جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية المقاومة القانونية | توثيق جرائم الصهيونية

غزة ستنتصر | بقلم: ادريس هاني
غزة ستنتصر



بقلم: ادريس هاني  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
20-10-2023 - 218

يسعى الاحتلال اليوم، ليس فقط لإعادة السيطرة على الأرض، بل لإعادة صياغة منظومة القيم الكونية والنظام العالمي الجديد على طريقته. قوام هذا النظام العالمي الجديد هو عودة التوحّش وتقويض الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. فاستهداف مستشفى المعمداني الذي شيدته الكنيسة الإنجيلية، وقصف كنيسة الروم الأرتذكس في غزة، يعني أنّ الاحتلال الصهيو..ني فتح حربا على المسيحية في الشرق، مما يضع الغرب المتواطئ مع الاحتلال أمام مفارقة غريبة، وهي أنّ مسيحية الغرب نفسها في خطر، فالغرب أكثر وفاء للصهيو..نية وللأسخريوطي منه للمسيح وليد بيت لحم.
فالقيم التي يسعى الاحتلال لتكريسها في ظلّ الرعاية الإمبريالية، هو تعزيز صورة احتلال خارج أي سلطة دولية أو قانون دولي، وبأنّه يسعى لاستغلال الظرفية المعقدة، لتنفيذ خططه القديمة.
العالم الغربي الذي - باستثناء من لا زال يحتفظ بوفاء لقيم الإنسان والحرية- كشف عن أنّه ينطوي على رؤية تصنيفية، وعن أنّه منح الاحتلال الحق المطلق في إقامة محرقة للفلسطينيين. سقطت كل الشعارات التي يمضغها قادة الإمبريالية وأبواقهم القريبة أو البعيدة، ممن انضموا لجبهة الاحتلال، متبنين خطابه، ومبررين لكل جرائمه.
التحليل النفسي، وليس فقط المنطقي، لخطاب المثقف المزيف الذي يستهتر بلغة المفاهيم الإنسانوية وخطاب العقلانية الزايفة، بالإنسان الفلسطيني، يكشف عن تخبّط وخلط أوراق المفاهيم، حيث لما يتعلق الأمر بالاحتلال، يتحدث المثقف الزائف عن مشاعر الأنسنة، وحين يتعلق بالفلسطينيين يرفض الخطاب نفسه ويستعمل العقلانية. وكأنّ العقلانية هي دعوة رسمية للاستسلام والعبودية وتجاهل محنة المعذبين في الأرض. هل أدرك هؤلاء أنّ العاطفة والمشاعر هي عنصر أساسي في خطاب السلام نفسه،كما في خطاب الحرب نفسها، وأنّ العقل دائما كان دعوة للعدالة والإنصاف؟
قبل أيّام كتب الطاهر بن جلون أسوأ مقالة في لوبوان الفرنسية، جاء كلامه مطابقا للاحتلال نفسه. وحيث يخالف إرادة الشارع الفرنسي الذي يشهد مظاهرات تضامنية مع الشعب الفلسطيني في غزة، كما أنّه يخالف حتى موقف الأمم المتحدة الخجول، والذي يطالب بفتح الطريق أمام المساعدات الإنسانية، ويعتبر أنّ ما يحصل في غزة يخرق قواعد الحرب. الفرق بين خونة الأمس وخونة اليوم، هو أنّ خونة الأمس كانوا يتسترون على خيانتهم خلافا لما يقومون به اليوم، كما أنّ خونة الأمس يحاولون تفادي بطش الاستعمار المباشر والاستفادة من مكاسبه، لكنهم اليوم يريدن الاستفادة فقط مع أنّ بطشه لا يقع عليهم. هكذا أصبحت الخيانة لها نخبة، وأدواة العمل، ونوابت من المحللين الاستراتيجيين المزيفين، يبررون جرائم الاحتلال برصيد من المفاهيم المقرصنة، والأفكار التضليلية.
كشفت عملية طوفان الأقصى عن أكذوبة المثقف المختبئ خلف أصابعه، حين بات يترنّح داخل مغالطاته، كافرا بالتّاريخ، والإنسان. لم يأبه لكلّ هذه الدماء، وببرودة وخسّة، يتجاهل كل مشاعر البشر ويتمسك بمفاهيم مُلتبسة. هذا الحيوان المُغالط الذي يُظهر شكلا من التنوير الأصفر، بأنياب تقطر دما، وضمير ممتلئ قيحا، وكأنّه ليس من كوكبنا، هو اليوم ساقط مهما اختبأ خلف مانشيطات مستهلكة، غير آبه بالاجتماع، مُؤهّل لأن يمسح آثار مصاصي الدماء.
