جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

أسباب انفجار مرفأ بيروت والمسؤوليات | بقلم: العميد د أمين محمد حطيط
أسباب انفجار مرفأ بيروت والمسؤوليات



بقلم: العميد د أمين محمد حطيط  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
10-08-2020 - 1088

قد لا يكون لبنان منذ أنشائه في العام 1920 عرف وضعا يماثل ما حصل له في48 2020 يوم انفجار مرفأ بيروت وما اتصل بهذا الانفجار وما أحاط به من عوامل جعلت مقاربته على قدر من الدقة والتعقيد وتعدد العناوين التي ينبغي التعاطي معه من خلالها وفي هنا تتناول عنوانين رئيسين من الكم الهائل من العناوين ذات الصلة بالكارثة التي حلت ببيروت مكانا وبلبنان كله كيانا ومستقبلا،

ومع تقديرنا للتعاطي الرسمي الجدي مع هذه الكارثة فأننا ومن اجل خدمة الحقيقة والتحقيق معا نتناول الموضوع من جهة كيفية حصول الانفجار وكيف يتجه الاستثمار فيه، لان تناول هذه الأمور بالشكل الصحيح يؤدي إلى تحديد الخسائر ووقف مسلسل الانهيارات والتداعيات أما في حال العكس فان الخطر يتفاقم والكوارث تتوالد من بعضها إلى درجة تهدد وجود لبنان برمته.

فمن حيث الكيفية والأسباب وصولا إلى تحديد المسؤوليات فان هناك أسئلة لا بد من طرحها والبحث عن الإجابات الشافية التي تقود إلى الحقيقة التي لا بد من كشفها والبناء عليها أسئلة نسوقها كالتالي:

1) لماذا خزنت هذه المادة التي هي في اقل توصيف لها مادة قابلة للانفجار ولماذا لم تعط إلى جهة تملك الكفاءة اللازمة والقدرات للتعاطي مع المواد الخطرة؟ و في هذا الاطار نؤكد بان القوانين و الأنظمة المرعية الأجراء تعطي الجيش حصرا الحق بوضع اليد على مصادرات من مواد متفجرة و ان الجيش يتعامل مع هذه الممنوعات الخطرة لتصفية وضعها بطريق واحد من ثلاث أولها تدمير المادة بأسرع ما يمكن اذا تأكد له انتفاء المنفعة و المصلحة منها ، ثانيها تسليمها لجهة رسمية تنتفع بها ، ثالثها بيعها في المزاد العلني اذا ثبت وجه المنفعة منها من قبل القطاع الخاص بما لا يمس الأمن و السلامة العامة ، و كل ذلك يتم بسرعة يقتضيها الموقف و بعد ان تستنفد الجهات القضائية جهدها في استعمالها كدليل جرمي اذا كانت الجريمة بأركانها متحققة .

2) لماذا استمرت الجهة المناط بها وضع اليد على المواد (الجمارك)، استمرت بحيازتها لسبع سنوات رغم علمها بخطورة ذلك وعدم كفاءتها لحراسة مادة خطرة؟ ويقال بان مدير عام الجمارك وجه 7 كتب إلى القضاء بهذا الخصوص ولم يحصل منه على الجواب الشافي. وهنا نقول ان موجب الجمارك هو موجب تحقيق غاية وليس موجب بذل عناية وكان على الجمارك وبعد ان فشلت في التخلص من المواد الخطرة عبر الترخيص القضائي ان تلجا إلى هيئة المرفأ او إلى وزير المالية لعرض الأمر على مجلس الوزراء لتسوية القضية والتخلص من مواد خطرة لا ان تكتفى بكتاب إلى القضاء. فمجلس الوزراء هو المكان الصالح لمعالجة أي شيء يتصل بالأمن والسلامة العامة عندما يعجز الموظف عن القيام بالمطلوب.

3) لماذا تعاطى القضاء المستعجل مع الملف بهذه الطريقة رغم خطورته ثم هل نسي قضاء العجلة ان وجوده أصلا هو لدفع خطر داهم لا يتوفر الوقت اللازم للأصول العادية لدفعه، وهل يصح ان يتذرع بالشكليات او الاعتبارات الأخرى للتنصل من اتخاذ موقف لدفع خطر داهم؟ هنا أحيي القاضي مازح قاضي عجلة صور الذي درس وقدر خطورة ما عرض عليه وهو متصل بأمن لبنان والسلامة العامة ورأى ان قرارا يتخذ يوم عطلة رغم شوائب الشكل هو أولى بالاعتماد رغم المحاذير حتى ولو كانت الاستقالة بعده هي الخطوة اللاحقة.

4) أين دور أجهزة الأمن في المرفأ وهيئة إدارة مرفأ بيروت جماعيا ومديرا ورئيسا، وكيف سكتت على مثل هذا الوضع الشاذ والخطر وما هي الإجراءات التي اتخذتها بذاتها او من خلال وزير الأشغال العامة؟ الليس من صلب واجباتها القيام بالإجراءات والتدابير التي تبعد أي خطر عن المرفأ ومن شتى النواحي؟

5) من وكيف تكلف مفرزة فنية بالقيام بأعمال الصيانة واستعمال الكهرباء والأدوات التي تنتج شررا قرب مادة قابلة للاشتعال او للانفجار وبدون مراقبة او اتخاذ تدابير وقائية او احترازية لاحتواء أي مفاجأة؟

