جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

التحالف الصيني الروسي.. أين سورية منه؟ | بقلم: الدكتور أحمد الدرزي
التحالف الصيني الروسي.. أين سورية منه؟


بقلم: الدكتور أحمد الدرزي  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
16-02-2022 - 2038


ان للحرب على سوريا، موقعاً وتاريخاً، دورٌ أساسيٌّ في إظهار حجم العلاقة بين الطرفين، بعد يقين الدولتين بأنهما المُستهدفَتان الأساسيتان لـ”ثورات الربيع العربي”، بالإضافة إلى إيران التي تشكل القوة العسكرية الصادمة في غربي آسيا، والتي عملت عليها الإدارات الأميركية المتلاحقة، الأمر الذي دفعهما إلى التصدي السياسي للحرب، عبر منع إعطاء مظلة شرعية دولية في مجلس الأمن، للتدخل العسكري المباشر في سوريا، كما حدث في ليبيا.

وفَّر التآزر السياسي الروسي الصيني، في الحرب السورية، فرصة كبيرة لروسيا والصين من أجل إخراج البعد الحقيقي لطبيعة الشراكة بينهما إلى العلن، لكن البُعد العسكري كان منوطاً بإيران وروسيا بصورة متتالية، فدخلت إيران وحزب الله وقوى عراقية أولاً، ثم شاركت روسيا في نهاية أيلول/سبتمبر 2015.

شكّلت الحرب في سوريا هاجساً للأمن القومي الروسي الصيني الإيراني، الأمر الذي دفع الدول الثلاث بعيداً في مواجهة مشروع الولايات المتحدة فيها، كما أنها شكلت فرصة للأطراف الثلاثة، وخصوصاً بالنسبة إلى موسكو، التي عملت على مدى أكثر من قرنين من أجل الوصول إلى المياه الدافئة، وهذا ما حققته بعد توسيع مطار حميميم، وتحويل أغلبيته إلى قاعدة عسكرية جوية، في مواجهة قاعدة أنجرليك للناتو في تركيا، بالإضافة إلى القاعدة العسكرية البحرية في طرطوس.

فرض الدور العسكري الروسي المباشِر نفسه على طبيعة الاتفاق مع الصين، التي أحجمت عن التدخل العسكري، نتيجةً لاستراتيجيتها المبنية على استراتيجية دفاعية فقط، الأمر الذي فرض معادلة بين الطرفين، تكون فيها موسكو صاحبة الدور الأساس، وتحتاج بكين إلى التوافق مع موسكو في تحقيق مشروعها “مبادرة الحزام والطريق”.

تغيّرت أحوال الدولتين مع عودة الديمقراطيين إلى البيت الأبيض، وظهرت عدوانية أميركا الكبيرة في طريقة التعاطي العدواني مع روسيا، في الدرجة الأولى، ومع الصين المؤجَّلة إلى المرحلة التالية، في الدرجة الثانية. ولمس الطرفان هذا التحول من خلال محاولات واشنطن تحريك الثورات الملوَّنة في هونغ كونغ وفي موسكو. وبعد الفشل، تحوّلت إلى سياسات عدوانية جديدة، عبر إنشاء تحالف عسكري جديد، “أوكوس”، ضد الصين، ومحاولة ضم أوكرانيا إلى حلف الناتو.

تشكّل كل من تايوان وأوكرانيا أولوية قصوى لكل دولة، فتايوان لا تزال تشكل تهديداً مستمراً للصين، بحكم الوجود الأميركي الذرائعي فيها، من أجل منع عودتها إلى الوطن الأم من جهة، وتهديد الممر البحري الفاصل بينهما، والذي يشكّل عصباً للتجارة البحرية. كما أن بكين لا يمكنها التنازل عن تايوان، لأن هذا أمر يمس سيادتها وعنوان وحدتها الكاملة، بالإضافة إلى ما تشكله تايوان من إضافة مهمة جداً إلى التكنولوجيا الصينية، باستحواذها على أهم المعامل المنتجة للمعالِجات، وخصوصاً بعد العقوبات الأميركية على الصين.

وتشكل أوكرانيا الملف الأهم في الاستراتيجية الروسية، وهي أولوية قصوى لها، وخصوصاً إذا استطاعت واشنطن ضمّها إلى حلف الناتو، بالإضافة إلى أهميتها التاريخية، والتي لا تنفصل عن التاريخ الروسي الإمبراطوري. وهي واقعاً أساس روسيا التاريخية، ولا تزال في الوجدان الروسي جزءاً من روسيا.

