جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

رد الصاع صاعيْن | بقلم: منير شفيق
رد الصاع صاعيْن



بقلم: منير شفيق  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
18-11-2018 - 1306

منذ ستة أشهر، وعلى التحديد منذ اندلاع مسيرة العودة الكبرى في الثلاثين من نيسان/ أبريل 2018 وحتى اليوم، أصبحت المواجهة بين قطاع غزة والعدو الصهيوني كشّافة لموازين القوى من جهة، وللمواقف السياسية وما تحتمله من صوابية أو أخطاء أو أحقاد على المقاومة، أو قصر نظر أو اختلال في البوصلة، من جهة أخرى.
خاضت المقاومة في قطاع غزة، وجماهير قطاع غزة، ثلاثة حروب مع جيش العدو الصهيوني. وصمدتا اثتنا عشرة سنة تحت حصار قاسٍ. وللأسف، لم يقتصر على حصار من جانب العدو، فحسب، وإنما أيضاً فلسطينياً من قبل سلطة رام الله، ثم مصرياً، فعربياً، بأشكال متعددة، من قبل أنظمة لم يعجبها أن تبقى راية المقاومة المسلحة مرفوعة بعد أن طوتها اتفاقية أوسلو، وذلك فضلاً عن أسباب أخرى.
على الرغم من هذين البعدين: المقاومة والحروب، والمقاومة والحصار، راح الموقف الرسمي الفلسطيني الذي يمثله محمود عباس؛ يناصب قطاع غزة العداء. وقد جعل ينكر وجود مقاومة حقيقية خاضت حروباً ثلاثة (تفقأ كل عين بارحة)، وأوصل الوضع في القدس والضفة الغربية إلى كارثة من خلال التنسيق الأمني الذي حمى الاحتلال والاستيطان. ووصل به الأمر إلى اتهام حماس بالدخول في صفقة القرن، وذلك إذا ما فك الحصار جزئياً، وإذا ما توقف إطلاق النار، ولو بشروط المقاومة، وحتى لو استمرت مسيرات العودة الكبرى، واستمر التسليح وحفر الأنفاق، والإعداد للحرب، ناهيك عن التمسك المبدئي بثوابت التحرير والعودة. فهذا كله يصبح في عُرف الرئيس عباس صفقة القرن، ويصبح التنسيق الأمني في الضفة الغربية هو المتعارض مع صفقة القرن. ومن ثم، هل ثمة ما هو أعجب من هذا وذاك؟
الموقف من جانب السلطة في رام الله، وما عبر عنه الرئيس محمود عباس من إنزال عقوبات جماعية بقطاع غزة، ومن اتهام قطاع غزة كله (عملياً) بالسير ضمن مخطط ترامب الفاشل المسمى "صفقة القرن"، مفهوم وليس بمستغرب؛ لأنه دفاع عن استراتيجية فشلت، وغاص نصفها في الطين، والنصف الآخر في مستنقع، فيما أثبتت استراتيجية مناهضة اتفاقية أوسلو وتداعياته، إلى يومنا هذا، أنها استراتيجية صحيحة سياسياً في تمسكها بالثوابت والمبادئ التي عبر عنها ميثاقا 1964 و1968، وصحيحة وممارسة في تمسكها باستراتيجية المقاومة والكفاح المسلح والانتفاضة.
أما من جهة ثانية، فالأصوات الإعلامية وعدد من المعلقين الذين ينحازون إلى الأطروحات الأمريكية، أو إلى الدول المراهنة على أمريكا؛ مفهوم منهم أيضاً أن يهاجموا المقاومة في قطاع غزة، ويتباكوا على من يرتقي من الشهداء، أو يصاب من الجرحى، فضلاً عما يمكن أن يلحق من دمار. فهؤلاء فقدوا كل حجة في الدفاع عن مواقفهم، فلم يبق عندهم غير دموع التماسيح يذرفونها على ما يقدم من تضحيات (ما زالت أقل بكثير مما تستوجبه العملية التاريخية لتحرير فلسطين).
على أن ما ليس مفهوماً هو موقف بعض الصحفيين والمعلقين ممن يقفون على أرض المقاومة والثوابت، ولكن عندهم تحفظات، وقد تصل لدى بعضهم إلى حد العداوة، فتراهم يأخذون موقفاً متردداً في الوقوف إلى جانب المقاومة لأن حماس طرفاً أساسياً فيها. أما إذا كان لا بد من الوقوف إلى جانب المقاومة، فلا تذكر حماس، وكأنها غير موجودة، أو لا دور لها في المقاومة.
طبعاً، الكل يسلم بأنه ليس من حق أحد أن يُغلّب صراعاً أيديولوجياً أو حزبياً أو فصائلياً على الوحدة الوطنية في مواجهة العدو. لا أحد يقول أن لا يحافظ المعني على أيديولوجيته، أو على خلافه الأيديولوجي مع حماس، أو غيرها، ولكن لا يحق له ألاّ يعدل، وألاّ يُنصف، فيتنكر لحقائق لا تنكر.
