جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

التقارب التركي السوري و دور الحلفاء و الأشقاء | بقلم: الدكتور طارق صياح حاتم
التقارب التركي السوري و دور الحلفاء و الأشقاء



بقلم: الدكتور طارق صياح حاتم  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
05-02-2023 - 2225

تتشابك الخيوط شيئاً فشيئاً و تتضارب الأنباء عن مستقبل التطبيع التركي السوري مع أن الأحداث كانت متسارعة بشدة و كانت الأنظار كلها تتجه لموسكو منتظرةً صورةً لوزراء خارجية الدول الثلاث لكن فجأةً تتعثر الأمور مرحلياً فما الذي حصل و ما هو المتوقع لهذه العلاقات؟!
روسيا سورية و إيران ثلاثيّ استراتجي تربط أطرافه علاقات ثنائية متميزة و بعيداً عن القراءة السطحية لدى البعض و حديثهم عن العلاقات السورية الإيرانية يجب الحكم بعقلانية و التريث و تقييم هذه العلاقة جيداً ثم بعدها تحليل الواقع انطلاقاً من رؤية واقعية و دقيقة بعيداً عن أساليب الهواة. إيران اليوم مع الحساسية العربية منها و العلاقات العربية المترنحة لا تزال علاقاتها في سورية و العراق تختلف تماماً عن باقي دول المنطقة و إذا ما أردنا الحديث عن مستقبل سورية و إيران يجب المرور تاريخياً على هذه العلاقات و مدى قوتها و تجذرها.

مع قيام الثورة في إيران سارعت سورية لتوطيد العلاقات الثنائية معها و المضي قدماً في تعزيزها و تنميتها و استطاع حافظ الأسد ربط سورية بعلاقاتٍ استراتيجية مصيرية و راسخة انطلاقاً من عدة مبادئ أهمها تحرير فلسطين و دعم حركات التحرر المناهضة للهيمنة الأمريكية و دعم القضايا المحقة في العالم و معاداة الكيان الصهيوني و بهذا فإن العلاقات الثنائية لم تكن علاقات عابرة قائمة على مصالح سياسية بل نابعة من عقيدة سياسية و مبادئ ثابتة مشتركة في عقيدتي الشعبين و القيادتين. منذ بدء الحرب الإيرانية كان حافظ الأسد يقظاً و مدركاً لأطماع صدام حسين في المنطقة فكان من أوائل المناصرين للشعب الإيراني في حربهم مع النظام العراقي السابق. بينما كان العرب؛ كل العرب جنباً إلى جنب مع صدام حسين في معركته. و بانتهاء الحرب الإيرانية توثقت العلاقات الثنائية أكثر فأكثر و تتوجت باتفاقيات سياسية و علمية و ثقافية و تقارب بين شعبي البلدين. و مع قدوم الأسد الابن ازدادت هذه العلاقات متانة و قوة يوماً بعد يوم ليدخل الإيرانيون جنباً إلى جنب مع الشعب السوري في حربه على الإرهاب و خاضوا مع جيش سورية أعتى الحروب و كانوا شركاءهم في الشهادة و القتال و النصر على الإرهاب الذي كان ختامه هزيمة تنظيم داعش الإرهابي. و لا تزال إيران الحليف الاستراتيجي التي تسير بخطى موزونة و ثابتة في دعمها اللامحدود سياسياً و عسكرياً و اقتصادياً بعيداً عن الضجيج الإعلامي دون كلل أو ملل.

