جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

طريق "عربات النار" مليء بالمطبات | بقلم: حسن لافي
طريق "عربات النار" مليء بالمطبات



بقلم: حسن لافي  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
26-05-2022 - 1910

أطلق "الجيش" الإسرائيلي أكبر مناورة عسكرية تدريبية تحت اسم "عربات النار" تحاكي الحرب على كل الجبهات، في آن واحد، لمدة شهر كامل، تشترك فيها أذرعها العسكرية البرية والبحرية والجوية كافة، بالإضافة إلى الذراع السيبرانية. ويحاكي التدريب عمليات دفاعية على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، والاستعداد للقيام بعمليات عسكرية هجومية بمختلف أشكالها، على ضوء التهديدات المتعاظمة على الأمن القومي الإسرائيلي من مختلف الجبهات. تجدر الإشارة إلى أن المستوى السياسي والأمني الإسرائيلي ركز على موضوع تأهيل القدرات العملياتية الإسرائيلية على توجيه ضربة عسكرية للمشروع النووي الإيراني بشكل كبير، من خلال خطة عملية متكاملة، الأمر الذي تفاجأت الحكومة الإسرائيلية الحالية بأنه غير موجود عند أخذها زمام الحكم في "إسرائيل" قبل عام.
تهدف مناورة "عربات النار" من الناحية العسكرية إلى رفع جاهزية "الجيش" الإسرائيلي، وزيادة حصانة الجبهة الداخلية الإسرائيلية في وقت الحروب، وتقليل خسائرها المتوقعة، بالإضافة إلى معالجة الأخطاء السابقة التي برزت في معركة "سيف القدس"، ولكن يبقى الأهم من وراء تلك المناورة أهدافها السياسية، والتي ترتكز على توفير رسالة ردع فعلية، تحاول "إسرائيل" إرسالها إلى الجبهات المهددة لها، وفي مقدمتها إيران. يبقى التساؤل المركزي: هل تستطيع مناورة "عربات النار" التي يشارك فيها 20 ألف جندي إسرائيلي تعزيز قوة الردع الإسرائيلية؟ أم أن هناك مطبات حقيقية أمامها من الممكن أن تعرقل تحقيق ذلك؟
يعتبر من أهم شروط تعزيز قوة الردع لأي جهة، امتلاكها القدرة العسكرية القادرة على تنفيذ تهديداتها في ساحة المعركة، بالإضافة إلى القدرة السياسية على اتخاذ قرار تفعيل تلك القدرات العسكرية في أي وقت، وبالتالي تتشكل قناعة راسخة لدى الخصم بمصداقية التهديد، الأمر الذي يجعله يغير من سلوكه بناء على فحوى رسالة التهديد. بالنسبة إلى "إسرائيل" قد تستطيع مناورة "عربات النار" تعزيز القدرة العسكرية إلى حد ما، ولكن تبقى إمكانية "إسرائيل" السياسية في تنفيذ تهديداتها العسكرية محل شك كبير، لعدة أسباب أهمها:
أولاً، الولايات المتحدة الأميركية غير مقتنعة ولا مستعدة للذهاب إلى الخيار العسكري في مواجهة المشروع النووي الإيراني حتى الآن، فرغم أن مناورة "عربات النار" تأتي في وقت توقف التفاوض بين إيران وأميركا حول بنود الاتفاق النووي الجديد، الأمر الذي يمكن أن يجعل من تلك المناورة رسالة تهديد لإيران، فإن البديل من الاتفاق هو الخيار العسكري، لكن إيران تدرك أن "إسرائيل" حتى ولو امتلكت القدرة العسكرية لمهاجمة منشآتها النووية، إلا أنها تحتاج لإقناع الأميركي بهذا الخيار، والأهم أنها لن تذهب إلى الخيار العسكري من دون أن تكون ضمن تحالف عسكري بقيادة الولايات المتحدة الأميركية. بمعنى آخر، لا تستطيع "إسرائيل" مهاجمة إيران بمفردها، ما لم توجد أميركا فعلياً في المعركة، خاصة أن "إسرائيل" مقتنعة بأن الأمر الوحيد الذي يجبر إيران على العودة إلى التفاوض والقبول بالشروط الإسرائيلية هو المزاوجة بين التهديد الأميركي الفعلي والتهديد الإسرائيلي بالذهاب إلى الخيار العسكري.
