جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية المقاومة القانونية | توثيق جرائم الصهيونية

استراتيجية الأدب المقاوم | بقلم: الدكتورة هالة الأسعد
استراتيجية الأدب المقاوم



بقلم: الدكتورة هالة الأسعد  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
06-02-2024 - 167

الدم والنار.. والنصر قرار

يعتبر الأدب بكل اقسامه إحد الجبهات المقاومة التي أقرت أنه // بالدم والنار.. النصر قرار// بل من أكثر الجبهات تأثيراً في جبهة المقاومة الثقافية ، حيث أننا نرى في جامعة الأمة العربية المقاومة أن تسمى مقاومة ثقافية ومقاومة أدبية بدلاً من الأدب المقاوم نتيجة لهذا التأثير والحاجة للمقاومة المسلحة لها بل هي كلمتها ومنطوقها،
وكونها مقاومة بحد ذاتها فإنها تعتبر جزء من حرب هجينة شاملة متنوعة شنّت على الحق وأصحابه .. لذا لابد من مقاومة هجينة بحسب المصطلح العسكري والثقافي لمواجهة هذه الحرب الظالمة، وجبهة الأدب هو بابها ومحرابها، وان لذلك استراتيجيات وليس عملاً ارتجالي . فهذه الاستراتيجيات تعمل على ايصال الرسائل السياسية والمبدئية، ضمن خصائص متعددة منها:
1- تعدد أساليب الأدب والثقافة بكل تفاصيلهما ، كاستخدام القصة والشعر، وبكل مناحيهما اللذان قد يشملان التمثيلي والسماعي ، كالفلم والمسرح حيث تعتبر أدوات لتثبيت الفكر المقاوم ، بل لتثبيت النهج والمبدأ في عقل المتلقي. ويؤثر أكثر ما يؤثر في الموضوع التربوي كالقصة . اذ يكون المستهدف هو النشء أو الطفل وقد يكون تربية أدبية وطنية ، كالتي تحافظ على لغة الطفل في ما نواجه به اللغة من كتابات بأرقام لاتينية القصد منها ان يفقدونا أهم عنصر من الهوية، وقد تكون بأسلوب تمثيلي كمسرح الطفل أو الصور المتحركة .
وينبغي أن تكون بالأناشيد الشعرية والحماسية التي تخلق حالة وطنية عاطفية مهمة تحدد وجهة التفكير .
2- كما يمكن أن تحمي فكرة الرمز وحمايته ، وابراز الخصوصية والبطولة لدى القدوة في مجتمع او في النهج الوطني، أو القيادي المقاوم أو في التاريخ ، حيث اظهار أحداث وطنية حالية أو تاريخية او حتى تراثية وهي تؤكد على ثقتنا بمقاومتنا من خلال ايماننا بالقدوة والقيادة في المقاومة وتسليمهم وبثقة مقاليد القيادة لمسار النهج ومسيرته وتعميم المفهوم المبدئي والسياسي المراد ايصاله
3- الأهم في مدلول الأدب المقاوم شعراً أو نثراً ..صورة او شكل أو تجسيد أن يظهر حجم البطولات لتبيان تضحيات المقاومة للوصول الى الايمان بما قدّره الله أنه عمل مقدس وقدسيته بتقدير ان النتيجة وعد الله الذي به وعد الأخيار والمدافعين عن الحق، للوصول الى نصر ولذلك كان عنوان // الدم والنار.. والنصر قرار // بقرار المقاومة طريقنا الى السيادة والاستقلال ونبذ التبعية والذل الى وجهة العزة والكرامة .
4– التأكيد على التذكير بشخصيات واعمال ادبية عالمية لتبيان أن المصير الحلم يكون من خلال التمسك والايمان بالمبادئ والثوابت ، حيث أنّ الامر لا يمكن الا ان يكون مدروس وليس بطريقة ارتجالية ، ولا باس لو دخل النص الادبي او الشعري الذي يخطب العاطفة وربما احياناً يثير الشجن او يستنهض مجتمع فيستنهض أمّة وهنا مكمن الأهمية ، ربما يكون نص أدبي أو شعريا أو نصاً منهما مغنّى . يتناسب مع الموضوع فيثير الحماسة ، لذلك فانه قد يكون حماسي أو تربوي أو فلسفي وبطرق متعددة فيوصل الرسالة السياسية والوطنية الى المستهدف ، وقد يكون لها من التأثير في المقاومة تساوي الرصاصة حيناً وقد تفوق اذا أُحسن توجيهها بالشكل الصحيح والفاعل ،
