جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

حرب المياه والمثلّث الصهيوني – التركي – الإثيوبي | بقلم: موفق محادين
حرب المياه والمثلّث الصهيوني – التركي – الإثيوبي



بقلم: موفق محادين  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
13-04-2021 - 1011

تتجلى الحرب المائية عند الصهاينة والأتراك وإثيوبيا بازدراء القانون الدولي.

ثمة حرب دائرة منذ عقود، تمسّ الحياة المباشرة للعرب ووجودهم القومي، ولا تقتصر على فئة أو طبقة أو دولة عربية دون غيرها، بل تشمل الأمّة كلها، وتمتدّ حدودها ومساحاتها إلى أعداء وخصوم كثر، هي حرب المياه وجبهاتها الثلاث: العدو الصهيوني، وتركيا، وإثيوبيا، وقد تشمل السنغال.
تنقسم هذه الحرب إلى شقّين، الأول هو الاحتمالات الكبيرة لاندلاع صدامات عسكرية مع الأطراف المذكورة أو بعضها، بل إنَّ الأتراك باتوا متورطين في هذه الصدامات، ولا يبدو أنَّ إثيوبيا جاهزة لاحترام القانون الدولي، علماً أن مشروع سدّ "النهضة" طرح سابقاً في عهد الإمبراطور هيلا سيلاسي، ما اضطر الرئيس جمال عبد الناصر آنذاك إلى إنهاء هذا الملف بالقوّة.
الشق الثاني هو الحرب المائية نفسها التي تتجلى عند الصهاينة والأتراك وإثيوبيا بازدراء القانون الدولي، ناهيك بالوضع المائي العربي، من حيث ازدياد العجز المائي وتأثيراته في الاقتصاد وحصّة الفرد من المياه، ومن حيث نسبة الصحراء إلى المساحة العربية (40% تقريباً)، وكذلك الإشكاليات الناجمة عن وقوع غالبية الموارد المائية خارج الحدود العربية.

الضلع الأول من المثلث

العدو الصهيوني الذي ربط منذ العام 1919 بين المياه ومشروعه السياسي العدواني، فارتبطت حدوده المزعومة بحدود الماء (حدودك يا "إسرائيل" من الفرات إلى النيل)، وهو ما كرّره شمعون بيريز في كتابه "الشرق الأوسط الجديد" والخبير الصهيوني سامي ميخائيل، وفقاً لما ذكره الباحث المصري حسام رضا في كتابه "مخاطر التخريب الصهيوني في المياه والزراعة".
إضافةً إلى ذلك، يشار هنا إلى:
1- الربط الصهيوني، كما التركي، بين ملف المياه والملفّات السياسية، من تصريحات بن غوريون إلى رابين إلى بيريز ونتنياهو.
2- التنسيق والتعاون الصهيوني مع الأتراك وإثيوبيا، كما سنرى، سواء عبر مشروع أنابيب السلام التركي أو عبر دور تل أبيب في سدّ النهضة.
3- النهب الصهيوني للمياه العربية، سواء داخل فلسطين أو في محيطها العربي، وهو ما أوضحه الخبير الإسرائيلي، اليشع كالي، بحسب المصدر السابق (حسام رضا) الذي تناول ذلك بالتفصيل والأرقام، ومن ذلك:
- نهب المياه الجوفية في سيناء، ووضع مشروع مع السادات لجرّ مياه النيل إلى النقب.
- مشاريع لنهب نهري الليطاني والحاصباني في لبنان واستغلالهما والسيطرة على حوض شبعا، نظراً إلى أهميته في الأمن المائي لكل من سوريا ولبنان معاً.
- نهب المياه الجوفية في فلسطين، إضافة إلى كل المجاري المائية الأخرى.
- السيطرة على حوض الجولان والسعي للسيطرة على كامل حوض اليرموك.
- توظيف معاهدة "وادي عربة" مع الأردن لتخزين مياه اليرموك في طبريا، تاركاً للأردن نفايات الماء من داجانيا، علماً بأن العدو الصهيوني سبق أن حوّل مجرى نهر الأردن في العام 1964، ما أدّى إلى جفاف النهر التاريخي وهبوط منسوب البحر الميّت، وهو الإجراء العدواني الذي ردّ عليه عبد الناصر آنذاك بالدعوة إلى انعقاد أوّل قمة عربية.

