جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

15 عاما على غزو العراق، هل حان الوقت لمحاكمة بوش؟ | بقلم: أحمد عبد الوهاب
15 عاما على غزو العراق، هل حان الوقت لمحاكمة بوش؟



بقلم: أحمد عبد الوهاب  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
10-04-2018 - 1294
العراق البوابة الشرقية للعرب، كان هدفا لعمليات غزو وتقسيم على مدار قرون طويلة في الماضي والحاضر، وقد كانت بغداد صخرة في وجه الغزاة رغم السيطرة عليها أكثر من مرة والتي كان آخرها التاسع من أبريل/ نيسان من العام 2003، على يد القوات الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن.
لم تكن الذرائع التي ساقتها الولايات المتحدة الأمريكية لدخول العراق تمثل واقعا على الأرض رغم تأكيدات الآلة الإعلامية الغربية بحيازة العراق لأسلحة الدمار الشامل المزعومة، والتضخيم الهائل في قدرات العراق العسكرية، بل كان العراق وقت الغزو الأمريكي في مارس/ آذار 2003 منهكا هزيلا جراء حصار ثلاثة عشر عاما برا وبحرا وجوا، حتى أن سلاح الطيران الحربي لم يكن باستطاعته التحليق فوق بغداد.
لعبت الاستخبارات الأمريكية خلال فترة الحصار الخانق دورا كبيرا، واستطاعت أن تخترق صفوف بعض القطاعات في الجيش، وتجنيدهم لصالحها عندما تحين "ساعة الصفر"، المعركة التي أكد الأمريكان أنه لا مفر منها، بل كانت عملية الغزو الأمريكي إحدى الخطوات للسيطرة على المنطقة ومقدراتها بعد أن أصبحت الولايات المتحدة القطب الأوحد في العالم في أعقاب سقوط الاتحاد السوفييتي السابق.
كانت هناك جهود دولية خلال فترة حصار العراق وضغوط على الرئيس العراقي الراحل للحصول على أكبر قدر من التنازلات؛ لمنع الحرب التي تلوح بها أمريكا "بوش"، وبشكل خاص بعد أن أصبحت القوات الأمريكية على بعد كيلومترات من الأراضي العراقية في "أفغانستان"، لم يكن بوش بحاجة لجلب قوات كبيرة من الولايات المتحدة، بعد أن جمعت تحت طواعيتها تحالفا يضم عدد من الدول الغربية مثل بريطانيا وفرنسا واليابان وعدد من الدول العربية.
كانت هناك مهلة أممية وشروط ينبغي على صدام حسين القبول بها لمنع نشوب الحرب، وكان الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان، يقوم بجولات مكوكية من أجل قبول صدام حسين بالشروط الأمريكية، التي كانت تمثل قيودا على العراق وانتهاكا لسيادته، وكانت الآلة العسكرية الأمريكية تنتظر الإذن بالبدء بعد أن حددت أهدافها منذ سنوات.
لم يتبق سوى ساعات قلائل وتنتهي المهلة الأممية، الأنباء تتوارد حول موافقة بغداد على الشروط الأمريكية، وهنا يتنبه بوش "الابن" أن السيناريو الأمريكي والتوقيت الذي طال انتظاره قد يتأخر عشرات السنين لو أتيحت الفرصة لصدام حسين، لإعلان قبوله بشروط الأمم المتحدة، ساعات قليلة جداً متبقية على المهلة
انتهى يوم التاسع عشر من مارس / آذار 2003، وتعدت الساعة الثانية عشر ليلة 20 مارس / آزار 2003، بوش"الابن" يعطي إشارة البدء لضرب العراق وقبل أن تنتهي المهلة بساعات، وتتوالى بيانات الحرب، ويستمر القصف الجوي لتدمير البنى التحتية في العراق بالكامل، الجميع يترقب وينتظر رد الفعل العراقي، تصريحات عراقية رسمية تؤكد أن الجيش العراقي المتمرس على القتال والخبير بأرضه يخوض معارك برية كبيرة ضد الغزو الأمريكي في معظم المناطق.
بوش الابن والذي صرح في وقت سابق أن العراقيين ينتظرون الجيش الأمريكي بالورود، ها هو اليوم في العراق وجنوده يلتقطون الصور التذكارية مع باقات الورود الأمريكية في الزي العراقي، وتستمر عمليات القتال بين الجيش العراقي وبين الغزاة الأمريكيين ما يقارب الثلاثة أسابيع من البطولات والإصرار على النصر وهم من ظلوا ثلاثة عشر عاما تحت الحصار، ومنعت عنهم الأدوية والأطعمة وقطع غيار المصانع والمعدات وغيرها من وسائل الحياة.
بدأت تنكشف القوات الأمريكية بعد عمليات الاقتحامات البرية، نظرا لتحييد سلاح الجو الأمريكي نتيجة المواجهات المباشرة، فالعديد من عمليات القصف الجوي كان ضحاياها من التحالف الأمريكي.
