جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

صراع إيديولوجي | بقلم: تييري ميسان
صراع إيديولوجي



بقلم: تييري ميسان  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
01-12-2018 - 1478
وضعت العديد من الدول الأجنبية مقترحات للسلام في سورية. لكنها، لسوء الحظ، استندت جميعها إلى تحليل خاطئ للنزاع، منبثق عن بروباغاندا" الحرب لحلف الناتو، فماثلوها بالحروب الأهلية، دون أن يلاحظوا أن مثيل هذه الحرب السورية بدأ قبل سبع عشرة سنة في أفغانستان، وخمس عشرة سنة في العراق، وثماني سنوات في ليبيا، وأخيرا قبل أربع سنوات في اليمن.
لم يكن هذا الصراع في تلك البلدان صراعا بين الشعوب وقياداتها الحاكمة، بل بين جيوش أجنبية تمكنت من تجنيد عملاء محليين، مستخدمة أيديولوجية الإخوان المسلمين. والفرق الوحيد بين سورية، ومسارح العمليات الأربعة الأخرى، هو أن الغزاة تمكنوا بسهولة من تدمير هياكل وبنى الدول الأربعة الآنفة الذكر، ما عدا سورية.
سورية، هي الوحيدة التي قاومت الغزاة، لأنها لوحدها أمة، ليس في تسامحها فحسب، بل في تنوعها الديني، وبحمايتها لممارسة شعائر كل الأديان المتواجدة على أراضيها.
"الفسيفساء المجتمعية" التي تتميز بها سورية، هي هوية سورية وإستراتيجيتها الدفاعية، على حد ما أسرَّ لي ذات يوم العماد الراحل حسن توركماني.
وتأسيساً على ذلك، فإن تحرير إدلب والشمال الشرقي للبلاد، من شأنهما أن يرسخا السلام ليس في سورية فحسب، بل أيضاً في مسارح العمليات الأخرى.
بيد أن ذلك لن يتحقق في المدى المنظور، إذا لم تتراجع الولايات المتحدة عن خطتها لتدمير "الشرق الأوسط الموسع".

السلام في سورية، يعني هزيمة أيديولوجية ساحقة للإخوان المسلمين.
لقد تم ترويض أتباع سيد قطب على الخلط بين الإسلاموية والإسلام، والخلط بين الخضوع لتنظيم الأخوان، وطاعة الله. هذا الانحراف الفكري، لم يقتصر على العالم الإسلامي برمته فحسب، بل انتشر في الغرب أيضا.
لهذا فإن السلام في سورية سوف يفترض إدانة دولية لهذه الأيديولوجية، تماماً كما حصل في عام 1945 حين أدان العالم كله الأيديولوجية النازية.
وهنا تكمن المفارقة العجيبة، حين عجز المنتصرون في الحرب العالمية الثانية في العفو عن القادة النازيين، بينما تملك سورية القدرة على العفو لاحقاً عن أبو محمد الجولاني، وأبو بكر البغدادي، لكن... في الوقت الذي لن يتسامح فيه أي سوري مع طريقة التفكير التي أدت إلى هذا الكم الهائل من المجازر.
إن أي إيديولوجية تصنع تسلسلاً هرمياً بين مجموعات بشرية، سواء قامت على أسس شبه علمية، أو دينية زائفة، فإنها تعرض الإنسانية لخطر جسيم.
لقد هُزمت دول المحور شر هزيمة في عام 1945، وأُدينت النازية بوصفها انحرفاً سياسياً استند إلى علم الوراثة، وأكدت الأمم المتحدة إثر ذلك على أن جميع البشر متساوون، وجديرون بالاحترام.
سورية اليوم، على وشك إلحاق نفس الهزيمة بالإرهابيين، بعد أن أثبتت بدماء أبنائها أن إيديولوجية الإخوان المسلمين، ليست سوى انحرافا سياسيا عن الدين الحنيف.
لذلك، سوف يترتب على المجتمع الدولي أن يؤكد مجددا أن جميع البشر متساوون، وأن جميع الأديان جديرة بالاحترام.
لقد سبق لوزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم أن وجه هذا المطلب إلى العالم في مؤتمر جنيف2 المنعقد في كانون الثاني من عام 2014، لكن أحدا من الحاضرين لم يصغ إليه في ذلك الحين، لقناعتهم الراسخة بأن الجمهورية العربية السورية لن تستمر لوقت طويل.
اليوم ، يمكن للجميع أن يستنتجوا أن الوزير المعلم كان على حق، بعد أن انتشرت هذه الأيديولوجية الهدامة في الغرب نفسه، حيث يندفع فتيان إلى قتل أبرياء في الشوارع، لاعتقادهم بأنهم يجاهدون في سبيل الله.
لم يعد أمام الحكومات الغربية من خيار لإنقاذ شعوبها من براثن هذه الوحوش التي رعتها، إلا أن تنصاع لمطالب الوزير وليد المعلم، وتعلن على الملأ إدانتها لعقيدة جماعة الإخوان المسلمين.
حينذاك فقط سيكون "الشرق الأوسط الموسع" مستعدا لمعانقة السلام.
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


الانتماء القومي ليس رداءً نخلعه حين نشاء
بقلم: صبحي غندور

فيروز، أرزة لبنان المتجذرة في اعماق الأرض المعانقة للسماء
بقلم: ميلاد عمر المزوغي



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب تييري ميسان |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//