جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

حرب المياه والمثلّث الصهيوني – التركي – الإثيوبي | بقلم: موفق محادين
حرب المياه والمثلّث الصهيوني – التركي – الإثيوبي


بقلم: موفق محادين  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
13-04-2021 - 928


تتجلى الحرب المائية عند الصهاينة والأتراك وإثيوبيا بازدراء القانون الدولي.

ثمة حرب دائرة منذ عقود، تمسّ الحياة المباشرة للعرب ووجودهم القومي، ولا تقتصر على فئة أو طبقة أو دولة عربية دون غيرها، بل تشمل الأمّة كلها، وتمتدّ حدودها ومساحاتها إلى أعداء وخصوم كثر، هي حرب المياه وجبهاتها الثلاث: العدو الصهيوني، وتركيا، وإثيوبيا، وقد تشمل السنغال.
تنقسم هذه الحرب إلى شقّين، الأول هو الاحتمالات الكبيرة لاندلاع صدامات عسكرية مع الأطراف المذكورة أو بعضها، بل إنَّ الأتراك باتوا متورطين في هذه الصدامات، ولا يبدو أنَّ إثيوبيا جاهزة لاحترام القانون الدولي، علماً أن مشروع سدّ "النهضة" طرح سابقاً في عهد الإمبراطور هيلا سيلاسي، ما اضطر الرئيس جمال عبد الناصر آنذاك إلى إنهاء هذا الملف بالقوّة.
الشق الثاني هو الحرب المائية نفسها التي تتجلى عند الصهاينة والأتراك وإثيوبيا بازدراء القانون الدولي، ناهيك بالوضع المائي العربي، من حيث ازدياد العجز المائي وتأثيراته في الاقتصاد وحصّة الفرد من المياه، ومن حيث نسبة الصحراء إلى المساحة العربية (40% تقريباً)، وكذلك الإشكاليات الناجمة عن وقوع غالبية الموارد المائية خارج الحدود العربية.

الضلع الأول من المثلث

العدو الصهيوني الذي ربط منذ العام 1919 بين المياه ومشروعه السياسي العدواني، فارتبطت حدوده المزعومة بحدود الماء (حدودك يا "إسرائيل" من الفرات إلى النيل)، وهو ما كرّره شمعون بيريز في كتابه "الشرق الأوسط الجديد" والخبير الصهيوني سامي ميخائيل، وفقاً لما ذكره الباحث المصري حسام رضا في كتابه "مخاطر التخريب الصهيوني في المياه والزراعة".
إضافةً إلى ذلك، يشار هنا إلى:
1- الربط الصهيوني، كما التركي، بين ملف المياه والملفّات السياسية، من تصريحات بن غوريون إلى رابين إلى بيريز ونتنياهو.
2- التنسيق والتعاون الصهيوني مع الأتراك وإثيوبيا، كما سنرى، سواء عبر مشروع أنابيب السلام التركي أو عبر دور تل أبيب في سدّ النهضة.
3- النهب الصهيوني للمياه العربية، سواء داخل فلسطين أو في محيطها العربي، وهو ما أوضحه الخبير الإسرائيلي، اليشع كالي، بحسب المصدر السابق (حسام رضا) الذي تناول ذلك بالتفصيل والأرقام، ومن ذلك:
- نهب المياه الجوفية في سيناء، ووضع مشروع مع السادات لجرّ مياه النيل إلى النقب.
- مشاريع لنهب نهري الليطاني والحاصباني في لبنان واستغلالهما والسيطرة على حوض شبعا، نظراً إلى أهميته في الأمن المائي لكل من سوريا ولبنان معاً.
- نهب المياه الجوفية في فلسطين، إضافة إلى كل المجاري المائية الأخرى.
- السيطرة على حوض الجولان والسعي للسيطرة على كامل حوض اليرموك.
- توظيف معاهدة "وادي عربة" مع الأردن لتخزين مياه اليرموك في طبريا، تاركاً للأردن نفايات الماء من داجانيا، علماً بأن العدو الصهيوني سبق أن حوّل مجرى نهر الأردن في العام 1964، ما أدّى إلى جفاف النهر التاريخي وهبوط منسوب البحر الميّت، وهو الإجراء العدواني الذي ردّ عليه عبد الناصر آنذاك بالدعوة إلى انعقاد أوّل قمة عربية.

