جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

الأمة والقومية | بقلم: الدكتور نبيل طعمة
الأمة والقومية



بقلم: الدكتور نبيل طعمة  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
17-06-2023 - 260

لا سبيل لفصلهما عن بعضهما، لأن ارتباطهما وثيق، فالقومية كفكرة تنسب إلى الأمة، والأمة تعني الناس والحياة الإنسانية، وأخطأ المفكرون الفرنسيون عندما ربطوا الأمة بالدولة، ولم يخرجوا من تصور الأمة إلا على شكل دولة، ولم تستطع جميع الديانات الروحية أن توحد القوميات، وكذلك لم تنجح في إيجاد رابطة أقوى من الروابط القومية، وحتى القول "الأمة الإسلامية" غير دقيق، وأعتبره خطأً فكري لتنوع قومياته، فالدين يدخل في الفرد، وكل دولة تعتبر أكثريتها أن ما تؤمن به دين رئيس، أو تستعين بتشريعاته، إضافة إلى القوانين الوضعية، والدول العلمانية لا تأخذ به.
إن العلم الحديث يميّز بين مفهوم الدولة التي تقوم من السلطات، وبين مفهوم الأمة التي تقوم على جملة روابط ثقافية وروحية واجتماعية وغيرها، وإن القول بعكس ذلك يحمل الكثير من الخطأ في الفكر السياسي والفلسفي الاجتماعي، وللعلم إن مفاهيم الأمة والقومية والدولة هي مفاهيم حداثوية، ظهرت بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، أي مع ظهور الاستشراق والاستغراب، من المفكرين والفلاسفة الذين تبنوا نظريات الانتماء والهوية الوطنية.
الإنسان في تكوين الأمة هو الأصل، وأوطان الأمم والشعوب لا تحددها النظريات الفلسفية أو الميول السياسية، وإنما يحددها الواقع والتاريخ، واجتهدت الحضارة العربية كثيراً في قولها إن الإنسان هو الاختراع الأعظم في الحياة المستمرة به، والأمة العربية ليست أماني وذكريات، إنما هي بنيان اشتركت في بنائها لغة ويد السماء مع إرادة إنسان هذه الأرض محدثة تكاملاً وانسجاماً، أظهر نشأته بشكل مقدس ورسم لها هالة من الطهر.
القومية سابقة في وجودها على الدولة، وما الدولة إلا تعبير عن القومية، والقومية العربية تعثرت ضمن مسيرتها الحداثوية، ولا تزال تتعثر، والسبب إيمان البعض بها ورفض الآخرين لها، ناهيكم عن كمّ العداوات التي تعرقل التكامل الاجتماعي واستقلالها الاقتصادي وانطلاقها السياسي.
لا خوف على أمتنا في مستقبلها، وبما أنها كائنة، فلا ريب في أنها ستنهض من جديد، ولا خوف عليها من أعدائها، رغم ما يحاك لها، إنما الخوف عليها من أنفسنا، وإن قيامتها مرتبطة في أن يعرف مواطنوها وأبناؤها قيمتها، وألا نخدع بغير ذلك.
إن كارثة ماحقة أصابت أمتنا، فلم تعد تجد من الإباء والوطنية والمشاركة مثل ما عند البعض من الحيوان، فمثلاً جماعات النمل أو النحل وغيرها يظهر عليها الغضب، حين يغضب واحد منها لسبب ما، فتأخذ في التجمّع من غير أن تدرك له سبباً، وبعض التجارب عملت على استثارة قرد، فإذا جماعة القرود تخف إليه وتتجه نحوه، لتثأر وتنتقم، وكذلك تجد جماعات النمور وغيرها.
يعتبر السورين أن سورية ليست وطناً كامل الحدود، بل إن البلاد العربية هي وطن واحد كامل الحدود لأمة واحدة سائرة قدماً نحو تحقيق أهدفها القومية، وهذا في اعتقادي شعور كل مواطني الأقطار العربية.
وإن ما أريد الوصول إليه أن الأمة والقومية محكومتان للعروبة التي انبثق منها أعداء محدثون، خرجوا من بين جنباتها، وظهروا عليها، وأستطيع هنا أن أصنفهم أولاً دعاة القوميات المحلية والرجعيين من ذوي العصبيات القديمة، ومعهم الوصوليون والانتهازيون، ولكن أهمهم أنصار الصهيونية العالمية والمتصهينون من أبناء هذه الأمة، هؤلاء الذين يقاومون العروبة ومنطقها بغاية الحفاظ على مصالحهم اللا شرعية.
من الضرورة بمكان أن أشير وبمصارحة كبرى هنا إلى أن الشعب العربي في أقطاره يدرك أكثر مما تدرك حكوماته مفهوم وحدة المصير، والدليل أنه عندما تريد الأمة تكوين وحدتها القومية فهي لا تنظر إلى حدودها الاصطناعية أو الطبيعية، إنما تنظر إلى إنسانها، والأرض التي تكوّن اليوم الوطن العربي على أنها أرض مشتركة وإنسانها يمتلك خصائص مشتركة، وإن كان يحيا بين ظهرانيها بعض من الأقليات القومية، ولهم لغاتهم الخاصة بهم، فمن المنطق ألا يتم اضطهاد لغاتهم، بل تعزيز اللغة العربية إلى جانب ما ينطقون به، والغاية من هذا التعزيز ليس اللغة بذاتها، لأنها تمثل لغة ثقافة وتفاهم معهم، ولهذه الأقليات حق الحفاظ على ثقافاتها وتقاليدها وعاداتها، مادامت تحيا على أرض الأمة، وتحيا ضمن قوميتها أيضاً.
فإذا كانت التيارات الفكرية العربية مقلدة لأيديولوجيات، فالأولى بها أن تنال من أصالة الروح العربية، وتعلي شأن قوميتها وأمتها، أما أن تبقى على ما هي عليه فيعني أنها مرتمية في أحضان الآخرين.

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


من الشراكة إلى الصراع
بقلم: الدكتور يوسف مكي

هذه حقائق المؤامرة العدوانية الأمريكية الأوروبية العدائية ضد سوريا
بقلم: عدنان علامة



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتور نبيل طعمة |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//