منذ لقاء رؤساء المخابرات و وزيري الدفاع من البلدين بحضور المضيف الروسي و التصريحات شبه اليومية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان و نائبه و وزيري دفاعه و خارجيته ظن المجتمع الدولي و المراقبون للشأن السوري أن التطبيع أمر واقع و هو مسألة وقتٍ فقط و ذهب البعض إلى أبعد من ذلك بكثير لا سيما بعد زيارة وزير الخارجية الإماراتي التي سارع المحللون لتصويرها كزيارة إماراتية لحث الأسد على التقارب مع تركية و ليكون للإمارات حصة في هذه المصالحة. بينما ذهب البعض إلى ابعاد إيران عن الموقف السوري و تحليلات سطحية للموقف غزت المنصات الإعلامية متناسية زيارة عبداللهيان لتركية و سورية منتصف العام المنصرم و متناسية العلاقات الثنائية القوية و أن إيران كانت حاضرة دوماً إلى جانب سورية و لم يخطر ببال بعض الساسة و المحللين أن إيران بالنسبة لسورية تملك مزايا لا يملكها بعض المتقربين من الأسد و هي أن إيران تعادي الكيان و هي معه في حالة حرب، و كذلك لا تخشى إيران المعاقبة اقتصادياً و سياسياً أمريكا و لايهمها رأي أمريكا في قراراتها السياسية و علاقاتها الدبلوماسية أضف إلى ذلك التقارب الفكري و السياسي على مدى عقود بين هذين البلدين ناهيك عن استقلالها السياسي و استقلالية قرارها السيادي. بينما لا يملك المتقربون من الأسد هذه المواصفات و لا يمكن لأحدهم مخالفة التعليمات الأمريكية الصارمة و الزيارات الثلاث المتبادلة بين الإمارات و سورية لم يكن لها تلك النتائج الواضحة لا سياسياً و لا اقتصادياً في سورية و هذا ليس إلا بسبب الضغط الأمريكي على جميع الراغبين بالتقارب من الأسد بدءً من الجزائر و انتهاءً بالسعودية و مصر. و لعل الهدوء و الارتباك التركي في مسألة التطبيع مع سورية نابعٌ من ضغط أمريكي على القيادة التركية و مساومتها على بعض الملفات أهمها الملف الكردي و الملف الإقتصادي. لكن الأسد كان أذكى من أن يقع في فخ التذلل و الهرولة و قد دعا أصدقاءه و حلفاءه للتشاور و أولهم روسية و إيران و حتى الإمارات و بعد لقاءاته الثلاث اختتمها بالأمس بخلاصة هذه الجلسات فأعلن شرطين للبدء باللقاءات وهما سحب قوات الإحتلال التركي من شمال سورية و التوقف عن دعم الإرهابيين هناك و قد أطلقها الرجل بوضوح و بلا مواربة أو مجاملات بينما كانت تصريحات وزير خارجيته أكثر دبلوماسية و هدوءً و التي قال فيها أن العلاقات قبل عام ٢٠١١م كانت متمیزة و لم تشبها شائبة حتى حصل ما حصل فإن أصلحت تركية ما حصل خلال هذه المدة يمكن للعلاقات أن تعود لسابق عهدها.
لكن العلاقات العربية و عودة العرب لدمشق تحظى بأولويةٍ خاصة لدى الأسد الذي يكنُّ للعرب مودة خاصة مع عتب العربي على أخيه بينما يبتعد العرب عن دمشق و الذين يطلقون بين الفينة و الأخرى مصطلح الحضن العربي و إعادة دمشق إليه بينما تركوها وحيدةً في أحلك الظروف لا بل و تآمروا عليها و تركوها (على حسب قولهم) للغرباء من روسٍ و إيرانيين و الآن يقفون في الخلف بأمر الأمريكي و يقترب الغريب الثالث (تركيا) على حد تعبيرهم ليتقارب مع الأسد بينما يبتعدون بالعلن و تصل رسائل حبهم و مودتهم مكتب بشار الأسد ليل نهار و بالتالي عنوان المرحلة القادمة سورية و الدول مستقلة القرار التي لا تخشى أمريكا. و على المشككين بالعلاقات السورية مع الحليفَين مراجعة اللقاءات الأخيرة و قراءة المواقف جيداً و الابتعاد عن التحليلات السطحية

 

