جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

أوكرانيا مختبَراً للحروب القادمة: مَن سيضحك أخيراً؟ | بقلم: وليد شرارة
أوكرانيا مختبَراً للحروب القادمة: مَن سيضحك أخيراً؟



بقلم: وليد شرارة  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
25-12-2022 - 1290

العصر-افتتحت الحرب في أوكرانيا مرحلة جديدة في مسار احتدام الصراعات الدولية (أ ف ب)

«الاعترافات» التي أدْلت بها المستشارة الألمانية السابقة، أنجيلا ميركل، في مقابلة مع صحيفة «تسايت»، حول الوظيفة الفعلية لـ«اتّفاقية مينسك»، التي صيغت في عام 2014 من قِبَل مجموعة الاتّصال الثُّلاثية بشأن أوكرانيا، والتي كانت تتألّف من هذا البلد، إضافة إلى روسيا و«منظّمة الأمن والتعاون في أوروبا»، أكدت صدقيّة اتّهامات روسيا لجميع القوى الغربية، بما فيها تلك المصنَّفة معتدلة، بأنها كانت تعدّ لحرب بالوكالة ضدّ موسكو. أقرّت ميركل بأن الغاية من الاتفاقية كانت إفساح المجال الكافي أمام أوكرانيا لكي تتسلّح، وتُحسّن من قدراتها على مجابهة الجيش الروسي. وقد تكفّلت وقائع الميدان، و«الإنجازات» العسكرية الأوكرانية بـ«فضل التكنولوجيا الغربية»، في تظهير ذلك الأمر بجلاء. لقد تدفّقت هذه التكنولوجيا، بسخاء غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية، من مراكز المعسكر الغربي إلى الحلفاء الأوكرانيين، وقد ازداد تدفّقها كمّاً ونوعاً ارتباطاً بمراحل الحرب المختلفة. تَرافق ما تَقدّم مع تجاوُز غربي تدريجي لخطوط حُمر روسية متّصلة بتسليح أوكرانيا، وصل إلى مستوى مرتفع من التحدّي الأميركي المباشر لموسكو مع إرسال بطّاريات «باتريوت» إلى كييف، على الرغم من «نصيحة» المتحدّثة باسم وزارة خارجيتها، ماريا زاخاروفا، إلى «مَن يتّخذون القرارات في واشنطن بأن يستمعوا إلى تحذيراتنا المتكرّرة بشأن توفير الأسلحة لأوكرانيا».

في الحقيقة، فإن الهزّات الارتدادية، الجيوسياسية والجيو-اقتصادية والفكرية، للزلزال المتمثّل في الحرب في أوكرانيا، قد بدّدت جملة من القناعات الراسخة حول طبيعة العلاقات الدولية التي سادت حقبةَ ما بعد الحرب الباردة، بما فيها تلك المتعلّقة باحتمالات اندلاع نزاعات طويلة ودامية بين دول العالم. ولا شكّ في أن «الثورة في الشؤون العسكرية»، وتَرجماتها في الميدان خلال حربَي الكويت (1991) وكوسوفو (1999)، قد ساهمت أساساً في تكريس القناعة بأن أيّ صِدام مباشر بين الغرب وقوى غير غربية، سيُحسم بسرعة لصالح الأوّل بسبب تفوّقه التكنولوجي النوعي. غير أن دروس الحرب في أوكرانيا، التي يرى ريتشارد هاس، رئيس «مجلس العلاقات الخارجية الأميركي»، أنها تشكّل «عودة للتاريخ»، ما يبرّر عنوان مقاله على موقع «بروجيكت سنديكايت»، «الدروس الـ10 لعودة التاريخ»، قد أدّت إلى تداعي ما ظنّه بعض الحالمين بهيمنة غربية دائمة، ثوابت أبدية. وبمعزل عما تضمّنه مقال هاس من انحيازات إيديولوجية - سياسية، فإنه لخّص مجموعة من الخلاصات التي تَفرض نفسها نتيجة للحرب المذكورة، أهمّها هي أن الدول غير الغربية الصاعدة لن تتردّد في اللجوء إلى نمط تقليدي من المجابهة دفاعاً عمّا تَعتبره أمنها القومي ومصالحها الحيوية، وأن مقولات عصر بدايات العولمة، من نوع «التبعية الاقتصادية المتبادلة» و«ضخامة كتلة المصالح المشتركة»، لن تثني الدول عن تغليب الاعتبارات الاستراتيجية على تلك الاقتصادية في المحصّلة النهائية، وأن ديناميات السوق الرأسمالية لن تُمكّن المركز الغربي من «إدماج» الصين مثلاً في «نظامها الدولي الليبرالي»، أي إخضاعها لهيمنته.

