جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

رسالة الأمة العربية | بقلم: الدكتور نبيل طعمة
رسالة الأمة العربية



بقلم: الدكتور نبيل طعمة  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
14-10-2021 - 4151

دعونا نلقِ نظرةً على عالم اليوم، فماذا نرى؟ أزمات متلاحقة متراكمة، آخذ بعضها برقاب بعض، لا يجدُ أحدنا لها مخرجاً، وكلما وجدَ حلاً ظنَّ منه الخلاص، انتهى إلى أزمة، أو دخل في أزمات، وحيث بلغ العالم اليوم مسيره، نجد أن الحضارة بقيت حيث هي في طريقها، الماضي الذي يتعلق به هذا العالم من دون استثناء.

كانت هناك أمم، ومن بينها كانت الأمة العربية، التي عوّلت عليها شعبها بإيمان لا مثيل له، لكن الذي حصل بعد أن كانت قريبة من نهوضها، جُرَّت إلى صراعات، أخذت بها إلى الحياة المادية وصناعة آليات أكبر منها، حيث حلمت بمستوى مرتفع لهذه الحياة ومتطلباتها، فكان من جرائها ثورات عقائدية فكرية سياسية وشعبية، أطاحت بكل المفاهيم الجامعة، وأهمها مفهوم الأمة، ليتحول أبناؤها إلى ماديةٍ تقضم أهداف الإنسان وقواعد سلوكه، دون إدراك من الواقع، وإنكار لجميع القيم الأخلاقية التي تربّت عليها، ووصلت إلى درجات من الضعف، تشبه الموت في العواطف والمشاعر الإنسانية، وإلى نظم حكم لا تقيم وزناً إلا لتحقيق الأهداف المادية، ما أظهر شكلاً جديداً لهذه الأمة، التي علا فيها صوت الانقسام والتشرذم نتاج استنادها إلى ما ذكرت من أشكال فلسفية أو سياسية مستوردة، وأهمها شرذمة الفكر الديني وضرب لغته الجامعة، ما ولّد أنظمة للحكم تؤيد ذاك التشرذم، الذي اعتبر من خصائص هذه المرحلة، إضافة إلى تفعيل النزعات إلى الشعوبية وخلق تيارات متباعدة أو متعارضة، وهذا أدى إلى استحكام الأزمات في مجالات تكوين الأمة ونمو الاقتصاد وتدمير الأخلاق؛ أي أعدمت هذه الحالة شخصية الأمة، وأعلنت انتهاء دورتها.

الأمة وجدان أبنائها، ومن يتخلَّ عن الأمة يتخلَّ عن وجدانه، ويخرج من إنسانيته، وجليٌّ أن مشاريع الوحدة انتهت، أو غدت بعيدة المنال أمام استمرار ما يجري، إلا أن الرسالة الخالدة للأمة يجب أن تبقى، وأن تتعزز بقوة وإيمان، لأنها صبغة الكل، لذلك نجد أن جميع الشعوب والأمم تبحث عن جامع لامع، يمسك بزمام أمورها، يقودهم إلى إدراك ما يَسمون إليه لاستنهاض وإيقاظ مشاعرهم التي تستمدُّ عناصرها من تراثهم النوعي، حيث يعتبرونه مفتاح حلٍّ لأزماتهم، يبدأ من واقعهم، يسير بهم إلى مستقبلهم.

وصل هذا القائد ونهض من بين أبنائهم، وشرع في نشر الحلول، لكن وللأسف كانت الأمة غير مستعدة للنهوض، وأكثر من ذلك أنها حاربته بكل ما أوتيت من قوى، باللاوعي الذي يستند إلى التخلف، وبالوعي الموجه من قوى تهاب نهضة هذه الأمة، لأن نهوضها يعني نهوضاً للحضارة الإنسانية أمام مغريات الحداثة المادية التي يطلقون عليها حضارة الحاضر، وما هي إلا سيطرة مادية واستغلال للشعوب والأمم، ولكي ينجح هذا كان عليها القيام بشرذمة الشعوب ومنع قيامة أممها، وهذا ما يحدث مع الأمة العربية التي منبعها سورية التاريخية، والباقي منها بحكم موقعها الإستراتيجي الممتاز بالنسبة للعالم، وما حملته ماضياً إلى الغرب من تراث وأديان ومبادئ وأفكار ومعارف وأخلاق، فهي مركز إشعاع الأمة ونواة قيامة العالم العربي الإسلامي، كانت في المبتدأ منها، فخافوا الخبر الذي تنبعث أشعته على الأمة وعليهم، وخصوصاً في موضوعي العروبة والقومية، ومعهما حددت معالم الشخصية العربية وخصائصها وعناصر رسالتها، هذا التأسيس الذي يمنع من الانحراف عن الجادة العربية القوية، ويستعيد مَنْ وقع فيه بتأثير التبعية أو بسبب الظروف الخاصة.

وقعت الأمة في حالة كارثية عندما ابتعدت عن سورية العروبة والإنسان، ووجدت نفسها أمام فراغ فكري، استغله الغرب، وأخذ يضخ فيه، لأنها لم تقدر على ملئه من ثقافتها وروحها وأخلاقها، فحدث الذي لم يكن في الحسبان، وها نحن اليوم ومع نهاية الذي جرى، أرى أننا قادرون، بل الأقدر من هذه الأمة، على إنقاذ رسالة الأمة، من خلال التقدم لتحفيز الوعي الذاتي المطلوب، ولإحداث الوعي في أهمية رسالتها، وهذا يتم من خلال عمليات جذرية ومتلاحقة، للخروج مما أُريدَ لهذه الأمة الوصول إليه.

أعود مرة ثانية لأقول: إن شرقنا العربي تمثله سورية، حيث جرى ذاك الاتصال الإعجازي بين السماء والأرض، بين عالم المادة وعالم الروح، وبه تمَّ تأسيس الدعوات الإنسانية الكبرى، وظهور أنبل الأفكار الإلهية والوضعية مع رجالات نادرة، حيث أرى من خلالها أنها قادرة في هذا الزمن الممتلئ بالرداءة، أن تنقذ الأمة المعذّبة الحائرة، وأن تعيد إليها ألقها وحضورها.

 

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


الدبّ الإيراني الجريح: عندما آثرت روسيا مصلحة إردوغان
بقلم: محمد نور الدين

قصيدة لمصر أم لربوع الشأم تنتسب ...
بقلم: حافظ ابراهيم



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتور نبيل طعمة |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//