جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية المقاومة القانونية | توثيق جرائم الصهيونية

وسيط شريك في الإبادة والحصار: حرب حتى النهاية! | بقلم: الدكتور عدنان منصور
وسيط شريك في الإبادة والحصار: حرب حتى النهاية!



بقلم: الدكتور عدنان منصور  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
14-02-2024 - 235

أن تقوم دولة ما، بوساطة لفضّ نزاع او إنهاء حالة حرب بين دول، فهذا أمر جيد وإيجابي، لا سيما إذا كان الوسيط يتمتع بصدقية وحيادية وموضوعية، وأخلاقية ذات أبعاد إنسانية. لكن ان تطرح دولة نفسها وسيطاً، وهي منخرطة في حرب وطرف مباشر أو غير مباشر فيها، فهذا ما يعرّي وساطتها ويجعلها منحازة لجهة على حساب أخرى.
الوساطة المنحازة، الفاقدة للصدقية والثقة تنطبق على واقع حال الولايات المتحدة ورئيسها جو بايدن، الذي آثر أن يقدّم نفسه منذ بداية الحرب على غزة أنه صهيوني، وداعم لـ «إسرائيل» دون تحفظ، في الوقت الذي لا يتوقف فيه بايدن عن الإعراب عن «قلقه» أمام العالم، و»حرصه» الشديد على الأمن والاستقرار، والسلام في المنطقة، والعمل على إنهاء الحرب في غزة.
الولايات المتحدة منذ اليوم الأول للحرب، تعمّد رئيسها «الصهيوني» – كما وصف نفسه – الوقوف الى جانب «إسرائيل»، وهو يغضّ النظر عن المجازر والإبادة الجماعية الممنهجة، وسياسة الحصار والتجويع والتهجير التي يرتكبها جيش الاحتلال «الإسرائيلي» ضدّ المدنيين في قطاع غزة.
أيّ وسيط هو الوسيط الأميركي في هذا المجال؟! في القانون والعرف الدولي، على الوسيط أن تتوفر فيه شروط الوساطة، على ان يكون نزيهاً، شريفاً، صادقاً، شفافاً، شجاعاً، حيادياً، وأن لا يفعل بما يرضي أهدافه الخفية الخبيثة، ويقيس الأمور بمعيارين، وأن يكون ذا سمعة طيبة، ولديه سلوك سياسي أخلاقي رفيع. فهل صفات الوسيط هذه تنطبق على الولايات المتحدة وهي تقوم بوساطتها بغية إنهاء الحرب على غزة؟! وأي معيار تعتمده أميركا وهي التي عانت من حروبها الشعوب المقهورة، التي ذاقت من عنجهيتها، وتسلطها، واستبدادها الأمرّين. وما شعب فلسطين إلا واحد من الشعوب الحرة الذي عانى ويعاني من سياسة الظلم، والقهر، والعنصرية الأميركية والإسرائيلية بحقه!
على مدى أربعة أشهر من العدوان الإسرائيلي، أظهر الرئيس الأميركي جو بايدن حرصه على الاستقرار والسلام وهو الذي بعد أيام من العدوان الإسرائيلي، طلب من مجلس النواب الأميركي تقديم مساعدات عاجلة لـ «إسرائيل»، حيث لبّى المجلس طلبه يوم 2 تشرين الثاني 2023 ووافق على مشروع قانون يقضي بتقديم مساعدات لها، بقيمة 14.3 مليار دولار، وهي مساعدات اعتبرها رئيس مجلس النواب مايك جونسون، مساعدات تكميليّة غايتها «تزويد «إسرائيل» بأنظمة أسلحة متطوّرة، ونظام القبة الحديديّة للدفاع الصاروخي… وأنّ هذه المساعدات ضرورية ومهمة للغاية حيث تدافع «إسرائيل» عن حقها في الوجود!».
الدعم العسكري الأميركي لدولة العدوان متواصل، وهذا ما كشفت عنه صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، عندما ذكرت مؤخراً انه منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أرسلت الولايات المتحدة لـ «إسرائيل» 230 طائرة شحن، و20 سفينة محملة بالآليات والمركبات والمعدات العسكرية والأسلحة المختلفة.
في الرابع من شباط/ فبراير الحالي، كشف النقاب في مجلس النواب الأميركي عن تشريع يتضمّن تقديم مساعدات عسكرية جديدة لـ «إسرائيل» بقيمة 17.6 مليار دولار في إطار حربها ضدّ حماس.
