جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

صراع المحاور الإقليمية و الدولية، سوريا نقطة التحولات | بقلم: أمجد إسماعيل الآغا
صراع المحاور الإقليمية و الدولية، سوريا نقطة التحولات



بقلم: أمجد إسماعيل الآغا  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
24-02-2019 - 1466

إبان ما سُمي بـ ثورات الربيع العربي، برزت تحديات جمة شكلت في ماهيتها مسارات مختلفة شكلا و مضمونا، عن طبيعة التحالفات و الاصطفافات التي كانت سائدة قُبيل الدخول في متاهات الربيع الأمريكي، الأمر الذي فرض توافقات دولية جديدة تقتضي الدخول في مرحلة إعادة بناء التحالفات الإقليمية و الدولية، وفقاً للتغيرات التي طرأت مع دخول الشرق الأوسط مرحلة بالغة التعقيد لجهة رسم معالم النظام العالمي الجديد، و لعل أبرز ما وسم هذه المرحلة، هو التركيز على محاولات دمج الكيان الصهيوني في التكتلات الإقليمية، حيث تم التركيز على إعادة حشد الدول المنخرطة في التحالف الأمريكي ضد ما يتم الترويج له حول ضرورة مواجهة "النفوذ الإيراني"، لترتفع بناء على ذلك وتيرة اللغة السياسية خاصة مع تعاظم قوة محور المقاومة، و بروز القوة الإيرانية بوصفها عاملا مؤثرا على الصعد كافة، فـ مع انجلاء غبار الحروب من سوريا و العراق و اليمن، تأكد و بالقطع أن إيران و طبيعة علاقاتها الإقليمية و الدولية فرضت على واشنطن و محورها، تغيير الاستراتيجيات لتتوافق مع طبيعة المستجدات التي فرضتها سوريا و ايران في الاقليم، ومع القرار الأمريكي المتعلق بالانسحاب من سوريا، توضح المشهد الناظم لماهية التحالفات الجديدة التي تسعى واشنطن لإعادة صوغها بُغية مواجهة الأخطار المحدقة بالنفوذ الأمريكي على المستويين الإقليمي و الدولي.

القرار الأمريكي غايته بلورة تحالفات جديدة مع التوجه نحو تقليص الوجود الأمريكي العسكري في المنطقة، فبعد التطورات السورية و التي جاءت ممهورة بتوقيع الدولة السورية و جيشها، و ما تبعها من تعاظم الدور الروسي بالتوازي مع صعود إيراني بارز، كُسرت معادلات أمريكية كانت لعقود طويلة ناظمة لكافة المسارات السياسية و العسكرية إقليميا و دوليا، و هذا ما أصاب العقل السياسي الأمريكي بـ " الشيزوفرينيا" أو الفصام أو الاضطراب النفسي، لتبدا بذلك مرحلة دراسة الجدوى من المردود الحقيقي الذي جنته واشنطن من حروبها و تدخلاتها في معظم أقطار العالم، هذا الأمر سيدفع العقل السياسي الأمريكي لـ بناء استراتيجية جديدة قوامها التدخل عن بُعد مع صفر خسائر، من أجل مواجهة و تحجيم الدور الروسي الإيراني المتعاظم في المنطقة، فضلا عن البحث في كيفية احتواء ما أنتجته الحرب على سوريا، لا سيما ان سوريا و محورها باتوا نقطة تحول بارزة في خارطة النفوذ الإقليمي.

النقطة المحورية التي شكلت في جزئياتها تباينا واضحا في مشهدية صراع المحاور، تمثلت في القرار الأمريكي بالانسحاب من سوريا، الأمر الذي أحدث قلقا سياسيا لدى حلفاء واشنطن، و لهذا السبب يتم التفكير في كيفية التعامل مع المستجد البارز و المؤثر على هيكلية التحالفات و الاصطفافات في القادم من التطورات، في هذه الأجواء، و بعد مراكمة البيانات السياسية و الميدانية، تقترب الدولة السورية و حلفاءها من حسم المعطيات و نتائجها، هي نتائج لا تعرقلها الاعتداءات الاسرائيلية، أو المناورات الأمريكية و الأوربية، و بالتالي لا يمكن بأي شكل من الأشكال أن يتم عرقلة مسار التطورات السورية و التي تفرض توازنا إقليميا يقابله اختلال في ميزان التوازن الدولي، ليتم نقل محور واشنطن إلى غرفة إنعاش سورية روسية ايرانية، أما تركيا التي تبحث صيغ التداول السياسي مع طرفي استانا و سوتشي، فالواضح أنها تتماثل للشفاء مع عناية مركزة روسية، و هذا يترتب عليه حُكما توافقات حول اللجنة الدستورية السورية، و ملفي إدلب و شرق الفرات، و هذا أيضا مرتبط بدوره بما تم فرضه من ثقل سياسي و عسكري سوري لجهة تطوير المسارات و تشبيك التحالفات، و عليه فإن صفو التحالفات الجديدة لن تُعكره صراعات جانبية، طالما أن الهدف الاستراتيجي السوري يسير وفق خطة وضعت بذكاء قل نظيره، و عليه فإن القادم من التحالفات و الاصطفافات إقليميا و دوليا، ستكون مرتبطة بشكل مباشر بما يخلص إليه الشأن السوري.
نجاح دمشق و موسكو وطهران ميدانياً، سيتم استثماره تفاوضياً و فرضه سياسياً، على الرغم من السخونة الدولية المتوقعة جراء تخبط واشنطن، و التي قد تؤدي إلى مفاجأة أميركية من العيار الثقيل، لاستعادة الثقة بتأثير القوة حتى بغياب التلويح بها، و هنا لا يُستبعد أي احتمال خاصة مع الرؤية الأمريكية التي تؤسس لمواجهة التمدد الإيراني بحسب التوصيف الأمريكي، لكن في مقابل ذلك يبدو أن الفضاء السياسي المرتبط بالتوازنات السورية الروسية الايرانية، سيكون كفيلا بوضع صراع المحاور الإقليمية و الدولية الناجم عن تداعيات الانتصار السوري، في مسار العداء السياسي بمعناه الإيجابي، اي جذب المتخلفين عن الركب الأمريكي إلى الحلف الثلاثي الصاعد "دمشق-موسكو-طهران"، مع الأخذ بعين الاعتبار أي هزات ارتدادية من قبل واشنطن، لاسيما أن واشنطن بدأت بانسحاب أو إعادة انتشار متوافقة بذلك مع البناء على معادلة سوريا المنتصرة.

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


كوبا (الثورة والدولة) في دستور جديد!
بقلم: عبد الحسين شعبان

إدلب ومشروع تعويم النصرة، ماذا عن الرد السوري!؟
بقلم: هشام الهبيشان



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب أمجد إسماعيل الآغا |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//