
ما هي أوراق الأسد التي ستمنع الضربة الأمريكية


بقلم: أحمد خضور  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
12-04-2018 - 1344


أعلنت واشنطن في نهاية شهر آب/ أغسطس 2013 أنها ستشن ضربة عسكرية على سوريا بسبب ما زعمت أنه "هجوم كيميائي" على الغوطة في 21 آب من العام نفسه من قبل الجيش السوري.
وأرسلت مدمرات عسكرية محملة بصواريخ كروز إلى البحر المتوسط، وقتها حصل تماما مثل ما يحصل الآن من تهويل إعلامي بشن ضربة على سوريا، وكانت الأغلبية متأكدة من حصول الضربة لأن تصريحات واشنطن كانت واضحة، وقلت يومها أنه من المستحيل أن يحدث هجوم عسكري أمريكي على سوريا لأن هذا سيشعل حربا إقليمية لن يكون بمقدور أحد تحملها ولا أحد يستطيع تحمل نتائجها، وبالفعل خلال ساعات خرج أوباما وقال لن نضرب سوريا لأن الكونغرس لم يوافق، وبعد ذلك قالوا أن سوريا تخلصت من الكيميائي ولا داعي للضربة.
تهدف هذه التصريحات لإعطاء دعم معنوي للمسلحين المؤيدين لواشنطن في سوريا، وتوجيه رسائل للمحور "الروسي — الإيراني — السوري — حزب الله" وهي تدرك تماما أن هكذا عملية ليس من السهل اتخاذ قرارها في البيت الأبيض ولا البنتاغون وخاصة وتحديدا حول سوريا، أما الآن وبعد أن تم القضاء على "داعش" واستعاد الجيش السوري حلب ودير الزور وحمص ومؤخرا الغوطة الشرقية والتي كانت الانتصار الأكبر على أدوات واشنطن في سوريا، وكذلك بعد أن بدأت واشنطن تشعر بضعف أدواتها الجديدة المتمثلة بالقوات الكردية "قسد" وغيرها، فقد بدأت أمريكا محاولة جديدة لتوقيف هذا المد القوي لقوات المحور، وما رافقه من تغير في موازين القوى في سوريا والشرق الأوسط، ولذلك بدأت بأسطوانة جديدة حول استخدام الكيميائي في دوما، وطبعا حلفائها الأطلسيون (وخاصة بريطانيا وفرنسا) جاهزون في التصريحات والدعم بجميع أشكاله.
في عام 2013 تراجع أوباما عن الضربة لأن الإدارة الأمريكية أدركت أن هكذا ضربة ستؤدي إلى إشعال الشرق الأوسط المشتعل أساسا ولكن بعد الضربة ستتوسع دائرة الصراع لتشمل من تخاف عليهم واشنطن.
أما الآن وبعد أن رسخ الأسد تحالفات سوريا الاستراتيجية مع روسيا وإيران والتي كانت موجودة أساسا في عام 2013، فإن أي هجوم أمريكي على سوريا هو سيشكل تهديدا حقيقيا للقوة الروسية والقوة الإيرانية وهذا ما لا تستطيع أمريكا الدخول فيه أبدا وهي تعرف حجم الرعب العسكري والصاروخي والجوي الذي تشكله كل من روسيا وإيران، وقد صرحت موسكو بشكل علني أن أي اعتداء على سوريا سيقابل بضرب القواعد التي أطلقت منها أي صواريخ على سوريا، وهنا نكون أمام حسم مسبق لمجريات الأمور.
من جهة أخرى إن مسألة قدرة السلاح الصاروخي الهجومي والدفاعي السوري اليوم على ضرب مواقع التواجد الأمريكي في سوريا أو على السواحل السورية لا تستطيع أمريكا المغامرة بها وخاصة أن سوريا تشتهر بسلاحها الصاروخي الإستراتيجي، وكان "حزب الله" قد تمكن سابقا من ضرب البارجة الحربية الإسرائيلية أثناء حرب تموز 2006، فكيف إذا ستكون قدرة الصواريخ السورية؟؟؟.
واشنطن لن تغامر في حرب أو هجوم قد يؤدي إلى فتح جبهات جديدة في الجنوب والشمال السوري، وخاصة بعد أن استعاد الجيش السوري مواقع قريبة من الجولان السوري من سيطرة المسلحين المتحالفين مع واشنطن، وأصبحت إمكانية إشعال حرب وخلط الأوراق متاحة للجيش السوري و"حزب الله" بشكل أكبر وأسهل وهذا العامل تحديدا هو العامل الأقوى في كل ما ذكرناه سابقا، وهذا كان سبب دعم إسرائيل المفتوح والمطلق لمسلحي الجنوب السوري من أجل عدم السماح للجيش السوري من الاقتراب من خطوط التماس مجددا، وقد أدى المسلحون دورا هاما بالنسبة لإسرائيل في محاربة الجيش السوري ومحاولة تدمير كل مواقع الدفاع الجوي السورية التي كانت الهدف الأول للمسلحين، ولكن هذا لم ينفعهم حيث تمكن سلاح الدفاع الجوي السوري من إسقاط الطائرة الإسرائيلية "إف 15" في شهر شباط/ فبراير الماضي.
أمريكا التي تدرك أن الأسد اقترب من الانتصار في الحرب السورية على المخطط الذي هدف إلى الإطاحة بالدولة السورية وتفكيك الجيش السوري، وهو الآن يخطط لإخراجها من الشرق السوري، وما حديث ترامب عن انسحاب أمريكي من سوريا إلا قراءة مسبقة لما هو قادم في الشرق السوري، وما هذا التصعيد الأمريكي إلا كرد فعل مسبق على ما هو قادم، ولكن بعد قراءة متأنية من قبل الإدارة الأمريكية لنتائج هكذا هجوم، سينتهي قبل أن يبدأ، إلا في حال تم قصف موقع محدد لمرة واحدة لمدة 10 دقائق والإعلان بعدها أن المهمة تمت بنجاح وانتهى الموضوع.
وتدرك الإدارة الأمريكية أنه وفي حال قامت بحرب على سوريا، فإن النتيجة ستكون التسريع بإنهاء الصراع السوري الدائر منذ عام 2011.
حن هنا لا نتحدث عن أفغانستان وسط آسيا والتي هجمت عليها الولايات المتحدة في عام 2001، ولا نتحدث عن ليبيا التي كانت بلا أي محور يدعمها وبجيش جله قبائلي وغير منظم عندما هاجمها الأطلسي عام 2011، نحن نتكلم عن سوريا في شرق المتوسط، وفي قلب العالم، صاحبة جيش قوي ومتماسك، خاض حروب 7 سنوات ومازال ضد أشرس التنظيمات خطورة في العالم، سوريا صاحبة التحالفات الإستراتيجية الناجحة، وهي في قلب محور عسكري جبار يمتد من روسيا صاحبة الترسانة العسكرية الجبارة مرورا بإيران الدولة القوية صاروخيا وصولا إلى "حزب الله" الذي هزم إسرائيل في عام 2006 بعد حرب 33 يوما دخلت فيها كل أسلحة إسرائيل المتطورة الجوية والفضائية والبرية والبحرية وبالنهاية تمكن "حزب الله" من فرض شروطه والانتصار بشكل مطلق وليس نسبي.
توقعوا بين ساعة وأخرى أخبارا من الولايات المتحدة وتصريحات جديدة عن دراسة كذا والنظر في كذا وسوف نعاقب وأيام معدودة وإلى ما هنالك من تصريحات ترفع الأدرينالين عند البعض الذي ينتظر لحظة سقوط الدولة السورية، وقد بدأ البحث عن مخرجا لهذه الضجة الإعلامية التي أوقعوا أنفسهم بها.
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


