جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية المجلس الاجتماعي

صناعة التوتر | بقلم: الدكتور نبيل طعمة
صناعة التوتر



بقلم: الدكتور نبيل طعمة  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
18-09-2022 - 2562

أسوأ صناعة تنتجها البشرية في زمننا الراهن، هذه التي تعتبر من الأهداف السياسية للدول العظمى، والغربية منها بشكل خاص، التي تتحرك تحت الطاولة، وتخطط في الظلام، ثم تلقي بنتائجها على المشهد العام الذي يخادع البشرية، فالذي تراه في الضوء محدوداً وضئيلاً إنما هو بسبب إبهار بعضه وجذبه للأكثرية، وأيضاً بحكم تناقضه مع الموجود، ما يشكل التوتر أولاً في الاختيار، وثانياً الخوف من الاختيار، والخوف يجعل الناس بشكل دائم أكثر حذراً وأكثر طاعة وأكثر عبودية ونشره في نفوس الناس، من خلال التهويل، ورفع نسب الحذر يؤدي إلى الاستعداد لكل شيء، وأهمه الانحناء والتبعية، فلا أحد يستطيع الهيمنة عليك واعتلاء ظهرك إلا إذا انحنيت، والانحناء يحمل في طياته قمة الخوف وقمة التوتر الذي يتصاعد من خلال حملات فكرية وإعلامية تضخّها مؤسسات قوى كبرى، لا تقدر عليها أي دولة أو منظومة أو فرد، تعمل خارج نطاق تلك القوى.
أجل لقد استطاع عالم الشمال خلق التوتر في الآونة الأخيرة بين شعوبه، بعدما أُنجِز منذ زمن في عالم الجنوب، الذي أخذ يحلم بذاك العالم، ولشدة نجاح التوتر في عالم الجنوب اعتبر سكانه أوطانهم فنادق مؤقتة، ينتظرون فيها المغادرة لشدة سوء الخدمة، وهذه انعكست توتراً مضافاً لم تجد له السياسة حلاً حتى اللحظة، وأنشأ أسئلة كبرى، كيف بهذه الدول ولديها من الثروات التي تكفي لجعل شعوبها ضمن الرفاهية تبقى فقيرة وتابعة لتلك العوالم القابعة في الشمال، والتي تقتات على توترها وجهلها وتخلفها، نتاج تعلقها بالماضي ووقفها الدائم على الأطلال، وعدم قدرتها على قيادة حضورها بالشكل الذي يمنح فرص قبول التطور.
لا تقنيات في السياسة ولا أدوات مادية، لأنها أفكار لا مادية متتابعة ومتوالية خفية وزئبقية، النجاح بها يحتاج إلى الإبداع، ومعه تجد كيف يتم إخضاع البشرية بعد شن حملات من الذعر والخوف، إن كان عبر السلاح النووي أو البيولوجي الذي أنجز الأمراض الفتاكة من أنفلونزا الطيور، إلى كورونا، إلى الحروب التقليدية والصغرى والكبرى وصناعة الإرهاب. كيف يقاد العالم؟ أوَلمْ يؤمن الساسة الظاهرون على السياسة أنه يقاد من الخلف؟ أين أولئك القادة الذين يَدَعون الآخرين يعتقدون أنهم في المقدمة؟
العالم الآن وصل إلى قمة التوتر، من خلال تتابع الأحداث التي أظهرت المخاطر الجمة والأضرار النفسية والجسدية والمادية وسرعة انتشارها وهيمنتها على العقل البشري الذي بات في حالة تنافس لا شريف ولا منطقي، بدلاً من التعاون والتكامل الاقتصادي والاجتماعي.
طبعاً أتحدث هنا عن التوتر السلبي الذي يوقع الفرد أو المجتمع أو حتى الدول تحت ضغوط معينة، ويكون مزمناً، ويحدث نتاج التعرض لأمور صادمة أو مواقف صعبة، والطامة الكبرى إن لم تمتلك الإدارات مفاهيم إدارة التوتر ومعالجة أسبابه، فالتوتر يقتل التطور، ويأخذ به إلى التوهان، وعدم القدرة على التركيز يشتت الأفكار، ويرسم على الوجه معالم التعب وفقدان التركيز وضعف الإنتاج، وعدم الإبداع في التعليم يصنعه الأنا والجشع للمادة والفساد، ومؤسسات تريد فرط عقد المجتمعات، ودول ترميه من أجل فقدان الثقة بإداراتها أو بقادتها، وعندما يعمّ تجد تفككاً بالأسر وانقياداً لاهثاً خلف الخبر القادم من أي جهة، وإذا استحكم ولم يُعالج بالحكمة والحوار يتحول إلى الجريمة بكل أشكالها، فأن تأتي بمدير أو مسؤول أو قيادي لا يمتلك أحدهم الحكمة وفهم ما يراد منه وعدم قدرته على تحسين الوضع العام في دائرته أو مؤسسته أو وزارته وتكبره على مرؤوسيه وانفلاته بعيداً عن فهم ما يراد من المكانة التي وضع بها، فإنّ محيطه ينفر منه، ويغدو التعامل معه من باب الحيطة والحذر، أو يستجاب لما يريد، فيحدث الإفساد، ويزداد عدد المفسدين، ولتخفيف التوتر وإعادة الوضع الدولي والإقليمي والمحلي إلى الاستقرار فإننا نحتاج إلى اختيار إدارات وطنية تغلب فيها المصلحة العامة على المصالح الشخصية، وتحمل رؤى بناءة واقعية، لا يكون فيها خبث العمل ولا ضغائن تعمل بشفافية، وستحصد الشعوب نتائج مبهرة.
الشعوب منهكة، والإدارات غير متوافقة معها، هناك فئة ضئيلة مرتاحة، لكنها أيضاً متوترة وحذرة وخائفة من فقدان ما جنت، وهذه تعكس الصورة الخفية للجني السلبي، كيف نعيد التوازن ونربط المجتمع بإدارات أخلاقية مؤمنة ببناء أوطانها على أسس متينة؟ تظهر من خلالها العلاقة الإيجابية مع مجتمعها، هذه الكفيلة بإنهاء التوتر والتوجه للاضطلاع بالمسؤوليات، كلّ من موقعه، هذه التي تبحث عنها البشرية، وفيها يكمن الكثير من الحلول.


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//