جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية المقاومة القانونية | توثيق جرائم الصهيونية

توحد مسرح العمليات مع تعدد الجبهات المتساندة يرسم الطريق الى التحرير . | بقلم: الدكتور أمين حطيط
توحد مسرح العمليات مع تعدد الجبهات المتساندة يرسم الطريق الى التحرير .



بقلم: الدكتور أمين حطيط  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
21-11-2023 - 181

في الوقت الذي تشكل فيه الولايات المتحدة الأميركية الأحلاف الدائمة أو العارضة من أجل تنفيذ مهام عسكرية واستراتيجية تراها لمصلحتها وتقسم العالم إلى مسارح عمليات تنشر فيها قواتها خارج الأراضي الأميركية، فإنها تنكر على المستهدفين بخططها اللقاء في تحالفات وتفاهمات دفاعية تتيح لهم التعاون والتنسيق او الإسناد المتبادل دفاعاً عن دولهم وبلدانهم وأوطانهم وعن حقوقهم في تلك الأوطان.

وعلى سبيل الإيضاح في ما يعني منطقتنا اعتمدت الولايات المتحدة الأميركية تسمية “المنطقة الوسطى” لتكون مسرح عمليات عسكرية واحداً يشمل معظم دول الشرق الاوسط (وضمّت إسرائيل مؤخراً إليها) وتعمل فيها تشكيلات أميركية تنتشر في قواعد عسكرية تجاوزت الـ 54 قاعدة يعمل فيها ما يربو على 60 ألف جندي وضابط يسندهم أسطولان بحريان دائما الانتشار في مياه المنطقة (الخامس في الخليج والسادس في المتوسط والسابع على مقربة منهما) مع قابلية التعزيز والدعم بعدد من حاملات الطائرات والغواصات المتعددة والمتفاوتة القدرات، كلّ ذلك من أجل تأمين حماية المصالح الأميركية في المنطقة بشكل مباشر أو عبر مساندة الحلفاء والشركاء والتابعين الإقليميين.
لكن قوى التحرر والاستقلال في المنطقة والتي تلاقت على هدف رفض السيطرة الأميركية وعدم الخضوع لسياسة الاستتباع والإلحاق الأميركي، هذه القوى التحررية أدركت انّ مصالحها تكمن في تحشيد الطاقات وجمع القدرات وتنسيقها وإسقاط سياسة التفتيت والتقسيم والتجزئة التي تفرضها أميركا على من لا يواليها، ولذلك شكلت هذه القوى ومن غير صكّ مكتوب يستند اليه في إنشاء الأحلاف العسكرية شكلت عبر تفاهمات ولقاءات وتنسيق مباشر ما اصطلح على تسميته “محور المقاومة” أي مقاومة العدوان الصهيو ـ غربي، او “محور الممانعة” أيّ ممانعة السياسة الاستعمارية بقيادة أميركا ومنع الأخيرة من إقامة شرق أوسط جديد أميركي الهوية يتيح لأميركا وضع اليد والسيطرة على المنطقة بما فيها من مخزون واحتياط البترول العالمي والممرات الدولية الاستراتيجية بين الشرق والغرب.

وقد نجحت قوى محور المقاومة في أدائها وبشكل ملحوظ في مواجهة الحرب الكونية على سورية، حيث عملت بعض من تنظيماتها وفصائلها الى جانب الجيش العربي السوري وأدّت مهام مميّزة، وأرسلت إشارات ميدانية مضمونها جهوزية المحور للعمل المشترك او مساندة بعضه بعضاً.

