جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية المجلس الثقافي

الأدب والثقافة | بقلم: الدكتور نبيل طعمة
الأدب والثقافة



بقلم: الدكتور نبيل طعمة  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
09-03-2021 - 1200

التمتع بهما يرسم صورة دائمة عن حضور مجتمع أو شعب أو أمة، وأدب الأمة لا ينتهي ببعض الكتب الجيدة، بل بمجموعة متكاملة من النتاج، وهذا ما لا يقوى عليه سوى الندرة من الخلَّص لمبادئ الحياة والمنتمين الذين يتم التحدث عنهم بأنهم رائعون، لأن الذي يعتمد على الهواة يبقى هزيلاً، ويصنف تحت مرتبة كسب الرزق، والذي يسعى لإنتاج أفضل ما في وسعه يصبر على الإخفاق المتواصل، ويعمل على التحصيل والتحصين باستمرار، وعندها يدرك أن الكلمات ليست هي المهمة بل معانيها.
هل يستطيع أن يكتب المرء ما يريده؟ أم إنه يكتب ما يستطيعه؟ وهل يقدر أن يتغلب على فكره؟ أم إن فكره هو الذي يقوده؟ أليست الحياة لا منضبطة ولغتها عامية متداخلة؟ فإذا كان قدرنا استلهام ما نريد من العامة يجب علينا أن نكتب بلغتها، لأنها تكون أفضل من المصطنع.
وبالتوافق لا بدَّ أن أسير إلى أن قيمة الثقافة تكمن في مدى تأثيرها في الشخصية، وهي لا تساوي شيئاً ما لم تَسْمُ بذات وفكر المثقف، وتتمدد بالقوة الإيجابية المقنعة للآخر، وتخلق لديه القدرة على الحوار الخلاق، وهنا تكون فائدتها مرتبطة بالحياة، وهدفها تطوير المحيط ورفع ذائقته الجمالية، فإذا كانت كذلك بعثت في الشخصية الثقافية نفسها الرضى والسرور.
هذا ما يراه الآخر لحظة تبادل الحواس الخمس التي لا يكتمل حضورها إلا بحضور الحاسة السادسة، هذه الملكة التي تشبه المال، فلا تعمل الحواس من دونه، ولا يحس المثقف بالتطور إن لم يصل إلى مرحلة التدقيق في الماضي ورؤية الواقع واستقراء المستقبل، فإذا وصل إلى هذه الحالة ولم يصبه الغرور أو التملق أو التنمُّر امتلك قوة استشعار الحرية في عقله، وتفعَّلت قواه الأيديولوجية أو الروحية محدثة عملية التلاقح الفكري مع الآخر، وهنا أقدر أن أقول: إن أكبر قيمة للمثقف تلك التي يطلقها الناس بأنه مثقف، ورغم تكاثر المثقفين إلا أن سوادهم لم يصل إلى مرتبة المثقف، والسبب تمتعهم بالغموض متشابهين مع الكتّاب الذين لا يكلفون أنفسهم مشقة الكتابة بوضوح، والسبب دائماً أعتبره إما بسبب النقص في القدرات الفكرية، وإما بسبب الكسل وعدم السعي لامتلاك ثقافة حقيقية أو تقديم كتابة خلّاقة.
وجدت نفسي مرة في مطعم، ولفتت نظري سيدة فائقة الجمال إلى جانبها رجل شديد القبح، لا أعلم كيف اتجهت إليها، وسألتها من يكون الذي إلى جانبك؟ فقالت بسرعة: إنه زوجي، ارتسمت على وجهي علامات استفهام، إلا أنني وجدتها تتابع قائلة: إنه مثقف كبير، وأهم من ذلك إنه لم يجرح مشاعري طوال مسيرتنا، هل تحب أن تجلس معنا؟ أجبتها بكل سرور شريطة أن أدفع الحساب، فأجابني هنا زوجها: ادفع عن نفسك ونحن كذلك، قالها بدعابة الواثق، وانخرطنا بأحاديث مطولة، في النهاية أحسست أني بحاجة إلى فكره الذي قدم حواراً مبهراً، سكن ذاكرتي، تعلمت منه، وكم وجدته بعد ذلك جميلاً، فعرفت قيمة تمسُّكها به، ومن خلال ذلك بدأنا صداقة مازالت مستمرة منذ عقدين من الزمن.
طبعاً تدركون قصدي، وما قصدته مما ذكرته أن المثقف ليس صورة، بل مضمون له شرط أن يكون مقنعاً ومفيداً أو جذاباً، وهذا حال الأدب، فإن لم يغنِ فكر الآخر فلا حاجة له.
مرة ثانية أؤكد أننا وللأسف نحكم على بعضنا بعيوبنا لا بمزايانا، وبدلاً من أن نتجه لحماية وتبنّي الخلاقين والمبدعين، نجد سواد المثقفين والكتّاب يسعون لإلحاق الأذى ببعضهم.
الأدب والثقافة يحملان اللغة الطبيعية التي تجسد تحسين الوعي والإرشاد للسبل الصحيحة، لا إلى السجون، وكل ما خططته ربما أكون متأكداً منه، ولكنني في الوقت ذاته لست متأكداً من شيء.