ثلاثة أسابيع من الحرب الأمريكية على العراق دمرت فيها البنى التحتية بالكامل، بل وحولت الحياة إلى جحيم، بعد أن طال القصف كل شىء ولم يعد هناك مفر من القتل أو السجن أو المطاردة والتنكيل، بدأ صوت المعركة يخفت شيئا فشيئا، إلى أن جاء يوم العاشر من أبريل / نيسان من العام 2003، ليخرج وزير الإعلام العراقي بنبرته الحادة لؤكد على الهواء أن مفاجئات تنتظر "العلوج" بعد قليل وكانت رحا معركة مطار صدام تدور رحاها، وكانت نبرات الصحاف تشير إلى أن هناك تخطيط وتأكيدات عسكرية من الجيش بأنه يمتلك زمام معركة المطار.
لم يمر وقت طويل حتى اختفت كل مظاهر تواجد الجيش العراقي في بغداد، وظهرت مجموعات عراقية تعتلي الدبابات الأمريكية وتقوم بهدم كل مظاهر الدولة، وتفتح القوات الأمريكية السجون والمعتقلات وتترك أبواب الهيئات والوازارات والمتاحف وكل تاريخ العراق للنهب والسرقة في سابقة خطيرة لم ترتكبها أكثر الجيوش همجية في العالم.
الكارثة الأكبر والتي لم تفعلها أيضا أي من قوى الغزو والاحتلال في العالم والتي هى جريمة دولية وإنسانية بكل المقاييس هو قيام بوش الابن بإعلان حل وتسريح الجيش العراقي وإنهاء أي وجود للدولة تحت الاحتلال، وتعيين حاكم أمريكي، بول بريمر، والذي أعاد تشكيل الخريطة السياسية من "المنطقة الخضراء" وسط بغداد بما يخدم المصالح الأمريكية.
الفاصل ليس كبيرا بين اختفاء الجيش العراقي وأسلحته في أبريل / نيسان من العام 2003 وبين ظهور المقاومة العراقية، والبدء في حرب استنزاف ضد القوات الأمريكية بشكل غير مسبوق، وتم إلقاء القنابل على وجه بوش الابن ومن معه بدلا من الورود التي كان ينتظرها، وهو ما دفع بوش إلى إعلان انتهاء العمليات العسكرية الرئيسية في العراق في 2مايو / آيار 2003، وقال في خطابه، الذي القاه أمام حشد من العسكريين الأمريكيين على متن حاملة الطائرات إبراهام لنكولن، إن الحرب شنت بهدف تحرير شعب العراق وتحقيق السلام للعالم، وأكد بوش أن ديكتاتور العراق — حسب وصفه — قد سقط، وأن العراق قد حرر، وأن القوات الأمريكية تقوم الآن فيه بعمليات حفظ الأمن وإعادة البناء.
بالفعل كان إعلان بوش عن تحرر العراق والتنمية يعبر عن الواقع الذي يراه، حيث ذكرت تقارير إعلامية أنّ حصيلة الضحايا العراقيين من المدنيين ومنذ بداية الاحتلال الأمريكي عام 2003، وبحسب بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي"، تكفي لأن تدخل بغداد موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، حيث أن عدد القتلى بفعل أعمال العنف كما قالت "يونامي" حتى الآن في العراق كما يلي:
— 12 ألفا و133 سقطوا في 2003
— 11 ألفا و736 في 2004
— 16 ألفا و583 في 2005
— 29 ألفا و451 في 2006
— 26 الفا و36 في 2007
— 10 آلاف و271 في 2008
— 5 الآف و373 في 2009
— 4 آلاف و167 في 2010
— 4 آلاف و153 في 2011
— 4 آلاف و622 في 2012
— 9 آلاف و851 في 2013
— 20 ألفا و169 في 2014
— 17 ألفا و502 في 2015
لم تجف دماء العراقيين منذ العام 2003 وحتى الآن ما بين قتل طائفي "على الهوية"، وقتل في تفجيرات، وصراع طائفي غير مسبوق، وتمزيق البلاد ومسخ هويتها وتاريختها وتدمير اقتصاد هذا البلد النفطي الكبير، كما أتاح الغزو الأمركي وأعطى الفرصة لزرع الإرهاب بشكل مرعب، بل أن تنظيم "داعش" الإرهابي والذي استطاع خلال شهور قلائل بسط سيطرته على مساحات شاسعة من الأراضي العراقية والاستيلاء على أسلحة الجيش العراقي ومعداته وبطرق سهلة وبدون مقاومة.
وكما يقال أمريكا جاءت بالداء واحتفظت هى بالدواء، ولن تترك والمنطقة إلا مجبرة على ذلك، وما الصراع الذي يحدث في سوريا اليوم إلا تخوف أمريكي من انتهاء دورها في المنطقة وحلول قوى كبرى كروسيا والصين لتبوء مكانها الطبيعي في العالم، لذا تحاولت الولايات المتحدة اليوم برئاسة ترامب اشعال الصراعات في المناطق الحساسة في العالم من أجل إيجاد ذرائع للبقاء، وما قرار ترامب بنقل السفارة الأمريكية للقدس إلا أحد الأدوات التي تدير بها واشنطن الصراع في المنطقة.
لكن لن يسير العالم في الركاب الأمريكي إلى ما لا نهاية وبوادر الانكماش الأمريكي وإعادة تشكيل القوى في العالم، بدأت تظهر على السطح لتقول "لا" للابتزاز الأمريكي والدور المشبوة الذي تلعبه في المنطقة، فهل حان الوقت لمحاكمة بوش.
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