بيد انّ ما يحصل الآن على صعيد مواجهة العدوان الصهيوني التدميري الذي يستهدف قطاع غزة، يتميّز في طبيعته ودلالاته عن كلّ ما سبق، حيث يسجل في هذا الإطار ما يلي:

أولاً: تبلور مسرح عمليات مقاومة واحد بجبهات متعدّدة ومهام متنوّعة في طبيعتها وأنواعها، مسرح عمليات يشمل من الشمال إلى الجنوب كلاً من العراق وسورية ولبنان وفلسطين واليمن وعمقه الشرقي الاستراتيجي المتمثل بإيران، مسرح عمليات يمكن القول إنه يشكل رغم تفاوت القدرات والمساحة، رداً ميدانياً واستراتيجياً على مسرح عمليات القيادة الوسطى الأميركية، لكن أميركا ترفض تشكل الظروف التي تجعل من هذا المسرح حقيقة قائمة وهي تحت تسمية “منع توسّع الحرب” تحاول الحؤول دون تشكل هذا المسرح وتحوّله الى ميدان عملاني نشط يشهد عمليات منسقة او متنوعة.

ثانياً: توزّع المهام والأدوار بين القوى على الجبهات المتعددة في مسرح العمليات الواحد وفي حين تعتبر الجبهة الفلسطينية في قطاع غزة هي الجبهة الأساسية التي تواجه العدوان واختصت الجبهات الأخرى في لبنان والعراق وسورية واليمن بمهمة الإسناد وتحوّلت الى جبهات مساندة لإنتاج الضغط المتعدّد المفاعيل الذي من شأنه وقف العدوان وتقصير أمد الحرب على القطاع ومنع العدو من تحقيق أهدافه من العدوان.

ثالثاً: محور المقاومة انطلاقاً من أدائه في مسرح عملياته في غربي آسيا، أربك المحور الاستعماري في المنطقة ورغم التفاوت المؤكد في الإمكانات والقدرات بين القوى المتواجهة في المسرحين، فإننا نجد انّ قوى المقاومة والممانعة وبحكم طبيعة مهامها الدفاعية (حتى ولو اتخذت بعض عملياتها الشكل الهجومي فهي تبقى هجوماً في معرض الدفاع)، أنّ هذه القوى قادرة على أداء مهامها وقد حققت في حرب “طوفان الأقصى” نجاحات هامة يمكن البناء عليها لتوقع نتائج المواجهة الميدانية القائمة، حيث نسجل هنا للجبهات النشطة ما يلي:

1 ـ الجبهة الرئيسية: الجبهة الفلسطينية وعملياتها في قطاع غزة، نجحت هذه الجبهة في إحداث الزلزال الكبير في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الفائت ولا تزال صلبة قوية متماسكة في حربها الدفاعية على أرض القطاع، حيث منعت حتى الآن العدو الإسرائيلي من تحقيق أيّ من أهدافه الثلاثة (تحرير الأسرى وتفكيك المقاومة وتهجير السكان) كما منعته من تحويل اختراقه البري الى احتلال آمن ومستقرّ، ووضعت القوى المعادية التي دخلت شمال القطاع في مصيدة فرضت عليها أن تختار بين التملص والانسحاب او الموت.
2 ـ الجبهة المساندة الأولى وهي جبهة لبنان/ فلسطين المحتلة، نجحت هذه الجبهة عبر استراتيجية الضغط التصاعدي في إرغام العدو على تجميد ما يكاد يصل الى نصف قدراته العسكرية والقتالية (بين 1/3 و 1/2) ما خفف الضغط العسكري عن قطاع غزة، كما نجحت في التأثير على الحياة في شريط بطول 50 كلم وعرض 7 كلم (تقريباً مساحة قطاع غزة البالغة 365 كلم2)، حيث تمّ تهجير السكان وتراجع العمل في القطاعات الإنتاجية الزراعية والصناعية والسياحية بشكل من شأنه أن يحدث ضغوطاً على السلطة الإسرائيلية لوقف الحرب دون تحقيق الأهداف.

