جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية المجلس الثقافي

الزجل | بقلم: صميم الشريف
الزجل


بقلم: صميم الشريف  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
16-01-2023 - 4523


الزجل : ضرب من فنون الأدب والموسيقى الذي ساد الحياة في الأندلس حتى عمّ مجالسها، وهو ينظم في فقرات بالعامية، وسميت زجلاً لأن مردديه يرفعون أصواتهم فيه في أثناء إنشاده.
والزجل نوع من أنواع الشعر الذي لم يلتزم ناظموه بالإعراب، واستعملوا في نظمه كل بحور الشعر الفصيح القائمة على أسس العروض، فنسجوا منه وفق ما تقتضيه لغتهم الدارجة أزجالاً ما زال الجيد منها محفوظاً حتى اليوم.
ابتُكر الزجل في الأندلس، في مطلع القرن السادس الهجري، على يد، ابن قزمان، الملقب بـ «إمام الزجالين»، وهو أبو بكر محمد بن عيسى بن عبد الملك بن عيسى بن قزمان الأصغر، وهو سليل عائلة قرطبية كلها من النوابغ. وقد ظل يتنقل بين عواصم الأندلس وحواضرها منتجعاً صلات أمرائها إلى أن توفاه الله في قرطبة في شهر رمضان عام 555هجرية. من أزجاله قوله:
وعريش قلبي قد قام على دكان
بحال رواق
وأسد قد ابتلع ثعبان
في غلظ ساق
وفتح فمه بحال إنسان
فيه الفواق
وانطلق يجري على الصفاح
ولقى الصباح
من أشهر صناع الشعر الزجلي أبو عمر بن الزاهر الإشبيلي، وأبو الحسن المقري الدالي، وأبو بكر بن مارتين، ومن ثم صاحب الوزارتين الشاعر لسان الدين بن الخطيب. وعن طريق هؤلاء وغيرهم اشتهر فن الزجل وذاع في الأندلس كلها قبل أن ينتشر في جميع مدن المغرب العربي من أقصاه إلى أقصاه، ومن ثم عمّ شيئاً فشيئاً سائر أرجاء الوطن العربي الكبير.
يقول ابن خلدون في مقدمته عن الزجل: «وهذه الطريقة الزجلية لهذا العهد، هي فن العامة بالأندلس من الشعر، وفيها نظمهم حتى إنهم لينظمون بها سائر البحور الخمسة عشر، لكن بلغتهم العامية ويسمونه ـ الشعر الزجلي».
ويبدو أن ابتكار فن الزجل إنما جاء تلبية لرغبة رواده الأوائل في الغناء، الأمر الذي جعل بعض الباحثين يعتقدون أن ابن قزمان جاء بالزجل بدافع فطري للغناء والطرب، على الطريقة الشعبية، حتى لكأن الزجل وضع للغناء أو التطريب، أو أن حاجة الموسيقى إلى الغناء اقتضت ابتداع أو ابتكار الزجل، شأنه في ذلك شأن الموشحات.
لقي الزجل(اصطلاحاً) في المغرب، عندما جاءها من الأندلس اسم «لكريحة»، تشجيعا ًكبيراً ولاسيما من ملوك وأمراء المغرب، حتى قيل إن هذا الفن لم ينشأ في الأندلس وإنما في ديوان الخليفة عبد المؤمن الموحدي الذي كانت له يد طولى في تثبيت أصوله واعتماد أوزانه. ففي عصر هذا الخليفة وما بعده ظهرت مقطعات وأزجال المتصوف الأندلسي أبي الحسن علي النميري المعروف بالششتري، التي استحسنها المغاربة فراح شعراؤهم من الزجالين ينسجون على غرارها.
قدم الحسن الششتري في أواسط القرن السابع الهجري إلى المغرب، ولم يترك مدينة إلا زارها وتجول في أسواقها قبل أن يشد رحاله إلى المشرق العربي ويستقر في مصر حيث توفاه الله عام 668هـ/ 1169م، ومن أزجاله المتداولة حتى اليوم قوله:
شويخ من أرض مكناس
وسط الأسواق يغني
إش عليا من الناس
وإش على الناس مني
إش عليا يا صاحب
من جميع الخلايق
الذي هو تهواه
هو خالق ورازق
لا تقل يا ابني كلمة
إلا إذا كنت صادق
يتألف الزجل بصورة عامة من مقطعات كل واحدة منها جزءان: قَفْل وغصن. والقفل الأخير يطلق عليه، اسم «خرجة»، مثل الموشحة. والخرجة يجب أن تتفق مع المطلع وزناً وقافية إذا كان المطلع قفلاً. وقد تطور هذا القالب في القرن العاشر للهجرة في المغرب تطوراً أعطاه زخما ًفي التلحين بفضل الزجال حماد الحمري الذي أضاف إليه ما يعرف اليوم بـ«المذهب » الذي يتكرر في أعقاب كل غصن من أغصان القصيدة الزجلية، وهذا القالب في النظم هو الشائع اليوم عند الزجالين في شتى أرجاء الوطن العربي.
أشهر الزجالين، في القرن العشرين: محمود بيرم التونسي، وأحمد رامي، وحسين السيد وغيرهم في مصر. وعمر الزعني، وفيلمون وهبي من لبنان. وسلامة الأغواني، وعمر حلبي، وعلي دياب من سورية.