الضلع الثاني

الأتراك الذين تميّزت سياساتهم المائية ضد العرب بالسمات التالية:
- عدم احترام الحقوق العربية لسوريا والعراق في نهري دجلة والفرات، وذلك من خلال السدود الكبيرة التي أقامتها تركيا بمعزل عن المصالح العربية. ومن السدود التركية المعروفة: سد "أتاتورك" الذي بدأ تشغيله في العام 1989 بسعة تخزينية تبلغ 48 مليار متر مكعب، وسد "كيبان" الذي بدأ تشغيله في العام 1974 بسعة 30 مليار متر مكعب، وسدود أخرى مثل "اليسو" و"باطمان" و"سيزر" و"دجلة قرال فيزي".
وقد تركت جميعها آثاراً تخريبية كبيرة لدى الفلاحين، وفي الاقتصاد السوري والعراقي، وفي بيئة النهرين، مثل التلوث والملوحة وتداعيات الجفاف.
- الابتزاز السياسي عبر الماء، ولا سيما في ما يخصّ الملف الكردي، وكذلك ما ترتب على التدخّل التركي العدواني، بدعم الإرهابيين الأصوليين.
- التنسيق مع العدو الصهيوني، وخصوصاً في ما يتعلق بمشروع الأنابيب التركية (أنابيب السلام) إلى العدو الصهيوني عبر سوريا، والتنسيق العسكري والأمني بين أنقرة وتل أبيب، ومحاولتهما فرض حكم موالٍ لهما في سوريا لهذه الغاية، بل إن الطرفين كانا قد توصّلا إلى تفاهم لتقليص حصّة العراق من مياه الفرات ونقلها إلى سوريا، ثم إلى "إسرائيل"، في حال نجح السيناريو المذكور ضد الدولة السورية.

الضلع الثالث

إثيوبيا وسدّ "النهضة" الذي بُني بتصميم ودعم صهيوني وحماية صهيونية كذلك (نصب بطاريات صواريخ حول السدّ). لم تقلّل العلاقات المتبادلة بين مصر والسودان مع "إسرائيل" من الإصرار الصهيوني – الإثيوبي المشترك على بناء السد الذي يهدد مصدر الحياة والاقتصاد في مصر والسودان، فالنيل بالنسبة إليهما مثل دجلة والفرات بالنسبة إلى سوريا والعراق، ومثل نهر الأردن، فهو أكثر من مجرى ماء أو فالق جغرافي مائي، بل إنه مجرى حياة ووجود لهذا الهلال العربي في القوس المصري الشامي العراقي، الذي شكّل، وما يزال، معنى وركيزة وجود الأمة كلها، وهو ما يدركه العدو الصهيوني جيداً، وهو يشارك الأتراك والإثيوبيين في هذه الحرب الاستراتيجية العابرة للأنظمة والإيديولوجيات، ويسعى إلى تمزيقهم وبناء تقاسم وظيفي مع أعدائهم يظهر في سباق الخرائط التركية والصهيونية:
خريطة صهيونية تحت عنوان "حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل"، وخريطة تركية تظهر الوطن العربي كله ولايات عثمانية تحت العلم التركي، باستثناء فلسطين (كدولة إسرائيلية) في العقل التركي.

جبهات أخرى محتملة

أبرز هذه الجهات هي السنغال، إذ إن نهر السنغال الذي ينبع من غينيا ويصبّ في المحيط الأطلسي، فاصلاً بين موريتانيا ودولة السنغال، قد يتحوّل إلى جبهة أخرى إذا ما نجحت سيناريوهات العدو الصهيوني هناك، منذ أن أقام علاقات مع تلك الدولة الأفريقية بغطاء "سلام أوسلو".
إلى ذلك، هل يجد العرب طريقاً لتجاوز خلافاتهم في ملفّ كهذا تحديداً، كما فعل عبد الناصر في العام 1964، عندما جمعهم في قمة عربية لمواجهة قيام العدو الصهيوني بتحويل مجرى نهر الأردن؟

