الاستعمار الجديد وتأثيراته على النساء في البلدان الاسلامية التقارير والمقالات | الاستعمار الجديد وتأثيراته على النساء في البلدان الاسلامية
تاريخ النشر: 02-06-2021

بقلم: الدكتورة هالة سليمان الأسعد
السلام عليكم ورحمة الله ويركاته:
أشكر المنظمين لهذا العمل المميز، واتمنى أن نتكامل دائماً فيما نعمل .. ففي التكامل قوّة..وفي الوحدة انجاز نخط قسع حروف النصر باذن الله ...
وفي بداية القول وعنوان ورقتي ومحاضرتي هذه أن:
الاستعمار الجديد وتأثيراته على النساء في البلدان الاسلامية ,
فما معنى الاستعمار الجديد : هو تحديداً وبالمختصر يعني السيطرة السياسية للدول الأقوى على الأضعف ، وممارسته بعدة طرق منها مايسمى باقتصاد العولمة كأحد الأدوات ، وربما يكون بطريقة ثانية كأداة المساعدات والهبات المشروطة كما يحصل في البنك الدولي وفرض القروض المشروطة او اي شيء من هذا القبيل ، وتكون هذه الأدوات مساهمة بصنع السياسات الداخلية والخارجية كما تساهم بصنع القرار والسيطرة عليه.
وكما أن هناك مواجهة بنوع جديد من الحرب الناعمة تحت عنوان الحرب الهجينة المتعددة العناصر والوجوه وهي عنوان للحرب الجديدة التي يشنها الاستعمار الجديد...الذي برز وظهر ابّان الحرب العالمية الثانية. ومن اصعب المعارك الموجهه ضد العالم الاسلامي هي حرب الثقافة .. وحرب التربية.. وضد المجتمع ومفاهيمه وضد الدين والعقيدة.. ومن هنا فان هذه العناوين هي الأكثر تأثيراً على المرأة المسلمة وكذلك من استخدام المرأة لمواجهة المجتمعات والمفاهيم لأن المرأة ذات تأثير كبير على التربية والفكر والثقافة والعائلة والمجتمع، وهنا يكمن الخطر
فموضوع المرأة موضوع شديد الحساسية اذ انه رسم للمستقبل كما هو رسم لفكر وثقافة، ومن خلالها اختراق المجتمعات وغزو العقول حتى انه ممكن من خلالها غزو المنظومة العسكرية والأمنية فتواجه امة او دولة او شعب وحتى ربما اختراق الجيش الوطني، بل حتى بالمفهوم العقائدي له من التأثير الهدّام
فالمرأة بقدر ماهي صعبة بقدر ماهي سهلة الاختراق بسبب العاطفة التي تتحلّى بها ومنهم من يستغل ذلك
وربما من خلال المفاهيم الثقافية والوطنية العامة والخاصة وبامكان المستعمر السيطرة على مجتمع باكمله
وقد يتوجه من الثقافة بالعموم الى اللغة الام وتعميم مصطلحات دخيلة حيث فيحاول هدم الهوية من خلال هدم اللغة . ولكل باب منظقه ومفاهيمه وادواته ، واحياناً يصنعها الاستعمار بما يتناسب مع مشروعه فيحكم السيطرة على الشعوب التي يسيطر عليها وينشرها من خلال النساء الاكثر تاثيرا على الانسان والمجتمع وربما يصل الى مرحلة هذا التاثير على فكر يتطور ليصبح شرعا .. وهذا فعليا ماحصل في بداية نشأة الصهيونية ، كما نشأة وتطور الفكر الوهابي
الذي اعاد تشكيل هذه المنظومة الثقافية من خلال عدة ادوات منها اللغة والدين والعادات والتقاليد وبعموم المفهوم الاجتماعي التي تشكل فيه النساء الحلقة الاقوى وهذا التاثير لا ياتي عبثا او اعتباطا انما من خلال مراكز دراسات تعمل على دراسة اليات التاثير واليات تنفيذ هذا التاثير من قبل متخصصين بعلم الاجتماع وعلم النفس وبمجال المراة
ومن هنا فان المراة المسلمة بل النساء في العالم الاسلامي لها دور بنّاء ومسؤولية في الحفاظعلى هوية المجتمع ، وعلى الموروث الحضاري والثقافي وعلى العقيدة والدين والبيئة المؤثرة ومن هنا لابد ان يحضرنا سؤال هام وهو: ماذا نحن فاعلون ..
وقد نستفيد من هذا الاداء للاستعمار الجديد في ابداع مواجهته وحماية الفكر والثقافة والمجتمع وحتى العسكر وامن البلاد والنهج والعقيدة وذلك من خلال النساء وهن الحلقة الاقوى ومن خلالهن نستطيع تحصين مجتمع باكمله وتحظر الاختراق بصلابة ومقاومة اي اختراق اذا اعدت النساء بالشكل العالي المستوى الفكري وتحملها للمسؤولية ولابد من الاشارة للموضوع الاعلامي التي تعتبر النساء في عالمنا الاسلامي اكثر اقناعاً فلابد ان يكون حماية المراة هو هدف للحفاظ على الهدف الاسمى وهو الحفاظ على الدين والفكر والاخلاق
فلله در المراة كم هي قوية صلبة بقدر ماهي حنونة وعاطفية تجمع ولا تفرق تحصن البلاد والعائلة والشعب وفي مواجهة الاخطار.......والسلم عليكم ورحمة الله وبركاته الدكتورة هالة الاسعد /// الامين العام لجامعة الامة العربية المقاومة

 


تنويه | المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع

جميع الحقوق محفوظة لموقع جامعة الأمة العربية © 2021 - 2013