مع الدعم الأميركي العسكري لـ «إسرائيل»، والانحياز السافر الى جانبها، لم تتأخر واشنطن في تقديم الدعم الاستخباري واللوجستي، والسياسي، والدبلوماسي، والإعلامي لها، والدفاع عن جرائمها التي برّرها بايدن ووضعها في خانة «الدفاع عن النفس»!
نتنياهو قرّر الذهاب حتى النهاية في حربه، واضعاً نصب عينيه إزالة حماس من غزة والقضاء نهائياً عليها. ولن يكتفي بذلك بل هو مصمّم على تفريغ غزة من سكانها مهما بلغت جرائمه، طالما أنه يستند الى دعم وتغطية مطلقة من الإمبراطورية المستبدة، وإنْ أظهرت هذه الأخيرة مواقف معسولة خبيثة، تصبّ في خانة الاستهلاك، ولا تكبح جماح مجرم الحرب في تل أبيب.
لا مجال أمام نتنياهو للتراجع، او موافقته على مطالب المقاومة الفلسطينية ووقف إطلاق نار دائم، والانسحاب من القطاع، لأنّ هذا إنْ حصل يشكل هزيمة منكرة له ولجيش الاحتلال، ويؤدّي الى خلخلة الكيان من الداخل المتصدّع أصلاً. كما انّ أميركا تريد حلاً على الطريقة الإسرائيلية طالما انّ الأهداف المشتركة بين الطرفين واحدة، لجهة التخلص من المقاومة، وطيّ القضية الفلسطينية، والسير قدماً في تطبيع دول المنطقة مع الكيان، وتمهيد الطريق لها، وتحضيرها مجدّداً للدخول في بيت الطاعة الأميركي – «الإسرائيلي:، وتغيير خريطة دول منطقة غربي آسيا.
نتنياهو يرى في الاستمرار في الحرب المدمرّة، خشبة الخلاص له، للخروج من المأزق، ومن الملاحقة القضائيّة التي تنتظره بعد انتهاء الحرب.
نتنياهو بمغامرته وجنونه، وبدعم واشنطن له، يماطل، ويبتز، ويستشرس. هو مصمّم على رفض مطالب المقاومة، ويريد الإجهاز عليها، والاستمرار في حرب الإبادة الجماعية، وتوسيعها إلى رفح، المتنفس الوحيد الباقي للقطاع، بغية خنقه،
ومن ثم إكراه الفلسطينيين على النزوح قسراً الى خارج القطاع حيث سيناء تبقى الخيار الوحيد لهم.
موقف مصر اليوم بالغ الأهمية، وهو في الميزان، لأنّ رفضها وتصدّيها لنزوح الفلسطينيين إليها قسراً أو طوعاً، يحبط المشروع «الإسرائيلي» – الأميركي في الصميم، ويصون مجدّداً قضية فلسطين، ويحمي شعبها من الشتات والتهجير. مصر بوقفتها الشجاعة، ستستعيد مجدّداً دورها الطليعي، ومكانتها العربية، ووهجها الساطع في أمّتها، حيث ستجد شعوب الأمة تصطف إلى جانبها وتدعمها…
إزاء تمادي العدوان الإسرائيلي، وعربدة مجرم الحرب، لم يعد من خيار أمام الفلسطينيين وجبهة المقاومة في المنطقة إلا خيار واحد، وهو الاستمرار في مقارعة دولة الاحتلال، إذا ما ارادت أن تحمي وتصون وجود شعوبها وأرضها ومستقبلها.
إنّ المنتصر في هذه الحرب، هو الأقوى إيماناً، وصموداً، وتضحية، وتجذراً. فلا مساومة على الجوهر وعلى الوجود مع الكيان العنصري المؤقت.
إنها معركة حياة ومصير، ووجود.
لأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، وفي أصعب الأوقات والظروف، ومن غزة بالذات، يسطر شعب فلسطين بدماء شهدائه، أعظم ملحمة لم يشهد العالم مثيلاً لها، ملحمة تليق به وبكرامة أمته وعزتها، التي خذلها الكثيرون من المرتدّين عنها.
إنها حرب صمود وإرادات، وعضّ على الأصابع بين مقاومة وطنية مستمرة، ودولة احتلال مؤقتة، حيث المنتصر فيها صاحب الصمود والإرادة الأقوى. وهل هناك إرادة أقوى من إرادة الشعب الفلسطيني الذي أذلّ جيش العدوان الإسرائيلي في ميدان القتال، ومرّغ أنفه في تراب غزة وهو المدجّج بأحدث أنواع أسلحة الدمار الفتاكة في العالم…!


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//