جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

بناء الثقة | بقلم: الدكتور نبيل طعمة
بناء الثقة



بقلم: الدكتور نبيل طعمة  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
31-05-2023 - 296

لا ضير أن نمرّ بمرحلة اختبار تهدف إلى استعادة الثقة بين أبناء شعبنا هذا أولاً، وثانياً مع الشعوب المحيطة بنا بعد أن حل ما حل بيننا وبين الآخرين، فالذي أطرحه يتشكل من رغبة ممزوجة مع إرادة تهدف إلى إعادة بنائها على أسس واضحة، أعمدتها الحقوق المتبادلة بين أبناء الوطن ومع الأشقاء والأصدقاء، تحكمها العودة الأخلاقية إلى الأصالة المبنية على القيم الإنسانية والعلمية.
الذي وصلنا إليه يوضح حجم تراكم الطباع وامتزاجها بين الجيد والرديء والحسن والأحسن والسيئ والأسوأ، وظهر من خلالها تغلب الأضداد على الحكمة، واستولت الرغبات والشهوات على الأخلاق، وانفلتت الغرائز، فسادت الشبهات، هذه التي لا تفيد الأعمال وتوقف الإبداع وتنهي التقدم إلى الأمام، ما فتح فرصة كبرى للعودة إلى الوراء، بل أكثر من ذلك الاستيطان فيه، وهذا بحدّ ذاته مقتل أي ثقة بين أفراد الشعب، وهنا أشير إلى تعاظم دور الدولة، وتتقدم أهميتها في فكر أبنائها عندما يمتلئون بالثقة بها، ومهما بلغت قدراتها المالية فهي آيلة للانهيار إذا وهن فكر وسواعد أبنائها، واتجهوا إلى الغنائم بدلاً من التحصّن بالعمل والإبداع.
لنخرج من الظن المقيت، ولنتأمل الواقع وما فيه، فما غايتنا من كتابة هذه الكلمات على السطور إلا الإضاءة على ما نمر به، ولست بصدد استعراض الحاضر الذي أعتبره كائناً بفضل مشاهد الماضي القريب المؤثر والبعيد المسيطر على العقول، إلا من باب التنبه لضرورة إعادة البناء، ولا أزجي من كلماتي ملء الفراغات، إنما من أجل غاية أسمى تحمل الحب الذي به نعيد الثقة، فلا بد لنا من روح جديدة نتطهر بها من ذكريات الجهل والتخلف والإخفاق والفشل، وتخلق في مجتمعاتنا منطقاً جديداً يناقش ضرورات الحاضر، وما سيحمله المستقبل من مجهول، إن لم نحوله إلى معلوم، وإلا فإننا سنظل امتداداً لظلمات الماضي الذي استعمرنا فيه أنفسنا قبل أن يحتلنا المستعمرون.
الثقة تبنى بمغادرة الماضي وصناعة حاضر جديد، وإن الإفراط في الانتظار والاعتماد على الضغط لا يؤتي بالثمار، ولا يؤدي إلا إلى الاضطراب، إنما خلق بداية جديدة وهي متاحة الآن كثيراً بما أننا نحيا على أنقاض الأمس، نتجه من خلالها إلى نهضة نتبيّن من خلالها وضعنا ومكاننا، ونواجه بها حقيقة ما نحتاجه وأهمية إعادة تكوين شخصية إنساننا تؤمن بالعقل وتتمسك بالعمل وتدرك معنى النمو، فإذا وصلنا إلى هذه المفاهيم نكون حقيقة واقعة لها شخصيتها وهويتها الاجتماعية والوطنية والدولية، ومعنى وجودنا كشعب أننا موجودون بفضل قوانا التي تمكننا من إمدادنا بالطاقة وبالحياة والحرية التي تضنُّ على الذين لا يستحقونها، وهنا أؤكد أنه صار لزاماً علينا أن نبحث عن المقومات التي تجعلنا أهلاً لها.
الثقة تمثل الحصانة الشرعية بين القائد والشعب، وبها تتضاعف قواهما، وتنجح في مواجهة أي مشروع تخلفي أو عدواني يقع عليهما. سأل جندي قائده إن سيفي قصير، فأجابه القائد تقدم إلى الأمام خطوة سيغدو في يدك طويلاً، وإن بقيت مكانك سهل اصطيادك. وسأل ابن والده كيف أغدو كبيراً ومتقدماً؟ فأجابه بالعلم والمعرفة لا بالوزن والجسد، فالتقدم إلى الأمام يمنح الإنسان موقعاً جديداً، وهذا ما يريده القائد من الشعب والأمة، إن أرادا الحضور الحقيقي والانتصار الواقعي على كل ما يريد جذبنا إلى الوراء.
يكفينا أننا نحيا عصراً مضطرباً لدرجة فقدت ضمنه البشرية ثقتها إلى حدود كبيرة في كل محاور الحياة، وهذا ما رأيناه قبل وفي أثناء الحروب الكبرى وبعدها، ما حدث مع ولادات مثلث القداسة، ولولا وجود قائد متنور امتلك الصبر والحكمة التي لم يصل إلى أطرافها سواد المقربين لتشرذمت البلاد، ولتشتَّت الناس، وفرط عقد الوطن، لذلك وجدت أن الرئيس بشار الأسد يتصف بصفات تجعله في طليعة رؤساء العالم نظراً لطبيعة عصره وما يحمله من خطوب فلا هدأة فيه ولا سكون، ورغم كل الضغط الذي مورس ويمارس عليه من الغرب برمَّته ووسائطه الإعلامية والتكنولوجية القانونية اللا شرعية، إلا أنه أصرَّ من خلال ثقته بالنصر وبالشعب وقواه على المثابرة والتقدم، لأنه رمز واسع الآفاق مثّل شعبه خير تمثيل بشكل خاص وأمته التي أعاد إليها عروبتها بحضوره قمتها، فكان إشراقاً جديداً للأمة، ومع تحليل شخصيته تجده رئيساً حكيماً رحيماً كريماً محباً لشعبه وأمته، دائب السعي للارتقاء بهما، رغم ما مر به وبالبلاد والعباد من ظروف صعبة ومركبة، وتراه مشجعاً للعلم والفنون والفكر والأدب وموجهاً خلاقاً في السياسات الداخلية، يطالب الجميع بعدم تجاوز القانون، كما تراه حاملاً أميناً لشؤون السياسة الخارجية وإرادته أن يكون لسورية مقام مهم بين دول العالم.
إن بناء الثقة في عصر كهذا لجدير بالعناية والدرس من كل المهتمين بشأن خلاص سورية، وانتصارها على العدوان المركب يوازي انتصارها على الجهل والتخلف والفساد.

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


ما بعد قمّة الإنكار... أهلاً بكم في السعودية الناعمة
بقلم: فؤاد ابراهيم

الخطة باء الأميركية الإسرائيلية المقبلة للمنطقة
بقلم: تحسين الحلبي



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتور نبيل طعمة |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//