تجدرالإشارة إلى أن مناورة "عربات النار" واكبها سفر وزير الأمن الإسرائيلي بيني غانتس إلى الولايات المتحدة الأميركية، من أجل تقديم آخر المعلومات الاستخبارية عن المشروع النووي الإيراني، ومحاولة إقناع الأميركيين بخطورة استثمار إيران حالة الفراغ الناتج عن اللا اتفاق واللا زيادة في العقوبات، الأمر الذي يساهم في تسريع وصول إيران إلى مراحل متقدمة في مشروعها النووي، لذلك صرح بيني غانتس أن" الثمن الناتج من مواجهة التحدي الإيراني اليوم أعلى بكثير مما كان قبل عام، وأقل بكثير مما سيكون بعد عام".
لكن الولايات المتحدة الأميركية، وخاصة بعد تولي جو بايدن سدة الرئاسة، تعزز لديها خيار الانسحاب الآمن من قضايا الشرق الأوسط باتجاه قضايا أكثر استراتيجية بالنسبة لها، في ظل تهديد متنام لمكانتها كقطب واحد متحكم بالحلبة الدولية، أضف إلى ذلك أنه من دون الوصول إلى حل للأزمة الأوكرانية الروسية التي تأخذ جل اهتمام ساسة البيت الأبيض في الوقت الحالي، خاصة مع تأثيراتها الجيدة في رضى الشارع الأميركي عن إدارة جو بايدن لتلك الأزمة، والتي بالتأكيد تفكر في استحقاقات الانتخابات النصفية كأولوية، لن يكون هناك تهديدات جادة بعقوبات أميركية جديدة تجاه ايران، ناهيك بأن أي حرب جديدة في الشرق الأوسط مع إيران وصفة مؤكدة لارتفاع أسعار النفط العالمي، آخر ما يسعى إليه الأميركي الباحث عن توفير بدائل عن النفط والغاز الروسيين بأقل الأثمان من الشرق الأوسط، بل إن حرباً ضد إيران ومحورها من المحتمل أن تخلط أوراق الأزمة الأوكرانية الروسية في اتجاه تدحرجها إلى حرب عالمية ثالثة.
ثانياً، ضعف الحكومة الإسرائيلية يؤثر في قدرة اتخاذ قرارات الحرب والسلم، خاصة أن حالة الاستقطاب والخصومة في المشهد السياسي الإسرائيلي الداخلي وصل إلى مستويات غير مسبوقة، دفعت الكثير من الساسة الإسرائيليين إلى التحذير من انهيار المجتمع والكيان الإسرائيليين، أضف إلى ذلك أن الحكومة الإسرائيلية باتت عاجزة بل إن استمرار قيامها أقرب إلى الخيال منه للواقع، في ظل الاستقالات المتكررة من الائتلاف الحكومي، الذي جعل:
- الحكومة تمثل الأقلية داخل الكنيست، وبالتالي زاد من شللها التشريعي، وباتت في حاجة إلى البحث عن داعمين لتشريعاتها من خارج الائتلاف الحكومي وهذا مرتبط بتعقيدات الابتزازات السياسية والشخصية إن حدث أصلاً.
- بات الطريق ممهداً لتقديم المعارضة مقترح حل الكنيست، إذ في حال تصويت القائمة المشتركة بالإضافة إلى غيداء الزعبي وعيديت سليمان المستقيلتين يتم حل الكنيست، وتبقى حكومة تسيير أعمال حتى الانتخابات المقبلة، التي يجب اجراؤها خلال 90 يوماً من حل الكنيست، وبالتالي تفقد الحكومة الكثير من شرعيتها لاتخاذ قرارات مصيرية لها علاقة بالأمن القومي، والأهم أن ذلك يعيد "إسرائيل" إلى دوامة الانتخابات المتكررة من دون القدرة على تشكيل حكومة مستقرة وقوية.
- الذهاب إلى أي معركة عسكرية سينظر له الشارع الإسرائيلي في إطار المصالح الحزبية لنفتالي بينت وشركائه في الحكومة، وحالة من توريط "إسرائيل" بحرب من أجل مكاسب حزبية وشخصية، وبالتالي تفقد هذه المعركة شرعيتها أمام الجمهور الإسرائيلي، الأمر الذي سيدفع بـ"الجيش" والمؤسسة العسكرية ألا توافق على معركة في مثل هذه الظروف ، حتى ولو كان "الجيش" يخطط لمعركة مفاجئة. أنه في مثل هذه الظروف والتعقيدات السياسية سيكون الانتظار سيد الموقف ما لم تفرض المعركة عليهم.

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


إردوغان يناور في حديقة الناتو للحصول على مكتسبات
بقلم: هدى رزق

مفاهيم منوّعة - الأمن السيبراني
بقلم: الدكتور نبيل طعمة



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب حسن لافي |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//