5- يحتاج النص الى ألفاظ جزلة في سياق منهجي يعبّر عن عزة النفس ،والايمان بالمقاومة للوصول الى السيادة وحفظ الكرامة والحفاظ على الهوية ، والثقة بهذا النهج المقاوم الذي يوصل المستهدف بالنص الأدبي ، الى انسانيته المتمتعة بالعز وتعطي الأمل في حماية الوطن والانسان .
ومن الأهمية بالأدب المقاوم ..اعتماده على اللغة الفصحى كونها أبلغ واقوى، وكذلك من خلال استعارات بيانية ومعاني عميقة كالتضحية والفداء والشجاعة والكرامة والعز، ولابد من أن النص بمس العاطفة سواءً شعراً وقصصاً ، تحاكي كذلك قضايا اجتماعية وتربوية وسياسية بلغةٍ مؤثرة قد تحتاج الى نوع خاص من العلم هو علم نفس المجتمعات ، والتأثير به بشكلٍ علمي صحيح يعبر عن علاقة الانسان بأرضه ووطنهٍ ، وربما من خلال القصص أو شعر الحب الذي يؤكد على سمو العلاقات الانسانية من خلال صور ومعاني تدخل بالخيال العاطفي .
6- ولابد أن تعتمد المقاومة الأدبية على فكرة الجهاد والمقاومة في سبيل الله والوطن، معتمداً على صور من الانتماء للوطن ، كما يعبّر الادب المقاوم على عمق عقائدي وانتماء اجتماعي وأخلاقي اذ يعمل على توجيه المتلقي الى ايمانه بعقيدته وبهويته ووطنه وحقه وبصورة انسيابية ، فلا يحتاج المتلقي الى عناء للتركيز على الانتماء الاجتماعي والحضاري والثقافي لبيئته، فيظهر من خلال القصة ، أو الشعر، أو النص الادبي ، أو النثري بأنه لا انكسار مع الصمود والنضال والمقاومة لأنه حق، والله هو الحق ، ولولا الايمان بالله ، والسعي إلى إرضائه لضعفت الحالة العاطفية ، اذاً لضعفت العقيدة، وكيفية صيغ ايصالها بسلاسة للمتلقي المتنوع المشارب وهذه مهمة للأدب المقاوم المؤثر والمتميز بالتعابير الشعرية ، والادبية القوية التي تساعد على إلهام المتلقي بحالة مقاوِمة عليا.
وما يحصل الآن في فلسطين، وفي غزة بالتحديد يحتاج إلى تكثيف الجهود لإفشال المشاريع التصفوية للقضية واظهار حجم الجرائم والمآسي لواقع الغزاويين، وتبيان هيستيريا العدو بتصعيد الجرائم المتوحشة والجيد أن يكون هناك حالة ترجمة لهذه القصص والادب والشعر للغات اخرى لبلاغة الفائدة المقصودة وسعة انتشارها من تأريخ وتبيان المرحلة وبدقة ، وبرسم للواقع بأسلوب قصصي وهو أكثر فاعلية وتأريخا من كتابة التاريخ.
كل هذا يزيد من أهمية مسؤولية وهدف الأدب المقاوم فيتحول هنا الى المقاومة الأدبية والتاريخية فسجِّل أيها التاريخ
ولابد من أن نحسن استخدامها نوعاً وكماً في الوقت والمرحلة المناسبين والمتناسبين للوصول الى الهدف المرجو، بتصوير حيثياته وتقسيماته بمفهوم كل فكرة على حدى، والتأكيد على الخصائص والسمات من القصد شكلاً وموضوعاً ، متحلياً بصفات الجذب والاثارة كروح للعمل الأدبي بكل التفاصيل مما يعمل على ان يكون له تجلياته الخاصة يقوده لان يكون متألقاً فكرياً وعاطفياً وناقلاً لأمل ورؤية تثير متعة القارئ او السامع أو المشاهد، بحيث تضعه في حالة نفسية مؤمنة بحتمية الانتصار ، وهذه من المهام الكبرى التي تقع على عاتق المقاوم من الأدباء والمفكرين والكتّاب والشعراء بهدف تصليب الإرادة ودعم التشبث والتمسك بقيم أخلاقية والثوابت حيث أن أي عمل ابداعي يكون في ميزان حجم التأثير ويكون أحد عناصر النصر والمقاومة وداعم للعمل العسكري المقاوم حيث يصوّر ضمير الأمة وروحها في مواجهة الأزمات والحروب وبث الوعي وشحذ الهمم بعدة طرق واساليب منها الإستقرائي أو الوصفي واعطاء حلول وليس فقط السردية ، وإعطاء المقاومة روح عليا لمن يحملها، ضد ثقافة الإستسلام .
ومن هنا لي رأي أنه لابد من التكامل والعمل من أجل الأدب المقاوم رفيع المستوى وبليغ الصياغة لنصل الى مقاومة مدروسة من الناحية الفكرية والأدبية والثقافية.


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//