بن سلمان، شراء عرش في مملكة للبيع
بقلم: أمين أبوراشد

ما هي أوراق الأسد التي ستمنع الضربة الأمريكية
بقلم: أحمد خضور



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب أحمد عبد الوهاب |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       صحفي أمريكي: لن يتردد الغرب في إشعال حرب عالمية ثالثة للحفاظ على هيمنته//مقتل 27 إرهابياً من حركة الشباب في الصومال//هزة أرضية بقوة 5.1 درجات تضرب إندونيسيا//وزير خارجية الفلبين: نسعى لتطوير علاقات أكثر فعالية مع روسيا//       أخبار الأمة والعالم:استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين بعدوان للاحتلال على مخيم نور شمس بطولكرم//أرمينيا تدعو إلى إرسال بعثة أممية إلى إقليم قره باغ//مقتل جندي باكستاني خلال عملية عسكرية شمال غرب البلاد//مقاتلات روسية تستهدف مراكز قيادة أوكرانية في دونيتسك//       محكمة شعبية دولية لمحاكمة امريكا عن جرائمها // شكوى بخصوص ما ارتكبته الولايات المتحدة الامريكية والمرتبطين بها في منطقة غربي اسيا ومانتج عنها من خسائر بشرية ومادية ومعنوية للدول وشعوبها//       أخبار محلية:الرئيس الأسد والسيدة الأولى يحضران مأدبة رسمية أقامها الرئيس الصيني قبل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية//الصفدي وعبد اللهيان يبحثان عدة قضايا بينها الوضع في سورية//صباغ يلتقي غوتيريش وإيجر والحديث يدور حول الاحتياجات الإنسانية في سورية//بدء قطاف محصول القطن في محافظة الحسكة//لافروف يطالب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بإلغاء العقوبات المفروضة على سورية//باحث روسي: زيارة الرئيس الأسد إلى الصين وإقامة علاقات شراكة إستراتيجية حدث تاريخي مهم//وضع مركز اتصالات قصيبة بريف القنيطرة بالخدمة بعد إعادة تأهيله//       ليبيا: ابتلاع البحر لمدينة درنة سياحية نتيجة عاصفة//ضحايا 20000 و دمار غير مسبوق//       التعليم العالي تعلن مفاضلات القبول الجامعي وفرز طلاب السنة التحضيرية ودليل الطالب// أخبار الأمة والعالم:قوات الاحتلال تعتقل 14 فلسطينياً في الضفة الغربية وقطاع غزة//ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال في المغرب إلى 2946 شخصاً//       أخبار محلية:استشهاد عسكريين اثنين وإصابة ستة آخرين جراء عدوان إسرائيلي على ريفي طرطوس وحماة//المقداد لوزير الخارجية اللبناني: سورية ترحب بعودة جميع اللاجئين وعواقب استمرار الاحتلال التركي والأمريكي تعيق هذه العودة//وزير السياحة يفتتح منشأة للسياحة الشعبية قرب جبلة//       كونتي: السياسات الغربية لم تنجح في عزل روسيا//ثلاثة قتلى من (المارينز) إثر تحطم طائرة عسكرية أمريكية بأستراليا//اجلاء 388 شخصاً جراء الفيضانات شمال شرق الفلبين//       أخبار الأمة والعالم:الاحتلال يجدد اعتداءاته على مراكب الصيادين الفلسطينيين//       أخبار محلية:الرئيسان الأسد ولوكاشينكو يتبادلان التهاني بمناسبة الذكرى الثلاثين للعلاقات الدبلوماسية البيلاروسية السورية//ميليشيا (قسد) والاحتلال الأمريكي مستمران في تفكيك وسرقة خطوط السكك الحديدية// انطلاق أعمال المؤتمر السوري الروسي الأول للطب النفسي في دمشق//الوزير مخلوف يطلع على سير العمل بمركز استقبال طلبات الاستفادة من الصندوق الوطني لمتضرري الزلزال//       طهران: لا يمكن للأعداء عرقلة التطور المتزايد لصناعاتنا الدفاعية//الطيران الروسي يستهدف مواقع تمركز قوات نظام كييف في زابوروجيه//