15 عاما على غزو العراق، هل حان الوقت لمحاكمة بوش؟
بقلم: أحمد عبد الوهاب

الطائفيــــة ُ سـِلاحُ الغـــــرب الأمضى لتفتيت الشّـــــرق الأوسط
بقلم: حميدالطاهري



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب أحمد خضور |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       المملكة العربية السعودية تبحث الانضمام إلى مصرف تابع لبريكس كعضو جديد//حريق هائل يدمر مصنعاً في ولاية نورث كارولينا الأمريكية//الصومال تعلن عن انتخابات بالاقتراع العام المباشر اعتباراً من 2024//آسيانا إيرلاينز توقف حجز مقاعد الطوارئ على رحلاتها//       وزير الزراعة خلال جولة في القلمون: تشكيل لجان وفرق علمية لإعادة إحياء المنطقة زراعياً// أخبار الأمة والعالم:إصابة فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال شمال الخليل//       مباحثات سورية إيرانية لتطوير التعاون في مجالات النقل//منشأة الأبقار في طرطوس تحصل على 100 رأس من البكاكير الحوامل//       وضع مبنى فرع الجهاز المركزي للرقابة المالية بحلب بالخدمة بعد إعادة تأهيله//ترحيل الأنقاض من سوقي خان الحرير وعماش في درعا تمهيداً لاستثمارهما//معرض للزهور وفعاليات ثقافية متنوعة في الحديقة البيئية بجرمانا//المركزي يحدد سعر الصرف للحوالات والصرافة بـ 8200 ليرة للدولار الواحد//       أخبار محلية:انطلاق أعمال مجلس الاتحاد العام للفلاحين لمناقشة الواقع الزراعي وتسويق المحاصيل الزراعية//تسجيل طلبات تأهيل منازل متضررة جراء الإرهاب في قرى بريف اللاذقية//باحث تشيكي: سورية لها دور فعال في مكافحة الإرهاب//       بوتين: أيديولوجية الهيمنة والتفرد ستصبح جزءاً من الماضي//       بدء اجتماع قادة دول الاتحاد الاقتصادي الأوراسي الخمس في موسكو//       الخارجية الروسية تستدعي سفراء ألمانيا والدنمارك والسويد احتجاجاً على غياب نتائج التحقيقات في تفجير (السيل الشمالي)//بوتين خلال اجتماع قادة الاتحاد الأوراسي: التعاون في إطار الاتحاد يتقدم بنجاح//       ذكرى عيد المقاومة وتحرير الجنوب اللبناني//شخصيات وأحزاب لبنانية: يوم المقاومة والتحرير يوم وطني مجيد وعيد الانتصار التاريخي//لبنان يحذر من نوايا (إسرائيل) في تهديد السلم والأمن الإقليميين//       أخبار الأمة والعالم:مستوطنون يتلفون محاصيل الفلسطينيين في بلدة بيت أمر بالخليل//أشتية: مخططات الاحتلال الاستيطانية تطهير عرقي بحق الفلسطينيين//شويغو: الدول الغربية زودت أوكرانيا أسلحة بقيمة 65 مليار دولار//       انتهاء الامتحانات الأخيرة للصفوف الانتقالية//رحيل مجدد التراث الموسيقي العربي حسين نازك عن عمر ناهز الـ 81 عاماً//بدء عملية حصاد العدس في الحسكة//