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       رياضة:الإصابة تحرم منتخب الدنمارك من لاعبه كريستينسن//انكلترا تفوز على ايطاليا في التصفيات المؤهلة ليورو 2024//الإسباني كركيتش يعلن اعتزاله كرة القدم نهائياً//الفارس عمرو حمشو يتوج بلقب الفئة العليا بدورة الوفاء لقفز الحواجز//فوز سيدات فيروزة على عمال السويداء بكرة القدم//اختتام بطولة حمص بألعاب القوى لجميع الفئات//مشاركات دولية قادمة للرباع الأولمبي معن أسعد//النجم الألماني مسعود أوزيل يعتزل كرة القدم//       صحة حماة تضع ثلاثة مراكز صحية مسبقة الصنع في الخدمة//خمس وفيات بفيروس ماربورغ في تنزانيا//ملاوي تحذر من تفاقم أزمة الكوليرا بعد الإعصار فريدي//افتتاح جناحين بالقسم الخاص في مشفى التوليد الجامعي بدمشق بسعة 60 سريراً//       صحة:مستوصفا الهلال الأحمر في الحسكة.. خدمات مجانية تشمل الطبابة والأدوية وإجراء التحاليل//عملية جراحية نوعية في مشفى الباسل بحمص//الصحة تطلق حملة التطعيم الوطنية المكثفة ضد فيروس كورونا الأحد القادم//       إصابة 5 فلسطينيين ومتضامن أجنبي بجروح جراء اعتداء الاحتلال على مظاهرة كفر قدوم//       أخبار الأمة والعالم:القوات العراقية تقضي على عدد من الإرهابيين في محافظة ديالى //الصين تطالب الولايات المتحدة بالتوقف عن قمع الشركات الأجنبية //إجلاء 1500 شخص بسبب الحرائق في إسبانيا//الصحفي هيرش: تفجير أنابيب السيل الشمالي كان عقوبة أمريكية ضد ألمانيا//الموت يغيب الفنان التشكيلي والنحات فؤاد نعيم عن عمر ناهز 68 عاماً//روسيا تطالب بمحاسبة المستوطنين الإسرائيليين المعتدين على كنيسة في القدس//       أخبار محلية:السفير صباغ: الحرب الإرهابية تسببت بأضرار هائلة على قطاع المياه في سورية والإجراءات القسرية تعيق ترميمها//السفير صباغ: وجوب إعادة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى طابعها الفني بعد أن فقدت الثقة جراء تسييس عملها حيال سورية//الجيش يتصدى لهجوم كبير لإرهابيي (النصرة) ويكبدهم خسائر فادحة بريف حلب الغربي//الغارديان: سلاح الجو البريطاني قتل 29 مدنياً في سورية والعراق خلال عامين//توزيع مساعدات غذائية روسية على المتضررين من الزلزال في قرية البرازين بريف جبلة//إيران: العقوبات غير القانونية ضد سورية تعيق إيصال المساعدات للمتضررين وتحسين الظروف//المركز الوطني للزلازل: 34 هزة بين الضعيفة والمتوسطة خلال الـ 24 ساعة الماضية//       سينر إلى نصف نهائي بطولة انديان ويلز للتنس//       رياضة:المدير الفني لمنتخب سورية للشباب بكرة القدم: رغم خروج المنتخب من كأس آسيا فإن المشاركة مهمة في تطوير مستوى اللاعبين//منافسات قوية لناشئي وناشئات المواي تاي في بطولة الجمهورية للأندية والبيوتات الرياضية//منتخب سورية لرفع الأثقال يستعد للمشاركة ببطولة كأس العالم في ألبانيا//إيفرتون يتعادل مع تشيلسي بالدوري الإنكليزي//منتخب سورية بكرة الطاولة يتوج بلقب بطولة غرب آسيا لفئة الشابات//توتنهام يتعادل مع ساوثهامبتون في الدوري الإنكليزي//الندية والإثارة تسيطران على أجواء السباق الدوري الأول للخيول العربية الأصيلة//ذهبية لسورية في بطولة غرب آسيا للترايثلون//أتلتيك بيلباو يفوز على بلد الوليد بثلاثية في الدوري الإسباني//       صحة:ورشة تدريبية في صحة حمص حول الترصد التغذوي//أمراض العين وجراحتها… في المؤتمر الدولي الثاني لمشفى العيون الجراحي//الصحة العالمية: خطر كوفيد 19 قد ينحسر لمستوى الإنفلونزا الموسمية//(تشخيص وعلاج الأمراض المتداخلة) في اليوم العلمي العصبي العيني بجامعة حماة//تزويد مركز شين الصحي بجهاز إيكو متطور//بكلفة تجاوزت المليار ليرة.. أول مخبر رقمي لطب الأسنان في جامعة دمشق//علماء صينيون يطورون اختباراً بسيطاً يسهل علاج ارتفاع ضغط الدم//يوم علمي لأمراض العين وجراحتها في مشفى الباسل بطرطوس//الصحة العالمية: نزوح العاملين بالرعاية الصحية من الدول الفقيرة يتفاقم//الصحة العالمية: جائحة كورونا يمكن أن تنتهي كحالة وباء هذا العام//       مبادرة (العطاء) في مدينة محردة لتأمين منازل لإيواء المتضررين من الزلزال//نحو 22 ألف طالب وطالبة يتقدمون لامتحانات التعليم المفتوح في جامعة دمشق//معلم من السويداء يتميز في مجال المعلوماتية ومبادرات التعليم//       مشروع جريح الوطن يصدر قائمة جديدة من أسماء جرحى القوات الرديفة//