جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية المقاومة القانونية | توثيق جرائم الصهيونية

من يتخطّى الخطوط الحمر اولاً :"اسرائيل" ام المقاومة؟ | بقلم: الدكتور عصام نعمان
من يتخطّى الخطوط الحمر اولاً :"اسرائيل" ام المقاومة؟



بقلم: الدكتور عصام نعمان  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
20-10-2023 - 240
 
في اليوم التاسع لـِ "طوفان الأقصى" إرتمست على لوحة الصراع واقعاتٌ وتحوّلاتٌ وتحدياتٌ كثيرة ، بعضها مبهج وبعضها الآخر مقلق.
لعل أبرز الواقعات وأسطعها صمودُ "حماس" وسائر فصائل المقاومة المؤازرة لها في غزة وقدرتها على الإحتفاظ بفعاليتها القتالية من خلال إمطار المواقع والمستوطنات الإسرائيلية بالآف الصواريخ والقذائف التي تعدّت غلاف غزة وصولاً الى تل ابيب وحيفا  وحتى صفد في شمال فلسطين المحتلة غير البعيدة عن الحدود مع لبنان . كل ذلك جرى ويجري ردّاً على تصعيد "اسرائيل" قصفها الجوي التدميري لغزة ولسائر أنحاء القطاع ما أدى الى إرتقاء المزيد من الشهداء ، معظمهم من النساء والأطفال .
إذ تقصّدت "اسرائيل" تهجير سكان القطاع الى خارجه ، تحديداً الى مصر ، فقد ألقت طائراتها الحربية مناشير تدعوهم للتوجّه الى جنوب القطاع والى مصر الأمر الذي سارعت القاهرة الى رفضه وإبقاء معبر رفح مغلقاً .
في مواكبة هذه التطورات ، أنهى وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن زيارته لـِ "اسرائيل"  وإتصالاته بزعمائها ، وتوجّه الى الاردن حيث إجتمع الى كلٍّ من الملك عبد الله الثاني ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وأبلغهما موافقة واشنطن على ترحيل سكان غزة الى منطقة العريش في صحراء سيناء المصرية ، ومحاولاً طمأنتهم بأن مكوثهم هناك سيكون مؤقتاً ، لكنه أخفى عنهما مشروع اميركا بإبعاد فصائل المقاومة عن القطاع ووضعه تحت سلطة الأمم المتحدة وقواتها الدولية. غير ان الملك عبد الله ومحمود عباس رفضا الموافقة على ترحيل سكان القطاع الى العريش وطالبا بوقف العدوان الجوّي الإسرائيلي التدميري لقطاع غزة.
لعل أبرز التحوّلات تكثيفُ الولايات المتحدة حشدها البحري في شرق البحر المتوسط بنشر المزيد من حاملات الطائرات والمدمرات والبوارج ، متوّجةً ذلك كله بإيفاد وزير الدفاع لويد أوستن الى "اسرائيل" غداةَ إنتهاء زيارة وزير الخارجية بلينكن لتأكيد دعمها المتصاعد ، سياسياً وعسكرياً ، للكيان الصهيوني. 
      ترافقت زيارتا بلينكن واوستن مع إعلان ناطق بإسم القيادة المركزية الاميركية ان قوات بلاده المتمركزة في أنحاء المنطقة "تراقب الفصائل المتحالفة  مع ايران والتي من المحتمل أن تفتح جبهات جديدة بعد عملية طوفان الأقصى".
في المقابل ، قام وزير خارجية ايران حسين أمير عبد اللهيان بزياراتٍ سريعة الى بيروت ودمشق والدوحة أكّد خلالها تضامن بلاده مع المقاومة الفلسطينية ، وشدّد على إمتلاكها من القدرات ما يمكّنها من ردع الهجوم البريّ الإسرائيلي المتوقع على قطاع غزة ، وأن توقيت تدخل أطراف محور المقاومة لمساندتها متروك لها.
     أما أبرز التحّديات واخطرها فهو مَن سيكون البادىء بتجاوز الخطوط الحمر ومباشرة الهجوم ضد الآخر : "اسرائيل" ومن خلفها الولايات المتحدة ، ام "حماس" بدعمٍ ومشاركة من حزب الله ؟
أرى انه من الصعب جداً إعطاء جوابٍ دقيق في هذه الآونة لأن الصراع ما زال في بداياته ، ولأن أحداثاً ومواجهات كثيرة ستقع في كلٍّ من الجبهات الثلاث التي يحتدم فيها الصراع : قطاع غزة ، الضفة الغربية ، ومنطقة الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة.