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


بين أزمة الأحزاب الإسرائيلية وتآكل مشروعها.
بقلم: تحسين الحلبي

كتاب شكر للأمين العام للجامعة من المجلس السياسي الأعلى في اليمن
بقلم:



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب موفق محادين |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       صحفي أمريكي: لن يتردد الغرب في إشعال حرب عالمية ثالثة للحفاظ على هيمنته//مقتل 27 إرهابياً من حركة الشباب في الصومال//هزة أرضية بقوة 5.1 درجات تضرب إندونيسيا//وزير خارجية الفلبين: نسعى لتطوير علاقات أكثر فعالية مع روسيا//       أخبار الأمة والعالم:استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين بعدوان للاحتلال على مخيم نور شمس بطولكرم//أرمينيا تدعو إلى إرسال بعثة أممية إلى إقليم قره باغ//مقتل جندي باكستاني خلال عملية عسكرية شمال غرب البلاد//مقاتلات روسية تستهدف مراكز قيادة أوكرانية في دونيتسك//       محكمة شعبية دولية لمحاكمة امريكا عن جرائمها // شكوى بخصوص ما ارتكبته الولايات المتحدة الامريكية والمرتبطين بها في منطقة غربي اسيا ومانتج عنها من خسائر بشرية ومادية ومعنوية للدول وشعوبها//       أخبار محلية:الرئيس الأسد والسيدة الأولى يحضران مأدبة رسمية أقامها الرئيس الصيني قبل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية//الصفدي وعبد اللهيان يبحثان عدة قضايا بينها الوضع في سورية//صباغ يلتقي غوتيريش وإيجر والحديث يدور حول الاحتياجات الإنسانية في سورية//بدء قطاف محصول القطن في محافظة الحسكة//لافروف يطالب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بإلغاء العقوبات المفروضة على سورية//باحث روسي: زيارة الرئيس الأسد إلى الصين وإقامة علاقات شراكة إستراتيجية حدث تاريخي مهم//وضع مركز اتصالات قصيبة بريف القنيطرة بالخدمة بعد إعادة تأهيله//       ليبيا: ابتلاع البحر لمدينة درنة سياحية نتيجة عاصفة//ضحايا 20000 و دمار غير مسبوق//       التعليم العالي تعلن مفاضلات القبول الجامعي وفرز طلاب السنة التحضيرية ودليل الطالب// أخبار الأمة والعالم:قوات الاحتلال تعتقل 14 فلسطينياً في الضفة الغربية وقطاع غزة//ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال في المغرب إلى 2946 شخصاً//       أخبار محلية:استشهاد عسكريين اثنين وإصابة ستة آخرين جراء عدوان إسرائيلي على ريفي طرطوس وحماة//المقداد لوزير الخارجية اللبناني: سورية ترحب بعودة جميع اللاجئين وعواقب استمرار الاحتلال التركي والأمريكي تعيق هذه العودة//وزير السياحة يفتتح منشأة للسياحة الشعبية قرب جبلة//       كونتي: السياسات الغربية لم تنجح في عزل روسيا//ثلاثة قتلى من (المارينز) إثر تحطم طائرة عسكرية أمريكية بأستراليا//اجلاء 388 شخصاً جراء الفيضانات شمال شرق الفلبين//       أخبار الأمة والعالم:الاحتلال يجدد اعتداءاته على مراكب الصيادين الفلسطينيين//       أخبار محلية:الرئيسان الأسد ولوكاشينكو يتبادلان التهاني بمناسبة الذكرى الثلاثين للعلاقات الدبلوماسية البيلاروسية السورية//ميليشيا (قسد) والاحتلال الأمريكي مستمران في تفكيك وسرقة خطوط السكك الحديدية// انطلاق أعمال المؤتمر السوري الروسي الأول للطب النفسي في دمشق//الوزير مخلوف يطلع على سير العمل بمركز استقبال طلبات الاستفادة من الصندوق الوطني لمتضرري الزلزال//       طهران: لا يمكن للأعداء عرقلة التطور المتزايد لصناعاتنا الدفاعية//الطيران الروسي يستهدف مواقع تمركز قوات نظام كييف في زابوروجيه//