جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

الخلفية الأيديولوجية للأزمة الأوكرانية | بقلم: الدكتور خليل حسين
الخلفية الأيديولوجية للأزمة الأوكرانية



بقلم: الدكتور خليل حسين  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
07-05-2022 - 2968

نظَّر الكثيرون مع انهيار الاتحاد السوفييتي لسيطرة النيوليبرالية على باقي الأيديولوجيات السائدة آنذاك، بل اعتبرت الوحيدة القادرة على الإتيان بسعادة البشر، لكن أمراً ما كان يحاك سراً وعلناً حول يقظة أيديولوجيات ليست بالضرورة جديدة، وإنما بعضها انطلق من رحم النيوليبرالية وبيئتها المحببة. ومع انطلاق الألفية الثالثة كانت هناك قوى تتشكل لمواجهة القطبية الأمريكية الأحادية، وهذه المرة بأدوات ووسائل وأيديولوجية من نفس بيئة الليبرالية الجديدة، ويبدو أن كلاً من موسكو وبكين ومعهما حلفاء آخرين قادوا هذا الخيار.
طبعاً ليس ثمة مجال للمقارنة أو المقاربة بين العوالم الاقتصادية المنتشرة إبان الحرب الباردة، حيث كان الطغيان الاقتصادي واضحاً للمعسكر الرأسمالي وليبراليته الجديدة، ورغم ذلك استفاقت الصين على واقع أرادت تغييره، فاستحوذت على ما ساعدها في تزاوج نظامين متناقضين رأسمالي واشتراكي، وأثبتت براعة فائقة في تدبيج نظام فرض نفسه عالمياً دون صعوبات كما كان متوقعاً، حيث بدا هذا النظام جزءاً ومكوناً رئيساً من مكونات الليبرالية السائدة آنذاك.
في المقلب الآخر، كان حلف الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة، يعاود ترتيب تموضعه العالمي، إضافة إلى الأوروبي، وتحديداً في الخاصرة الروسية الرخوة في شرق أوروبا وشماله الغربي، ما اعتبرته موسكو تحدياً وجودياً قاتلاً، هذا العنوان العسكري الأمني كان يخفي وراءه حيزاً اقتصادياً لا حدود له، انطلاقاً من الواقع الصيني الذي اجتاح العالم دون مواجهة حقيقية، إلى جانب صحوة روسية لافتة، محاولة إعادة التموضع العالمي بنجاحات اقتصادية وازنة بعد خروجها من عباءة المؤسسات المالية الدولية، واعتماداً على قواعد إنتاجية صناعية لا ريعية، حينها بدأت بالتكتل في صور نمطية جديدة في النظام العالمي، واجهته التمرد على الهيمنة الأمريكية بأيديولوجية ليبرالية منافسة ولو بوسائل وطرق متباينة.

في المبدأ ليبرالية اعتمدت عصفاً ريعياً قام على أعمدة رأس المال العالمي كالشركات العابرة للدول، بأدواتها الريعية مثل الأسهم والحسابات الفلكية الورقية، والتي كانت بداية تداعياتها الأزمة المالية العالمية 2008، في مقابل أنموذج اقتصادي مدمج راعى لمحات اشتراكية مع تطوير نظم رأسمالية وازنة.
ومع الانتقال إلى النصف الثاني من العقد الأول في الألفية الجديدة، بدأت موسكو وبكين تتموضعان بقوة في مواجهة واشنطن إلى جانب دول أخرى أقل تأثيراً، ما دفع واشنطن إلى البحث عن وسائل مواجهة أكثر فعالية، فكان مشروع توسّع الأطلسي، الصدام الأول في جورجيا عبر اوسيتيا وأبخازيا.
ومن ثم شبه جزيرة القرم 2014 في أوكرانيا التي شكلت المواجهة المباشرة الأولى مع الغرب والولايات المتحدة.
قبل أيام بثت قناة روسية رسمية تقريراً مفاده، بأن ثمة صوراً تتشكل للانطلاق نحو حرب عالمية ثالثة عبر البوابة الأوكرانية، طبعاً التقرير ليس رسمياً ولا يعبّر عن وجهة نظر أو قرار رسمي روسي، لكن أن يبث في هذا التوقيت فله دلالاته الرمزية التي تؤشر إلى مقدمات مختلفة عن السائدة، لا سيما أن التقرير أتى بعد ضرب درة البحرية الروسية في البحر الأسود، المدمرة «موسكوفا» والذي فسر دخولاً أطلسياً مباشراً على خط الأزمة القائمة، وهو ما أشارت إليه موسكو تصريحاً لا تلميحاً.
ثمة من يستبعد نسبياً انطلاق حرب عالمية ثالثة، إلا أن التدقيق في خلفيات وأسباب انطلاق الحروب الكبرى والصراعات التي كانت تدور بينها، تشي بأن لا شيء مستبعداً في الحالة الأوكرانية، حيث بدأت تطفو على السطح عوامل أخرى وصوراً جديدة مقلقة؛ ثمة تصاعد في منسوب التوتير والصراع مع استعمال وسائل وأدوات جديدة أدخلت إلى ساحة الصراع، من بينها التسليح من بعض دول حلف الأطلسي لأوكرانيا، إضافة إلى دخول دول كانت حيادية في بداية الأزمة مثل فنلندا والسويد وبولندا وصولاً إلى دول وسط آسيا مثل كازاخستان.
الصراع في السابق كان بين أيديولوجيتين مختلفتين، أما الصراع الآن فهو بين ليبراليتين تحتضنان نفس البيئات الفلسفية، الليبرالية الحديثة بقسميها الريعي الذي تقوده الولايات المتحدة، والليبرالية الإنتاجية التي تقودها كل من موسكو وبكين، فهل تشكل هذه الوقائع خلفية لأزمة قائمة وشرارة لحرب عالمية ثالثة؟

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


مفاهيم منوّعة - التكنوقراطية
بقلم: رفيق جويجاتي

حقائق روسية في ميدان التجربة الروسية
بقلم: زياد حافظ



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتور خليل حسين |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//