جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

نحتاج عقولا خُماسية الأبعاد | بقلم: علي بن مسعود المعشني
نحتاج عقولا خُماسية الأبعاد



بقلم: علي بن مسعود المعشني  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
31-08-2021 - 3684

لكل علم من العلوم صلات عضوية بجملة من العلوم الأخرى لابد للمتخصص من الإلمام غير المُخل بها إذا كان يطمح أن يكون عالمًا في مجال تخصصه وواعيًا بأبعاده ومُحيطًا بثماره.

لهذا نجد المُشرع القانوني- كمثال- لابُد له من الإلمام التام بلغة التشريع أولًا- كاللغة العربية مثلًا- كي يوظف الكلمات، ويستخدم الجُمل التي لا تترك مجالًا للتأويل والغموض والخروج عن مقاصد النص القانوني، كما لا تحمل الهُلامية وتعدد الأوجه للتأويل، إضافة إلى ضرورة إلمامه التام بجملة أخرى من العلوم والمعارف التي تجعل من القانون ونصوصه مُنسجمة، ومتناغمة مع مقاصد القانون وفلسفته من نفع وخيرية، وتنظيم لحياة الناس وضابط لحراكهم، تلبية لمطالبهم وحماية لحقوقهم، كعلم الاجتماع والتاريخ وعلم النفس والشريعة، ومقاصد الشرع والتاريخ الاجتماعي للبلد والاقتصاد....إلخ، أي العلوم التي تتصل مباشرة بنصوص ومواد القانون المُراد إصداره، كي لا يُصبح القانون لاحقًا مُعيقًا لحركة المجتمع وتطلعاته ولا مُعيقًا للتنمية بمفهومها الشامل، ولا مثاليًا ولا تعجيزيًا.

فالقانون- أي قانون- ما لم يأتِ متناغمًا ومنسجمًا مع قواعده وفلسفته، ومراعيًا لأطوار الدولة وحاجات المجتمع، وقيمه يكون عبارة عن مفردات إنشائية هُلامية ونصوص إذعان خارجة عن السياق القانوني والنفع العام معًا.

المشروعات الإنشائية الكُبرى مثل الطرق والجسور والأنفاق وما في حكمها من مشروعات، تحتاج إلى دراسات عميقة ذات طابع اجتماعي واقتصادي ومناخي قبل الدراسات الفنية لها؛ لأنَّ كل حالة من تلك تُشكل أهمية كُبرى لتحديد منسوب نجاح المشروع، وجدواه قبل الشروع في تنفيذه، وجني ثمار الربح والخسارة منه.

أغلب القوانين السارية في سلطنتنا الحبيبة تُعاني من البُعد الأحادي في الشكل والمضمون، وتُعبر عن حالة التشظي القطاعي في الجهاز الإداري للدولة والمتمثل في السلطة التنفيذية بالتحديد؛ أي الحكومة. لهذا نجد القوانين والإجراءات في الغالب تتضاد في داخل المنظومة الواحدة، وحين تَعرِف التغيير أو التعديل تصبح جزءًا من المشكلة لا جزءًا من الحل!

الإرباك الحاد المصاحب لجملة التشريعات في سلطنتنا الحبيبة في ظل زمن الحوكمة وطموح رؤية "عُمان 2040" لا يزرع في قلوبنا الاطمئنان المطلوب للحاضر ولا المستقبل، في ظل التشابك العالمي للمصالح والتنازع العالمي الحاد لكعكة الاستثمار وجلب الأموال، وترسيخ مفهوم التنمية الشاملة بوجهيها التقني والفكري.

نحن اليوم قطعنا شوطًا مهمًا في بناء الوجه التقني للدولة من بُنى تحتية مادية تتمثل في شبكات الطرق، والمنشآت الصحية والتعليمية وخدمات الهاتف والماء والكهرباء، وأصبحت كل مؤسسة تتوافر لها الأدوات المناسبة للنهوض والتطور من كوادر بشرية، ومنشآت بنيوية مادية ضرورية، والمطلوب اليوم هو توفير قادة لهذه المؤسسات على قدر من الوعي والفكر للنهوض بتلك المؤسسات، وتوظيف مؤهلاتها المادية والمعنوية بما يخدم البلاد والعباد ويلحقنا بركب التقدم العالمي.

العالم اليوم يتسابق نحو الأفكار الخلاقة والنوعية للتنمية والتميز، وتحقيق إضافات نوعية للاقتصادات الوطنية، بقرارات وتشريعات مرنة وجاذبة وذات أبعاد مُتعددة تحقق النهوض الاقتصادي للوطن، وترفع من منسوب معيشة المواطن ليُساهم بفعالية في عجلة الاقتصاد، ووتيرة التنمية وتحقق الاستقرار والسكينة العامة للدولة والمجتمع. سلطنتنا الحبيبة لا تحتاج إلى المزيد من الاكتشافات النفطية والغازية والمعدنية لتحقيق النهوض والتنمية النوعية، لا إلى المزيد من الضرائب والرسوم المُرهقة للمواطن والطاردة للاستثمارات لتعظيم مدخراتها المالية؛ بل نحو المزيد من المراجعات للتشريعات والقوانين والإجراءات السارية والتي عطلت التنمية ومواكبة ركب التطور.

هذا لن يتحقق إلا بوجود رجال بعقليات خماسية الأبعاد تستنهض مقدرات عُمان الطبيعية والبشرية، وتوظف الموقع الجغرافي الفريد للسلطنة ليربط العالم، ولتصبح سلطنتنا الحبيبة عُقدة مواصلات العالم وملتقى مصالحه.

قبل اللقاء.. الأكثر كارثية من التشريعات الخاطئة في الزمان والمكان والشكل والمضمون والهدف؛ هو سريانها لعقود دون مراجعة أو تقييم أو تقويم والنتيجة تعطيل مصالح البلاد والعباد.

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


اللُّعبة الكُبرى لسحق الأمم
بقلم: جون بيلغر/ ...ترجمة : لينا الحسيني

"المجتمع المدني": يد واشنطن التي تعبث بأمن ومستقبل العراق
بقلم: من موقع الخنادق



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب علي بن مسعود المعشني |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//