أولوية الملفين لكِلا البلدين تدفعهما إلى التعاطي مع سائر الملفات من موقع ساحات الصراع المتعددة. فالنظام الدولي الجديد، والذي تم إعلانه من بكين، لا يمكن له أن يثبّت قدميه واقعاً إلاّ بعودة تايوان إلى الصين، وخروج الولايات المتحدة من بحر الصين والمحيط الهادي، وبالتوازي بعودة أوكرانيا إلى روسيا، أو عزلها عن البحر الأسود، وإفقادها دور الخاصرة الرخوة، وإقرار الولايات المتحدة وأوروبا بهواجس الأمن القومي الروسي، ليس في أوكرانيا فقط، بل في كل أوروبا الشرقية.

يرتبط مستقبل سوريا، في الدرجة الأولى، بنتيجة الصراع في أوكرانيا، فقد تتحول الضغوط المتبادَلة بين الأميركيين والروس، الذين يؤازرهم الصينيون، إلى الساحة السورية. ومن الصعب على واشنطن أن تخسر معركة أوكرانيا، ففي ذلك فقدانها استمرارها قطباً وحيداً، بالإضافة إلى تراجع موثوقيتها لدى من يدور في فلكها، وخصوصاً بعد خروجها المُذِلّ من أفغانستان، وما قد يترك من آثار في النظام المالي العالمي المرتبط بالدولار.

كما أن موسكو لا يمكن أن تتراجع عن مطالباتها، ففي ذلك هزيمة قد تنعكس على مجمل إنجازاتها، بعد عودتها إلى المسرح الدولي، ولها مصلحة الآن مع الصين في إخراج الأميركيين من سوريا، الأمر الذي يتيح التواصل البري من شانغهاي إلى شرقي المتوسط.

يبقى الوضع السوري هو الأصعب في منطقة غربي آسيا، وربما في العالم أجمع، وهو غير قابل للحل في المدى القريب، إلاّ إذا تغيَّرت معطيات الصراع، دولياً وإقليمياً، خلال الأشهر والسنوات المقبلة، وخصوصاً إذا تمت العودة إلى الاتفاق النووي، الذي سيترك آثاره الإيجابية في كل المنطقة، لكن من دون الوصول إلى مرحلة الاستقرار والنهوض. والأمر يتطلب التعاطي مع المبادرة الصينية تجاه سوريا بجدية أكبر وبرؤية مغايرة، وخصوصاً أن التفاهم الروسي الصيني بشأن طريقة التعاطي مع سوريا سقط، مع توقيع اتفاق شراكة المواجهة مع الولايات المتحدة وأوروبا، والاندفاعة الصينية المباشِرة نحو دمشق، والعمل على تنفيذ مذكِّرات التفاهم بين البلدين. فالصين هي الوحيدة التي تمتلك الهامشين الاقتصادي والتكنولوجي، القادرين على إنقاذ سوريا من تداعيات تدهور الوضع الاقتصادي غير المُحتمَل للسوريين، بمساعدة إيرانية، وقبول روسي. فهل تندفع دمشق نحو تسهيل الحضور الصيني، من خلال إجراءات تشريعية واقتصادية مغايرة لكل المرحلة السابقة؟

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


الازمة الاوكرانية بين امبراطورية تفككت وأخرى تراجعت
بقلم: الدكتور وليد عبد الحي

جمهورية اليهود المنسية - بيروبيجان
بقلم: الدكتور صالح علي السحيقي.



