جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

ارتباك المفاهيم السياسية العربية حول «الأمة» | بقلم: يوسف مكي
ارتباك المفاهيم السياسية العربية حول «الأمة»



بقلم: يوسف مكي  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
26-09-2017 - 2385
في أحد الاجتماعات الأكاديمية التي دارت مؤخراً، في أحد الأقطار العربية، حضرت معضلة مفهوم الأمة بقوة، في المناقشات التي دارت بين مثقفين، معظمهم دكاترة في الجامعات، ويفترض أنهم يمثلون عصارة النخبة الثقافية، في مجالات اختصاصهم. لكن ذلك لم يحل دون وجود حالة ارتباك شديدة، مرد بعضها غياب الوعي بمفهوم الجغرافيا السياسية، والبعض الآخر، مرتبط بقضايا إيديولوجية شديدة التعقيد. بعضهم يشطب مفهوم الأمة العربية، مشيراً إلى ارتباطها بالحالة القومية التي بلغت أوجها في عقدي الخمسينات والستينات من القرن الماضي لأن هذه الحقبة باتت من الماضي. ولم يتورع أشخاص ضمن هذا الفريق من المطالبة باعتماد «الأمة الإسلامية»، بديلاً عن «الأمة العربية»، لأنها أكثر حضوراً في هذه اللحظة من التاريخ. مثقفون آخرون، يقترحون أن الحل الوسط، هو الحديث عن عالم عربي، بدلاً من أمة عربية. لأن تعبير العالم، يشير إلى التنوع، وعدم التجانس، وذلك هو ما يوصف بالدقة حال العرب الآن. ويتواصل النقاش البيزنطي، في لقاء من المفترض فيه أن يكون أكاديمياً، فيؤشر البعض إلى أن تعبير العالم العربي، سيخرج المجال الإقليمي من خريطة التحليل السياسي. ستغيب عنه دول مهمة كتركيا وإيران، وكلاهما مرتبط بتاريخ المنطقة، ويؤثر ثقافياً بشكل كبير في أوضاعها. ولذلك يرون أن تعبير منطقة الشرق الأوسط هو الأدق، في هذا السياق. النقاش باختصار، نم عن ضعف في العلوم السياسية، وبالدراسات الدولية، وأيضاً بالتاريخ المعاصر، الذي أفرزت أحداثه مفاهيم الأمة والقومية. كما أنه يتجاهل أن بعض التسميات الموجودة في قاموسنا السياسي، لا تعبر عن واقع تاريخي، بل هي نتاج استراتيجيات غربية، وهي لا تخصنا بأي شكل، لأنها مرتبطة بالمصالح الحيوية للغرب الاستعماري، في مرحلة بسطه سيادته على العالم، المرحلة التي ارتبطت بوجود نمط لا يزال يفرض سطوته وجبروته، هو المركزية الأوروبية. وفي هذا السياق، نشير إلى أن تعبير الشرق الأوسط، وهو تعبير دقيق إذا اعتبرنا أوروبا، وتحديداً بريطانيا مركز العالم. فالشرق بالنسبة لها أدنى وأوسط وأقصى. وقد شاءت حقائق الجغرافيا، بالنسبة للخريطة البريطانية، أن نكون بين- بين، بين الأدنى والأقصى، فبتنا شرقاً أوسط. ولو كان التصنيف الجغرافي معتمداً على مشرق الشمس ومغربها، لقبلنا به. لكن القبول بذلك سيفرض تعديلات جذرية عليه، تتسق مع الشروق والغروب. لكنه لا يعتمد ذلك. ويغيب عنه أن الأرض كروية، وأن أي جزء منها يمكن أن يكون مركزاً، إذا غيبنا مشاريع الاقتصاد والسياسة، والهيمنة. لكنه وللأسف واقع ليس لنا القدرة على تغييره حتى الآن. العالم العربي، هو الآخر، تعبير محفوف بالشكوك والظنون، خاصة أننا العالم الذي يكاد يكون وحيداً فوق الكرة الأرضية. فحسب ما نعلم، لا توجد في الأدبيات السياسية إشارات إلى عالم صيني أو هندي، أو بريطاني أو فرنسي أو أمريكي.. والقائمة طويلة. يوجد كومنولث بريطاني، وآخر فرنسي، يضم الشعوب التي وقعت تحت قبضة الاستعمارين التقليديين، البريطاني والفرنسي، لكن ذلك لا يرقى لتوصيفه بالعالم. هل ذلك يعني تميز العرب، بالاختلاف، عن كل الأمم؛ بحيث يكون لهم عالماً خاصاً. وهل يعني ذلك أن سكان الصين والهند، وبلدان الواق واق، هم أكثر تجانساً منا جميعاً؛ بحيث لا يحتاج أي مهم إلى عالم خاص به؟ أم أن التعبير ذاته يحمل شبهة التواطؤ على الأمة، والإيحاء باستحالة وحدتها في كيان واحد، رغم توفر العنصر الأساسي الذي صنع من القارة الأوروبية، أمماً، تم تفصيل جغرافيتها في الأغلب على أساس اللغة، من دون أية عناصر أخرى. قلنا في أحاديث سابقة، أن الدولة في شكلها المعاصر، هي نتاج الحركات القومية، التي عمت بالقارة الأوروبية والتي ارتبطت بالثورة الصناعية. وكانت هذه الحركات في جزء كبير من ماهيتها، ثورة على الكنيسة، وإعلاء للدستور والبرلمان، وفصل الدين عن السياسة. وأن معظم الأمم الغربية، اكتسبت مقاسها الجغرافي، تبعاً لجغرافيا اللغة. بمعنى آخر، التاريخ الأوروبي، لم يعرف مسمى الأمة المسيحية، لأن مكان الدين المسيحي، هو القلب. إنه إيمان خاص وعلاقة بالخالق، لا يقلل من شأنه عدم وجود دولة، أو أمة. بل العكس ربما يكون صحيحاً، فالمسلمون الذين يعيشون في مجتمعات غير إسلامية، لا يقلون شأناً عن أقرانهم من المسلمين، الذين يعيشون في دول يعتنق أغلبية سكانها الدين الإسلامي. والدين الحنيف، رسالة أممية، ليس لها حدود في الجغرافيا. وكل إنسان في هذا الكوكب، من حقه اعتناق الدين الحنيف، فهو دين موجه لكل البشرية. وذلك بلا شك يختلف عن الانتماء للجغرافيا. بمعنى آخر، المسلم في دولة غير مسلمة، مطالب بالانصياع لقوانينها ودساتيرها، وآليات العمل بها، بل إنه مطالب، إن كان متجنساً، بالوفاء بالقسم الذي أداه لحظة حصوله على الجنسية، بالخدمة في جيش الدولة غير المسلمة، باعتباره بات منتمياً لجغرافيتها. ولا يقلل ذلك من إسلامه. الدول الإسلامية، لها انتماءات وطنية، وعلاقات دولية، تعمل من خلالها على ضمان مصالحها الخاصة. وبعض هذه الدول أقامت تحالفات بالضد من مصالحنا القومية، ووقفت في الخندق المعادي للقضية الفلسطينية. وحساباتها في ذلك كانت مرتبطة بالجغرافيا الخاصة بها، وليس بحقائق انتمائها لدين الإسلام. في حين لم يكن للعربي من خيار آخر، سوى اعتبار فلسطين قضيته المركزية، والدفاع عنها لم يكن مدفوعاً بعواطف دينية محضة، بل بمشاعر قومية، وعلاقة بالجغرافيا والتاريخ. ولو كان الأمر بغير ذلك، لكان الاندفاع الإسلامي نحو فلسطين، هو بحجم الاندفاع العربي. وذلك أمر كان سيجد كل الترحيب من العرب قادة وشعوباً. لكن الأمور تسير وفق الحقائق العلمية، وليس بالضرورة وفقاً لرغباتنا وتمنياتنا
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


حرب تخفي حربا أخرى
بقلم: تييري ميسان

كيف تعالج الحالة الانفصالية في كردستان العراق؟
بقلم: العميد د أمين محمد حطيط



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب يوسف مكي |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//