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


لماذا تعود داعش في سوريا والعراق ؟
بقلم: الدكتور رفعت سيدأحمد

اليقظة العربية
بقلم: مصطفى الخطيب



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتور طارق صياح حاتم |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       صحفي أمريكي: لن يتردد الغرب في إشعال حرب عالمية ثالثة للحفاظ على هيمنته//مقتل 27 إرهابياً من حركة الشباب في الصومال//هزة أرضية بقوة 5.1 درجات تضرب إندونيسيا//وزير خارجية الفلبين: نسعى لتطوير علاقات أكثر فعالية مع روسيا//       أخبار الأمة والعالم:استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين بعدوان للاحتلال على مخيم نور شمس بطولكرم//أرمينيا تدعو إلى إرسال بعثة أممية إلى إقليم قره باغ//مقتل جندي باكستاني خلال عملية عسكرية شمال غرب البلاد//مقاتلات روسية تستهدف مراكز قيادة أوكرانية في دونيتسك//       محكمة شعبية دولية لمحاكمة امريكا عن جرائمها // شكوى بخصوص ما ارتكبته الولايات المتحدة الامريكية والمرتبطين بها في منطقة غربي اسيا ومانتج عنها من خسائر بشرية ومادية ومعنوية للدول وشعوبها//       أخبار محلية:الرئيس الأسد والسيدة الأولى يحضران مأدبة رسمية أقامها الرئيس الصيني قبل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية//الصفدي وعبد اللهيان يبحثان عدة قضايا بينها الوضع في سورية//صباغ يلتقي غوتيريش وإيجر والحديث يدور حول الاحتياجات الإنسانية في سورية//بدء قطاف محصول القطن في محافظة الحسكة//لافروف يطالب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بإلغاء العقوبات المفروضة على سورية//باحث روسي: زيارة الرئيس الأسد إلى الصين وإقامة علاقات شراكة إستراتيجية حدث تاريخي مهم//وضع مركز اتصالات قصيبة بريف القنيطرة بالخدمة بعد إعادة تأهيله//       ليبيا: ابتلاع البحر لمدينة درنة سياحية نتيجة عاصفة//ضحايا 20000 و دمار غير مسبوق//       التعليم العالي تعلن مفاضلات القبول الجامعي وفرز طلاب السنة التحضيرية ودليل الطالب// أخبار الأمة والعالم:قوات الاحتلال تعتقل 14 فلسطينياً في الضفة الغربية وقطاع غزة//ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال في المغرب إلى 2946 شخصاً//       أخبار محلية:استشهاد عسكريين اثنين وإصابة ستة آخرين جراء عدوان إسرائيلي على ريفي طرطوس وحماة//المقداد لوزير الخارجية اللبناني: سورية ترحب بعودة جميع اللاجئين وعواقب استمرار الاحتلال التركي والأمريكي تعيق هذه العودة//وزير السياحة يفتتح منشأة للسياحة الشعبية قرب جبلة//       كونتي: السياسات الغربية لم تنجح في عزل روسيا//ثلاثة قتلى من (المارينز) إثر تحطم طائرة عسكرية أمريكية بأستراليا//اجلاء 388 شخصاً جراء الفيضانات شمال شرق الفلبين//       أخبار الأمة والعالم:الاحتلال يجدد اعتداءاته على مراكب الصيادين الفلسطينيين//       أخبار محلية:الرئيسان الأسد ولوكاشينكو يتبادلان التهاني بمناسبة الذكرى الثلاثين للعلاقات الدبلوماسية البيلاروسية السورية//ميليشيا (قسد) والاحتلال الأمريكي مستمران في تفكيك وسرقة خطوط السكك الحديدية// انطلاق أعمال المؤتمر السوري الروسي الأول للطب النفسي في دمشق//الوزير مخلوف يطلع على سير العمل بمركز استقبال طلبات الاستفادة من الصندوق الوطني لمتضرري الزلزال//       طهران: لا يمكن للأعداء عرقلة التطور المتزايد لصناعاتنا الدفاعية//الطيران الروسي يستهدف مواقع تمركز قوات نظام كييف في زابوروجيه//