3 ـ الجبهة المساندة الثانية وهي جبهة سورية والعراق في مواجهة القواعد الأميركية ومهمتها الضغط على أميركا التي بدت من خلال تصرفات مسؤوليها العلنية بأنها لا تساند «إسرائيل» فقط، بل وتقود العدوان مباشرة وتشارك في كلّ جزئياته التنفيذية. وبالفعل أحدثت هذه الجبهة بصواريخها ومُسيّراتها قلقاً أميركياً على سلامة العسكر الأميركي المنتشر في قواعد في سورية والعراق، بما أحدثته من خسائر وإصابات في صفوفهم، وتكمن أهمية هذه الجبهة في ما تحمله من ضغط على الأميركي لوقف الحرب ومنع «إسرائيل» من متابعة عدوانها.

4 ـ الجبهة المساندة الثالثة، وهي جبهة اليمن التي أحدثت صدمة ومفاجأة هزت العدو، خاصة مع وصول مُسيّراتها الى أمّ الرشراش «إيلات» في فلسطين المحتلة ثم كان العمل الأهم ذو الرمزية الاستراتيجية العليا وهو احتجاز سفينة تجارية «إسرائيلية» في البحر الأحمر بيد يمنية ما أنتج مشهداً هزّ الكيان المؤقت في أمنه الحيوي وحركة اقتصاده في مجاله الحيوي الاستراتيجي وأرسى مشهداً من شأنه ان يفرض ضغطاً لوقف هذا العدوان.

إنّ تبلور مسرح عمليات المقاومة غربي آسيا ونجاح الجبهات المتعددة القائمة فيه يؤسّس لمرحلة جديدة في المنطقة أهمّ ما فيها هو سقوط السياسة الاستعمارية القائمة على التجزئة والتفتيت والانتقال من وضع “فلان اولاً” إلى وضع “الأمة كلها أولاً” و”المنطقة كلها أولاً”، وبهذا يصدق القول بانّ القضية الفلسطينية قضية الأمة وحولها تتوحّد الأمة وتتحرّر، هدف بات في متناول اليد بعد أن عرفت الطريق وتوفرت الإرادة

 


