جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

الانفتاح بغض النظر عن الماضي | بقلم: الرئيس فلاديمير بوتين
الانفتاح بغض النظر عن الماضي



بقلم: الرئيس فلاديمير بوتين  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
02-07-2021 - 2089

بمناسبة الذكرى الـ80 لاندلاع الحرب العالمية الثانية

في 22 يونيو/حزيران 1941، اعتدى النازيون على اتحاد الجمهوريات السوفيتية، وكانوا قد بسطوا سيطرتهم على أوروبا كلها تقريبا. وبالنسبة للشعب السوفيتي بدأت في هذا اليوم الحرب الوطنية العظمى وهي الحرب الأكثر دموية في تاريخ روسيا إذ أنها حصدت أرواح عشرات ملايين الناس وألحقت أضرارا فادحة باقتصاد البلاد وثروتها الثقافية.
إننا نفتخر ببسالة وشجاعة أفراد الجيش الأحمر وغيرهم من أبطال البلاد، الذين ظلوا في مواقع العمل، فهم لم يتمكنوا من الدفاع عن استقلال وكرامة الوطن فحسب، بل أنقذوا أوروبا والعالم من خطر الاستعباد. وأي كان مَن يحاول الآن أن يعيد كتابة صفحات الماضي فإن الحقيقة، التي لا تطمس هي أن الجندي السوفيتي لم يأت إلى أراضي ألمانيا بغية الانتقام بل جاء محررا بغية تخليص الألمان من النازية. ونكرم ذكرى الأبطال المناضلين ضد النازية، ونحفظ الذكرى الطيبة لأعضاء التحالف المعادي لهتلر وعناصر المقاومة، والألمان المناهضين للفاشية، الذين ساهموا في تحقيق النصر الذي أراده الجميع.

لقد عانت شعوب أوروبا من ويلات الحرب العالمية، وتمكنت، مع ذلك، من ردم هوة التنافر وإعادة بناء جسور الثقة والاحترام، وتوجهت لتحقيق التكامل لكي تضع نهاية للمآسي، التي واجهت أوروبا في النصف الأول من القرن الماضي. وأريد أن أشيد بدور التصالح التاريخي بين الشعب الروسي والألمان سكان شطري ألمانيا الشرقي والغربي، في إقامة أوروبا الموحدة.

وأريد التذكير بأن رجال الأعمال الألمان هم الذين بادروا بعد الحرب إلى تحقيق التعاون مع بلادنا. وتم في عام 1970، إبرام "صفقة القرن" بين الاتحاد السوفيتي وألمانيا الاتحادية لإمداد أوروبا بالغاز الطبيعي على مدى السنوات الطويلة، وهي الاتفاقية التي أرست حجر الأساس للاعتماد المتبادل البنّاء، الذي مهد لتنفيذ المشاريع الرائعة المستقبلية ومنها مشروع إنشاء خط أنابيب الغاز "التيار الشمالي".

وكان أملنا أن تغدو نهاية الحرب الباردة نصرا لأوروبا بأكملها. وخُيل أن حلم شارل ديغول بقيام أوروبا موحدة تمتد جغرافيا من المحيط الأطلسي إلى جبال الأورال وثقافيًا وحضاريًا من لشبونة إلى فلاديفوستوك، سيتحقق في أقرب وقت.
وسعت روسيا وفق منطق قيام أوروبا الكبرى، التي توحّدها القيم والمصالح المشتركة، إلى تطوير علاقاتها مع الأوروبيين. وقطعنا نحن والاتحاد الأوروبي، شوطا كبيرا على هذا الطريق. إلا أن الغلبة كانت لمسعى مغاير إلى توسيع حلف شمال الأطلسي، الذي هو أحد آثار الحرب الباردة. فقد تم إنشاؤه كأداء للمواجهة الملازمة لهذا العصر.

