جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

صاروخ "ديمونا"... الجذور والدلالات | بقلم: جسن لافي
صاروخ "ديمونا"... الجذور والدلالات



بقلم: جسن لافي  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
27-04-2021 - 1353

تفجير مفاعل "نطنز" الإيراني وما تم تسريبه إلى الإعلام الأميركي بأنَّ "إسرائيل" تقف وراء العملية، الأمر الذي سوَّق له الإعلام العبري، كما يبدو، بإيعاز من المؤسسة السياسية والعسكرية الإسرائيلية، مثّلا خطوطاً حمراء ترسمها "إسرائيل" للمتفاوضين في فيينا حول شروط العودة الأميركية وإحياء الاتفاق النووي الإيراني "5+1".
اختلاف وجهات النظر الأميركية تحت قيادة جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالنسبة إلى الموقف من الاتفاق النووي، ليس معناه انفكاك الحلف الصهيو أميركي أو تراجع إدارة بايدن عن حماية "إسرائيل"، ولكن نتنياهو يحاول الضغط على حليفه الأميركي من أجل وضع ملفّ الحدّ من تعاظم قدرات محور المقاومة وازدياد نفوذه العسكري في الإقليم كأحد العناوين الرئيسية في التفاوض الجديد بين المجتمع الدولي وإيران، وكمطلب حيويّ للحفاظ على الأمن القومي الإسرائيلي، وعدم اكتفاء الأميركيين بمعالجة الملف النووي الإيراني فحسب. 
تعود جذور المطالب الإسرائيلية الجديدة إلى فشل الرهان الإسرائيلي الاستراتيجي على أن الأزمة السورية ستشكل المستنقع الذي سيُغرق محور المقاومة بكليّته في دوامة الصراع اللامنتهي، إذ اعتمد المخطّط الإسرائيلي على أنّ حلفاء "إسرائيل" الدوليين، وخصوصاً الأميركيين، وأدواتها في الإقليم، سواء الجماعات الإرهابية أو دول التطبيع الخليجي، قادرون على تحقيق المصالح الإسرائيلية في استدامة دوامة الدم في سوريا، مع السعي لتصديره إلى بقية دول الإقليم، بعيداً من كيانها ومصالحها.
شكّل انتهاء الصراع في سوريا صدمة استراتيجية لأصحاب القرار الإسرائيلي، إذ تفاجأت "إسرائيل" بأنَّ محور مقاومة وُلد من أتون الأزمة السورية أكثر قوةً عسكرياً، وأكثر انتشاراً من الناحية الجغرافية، والأهم أكثر ترابطاً بين جبهات المحور على امتداد الإقليم، وبات يحيط "دولة" الاحتلال بدوائر نار ثلاثية الأبعاد، كما تُطلق عليها مراكز الأبحاث الإسرائيلية، لكنَّ الأخطر من وجهة نظرنا أنّ محور المقاومة بات أكثر ثقة بقدرته على تحقيق النصر على "إسرائيل" في أيّ مواجهة قادمة، وخصوصاً في ضوء تجربته في إفشال مؤامرة تفتيت سوريا وهزيمة المخطّط الداعشي في الإقليم، الأمر الذي وضع "إسرائيل" أمام ضرورة مواجهة محور المقاومة على كل المسارات، ولكن بالتأكيد ليس بمفردها، بل كمحور صهيو عربي أميركي.
سعى نتنياهو من خلال المسار السياسيّ والاقتصاديّ إلى استثمار وجود الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب في تدعيم الحلف الصهيو عربي أميركي على 3 مستويات:
الأول، انسحاب الولايات المتّحدة الأميركيّة من الاتفاق النووي مع إيران، وممارسة سياسة الضغوط القصوى، من خلال العقوبات الاقتصادية على محور المقاومة بكلّيته.
ثانياً، إيجاد حالة من المواجهة العسكرية العلنية بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، الأمر الَّذي برز باغتيال الشهيد الفريق قاسم سليماني، وبالتالي تعطيل الانسحاب الأميركي العسكري من الشرق الأوسط، الأمر الذي يعزّز القوة الإسرائيلية في المنطقة.
ثالثاً، مارس ترامب ضغطاً لإخراج العلاقات العربية الإسرائيلية من السرّ والخفاء إلى العلن والوضوح، تحت مسمى اتفاق "أبراهام"، في إعلان صريح عن الحلف الصهيو عربي أميركي في المنطقة.
أدركت المؤسَّسة العسكرية الإسرائيلية أنَّ مسار المواجهة العسكرية المفتوحة مع محور المقاومة لن يخدم مصالحها، والأهم أنَّ احتمال الهزيمة الإسرائيلية فيه وارد، ولكن في الوقت ذاته لا بدّ للمؤسَّسة العسكرية الإسرائيلية من أن تحدّ من تعاظم قوة محور المقاومة. لذلك، استخدمت استراتيجيّة "المعركة ما بين الحربين" ذات الوتيرة المنخفضة في المواجهة، والتي يمكن أن تحقق بعض الانتصارات الإسرائيلية التكتيكية، ولكنها لا تستطيع إزالة تهديدات محور المقاومة الاستراتيجية.
حدثت تغيرات في البيئة الاستراتيجية داخل المحور الصهيو عربي أميركي، تمثّلت في ازدياد عدم الاستقرار الإسرائيلي الحكومي، وفوز بايدن في الانتخابات الأميركية من جهة، وصمود محور المقاومة، وخصوصاً إيران، أمام الضغوط الأميركية القصوى، من جهة أخرى، الأمر الذي تطلّب من "إسرائيل" إعادة النظر في استراتيجية مواجهتها مع محور المقاومة مرة أخرى في ضوء التغيرات الجديدة.
تحاول "إسرائيل" رفع وتيرة استراتيجيّة "المعركة ما بين الحربين"، من خلال الاعتماد على العمليات الأمنية السرية، كما حدث في تفجير مفاعل "نطنز"، ولكن مع انتهاج سلوك إعلامي مغاير، يعتمد على إعلان المسؤولية الإسرائيلية عن تلك العمليات بطريقة غير مباشرة، بخلاف المعتاد في عمليات "المعركة ما بين الحربين".
بذلك، تهدف "إسرائيل" إلى توريط الرئيس الأميركي بايدن الملتزم التزاماً صهيونياً بحماية أمن "إسرائيل"، وبالتالي منعه من ممارسة أيّ ضغوط على "إسرائيل" للقبول بأيّ اتفاق أميركيّ مع إيران لا يعالج الخطر العسكريّ لمحور المقاومة، إلى جانب الخطر النووي الإيرانيّ.
تبقى المعضلة الأساسيّة أمام قرار "إسرائيل" رفع وتيرة العمليّات الأمنيّة الإسرائيلية بشكلها الجديد، اصطدامه بقرار حاسم من محور المقاومة بعدم السماح بذلك، ولو أدى الأمر إلى مواجهة مفتوحة. تلك هي الرسالة التي، كما أعتقد، حملها الصّاروخ المجهول النوعية الّذي انطلق، بحسب الرواية الإسرائيلية، من الجولان السوري، وسقط قرب الموقع الأكثر حساسيّة في "دولة" الاحتلال، أي مفاعل "ديمونا"، قاطعاً أكثر من 200 كم فوق فلسطين المحتلة، من دون تمكّن منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي المتعدّدة من إسقاطه.

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


الإعلام رأس حربة الصراعات وغسيل الأدمغة
بقلم: الدكتورة ميادة رزوق

((مكالمة مع الملائكة ))
بقلم: جامعة الأمة العربية



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب جسن لافي |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//