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتور أحمد الدرزي |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       رياضة:الإصابة تحرم منتخب الدنمارك من لاعبه كريستينسن//انكلترا تفوز على ايطاليا في التصفيات المؤهلة ليورو 2024//الإسباني كركيتش يعلن اعتزاله كرة القدم نهائياً//الفارس عمرو حمشو يتوج بلقب الفئة العليا بدورة الوفاء لقفز الحواجز//فوز سيدات فيروزة على عمال السويداء بكرة القدم//اختتام بطولة حمص بألعاب القوى لجميع الفئات//مشاركات دولية قادمة للرباع الأولمبي معن أسعد//النجم الألماني مسعود أوزيل يعتزل كرة القدم//       صحة حماة تضع ثلاثة مراكز صحية مسبقة الصنع في الخدمة//خمس وفيات بفيروس ماربورغ في تنزانيا//ملاوي تحذر من تفاقم أزمة الكوليرا بعد الإعصار فريدي//افتتاح جناحين بالقسم الخاص في مشفى التوليد الجامعي بدمشق بسعة 60 سريراً//       صحة:مستوصفا الهلال الأحمر في الحسكة.. خدمات مجانية تشمل الطبابة والأدوية وإجراء التحاليل//عملية جراحية نوعية في مشفى الباسل بحمص//الصحة تطلق حملة التطعيم الوطنية المكثفة ضد فيروس كورونا الأحد القادم//       إصابة 5 فلسطينيين ومتضامن أجنبي بجروح جراء اعتداء الاحتلال على مظاهرة كفر قدوم//       أخبار الأمة والعالم:القوات العراقية تقضي على عدد من الإرهابيين في محافظة ديالى //الصين تطالب الولايات المتحدة بالتوقف عن قمع الشركات الأجنبية //إجلاء 1500 شخص بسبب الحرائق في إسبانيا//الصحفي هيرش: تفجير أنابيب السيل الشمالي كان عقوبة أمريكية ضد ألمانيا//الموت يغيب الفنان التشكيلي والنحات فؤاد نعيم عن عمر ناهز 68 عاماً//روسيا تطالب بمحاسبة المستوطنين الإسرائيليين المعتدين على كنيسة في القدس//       أخبار محلية:السفير صباغ: الحرب الإرهابية تسببت بأضرار هائلة على قطاع المياه في سورية والإجراءات القسرية تعيق ترميمها//السفير صباغ: وجوب إعادة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى طابعها الفني بعد أن فقدت الثقة جراء تسييس عملها حيال سورية//الجيش يتصدى لهجوم كبير لإرهابيي (النصرة) ويكبدهم خسائر فادحة بريف حلب الغربي//الغارديان: سلاح الجو البريطاني قتل 29 مدنياً في سورية والعراق خلال عامين//توزيع مساعدات غذائية روسية على المتضررين من الزلزال في قرية البرازين بريف جبلة//إيران: العقوبات غير القانونية ضد سورية تعيق إيصال المساعدات للمتضررين وتحسين الظروف//المركز الوطني للزلازل: 34 هزة بين الضعيفة والمتوسطة خلال الـ 24 ساعة الماضية//       سينر إلى نصف نهائي بطولة انديان ويلز للتنس//       رياضة:المدير الفني لمنتخب سورية للشباب بكرة القدم: رغم خروج المنتخب من كأس آسيا فإن المشاركة مهمة في تطوير مستوى اللاعبين//منافسات قوية لناشئي وناشئات المواي تاي في بطولة الجمهورية للأندية والبيوتات الرياضية//منتخب سورية لرفع الأثقال يستعد للمشاركة ببطولة كأس العالم في ألبانيا//إيفرتون يتعادل مع تشيلسي بالدوري الإنكليزي//منتخب سورية بكرة الطاولة يتوج بلقب بطولة غرب آسيا لفئة الشابات//توتنهام يتعادل مع ساوثهامبتون في الدوري الإنكليزي//الندية والإثارة تسيطران على أجواء السباق الدوري الأول للخيول العربية الأصيلة//ذهبية لسورية في بطولة غرب آسيا للترايثلون//أتلتيك بيلباو يفوز على بلد الوليد بثلاثية في الدوري الإسباني//       صحة:ورشة تدريبية في صحة حمص حول الترصد التغذوي//أمراض العين وجراحتها… في المؤتمر الدولي الثاني لمشفى العيون الجراحي//الصحة العالمية: خطر كوفيد 19 قد ينحسر لمستوى الإنفلونزا الموسمية//(تشخيص وعلاج الأمراض المتداخلة) في اليوم العلمي العصبي العيني بجامعة حماة//تزويد مركز شين الصحي بجهاز إيكو متطور//بكلفة تجاوزت المليار ليرة.. أول مخبر رقمي لطب الأسنان في جامعة دمشق//علماء صينيون يطورون اختباراً بسيطاً يسهل علاج ارتفاع ضغط الدم//يوم علمي لأمراض العين وجراحتها في مشفى الباسل بطرطوس//الصحة العالمية: نزوح العاملين بالرعاية الصحية من الدول الفقيرة يتفاقم//الصحة العالمية: جائحة كورونا يمكن أن تنتهي كحالة وباء هذا العام//       مبادرة (العطاء) في مدينة محردة لتأمين منازل لإيواء المتضررين من الزلزال//نحو 22 ألف طالب وطالبة يتقدمون لامتحانات التعليم المفتوح في جامعة دمشق//معلم من السويداء يتميز في مجال المعلوماتية ومبادرات التعليم//       مشروع جريح الوطن يصدر قائمة جديدة من أسماء جرحى القوات الرديفة//