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       بمشاركة سورية.. اجتماع تنسيقي لتحدي القراءة العربي في القاهرة//       الدفعة الثانية من الأطفال المشاركين في معسكر زوبرونوك الترفيهي تغادر إلى بيلاروس//الخارجية الروسية: الغرب ينهب موارد سورية ويمنع المهجرين من العودة إلى وطنهم//الوزير المقداد يبحث مع نظيره الصيني تعزيز التعاون بين البلدين في كافة المجالات//الغباش: سورية تدعو منظمة الصحة العالمية للمساهمة برفع الإجراءات القسرية المفروضة عليها//       الوزير المقداد في الاجتماع الوزاري العربي – الصيني: الشراكة بين الدول العربية والصين نابعة من واقع متماثل ولا بد من فتح آفاق جديدة لرفع مستوى التعاون//النعماني يبحث مع ميا تعزيز التعاون بين سورية وسلطنة عمان//       إيرواني: استمرار الإجراءات الاقتصادية القسرية أحادية الجانب يزيد من معاناة الشعب السوري//الخارجية: تكرار بعض الدول الغربية مواقفها السلبية أمام ما يسمى مؤتمر بروكسل يؤكد استمرارها في سياساتها الخاطئة تجاه سورية//سورية تستنكر دعوة مؤتمر بروكسل لعدم عودة اللاجئين: كان الأجدى به تخصيص تمويل لدعم هذه العودة وتعزيز مشاريع التعافي المبكر//       أصيب ثلاثة طلاب في غارة شنتها مسيرة إسرائيلية على لبنان//       كوبا تدين مجدداً الإبادة الجماعية الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة//الأونروا تحذر من تزايد الأمراض المعدية جراء اكتظاظ مخيمات النازحين بغزة//استشهاد مسعف جراء استهداف طيران العدو الإسرائيلي سيارة إسعاف جنوب لبنان//       توقف الاتصالات الهاتفية في مركز هاتف بغداد بدمشق//القوات الروسية تنفذ خلال أسبوع 25 ضربة عسكرية عالية الدقة وتصد 31 هجوماً أوكرانياً//60 شهيداً خلال الساعات الـ 24 الماضية جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة//المكتب الإعلامي في غزة: جرائم الاحتلال في جباليا تظهر سعيه لجعل قطاع غزة منطقة غير صالحة للحياة//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يزور طهران ويقدم التعازي للسيد الخامنئي والرئيس المكلف مخبر باستشهاد رئيسي وعبد اللهيان 30-5-2024//السيد نصر الله: غزة معركة وجود.. وجبهة الجنوب قوية وضاغطة//3 أدباء سوريين ينالون مراتب متقدمة بمسابقة الدكتور ناجي التكريتي الدولية في العراق//       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//