وكان توسع حلف الناتو شرقًا والذي بدأ عندما وافقت القيادة السوفيتية منصاعة لضغوط الغرب، على انتساب ألمانيا الموحدة إلى عضوية الناتو، هو السبب الرئيسي لتنامي مشاعر عدم الثقة في أوروبا. وأسرع زعماء الغرب بنسيان وعودهم بأن توسع الناتو ليس موجها ضد روسيا وأن حدود الحلف لن تقترب من روسيا في حين كانت السابقة قد تشكلت لتشهد الفترة اللاحقة منذ عام 1999 خمس موجات من توسع الناتو، حيث انضمت إليه 14 دولة جديدة منها عدد من الجمهوريات السوفيتية المتحدة سابقا وهو ما قطع الأمل في أن تخلو القارة الأوروبية من خطوط فاصلة. وقد حذر من ذلك أحد قادة الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، أغون بار، في منتصف الثمانينات، داعيا إلى إعادة بناء النظام الأمني الأوروبي بعد توحيد شطري ألمانيا، بمشاركة الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية، لكن لا أحد في الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة وأوروبا لم يرد أن يستمع إليه. وليس هذا فقط، بل وُضعت بلدان كثيرة أمام خيارين: إما مع الغرب أو مع روسيا. في الحقيقة كان هذا بمثابة الإنذار. وتجلت عواقب هذه السياسة العدوانية في أوكرانيا في عام 2014 عندما وقع هناك انقلاب مفجع. ونشطت أوروبا في تأييد هذا الانقلاب المسلح غير الشرعي. وكان هذا بداية للمأساة الأوكرانية. ولماذا فعلوا ذلك علما بأن الرئيس الأوكراني يانوكوفيتش وافق على تلبية جميع مطالب المعارضة. ولماذا دبرت الولايات المتحدة الانقلاب في أوكرانيا بينما أيدته بلدان أوروبا طواعية، مفتعلة انشقاق أوكرانيا وانفصال القرم عنها؟

الآن يعيش النظام الأمني الأوروبي انحطاطا وتدهورا، حيث يتصاعد التوتر ويزداد احتمال انطلاق سباق التسلح الجديد. ونضيع إمكانيات هائلة يمنحها التعاون، الذي تزداد أهميته في الوقت الراهن عندما نواجه جميعا جائحة كورونا وعواقبها الاجتماعية والاقتصادية الوخيمة.

لماذا يحدث ذلك؟ والسؤال الأهم هو ما هي الاستنتاجات، التي يجب أن نخلص إليها؟ وما هي دروس التاريخ التي يجب أن نتذكرها؟ أظن أن الدرس الأول هو أن تاريخ أوروبا الكبرى بعد الحرب يؤكد أن ازدهار وسلامة قارتنا لا يتحققان إلا من خلال الجهود المشتركة لجميع البلدان بما فيها روسيا، التي هي إحدى أكبر الدول الأوروبية ولها صلة ثقافية وتاريخية لا تنفصم بأوروبا.

نحن منفتحون على التعاون الخلاق النزيه وهو ما تؤكده فكرتنا لإنشاء مجال واحد للتعاون والأمن في منطقة تمتد من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ، وهو مجال يجب أن يضم شتى التكتلات التكاملية ومنها الاتحاد الأوروبي والاتحاد الاقتصادي الأوراسي.

وأكرر أن روسيا تدعو إلى استعادة الشراكة الشاملة مع أوروبا. وهناك موضوعات كثيرة تستأثر باهتمام روسيا وأوروبا، منها الأمن والاستقرار الاستراتيجي والصحة والتعليم والتكنولوجيا الرقمية والطاقة والثقافة والعلوم والتقنية وحل المشكلات المناخية والبيئية.

إن العالم يشهد تطورا مطردا، ويواجه التحديات والتهديدات الجديدة. ولا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بحمل ما حدث في الماضي من سوء التفاهم ومظالم ونزاعات وأخطاء، وهي أعباء تمنعنا من التركيز على حل القضايا الملحة. ونرى أن من الضروري أن نعترف جميعا بهذه الأخطاء ونعمل على تصحيحها. وهدفنا المشترك توفير الأمن لقارة خالية من خطوط فاصلة، وإنشاء مجال واحد للتعاون المتكافئ والتطور العام من أجل ازدهار أوروبا والعالم قاطبة

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


الرئيس الثامن للجمهورية.. الآمال و التحديات
بقلم: الدكتورة هالة سليمان الأسعد

لماذا استهداف سورية وبلاد الشام ؟
بقلم: الدكتور محمد رقية



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الرئيس فلاديمير بوتين |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//