جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

"إسرائيل" غير جاهزة.. تثبيت الردع | بقلم: حسن لافي
"إسرائيل" غير جاهزة.. تثبيت الردع



بقلم: حسن لافي  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
09-08-2021 - 1150

قصفت الطائرات الإسرائيلية قبل أيام مواقع في جنوب لبنان لأول مرة منذ عام 2014، وتوعدت "إسرائيل" باستمرار سياسة القصف وازدياده رداً على أي عملية فدائية ضدها تخرج من الأراضي اللبنانية، وأعلنت أن الدولة اللبنانية تتحمل كامل المسؤولية عما يجري في أراضيها، وبالتالي أدرك حزب الله أن "اسرائيل" رغم عدم جهوزيتها في الحرب المفتوحة معه وعدم رغبتها في ذلك، فإنها تسعى إلى تغيير قواعد الاشتباك على الجبهة اللبنانية، بحيث تسجل سابقة في قصفها بالطائرات لمواقع داخل الأراضي اللبنانية من دون أن يكون هناك رد من حزب الله، كما اعتقدت ذلك التقديرات الاستخباراتية للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
فاجأ حزب الله "إسرائيل" بإطلاق أكثر من عشرين صاروخاً تجاه شمال فلسطين المحتلة، والأهم تبنيه هذا القصف ببيان رسمي صادر عنه، الأمر الذي أربك حسابات الاستخبارات الإسرائيلية التي قدمت تقديراً للمستوى السياسي مفاده أن حزب الله لن يستطيع الرد على القصف الإسرائيلي للداخل اللبناني، على ضوء حالة الانهيار الاقتصادي والخدماتي والفراغ السياسي في لبنان، وأن حزب الله حتى ولو أطلق بعض الصواريخ فإنه لن يتبناها بالشكل الرسمي وستبقى مجهولة المصدر. تدفعنا الفجوة ما بين التقديرات الاستخباراتية الإسرائيلية لطبيعة رد حزب الله، وبين ما قام به الحزب فعلياً، إلى البحث عن الأسباب التي تقف وراء قيام حزب الله في ذلك.
يدرك الجميع أنه طرأت خلال السنوات الماضية تغيرات أساسية أثرت على طبيعة الصراع ما بين حزب الله و"إسرائيل"، أهمها أن كلاهما باتا مدركين أنهما جزء من محورين متصارعين في المنطقة، فحزب الله يمثل رأس حربة محور المقاومة، و"إسرائيل" تعتبر نفسها ركيزة المحور الصهيو- أميركي التطبيعي في المنطقة، وبالتالي حسابات الاشتباكات اختلفت لدى كلا الطرفين.
يشعر حزب الله أن هناك خطة استراتيجية من قبل الحلف الصهيو-أميركي التطبيعي لمهاجمة لبنان سواء بشكل علني أو سري، وعلى مستويات متعددة، من أجل خلق حالة مفتعلة من الانهيار والفوضى داخل لبنان، الأمر الذي يؤدي إلى تدمير الأسس والمرتكزات التي يقوم عليها السلم الأهلي للمجتمع لبناني، وبالتالي خلق مستنقع جديد من الاقتتال الداخلي على غرار عشرية الدم في سوريا تستنزف قوة حزب الله وتدمر مقدراته، وتفتح الباب مجدداً لتنفيذ مخططات الحلف الصهيو أميركي في المنطقة، وأهمها إشغال محور المقاومة في اقتتال داخلي بعيداً من "إسرائيل" من جهة، ومن جهة أخرى استنزافه عسكرياً واقتصادياً وجماهيرياً حتى الاندثار.
ساهم فهم حزب الله لتموضعه الاستراتيجي كجزء هام داخل محور المقاومة في إيجاد استراتيجية دفاعية عن لبنان أولاً، وعن قوة المقاومة اللبنانية ثانياً، لكن خصوصية هذه الاستراتيجية الدفاعية أنها تعتمد على الهجوم، تحت عنوان "خير وسيلة للدفاع الهجوم"، ومن خلاله يسعى حزب الله إلى التحكم في إيقاع الاشتباك استباقياً مع "إسرائيل"، بمعنى أخذ زمام المبادرة بدلاً منها من أجل ضبط وتيرة الاشتباك من جهة، والدفاع من خلال الهجوم المدروس والمضبوط من جهة أخرى، خاصة مع إدراك "إسرائيل" أن حزب الله جزء من محور ممتد على جغرافية واسعة من السهل أن تتفجر بوجهها بشكل جماعي كما تجلى إرهاصات ذلك في أكثر من محطة، آخرها معركة "سيف القدس"، لذلك لا يمكن أن تجازف "إسرائيل" بالذهاب إلى حرب مفتوحة مع هذا المحور من دون تجنيد محورها الصهيو-أميركي التطبيعي في المنطقة. هنا تصطدم "إسرائيل" فعلياً بعدم رغبة الولايات المتحدة في تلك الحرب بسب حساباتها العالمية الباحثة عن الانسحاب من الشرق الأوسط بأقل الخسائر، أضف إلى ذلك أن "إسرائيل" لا تثق بأن مساندة دول التطبيع في الحلف الصهيو- أميركي في أي حرب مفتوحة ستكون ذات وزن مؤثر لصالحها، خاصة على ضوء تجاربها في المنطقة.
وفي السياق ذاته تجدر الإشارة إلى حسابات لاعب كبير آخر في المنطقة وهو الروسي، الذي أصدر إشارات لـ"إسرائيل" إلى أنه لن يقبل بحرب مفتوحة تؤثر على مصالحه في سوريا بشكل خاص وفي المنطقة بشكل عام.
وبالتالي تهدف صواريخ حزب الله والإعلان الرسمي عنها إلى تحديد وتثبيت قواعد الردع مع "إسرائيل"، والأهم قطع الطريق على مساعيها وحلفائها في فرض معادلات وقواعد اشتباك يصبح فيها لبنان بكامله مسرحاً لتنفيذ مخططاتها التخريبية في المنطقة، لذلك لا تسعى صواريخ حزب الله إلى حرب مفتوحة مع "إسرائيل"، ولكنها تحمل معها رسالة واضحة من حزب الله ومن خلفه أطراف محور المقاومة أنهم جاهزون للتصدي لأي محاولة لتغيير قواعد الاشتباك حتى ولو كان الثمن الذهاب إلى حرب إقليمية

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


هل فشل المحور أم ضرورات مرحلية؟
بقلم: الدكتورة هالة سليمان الأسعد

سقوط أعداء العروبة
بقلم: الدكتور بسام أبو عبدلله



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب حسن لافي |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//