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       #غزة_تباد_//كاتبة في الغارديان: عنف المستوطنين في الضفة الغربية يدفع الفلسطينيين نحو نكبة جديدة//       #غزة_تباد_//سورية: الكيان الإسرائيلي بارتكابه المجازر واتباعه سياسة الأرض المحروقة يظهر وجهه الفاشي//#غزة_تباد_//الخامنئي يؤكد ضرورة وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة فوراً//#دم_ونار_صمود_وانتصار_//وزير الحرب الإسرائيلي يعترف بأن مقتل جنود الاحتلال الإسرائيلي في المواجهات ضد المقاومة الفلسطينية في غزة شكل ضربة قاسية ومؤلمة لهم//       الاحتلال الأمريكي يسرق دفعة جديدة من نفط الجزيرة السورية//#غزة_تباد_خروج الدفعة الأولى من حاملي الجوازات الأجنبية وعدد من الجرحى من قطاع غزة عبر معبر رفح//#دم_ونار_والنصر_قرار_//وسائل إعلام فلسطينية نقلاً عن مدير مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة: أقسام المستشفى الحيوية ستتوقف خلال ساعات بسبب نفاد الوقود.. نحذر من كارثة وشيكة في مجمع الشفاء الطبي وفي عموم القطاع//#غزة_تباد_//استشهاد 73 فلسطينياً جراء مجازر الاحتلال المتواصلة في قطاع غزة//#غزة_تباد_//وزارة الصحة الفلسطينية في بيان أمس أن عدد ضحايا العدوان المتواصل منذ السابع من تشرين الأول الجاري ارتفع إلى 8306 شهداء بينهم 3457 طفلاً و2136 سيدة و480 مسناً إضافة إلى 21048 جريحاً.//#غزة_تباد_// الصين تجدد الدعوة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//       #غزة_تباد_:اليونيسف: الاعتداءات الإسرائيلية حولت غزة إلى مقبرة لآلاف الأطفال الفلسطينيين//#دم_ونار_صمود_وانتصار_: الإضراب يعم الضفة الغربية تنديداً بعدوان الاحتلال الإسرائيلي الفاشي//#غزة_تباد_:مظاهرات في المغرب وتونس تنديداً بمجازر الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني//#دم_ونار_صمود_وانتصار_//المقاومة الفلسطينية تستهدف مواقع العدو الإسرائيلي في أسدود المحتلة برشقة صاروخية رداً على مجازره بحق أهالي قطاع غزة//#غزة_تباد_:عملاقا التكنولوجيا الصينيان (بايدو) و(علي بابا) يمحوان اسم “إسرائيل” من خرائطهما الرقمية//#دم_ونار_صمود_وانتصار_//       #غزة_تباد_:سورية: الكيان الإسرائيلي بارتكابه المجازر واتباعه سياسة الأرض المحروقة يظهر وجهه الفاشي//#دم_ونار_والنصر_قرار_:عشرات الشهداء والجرحى جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 26 على قطاع غزة//#غزة_تباد_:هيئة أركان جيش التحرير الفلسطيني: تهافت الدول الاستعمارية لنجدة الاحتلال يؤكد شراكتها بقتل شعبنا//#دم_ونار_صمود_وانتصار_:/المقاومة الفلسطينية تثمن إعلان تشيلي وكولومبيا سحب سفيريهما لدى الاحتلال//       المقاومة الفلسطينية تستهدف تحشداً لجنود العدو الإسرائيلي قرب (نير عام) برشقات صاروخية رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي//رئيس الوزراء الهندي يعرب عن صدمته من المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في غزة//       وحدات من قواتنا المسلحة تدمر مواقع التنظيمات الإرهابية ومقرات قيادتها في ريف إدلب//الجيش يسقط ويدمر عدة طائرات مسيرة للتنظيمات الإرهابية بريفي حلب وإدلب//       انقطاع المياه وتدهور منظومة الصرف الصحي يزيدان مخاطر تفشي الأمراض السارية.. نجدد مناشدة المنظمات الدولية العمل على فتح ممر آمن لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة//قوات الصاعقة: المجزرة الصهيونية في مستشفى المعمداني تزيد تصميم الشعب الفلسطيني على متابعة النضال//وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة خلال مؤتمر صحفي: الوضع الصحي في غزة كارثي والكادر الصحي غير قادر على معالجة كل المصابين الذين يقدر عددهم بالآلاف.. هناك نقص حاد بالأدوية في القطاع ومشكلة كبيرة في الوصول إلى المستشفيات//كاتبة أسترالية: (إسرائيل) تقصف أطفال فلسطين المحتلة عمداً وتتذرع بحجج واهية//       اللواء باقري: جرائم الصهاينة لا يمكن أن تؤثر على إرادة الشعب الفلسطيني//نقابة صيادلة سورية وفروعها في المحافظات تنفذ وقفة تضامنية دعماً للشعب الفلسطيني وتنديداً بعدوان الكيان الصهيوني على قطاع غزة// الكيلة: أكثر من 3300 شهيد وآلاف الجرحى جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل لليوم الثاني عشر على قطاع غزة//       أخبار فلسطين:الإضراب يعم الضفة الغربية ودعوات للتظاهر تنديداً بعدوان الاحتلال المتواصل على قطاع غزة//مدير منظمة الصحة العالمية: الوضع في غزة يخرج عن نطاق السيطرة//المقاومة اللبنانية تعلن استهداف دبابة للاحتلال الإسرائيلي في موقع الراهب ومقتل وجرح طاقمها//مجزرة مستشفى المعمداني.. إدانات عربية ودولية لجريمة الحرب الإسرائيلية//       أخبار محلية:سورية تعلن الحداد العام لثلاثة أيام على ضحايا مستشفى المعمداني بقطاع غزّة//وقفة تضامنية لاتحاد الفلاحين وفروعه بالمحافظات دعماً للمقاومة وتنديداً بجرائم الاحتلال بحق أهالي غزة//