أي بالمحصلة نقول ان ملف نيترات الأمنيوم المخزونة في بيروت منذ العام 2014 يحتوي على كم هائل من المخالفات التي ارتكبت بخفة عن قصد او عن إهمال وتقصير أدت إلى الكارثة وبالتالي ومهما كان سبب الانفجار فانه ما كان ليحصل وينتج كارثة بهذا الحجم لو لم تكن مادة نيترات الأمنيوم موجودة ومخزونة خلافا لقواعد التخزين لا يمكن القبول بها مهما كانت الذرائع. فحيازة المادة هذه من قبل جهة غير كفؤة ولمدة طويلة جدا مع إهمال كلي لعملية تعهد التخزين كلها أمور انتتجت بيئة حصول الانفجار والكارثة أما الانفجار بذاته فقد يكون اتخذ سببا مبنيا على فرضية من فرضيات أربع كالتالي:

أ‌. الفرضية الأولى: وهي التي يطرحها المنطق العملي والمعطيات المجمعة من الميدان والتي تثبت ان حريقا حصل نتجه استعمال الكهرباء وتطاير الشرر وبعد 40 د على ذلك استدعيت خلالها مفرزة لإطفائه، وقبل التمكن من ذلك حصل انفجار أول ثم ثاني وحصلت الكارثة حيت يكون الحريق البدئي رفع درجة الحرارة وأحدث الغازات والضغط اللازمين لحدوث الانفجار وهذا ما يتوافق مع القواعد الخاصة لتي ترعى هذا الشأن.

ب‌. الفرضية الثانية: تتفق مع الأولى بكونها تتخذ سببا عاملا موضوعيا محليا حيث ان الرطوبة العالية مع الحرارة التي يتعرض لها عنبر التخزين مع اشتعال النار التي ساهمت برفع درجه الحرارة كلها عوامل أدت إلى اشتعال المفرقعات في المستودع ثم انتقلت التفجيرات البسيطة الناتجة عن المفرقعات تلك إلى نيترات الأمنيوم وهذا ما يفسر تبدل لون الدخان وأشكاله من ابيض بشكل فطر إلى رمادي عامودي إلى اسود ثم كتلة برتقالية ضخمة ناتجة عن الانفجار الكبير الأساسي.

ت‌. الفرضية الثالثة تقوم على القول بان الانفجار حصل نتيجة عمل تخريبي استغل وجود الثغرات التي تقدم ذكرها واستغل واقعة عمل الحدادين لتلحيم الباب ما يمكنه من أبعاد الشبهة عنه وأقدم على تفجير المستودع بصواعق او قنابل ينقلها ويعلم أنها كافية لأحداث التفجير. فرضية يجب التفكير فيها في ظل الأوضاع التي يمر بها لبنان والمنطقة وفي مرحلة يتعرض فيها لبنان لاستهداف أجرامي تقوده أميركا عبر خطة بومبيو الموضوعة موضع التنفيذ من أذار 2019.

ث‌. أما الفرضية الرابعة والأكثر خطورة من كل ما سبق فهي فرضية العامل الإسرائيلي والقول بان إسرائيل استغلت وجود مادة الأمونيوم في مكانها وفي حجمها وظروف تخزينها السيئة، وأقدمت على ارتكاب الجريمة عبر طيرانها الحربي النفاث او طيرانها المسير، ويدعم هذه الفرضية ما سمع وشوهد في أجواء لبنان ومواقف صدرت عن ترامب ومسؤولين إسرائيليين في البدء، وما يتم تداوله الأن من فيديوهات تبثث وجود أجسام تشبه الصواريخ استهدفت المكان. فرضية تستجيب لطبيعة إسرائيل العدوانية ولواقع الصراع في المنطقة ولأهداف خطة بومبيو ضد لبنان إلى حد قد يجعل المتابع يضعها في المرتبة الأولى والاحتمال الأرفع درجة من بين الفرضيات الأخرى. خاصة وان إسرائيل حاضرة في أي شر او خطر او سوء يمس لبنان وتكون فاعلا او شريكا او تحاول ان تكون مستثمرا فيه ولطالما استثمرت إسرائيل كما وأميركا كوارثنا ومصائبنا.

بيد انه رغم وجاهة كل من هذه الفرضيات فأننا نتحفظ الأن عن ترجيح او اعتماد أي نظرية منها وندعو لجنة التحقيق التي شكلها مجلس الوزراء إلى عدم إهمال أي فرضية وإلى عدم حصر نفسها في أي فرضية فالمهمة هي الوصول إلى الحقيقية لان الحقيقية على أهميتها دائما فأنها في مثل حالتنا اهم بكثير من أي شيء أخر فعلى ضوئها يتوقف مستقبل لبنان.

أما عن المسؤوليات فأننا نوصي بان يعتمد وفي ظل حالة الطوارئ المعلنة في بيروت، نوصي باعتبار كل شخص أي كانت وظيفته وموقعه ورتبته منذ العام 2014 موضع شبهة ومسؤول بمجرد ان تكون وظيفته توليه حق تداول هذا الملف واتخاذ موقف منه. وعليه ان يثبت انه قام بالواجب ونفذ الموجب الذي هو هنا موجب تحقيق غاية وليس موجب بذل عناية، أما المحاكمة بذاتها و المساءلة فأننا نرى ان الأصح ان تكون الملاحقة مسلكيا إمام المجلس التأديبي الخاص بكل فئة أما جزائيا فان المكان الصالح فهو المجلس العدلي الذي يختار أعضاؤه ممن ليس عليهم شبهات التبعية و الفساد و طبعا سيكون من الهرطقة والتسويف القول بمحكمة دولية.

 

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


بيروت شيما هل يعمّق من الأزمة الداخلية في لبنان؟
بقلم: منير شفيق

تهافت نظرية حياد لبنان الدولي
بقلم: ساسين عساف



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب العميد د أمين محمد حطيط |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//