إلى هنا أيضاً لا بد من أن نقول: "لا حول ولا قوة إلاّ بالله". هذا طين فلسطين، وعلينا أن "نلط منه على خدودنا". ولكن حدث في الشهرين الماضيين دخول حماس ومعها كل فصائل المقاومة في قطاع غزة، ولا سيما الجهاد والشعبية والديمقراطية، في حوار مع المصريين تحت عنوان الاتفاق على "تهدئة في القطاع". وقد تبين للجميع أن اتفاق التهدئة في خطوطه العريضة، وجوهره، يقوم على ثلاثة أسس: (1) رفع الحصار عن قطاع غزة (بنسبة معينة) مقابل وقف إطلاق الطائرات الورقية والبلالين (تسبب حرائق في المستوطنات المحيطة بقطاع غزة). (2) تستمر المسيرات الأسبوعية على ألاّ تصل إلى الشريط. (3) يتوقف إطلاق النار على أساس صاروخ مقابل صاروخ، ودم مقابل دم، ومن دون أية شروط تمسّ ما يجري من تسليح أو تطوير للصواريخ أو حفر للأنفاق.
هذا الاتفاق الذي يقوم على كل ما تطمح إليه المقاومة، إلاّ أنه وجد من يشكك في حماس ليس من جانب سلطة رام الله، أو من جانب بعض كتاب وصحفيي بعض الأنظمة، بل أيضاً من بين صفوف المقاومة. والسؤال: ما هي الحجة؟ أولاً، هل لكم اعتراض على الاتفاق المطروح وهل سترفضونه؟ الجواب: لا. "طيب" أين اعتراضكم؟ الجواب: نشك في أن ثمة اتفاقاً سرياً من وراء الظهر بين حماس والكيان الصهيوني، حول إجراء تهدئة طويلة الأمد ودائمة، وكادوا يقولون، أو يلمحون، ثمة تفاهم مع "صفقة القرن".
يقول المثل: "الملدوغ من الحية يخاف من جرة الحبل". فالتجربة مع قيادة فتح تسوّغ التشكيك في حماس. حقاً لدغنا لدغات قاتلة، فكيف لا نخاف من جرة الحبل؟ يعني أننا يجب أن نحسن الظن في الذين يشككون؛ لأن للمخاوف عذراً حتى لو لم يكن لها من سند، وذلك ما دمنا لدغنا ولدغنا ولدغنا.
على أن ما حدث من عملية مخابراتية صهيونية في ليلة الاثنين (11/12 من تشرين الثاني/ نوفمبر 2018)، وما صحبها من معركة مواجهة عسكرية مع كتائب عز الدين القسام وسرايا القدس أفشلت العملية، أحرج القيادة العسكرية الأمنية السياسية الصهيونية أشدّ الإحراج، وفتح باباً للتصعيد الصهيوني، وردت المقاومة بكل فصائلها في قطاع غزة بمثله (الغرفة العسكرية المشتركة)، ليتأكد مرة أخرى أن ميزان القوى ليس في مصلحة الكيان الصهيوني، وأن ما سبق وسمي بـ"اتفاق التهدئة" لم يكن في مصلحته أيضاً، وأن العدو الصهيوني في حالة إرباك أمام ما وصلته المقاومة (كل الفصائل ولحماس والجهاد فيها دور مقدر)، من تحدٍ واستعداد وقوة شكيمة ورد الصاع صاعين.
السؤال هنا: ما هو الموقف الذي يجب أن يتخذه من ينتسب للمقاومة وراح يشكك في حماس واتفاق التهدئة طولاً وعرضاً، بعد هذا الحدث الكبير في ليلة 11/12 واليومين التاليين، وقد دقت طبول الحرب، واضطر العدو أن يتراجع ويرضخ بعد ثلاثة أيام من المواجهة؟
ليس المطلوب من الذي شكك الاعتذار، ليس المطلوب الاعتراف بالخطأ احتراماً لمن هم معه في خندق المقاومة أو لمن يحترمونه ويسنمعون لرأيه، فهذا أمر هو يقدره، لكن المطلوب التعلم من هذا الدرس، وهو عدم الاستعجال في إطلاق الشكوك، أو المخاوف التي تحمل تشكيكاً. فمن يخاف من جرة الحبل لأنه سبق ولُدِغ؛ فليحتفظ لنفسه بمخاوفه وشكوكه، ولا يعممها حتى لا يَظلم ولا يُشوش، ومن ثم لا يدخل في حرج لا يُحسد عليه من جهة، وحتى لا يُفسد، من حهة أخرى، وحدة وطنية تحققت في قطاع غزة، ويجب أن تعمم لتشمل الضفة الغربية، فتتواصل المواجهة مع الاحتلال والاستيطان، وهي مواجهة، كما تدل موازين القوى، مرشحة للانتصار

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


الفوضى الليبية والمؤتمرات الدولية
بقلم: هشام الهبيشان

رحلة الموت تقرير حقوقي يوثق مجزرة طلاب ضحيان في اليمن
بقلم: مركز عين الإنسانية للحقوق والتنمية



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب منير شفيق |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//