جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

حروب المعرفة | بقلم: الدكتور نبيل طعمة
حروب المعرفة



بقلم: الدكتور نبيل طعمة  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
28-03-2023 - 547

أنشأت أزمات إنسانية، تركت الإنسان من دون دعم معنوي، وأبقته على حاله، حتى وإن تعلم مما أظهره وكأنه في غابة، وحولته إلى فوضوي لا يميّز بين الأفضل والأسوأ، وغدت لديه الأمور وكأنها سيان، ما يراكم الأزمات التي ترسم كل شيء لديه، واختزلتها في كلمات، نجح في كل شيء، وفشل أمام الفعل الإنساني، لذلك كان الارتقاء بالإنسان ضرورة لإظهار قدراته الكامنة، ما يعود عليه أولاً بالخير، وعلى مجتمعه بالأفضل، وهذا يتعلق في الكيفية التي تنظر بها الإدارة العالمية وإدارته المسؤولة عنه.
كانت حروب جهل، أما اليوم فهي حروب معرفة، انتقل فيها العالم من الشفافية التي تستخدم الجهل أو تستند إليه، إلى السرية التي تتعمق كلما تطورت المعرفة، لذلك كانت المعارف مفاتيح الازدهار الاقتصادي، لأنها تولد الأفكار الخلاقة والجديدة، حيث بها تحدث إفادة المجتمع المفترض أن تكون هكذا.
هل تعلمنا من الماضي؟ لأن الحاضر يدعونا لامتلاك مجرياته، كي يتولّد من خلاله المستقبل، وهنا أريدكم أن تنفقوا قليلاً من الوقت المهدور بالمجان، ولنفكر به، ومعه ندرك أننا قادرون على بنائه بشكل جيد، أو على أقل تقدير تحديثه، لأن إشارات الأمل والتفاؤل منتشرة على دروب المجتهدين، ومؤكد أن الحكمة مسكونة بين تلافيف أفكارنا، وهي تدعونا من أجل إظهارها والأخذ بيدها، لأننا إن فعلنا ذلك أرشدتنا، وإن أهملناها كنا هشّين كما يشار إلينا من الآخرين، بأنه من السهل اختراقنا.
هذه البداية تولد سؤالاً محيراً، هل يمكن أن ننسى الماضي أو نتجاهله؟ أكاد أجزم أن أحداً يستطيع، إلا إذا توافرت العلامات الفارقة التي تتجسد في الرؤية التخصصية للواقع والممكنات التطويرية القادمة من المبادرات المشتركة التي تستند على المعايير المبتكرة لتطوير الكفاءات الإنسانية الجاهزة للانتقال إلى المستقبل، الذي لم يكن في الماضي واضحاً، كما هو الآن، ما يثير حوله الكثير من الشكوك.
حتى اللحظة عالم الشمال وبشكل خاص الغربي منه الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية يمنع عن عالم الجنوب امتلاك المعرفة، ويتم ذلك بإشعال الفتن والحروب والأزمات، إلى أن وصلت إليه "الحرب الروسية الغربية في أوكرانيا" ووقع في أتونها الذي أوقع العالم بأسره باضطراب أظهر من خلاله أسوأ الأزمات الجيوسياسية والمناخية، أربكت الحالة الاقتصادية التي تسببت في أسوأ أزمة غذائية هددت بموجبها الأمن الغذائي العالمي، الذي كان يملأ هذا الكوكب الحي بفضل خيراته الهائلة، التي تسأل أين ذهب كل ذلك، والتصميم الذي أشاد هذا الكوكب كان على شكل مستودع هائل للاشتغال فيه وتخزين الفائض أيضاً، أين ذهب وما أسبابه التي أعتقد أن من أهمها الخوف الذي وضع الناس كافة ومن دون استثناء على جرف هارٍ أو ما يشبه حواف الهاوية، ليلتقي خوف الجوهر بالخوف الخارجي، الذي أصبح يحيط بكل شيء، لذلك أجد أن العالم يقف أمام منعطف خطير، فالحرائق التي تلتهم كل شيء أمامه والماضي بما فيه خلفه، والسبب حروب المعرفة التي أخذت تخيف حتى المعرفة ذاتها، التي بدلاً من أن تدفع العالم إلى النماء والأمام أنشأت أمامه حواجز الخوف من وتائر التقدم التكنولوجي المتسارع فيما بين القوى العظمى بشكل خاص، والعالم بأسره بشكل عام، هذا الذي فتح بوابات الذعر والهلع، وأوصل البشرية للخوف من بعضها أفراداً ومجتمعات ودولاً.
كتبت ذات مرة عن مفهوم الحرب، قلت فيه إنها تقوم بين أشخاص يعرفون بعضهم جيداً، يخططون لها بامتياز، يدفعون بأناس للتقاتل، لا يعرفون بعضهم أبداً، يموت من جرائها أشخاص لا يعرفون الأسباب الدافعة لذلك.
وتحت عنواننا أقول: إن أخطر ما يحصل الآن هي حروب المعرفة بعد أن وصل كل واحد لمعرفة قدرات الآخر، وعليها يتم الاشتغال، وبعد أن خمدت إلى حد ما أفكار الحروب العسكرية المباشرة ظهرت حروب المعرفة، التي أخذت تعيد أدوات العسكرة إلى حضورها، لأنها أفرزت المنظومات العلمية وتقنياتها الآخذة في التسارع بإرادة من القوى العظمى، والأسباب أكثر من واضحة، وأهمها تسارع النمو الفكري لدى أبناء العالم، وخاصة في عالم الجنوب والشرق، الذي أخذ يصحو ويدرك سياسات النهب الهائلة لموارده وطاقاته والفرض على إدارته منع استثمار وإدارة مقدراته، أو على الأقل الحصول على حقوقه منها، هذا الذي أنشأ الصراعات بين الدول العظمى والكبرى، وأخذ يسبب المرارات من نتائج أنهار الدماء التي غدت تخيف حتى مصنّعيها في أوروبا وأمريكا، لأن مخرجاتها من الكوارث الإنسانية طالت مجتمعاتهم، وأخذت تنال من فكرهم الذي بدأ يستفيق على الخوف من الوقوع في الحروب، التي إن حدثت فلن تكون سهلة، ولن تشبه أي شيء واجهوه سابقاً.
أخرج من كل هذا بالقول: إن النظام العالمي يحتاج إلى إصلاح فوري، وأهمه إصلاح المعرفة، التي وإن قدمت الكثير من التقدم إلا أنها قدمت الحروب على الإنماء، والإجرام على الإنسانية، فبدلاً من أن تحل المشاكل المتجذّرة عملت على تعزيز الصراع، ونقلته من حوار حضاري إلى عشوائي فوضوي تسود فيه لغة الأقوى.

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


حان وقت رحيل القواعد الامريكية عن الخليج
بقلم: نائل نعمان

معرض صور الكتروني / وئائق من فلسطين
بقلم: جامعة الأمة العربية



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتور نبيل طعمة |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//