الى ذلك لم تستفق "اسرائيل" بعد من صدمة "طوفان الأقصى" المدوّية التي تسبّبت بأزمة سياسية داخلية ، كما وضعت "اسرائيل" في وجه ما يعتبره معظم قواها السياسية خطراً وجودياً يهددها بالزوال الامر الذي يستوجب إجراء حسابات دقيقة لما لديها من قدرات وموارد وقوى عسكرية وحلفاء موثوقين قبل إتخاذ القرار بإقتحام القطاع الذي توجد فيه تحت مدينة غزة مدينة اخرى من الأنفاق بمئات الكيلومترات ، ومخازن للأسلحة الثقيلة والصواريخ بمختلف الأنواع والأمداء ، وألوف المقاتلين المتدربين والمتعطشين للدفاع عن أرضهم وقضيتهم.
في هذه الأثناء ، تتابع "اسرائيل" ما تسميه "عملية تليين" العوائق والتحصينات التي تعيق تقدّم قواتها ومدرعاتها في غزة مصحوبةً بعملية اكثر تدميراً هي إزالة مساكن الناس والمستشفيات والمساجد ومرافق الماء والكهرباء بقصد دفع الأهالي الى الهرب والتوجّه جنوباً . بنتيجة هذه المنهجية الوحشية يتوقع قادة الكيان العدواني ان يتجمّع عشرات الآلاف من المصابين والجرحى والجوعى والمعاقين قرب معبر رفح لينادوا بوقف القصف بغية العودة الى ما تبقّى من منازلهم او... السماح لهم بالعبور الى الاراضي المصرية.
التحدّي الأخطر هو تواطؤ ادارة الرئيس جو بايدن مع حكومة بنيامين نتنياهو على تنفيذ هذا المخطط الجهنمي ، إذ بينما يقوم سلاح الجو الإسرائيلي بالتدمير المنهجي للمنازل والمستشفيات والمساجد والمرافق العامة في مدينة غزة لدفع الأهالي الى الهرب والتوجه بعيداً منها ، تقوم واشنطن بالضغط على مصر للقبول ليس بفتح معبر رفح فحسب امام الفلسطينيين الجرحى والجوعى والمروّعين المتجمعين قبالة المعبر المذكور بل ايضاً لمطالبة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالموافقة على إقامة مخيمات في منطقة العريش لإيواء الفلسطينيين المهجّرين والمشردين مع وعدٍ بتوفير مساعداتٍ ودعم مالي لمصر بمليارات الدولارات.
"حماس" وسائر فصائل المقاومة في قطاع غزة ما زالت صامدة عسكرياً ورافضة بقوةٍ تهجير وترحيل سكان القطاع الى العريش ، بينما شعوب الأمة في شتى أقطارها تتظاهر رافضةً مخطط التهجير والترحيل وهاتفةً بشعارات العداء لأميركا ودول الغرب. لكن الى متى يمكن تمديد اجل هذه الحال المزرية ؟ الى متى يستطيع الأهالي الصبر على هذا الهوان ؟ الى متى يمكن ان يصبر مجاهدو فصائل المقاومة في قطاع غزة والضفة الغربية وأخوتهم المقاومون في لبنان وسوريا والعراق واليمن الذين ما زالت أصابعهم على زناد أسلحتهم الخفيفة والثقيلة ؟
لا غلوّ في القول إن قيادات المقاومات العربية في كل مكان ستجد نفسها في قابل الأيام امام خيارين : إما متابعة الإشتباك بالنار مع العدو ومطالبة أطراف محور المقاومة الوفاء بوعدٍ قطعته للدعم والمشاركة في تحمل أعباء مواجهة العدو، وإما ان ترى فصائل المقاومة نفسها مضطرةً على مضض الى قبول ترحيل عشرات الآلاف من سكان قطاع غزة  الى مصر إتقاءً لنكبة ثانية تحلّ بالشعب الفلسطيني بعد مرور 75 سنة على نكبته الاولى سنة 1948.
المقاومة الفلسطينية كما الشعب الفلسطيني في الوطن والشتات صامدان وصابران ومثابران على الكفاح من اجل التحرير والعودة . لكن ماذا عن "اسرائيل" واميركا اذا ما أُسقط بأيدهما إزاء إستمرار المقاومة وشعوب الأمة في الصمود والقتال ، وفشل مخطط إقناع قادة مصر والاردن وغيرهما بقبول تهجير وترحيل فلسطيني قطاع غزة الى سيناء وأغوار الأردن ؟
ماذا لو قررت واشنطن تجاهل التظاهرات العارمة في كل أنحاء عالم العرب والإسلام ، وتظاهرات الأحرار في شتى الأقطار من فنزويلا وغرب اوروبا الى سنغافورا وماليزيا واستراليا ... ماذا لو قررت واشنطن تجاهل سخط ملايين البشر عليها وسمحت لـِ "اسرائيل" بمتابعة التدمير المنهجي لقطاع غزة وتهجير سكانه المدنيين الأبرياء ؟ ألا تكون قد تجاوزت الخطوط الحمر وأصبح من حق فصائل المقاومة في قطاع غزة بل من واجبها مطالبة أطراف محور المقاومة بأن يفوا بوعدهم ويشاركوها في  ملحمة "طوفان فلسطين كلها من النهر الى البحر" من اجل التحرير والعودة ؟


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//