جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

من “الربيع العربي” إلى “الربيع العِبري” | بقلم: البروفسور بيار بولس الخوري
من “الربيع العربي” إلى “الربيع العِبري”



بقلم: البروفسور بيار بولس الخوري  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
25-05-2021 - 1094
لم يَعُد من الممكن فهم شيءٍ في الشرق الاوسط من دون العودة الى مُفارقة استعصاء التغيير مع استحالة استمرار ما هو قائم.
كان “الربيع العربي” مِثالًا ساطعًا على ذلك في لحظةٍ بدا الماضي ثقيلًا جدًا علي الشعوب العربية التي خرجت من الهموم الكبرى، بعد أن أتعبتها، إلى محاولة البحث عن ذواتها في اقتصاداتٍ مُتحوّلة هجينة. لعب “الربيع العربي” بين سقوط الحلم الوطني وضياع الحلم الشخصي.
لم يَعُد مُمكنًا التوفيق بين المهانة الوطنية والمهانة الشخصية خصوصًا في ظلّ الخوف من المستقبل. حصل ذلك لسببين: خروج العالم من نظام وترتيبات الحرب العالمية الثانية، ووقوع عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية بأوّل أزمة اقتصادية عالمية مُعمَّمة اعتبارًا من العام 2007. طَرَحَ استبدالُ الحلم العربي بـ”الربيع العربي” إشكاليةً أكبر من الحاجة إلى ذلك الربيع: أن تعرفَ ما لا تُريد لا يعني بالضرورة التقدّم نحو المستقبل. ذلك هو الدرس الأساس من تجربة “الربيع العربي”.
لا زال العالم العربي يتخبّط بالنموذج الإقتصادي الفاشل، وبعدم القدرة على تظهير اقتصادات قادرة على التعامل مع عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، وبالأحرى عالم ما بعد زوال نتائج الحرب العالمية الثانية.
لوَهلةٍ بدت إسرائيل قوية جدًا في ظل الفشل العربي. دولةٌ استطاعت التخلّي عن القِيَم الإشتراكية التي تأسّست عليها، واستطاعت الإندماج سريعًا في الاقتصاد العالمي الجديد مُظهرةً نموذجًا مُدهشًا من الجمع بين قواعد المعلومات الكبرى وحداثة الاتصالات والتكنولوجيا متناهية الصغر (النانو). فعلت إسرائيل ذلك ولكنها بقيت الدولة غير الكفوءة التي تقوم على اقتصادِ التعويضات والمُساعدات وسرقة أرزاق الغير. بالمختصر هذا هو السرّ الرئيس من أسرار نجاح إسرائيل.
تقدم عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية سريعًا: جاءت الولايات المتحدة برئيسٍ مُلوَّن من أصلٍ إفريقي مُسلِم حفر اسمه في تاريخ أميركا والعالم كواحدٍ من أعظم الرؤساء، وبعد أربع سنوات جاءت بنائبة رئيسٍ مُلَوَّنة هي الأخرى. أوصلت لندن عمدةً (رئيس بلدية) مُسلم إلى مدينتها. وفي مضمارٍ آخر ودّع العالم كثيرًا من القِيَم المُقفلة وتحوَّلت السياسة إلى مكانٍ نجد فيه المُتحَوِّلين والمُثليين وكل الظواهر التي أفرزتها حرية الحياة الشخصية. المملكة التي مثلت يومًا رمزًا قويًا للتشدّد الديني في ممارسة الإسلام جاءت بقيادةٍ شابة أعطت المرأة حقوقًا لم يكن من الممكن تصوّرها قبل عقدٍ من الزمان.
كل القِيَم في العالم تغيَّرت نحو المزيد من حرية الأفراد والجماعات وقبول الآخر إلّا في إسرائيل. بقيت تلك الدولة الغائصة في ميثولوجيا دينية تتقدم إلى الخلف آلاف السنين.
لم يعد العالم قادرًا على العيش مع نموذج إسرائيل، ولم يعد الشرق الاوسط قادرًا على انتظار انتصار الماضي الذي لم يفعل سوى تحطيم الحاضر والمستقبل في منطقة غنية بالطاقات والموارد والأحلام. بدا العالم مع انتفاضةِ حي الشيخ جرّاح في القدس الشرقية وأراضي العام 1948 جاهزًا ليقول كلمة: كفى إسرائيل!
فُتِحَ الإعلام العالمي أمام الصوت الفلسطيني لأوّل مرة. منصات التواصل باتت تُسوِّق استطلاعات تسأل عن رأي الناس حول الفصل العنصري (الأبرتايد) الإسرائيلي، وعالم مُتفرِّج وهو يسمع صوت صواريخ “حماس” تدكّ تل ابيب.
هل لاعب العالم إسرائيل بالورقة الأصعب؟ “نأسف لن نُساهم هذه المرة في تقديم خدمات نزع الخوف عن شعبك الذي زرعتيه بأفعالك”. ذلك هو الدرس الكبير بعد الذي جرى في فلسطين. المدن والمستوطنات تُدَكُّ بالصواريخ، إسرائيل عاجزة تمامًا عن وقف خطر الصواريخ، فلسطين إلى واجهة اهتمامات العالم. ما أصعب هذا المشهد على إسرائيل!
إفتتح عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية بسقوط نظام الفصل العنصري في أفريقيا الجنوبية، ودار العالم دورة كاملة في نزع نتائج تلك الحرب عبر أصقاع الأرض، وها هو يحطّ اليوم في آخر محطة: الدولة العبرية.
العالم يقترب من أزمة أعقد وأشمل من أزمة العام 2007، بعد ما أنفقته الحكومات على جائحة كورونا في ظل تعطّل اقتصاداتها، وهي تحتاج خيرات الشرق الاوسط لخلقِ مُتَنَفَسٍ كبير للرأسمال العالمي درءًا للأزمة. هذا بدوره يحتاج إلى تسويةٍ تاريخية يُريدها المال اليوم بشكلٍ صارخ. كل شيء مُتوَقِّف في المحطة الإسرائيلية.
فهل تحتاج إسرائيل الى “ربيعٍ عِبري” لحلّ التناقض بين الماضي والمستقبل؟ وهل تحتمل اسرائيل نتائجَ ربيعٍ يقطع بين رفض التغيير والحاجة الماسة إليه؟ العرب قادرون دائمًا على التعايش مع الحطام…ذلك لا ينطبق تمامًا على اليهود.
لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


حين آتي الداعشيون الجدد الي بلادنا أسرار النشأة ومآلات النهاية
بقلم: د. رفعت السيد أحمد

الاستعمار الجديد وتأثيراته على النساء في البلدان الاسلامية
بقلم: الدكتورة هالة سليمان الأسعد



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب البروفسور بيار بولس الخوري |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//