الهزّات الارتدادية للزلزال المتمثّل في الحرب في أوكرانيا، بدّدت جملة من القناعات الراسخة

لقد «تجرّأت» روسيا على التدخّل العسكري المباشر في أوكرانيا، على رغم علمها بضخامة القدرات العسكرية النوعية التي قام الغرب بضخّها إلى الأخيرة، وبما سيقوم بضخّه بعد هذا التدخل، وأصبح السؤال المركزي في الأيام التي تلت هو حول نوايا الصين حيال تايوان. في كلّ الأحوال، توصّلت دول كألمانيا، وأخيراً اليابان، إلى استنتاجات هاس نفسها، بعد أن ظنّت لعقود بإمكانية تخصيص القسم الأعظم من مواردها للنموّ الاقتصادي، ما يفسّر زياداتها الضخمة لإنفاقها العسكري. غير أن التحدّي المطروح على جميع دول العالم، غربية كانت أو غير غربية، لا يقتصر على زيادة الإنفاق العسكري، بل يشمل أيضاً إعادة تكييف قاعدتها الصناعية العسكرية، ومنظومات سلاحها، لتتلاءم مع الشكل الجديد للنزاعات، والذي يتجلّى حالياً في أوكرانيا. فالحروب، وما يتخلّلها من معارك وعمليات عسكرية، هي من منظور الجيوش وهيئات أركانها، ساحات اختبار حيّة لعقائد القتال ومنظومات السلاح.

الحرب في أوكرانيا ذات طبيعة مركّبة، تَدمج بين أنماط تقليدية من القتال ومن منظومات السلاح، وبين أخرى أكثر حداثة. فقد تَلازم الزجّ بعشرات آلاف الجنود ومئات المدرّعات في جبهات ممتدّة على مئات الكيلومترات، مع استخدام واسع النطاق للمسيّرات والصواريخ والذخائر الذكية، بشكل لا سابق له في جميع النزاعات الماضية. النقطة الأخرى التي تستوقف الخبراء العسكريين هي الأكلاف الباهظة، البشرية والعمرانية والمادّية، لمِثل هذا النوع من النزاعات. يجري الحديث، من دون تحديد دقيق لاعتبارات سياسية وعسكرية، عن عشرات آلاف القتلى والجرحى لطرفَي الحرب، إلى جانب الأرقام المهولة التي يتمّ تداولها حول أثمانها المادّية. اعتقد بعض هؤلاء الخبراء، وخصوصاً الغربيين منهم، ومعهم أجهزة الدعاية الإعلامية - الإيديولوجية، أن الاستخدام المكثَّف لآخر ابتكارات التكنولوجيا العسكرية الذكية، وما نجم عنه في أواخر الصيف الماضي من تقدُّم أوكراني في الميدان، كفيلٌ بإلحاق سلسلة هزائم عسكرية بروسيا ستُفضي على مدى ليس ببعيد إلى اندحار جيشها وانسحابه الكامل من جميع الأراضي التي سيطر عليها منذ عام 2014، بل وذهب بعض أصحاب هذه التحليلات، من غير الخبراء العسكريين، كروبرت كابلان وآن إبيلبوم، إلى تَوقّع سقوط «منظومة بوتين» في روسيا نفسها، وتفكُّك هذا البلد بفعل نكبته في أوكرانيا. لكن سيْر المعارك خلال الأشهر الماضية، واتّضاح الطبيعة الموضعية للاختراقات الأوكرانية،...

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


نظرية الاتهام في السياسة… هرطقة لبنانية بامتياز
بقلم: خضر رسلان

كل يوم نحاول ان نبتسم ..
بقلم: عاشق وطن



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب وليد شرارة |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//