الضلع الثاني

الأتراك الذين تميّزت سياساتهم المائية ضد العرب بالسمات التالية:
- عدم احترام الحقوق العربية لسوريا والعراق في نهري دجلة والفرات، وذلك من خلال السدود الكبيرة التي أقامتها تركيا بمعزل عن المصالح العربية. ومن السدود التركية المعروفة: سد "أتاتورك" الذي بدأ تشغيله في العام 1989 بسعة تخزينية تبلغ 48 مليار متر مكعب، وسد "كيبان" الذي بدأ تشغيله في العام 1974 بسعة 30 مليار متر مكعب، وسدود أخرى مثل "اليسو" و"باطمان" و"سيزر" و"دجلة قرال فيزي".
وقد تركت جميعها آثاراً تخريبية كبيرة لدى الفلاحين، وفي الاقتصاد السوري والعراقي، وفي بيئة النهرين، مثل التلوث والملوحة وتداعيات الجفاف.
- الابتزاز السياسي عبر الماء، ولا سيما في ما يخصّ الملف الكردي، وكذلك ما ترتب على التدخّل التركي العدواني، بدعم الإرهابيين الأصوليين.
- التنسيق مع العدو الصهيوني، وخصوصاً في ما يتعلق بمشروع الأنابيب التركية (أنابيب السلام) إلى العدو الصهيوني عبر سوريا، والتنسيق العسكري والأمني بين أنقرة وتل أبيب، ومحاولتهما فرض حكم موالٍ لهما في سوريا لهذه الغاية، بل إن الطرفين كانا قد توصّلا إلى تفاهم لتقليص حصّة العراق من مياه الفرات ونقلها إلى سوريا، ثم إلى "إسرائيل"، في حال نجح السيناريو المذكور ضد الدولة السورية.

الضلع الثالث

إثيوبيا وسدّ "النهضة" الذي بُني بتصميم ودعم صهيوني وحماية صهيونية كذلك (نصب بطاريات صواريخ حول السدّ). لم تقلّل العلاقات المتبادلة بين مصر والسودان مع "إسرائيل" من الإصرار الصهيوني – الإثيوبي المشترك على بناء السد الذي يهدد مصدر الحياة والاقتصاد في مصر والسودان، فالنيل بالنسبة إليهما مثل دجلة والفرات بالنسبة إلى سوريا والعراق، ومثل نهر الأردن، فهو أكثر من مجرى ماء أو فالق جغرافي مائي، بل إنه مجرى حياة ووجود لهذا الهلال العربي في القوس المصري الشامي العراقي، الذي شكّل، وما يزال، معنى وركيزة وجود الأمة كلها، وهو ما يدركه العدو الصهيوني جيداً، وهو يشارك الأتراك والإثيوبيين في هذه الحرب الاستراتيجية العابرة للأنظمة والإيديولوجيات، ويسعى إلى تمزيقهم وبناء تقاسم وظيفي مع أعدائهم يظهر في سباق الخرائط التركية والصهيونية:
خريطة صهيونية تحت عنوان "حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل"، وخريطة تركية تظهر الوطن العربي كله ولايات عثمانية تحت العلم التركي، باستثناء فلسطين (كدولة إسرائيلية) في العقل التركي.

جبهات أخرى محتملة

أبرز هذه الجهات هي السنغال، إذ إن نهر السنغال الذي ينبع من غينيا ويصبّ في المحيط الأطلسي، فاصلاً بين موريتانيا ودولة السنغال، قد يتحوّل إلى جبهة أخرى إذا ما نجحت سيناريوهات العدو الصهيوني هناك، منذ أن أقام علاقات مع تلك الدولة الأفريقية بغطاء "سلام أوسلو".
إلى ذلك، هل يجد العرب طريقاً لتجاوز خلافاتهم في ملفّ كهذا تحديداً، كما فعل عبد الناصر في العام 1964، عندما جمعهم في قمة عربية لمواجهة قيام العدو الصهيوني بتحويل مجرى نهر الأردن؟

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


بين أزمة الأحزاب الإسرائيلية وتآكل مشروعها.
بقلم: تحسين الحلبي

كتاب شكر للأمين العام للجامعة من المجلس السياسي الأعلى في اليمن
بقلم:



