التلاعب اللفظي في علاقة الغرب مع "الآخر": المجلس الثقافي | التلاعب اللفظي في علاقة الغرب مع "الآخر":
تاريخ النشر: 17-03-2022

بقلم: إدريس آيات

هل لاحظتم تشويه المفاهيم في العلاقات الدولية بين من يُسمَّوْنَ "العالم الغربي"، مقابل من يُطلق عليهم "العالم اللاتيني" العالم الأفريقي" العالم العربي"؟: فقد خصصّو لنا مصطلحات تمييزية:
مثلاً:
1- كانت دوافع الحروب الغربية: دائمًا لصالح الإنسانية والسلم العالمي، وهي حروب عالمية.
2- وفي عالمنا تسمّى: -حروب أهلية، ودوافعها مدمرة للبشرية
3- يطلق على النقاش الغربي : - الرأي العام العالمي
4- وعلى نقاشاتنا - رأي الشارع الأفريقي، أو رأي الشارع العربي.
5- في خطاباتهم:
- يُدْلُوْنَ تصريحاتهم دائمًا باسم المجتمع الدولي.
-لكن بالمقابل حين يُدلى قاداتنا تصريحاتٍ فهي تمثّل "المجتمع المحلي الأفريقي/العربي.
6- كل أزمة اقتصادية في الغرب:.
-يسمونها"الأزمة العالمية" كالكساد الكبير، وأزمة 2008.
- أما أزماتنا الاقتصادية هي "سوء إدارة، وفساد ورشوة".
7- القيم الغربية: -كالمساواة، المثلية، حقوقهم للإنسان، هي -"قيم إنسانية عالمية "
8- أما قيمنا؛ - عادةً ينعتونها ب "التخلف والرجعية".
9- سبل تواصلهم هي "لغات"، كاللغة الفرنسية، الإنجليزية"
10- أما طرق تواصلنا يطلقون عليها "لهجات"، لهجة هوسا، لهجة فلاتة…الخ.
11- هم من احتلوا واستعمروا واستوطنوا أراضي أمريكا الشمالية، أستراليا كندا، جنوب إفريقيا، وأمريكا اللاتينية، لكن بالمقابل هم أكثر الناس حساسيةً عن كل ماهو متعلق بالهجرة إلى تلكم الأراضي التي هي في الأساس مغتصبة من أهلها.
12- حالة السفر:
- عندما يسافر الغربي إلى أفريقيا يسمي نفسه ب"المغترب"
-أمّا المسافر الأفريقي إلى الغرب هو "مهاجر".
عطفًا على ما سبق، حين تنتهي صلاحية جوازات سفر الغربي في بلداننا الأفريقية يقولون إنهم في "حالة غير نظامية"
-والعكس ليس صحيح، حيث يسمون من انتهت صلاحية تأشيرته أو جواز سفره في دولهم ب" المقيم الغير الشرعي".
13- نضال الإنسان الغربي: يطلقون على نضالهم ضد أي طاغية ب "المقاومة".
14- أما في أفريقيا: وفي بلداننا عندما تناضل جماعة معينة بحقّ تقرير المصير يُسّمونَها: "جماعات التمرد".
15- يغذُون الصراعات في عَوَالِمَنا – التي أطلقوا عليها العالم الثالث ازدراءً- لينهبوا ثرواتنا، نفطنا، مواردنا الطبيعية، بحجة: "نشر الديمقراطية"، بالمقابل حين يقاومهم شعب هذه الدول فجأةً يصبحون "إرهابيين، وشعوبٌ معادية للسلام."

16- الحب: نسبة الطلاق في أفريقيا أقل من 5%، المفارقة أنّ نسبة الطلاق في أمريكا يفوق 70٪ وفقًا لإحصائية مجلة فوربس الأمريكية، مع ذلك مؤسسة الأفلام الأمريكية، هوليوود، تنتج كل سنة قرابة 500 فيلماً تعلم العالم الحب والرومانسية.
17- الرشوة لدى الغرب:
-حين يبادلون ويتبادلون المال والمنافع في العالم الغربي لوعود انتخابية ومصالح نفعية يسمون ذلك بعاملات "اللوبيات" (لوبي السلاح،لوبي الصهيوني).
18- الرشوة في عالمنا: لكن حين يتبادل الأفارقة المال والمنافع وقت الانتخابات يسمونها" تعاطي الرشوة، وشراء الذمم".
19- لكن الأدهي والأمر، أنّ العالم الغربي المصاب بجرعة مفرطة من الغرور، هو من نهب وسرق ثروات وموارد طبيعية في أفريقيا، لما يفوق تريليونات الدولارات لأكثر من 5 قرون متتالية ولايزال؛ ثم بالمقابل هو؛ -العالم الغربي نفسه- من ينظّم كل سنةٍ سلسة قمم، مؤتمرات، ندوات عالمية، وطاولات مستديرة بعنوان: "كيف ننقذ أفريقيا من الفقر؟".
المأساوي، والمثير للضحك في آنٍ، في جميع ما سبق، هو أنّ المثقف الأفريقي/ العربي هو من يردد هذه التمييزات تأكيدًا لها، دون الإدراك أنّه يرسّخ تلقينًا يفضي إلى الانتقاص من " الآخر" غير الغربي، وتكريس نظرة الدونية! إنها مضحكات كالمبكيات.


جميع الحقوق محفوظة لموقع جامعة الأمة العربية © 2021 - 2013