أصبح أطفال غزة هدفا للصواريخ والقذائف، لقد حولهم الاحتلال إلى وجبة، وهو يسعى لتطهير غزة من الديمغرافيا الفلسطينية. وإزاء هذه الحرب الملتوسية المقنّعة، يمنح النظام الدولي إجازة لنفسه، وما تبقّى من الرِّق الأممي، منهمك في التباكي على مشاعر المحتل لا مشاعر الفلسطينيين.
حتى الآن، لا ندري، هل توجد استقامة سياسية ومبادئ تستحق الاحترام، بعد أيام من التدمير والإبادة لشعب أعزل؟
سيجد الاحتلال نفسه فاقدا لخيار آخر غير استهداف المدنيين. أمّا مغامرة الاكتساح البرّي، فهو لن تكون نزهة لأسباب عديدة، منها على سبيل الاختصار:
- إنّ المقاومة في حالة انتظار وجهوزية تامّة للاحتكاك بالجيش الصهيو...ني. ولقد سبق واحتك به وأدرك مستوى تكوينه القتالي، فالمقاوم يُعادل أكثر من عشرة من عناصر الجيش، في التكوين والإرادة والإيمان بقضيته
- إنّ المقاومة والشعب الفلسطيني من ورائها وجماهير العرب والمسلمين وأحرار العالم، ستجد نفسها أمام فرصة للثأر لشهدائها.
- إنّ نشوب حرب برّية سيؤدي إلى اتساع مجال المعركة، وهنا سيكون الاحتلال قد اختار أسوأ الاحتمالات، لأنّ المقاومة تحمل مفاجآت كثيرة من الخطط البديلة في إطار التنسيق الميداني ووحدة الساحات.
اليوم يبدو أنّ الغرب حائر بين أن يدعم أوكرانيا وفي الوقت نفسه أن يدعم الاحتلال، فهناك جبهتان في إقليمين حيويين، أحدها في قلب الشرق الأوسط والثاني في تخوم أوراسيا. وهذه الحرب من الناحية الجيوستراتيجية ستكون معقّدة. فالصين التي تبدو خارج معادلة المواجهة المباشرة، هي حاضرة من حيث سلطة الفيتو الأممي، وحاضرة من حيث التقنية السيبرانية التي تستعمل في مجال التحكم بالصواريخ والأقمار الاصطناعية، فقوى محور المقاومة تمتلك اليوم صناعة الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة التي هي عناصر حاسمة في الجيل الجديد للحروب. كما أنّ المقاومة نفسها تعيش على مكتسبات جيلها السابع من المهارات والتكوينات والقدرة على المناورة وخوض حرب كلاسيكية.
لا يستطيع الاحتلال أن ينتقم لكرامته لسبب بسيط، وهو أوّلا، لا كرامة لمحتل، كما لا يمكن العودة إلى زمن ما قبل طوفان الأقصى. فالاحتلال طوّر من قدراته وكذلك المقاومة. بل لقد قاده غباؤه لكي يحرق كلّ ما كان حاوله عبر الصفقات والاتفاقيات التي لم يلتزم بواحدة منها. السؤال المطروح اليوم: هل لأوسلو ما تُقدّمه للفلسطينيين بعد مجازر غزة؟ هل سيكون خطاب السلطة الفلسطينية مُقنعا بعد طوفان الأقصى؟
الحديث عن تهجير أهالي غزة لسيناء، واحدة من الخرائف التي أنتجتها تحشيشة صدمة طوفان الأقصى، كان ذلك حلم الاحتلال منذ بداية سبعينيات القرن الماضي، هل يستطيع أن ينفذه اليوم وهو عاجز عن حسم المعركة في غزة؟ لم نسأل إن كان سكان غزة مستعدين للتهجير سواء إلى سيناء أو صحراء النقب، لكن ما هو مؤكد أن لا أحد يملك تهجير شعب في حالة مقاومة..
لقد باتت غزة وجبة دائما بالنسبة للاحتلال الذي يعبّر عن يأس وانسداد كبيرين. ولكن هذه الوجبة ستكون عسيرة الهضم، بل إنّ غزّة تحوّلت إلى شوكة في حلق الاحتلال، ومن خلالها يقرأ كل فلسطيني، في الداخل أو في الخارج ذلك المصير الذي حملته أحلامهم الكبيرة، على كل فلسطيني في الشتات أن يتحسّس مفاتيح العودة، ولسان حالهم:
راجعين يا هوى
راجعين يا هوى راجعين يا زهرة المساكين
راجعين يا هوى على دار الهوى على نار الهوى
راجعين
قريبا ستجري دبكة الانتصار في شوارع غزّة هاشم، لأنّنا من خلال انتصار غزّة سننتصر وستنتصر قيم التحرر الوطني والسلام العالمي الحقيقي، سلام الأحرار لا سلام العبيد.

لا يوجد صور مرفقة 

استفراد غزّة المستحيل
بقلم:  نجيب نصرالله

اللغة اسامية كذبة كبرى
بقلم: ابراهيم البسايطة



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب ادريس هاني |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//