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب موفق محادين |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       رياضة:الإصابة تحرم منتخب الدنمارك من لاعبه كريستينسن//انكلترا تفوز على ايطاليا في التصفيات المؤهلة ليورو 2024//الإسباني كركيتش يعلن اعتزاله كرة القدم نهائياً//الفارس عمرو حمشو يتوج بلقب الفئة العليا بدورة الوفاء لقفز الحواجز//فوز سيدات فيروزة على عمال السويداء بكرة القدم//اختتام بطولة حمص بألعاب القوى لجميع الفئات//مشاركات دولية قادمة للرباع الأولمبي معن أسعد//النجم الألماني مسعود أوزيل يعتزل كرة القدم//       صحة حماة تضع ثلاثة مراكز صحية مسبقة الصنع في الخدمة//خمس وفيات بفيروس ماربورغ في تنزانيا//ملاوي تحذر من تفاقم أزمة الكوليرا بعد الإعصار فريدي//افتتاح جناحين بالقسم الخاص في مشفى التوليد الجامعي بدمشق بسعة 60 سريراً//       صحة:مستوصفا الهلال الأحمر في الحسكة.. خدمات مجانية تشمل الطبابة والأدوية وإجراء التحاليل//عملية جراحية نوعية في مشفى الباسل بحمص//الصحة تطلق حملة التطعيم الوطنية المكثفة ضد فيروس كورونا الأحد القادم//       إصابة 5 فلسطينيين ومتضامن أجنبي بجروح جراء اعتداء الاحتلال على مظاهرة كفر قدوم//       أخبار الأمة والعالم:القوات العراقية تقضي على عدد من الإرهابيين في محافظة ديالى //الصين تطالب الولايات المتحدة بالتوقف عن قمع الشركات الأجنبية //إجلاء 1500 شخص بسبب الحرائق في إسبانيا//الصحفي هيرش: تفجير أنابيب السيل الشمالي كان عقوبة أمريكية ضد ألمانيا//الموت يغيب الفنان التشكيلي والنحات فؤاد نعيم عن عمر ناهز 68 عاماً//روسيا تطالب بمحاسبة المستوطنين الإسرائيليين المعتدين على كنيسة في القدس//       أخبار محلية:السفير صباغ: الحرب الإرهابية تسببت بأضرار هائلة على قطاع المياه في سورية والإجراءات القسرية تعيق ترميمها//السفير صباغ: وجوب إعادة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى طابعها الفني بعد أن فقدت الثقة جراء تسييس عملها حيال سورية//الجيش يتصدى لهجوم كبير لإرهابيي (النصرة) ويكبدهم خسائر فادحة بريف حلب الغربي//الغارديان: سلاح الجو البريطاني قتل 29 مدنياً في سورية والعراق خلال عامين//توزيع مساعدات غذائية روسية على المتضررين من الزلزال في قرية البرازين بريف جبلة//إيران: العقوبات غير القانونية ضد سورية تعيق إيصال المساعدات للمتضررين وتحسين الظروف//المركز الوطني للزلازل: 34 هزة بين الضعيفة والمتوسطة خلال الـ 24 ساعة الماضية//       سينر إلى نصف نهائي بطولة انديان ويلز للتنس//       رياضة:المدير الفني لمنتخب سورية للشباب بكرة القدم: رغم خروج المنتخب من كأس آسيا فإن المشاركة مهمة في تطوير مستوى اللاعبين//منافسات قوية لناشئي وناشئات المواي تاي في بطولة الجمهورية للأندية والبيوتات الرياضية//منتخب سورية لرفع الأثقال يستعد للمشاركة ببطولة كأس العالم في ألبانيا//إيفرتون يتعادل مع تشيلسي بالدوري الإنكليزي//منتخب سورية بكرة الطاولة يتوج بلقب بطولة غرب آسيا لفئة الشابات//توتنهام يتعادل مع ساوثهامبتون في الدوري الإنكليزي//الندية والإثارة تسيطران على أجواء السباق الدوري الأول للخيول العربية الأصيلة//ذهبية لسورية في بطولة غرب آسيا للترايثلون//أتلتيك بيلباو يفوز على بلد الوليد بثلاثية في الدوري الإسباني//       صحة:ورشة تدريبية في صحة حمص حول الترصد التغذوي//أمراض العين وجراحتها… في المؤتمر الدولي الثاني لمشفى العيون الجراحي//الصحة العالمية: خطر كوفيد 19 قد ينحسر لمستوى الإنفلونزا الموسمية//(تشخيص وعلاج الأمراض المتداخلة) في اليوم العلمي العصبي العيني بجامعة حماة//تزويد مركز شين الصحي بجهاز إيكو متطور//بكلفة تجاوزت المليار ليرة.. أول مخبر رقمي لطب الأسنان في جامعة دمشق//علماء صينيون يطورون اختباراً بسيطاً يسهل علاج ارتفاع ضغط الدم//يوم علمي لأمراض العين وجراحتها في مشفى الباسل بطرطوس//الصحة العالمية: نزوح العاملين بالرعاية الصحية من الدول الفقيرة يتفاقم//الصحة العالمية: جائحة كورونا يمكن أن تنتهي كحالة وباء هذا العام//       مبادرة (العطاء) في مدينة محردة لتأمين منازل لإيواء المتضررين من الزلزال//نحو 22 ألف طالب وطالبة يتقدمون لامتحانات التعليم المفتوح في جامعة دمشق//معلم من السويداء يتميز في مجال المعلوماتية ومبادرات التعليم//       مشروع جريح الوطن يصدر قائمة جديدة من أسماء جرحى القوات الرديفة//