جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية المقاومة القانونية | توثيق جرائم الإرهاب

استعمال التعابير السياسية الخاطئة | بقلم: الدكتور علي محمد فخرو
استعمال التعابير السياسية الخاطئة


بقلم: الدكتور علي محمد فخرو  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
13-02-2020 - 1428


حالما انتهى الرئيس الأمريكى تقديم ما يسمّى بصفقة القرن، بأسلوبه النرجسى المتعالى، وصافح بحرارة اليد المجرمة الملطّخة بدماء ألوف الضحايا الفلسطينية، حتى بدأت ردود الفعل من مختلف الجهات الرسمية العربية.
ما لفت الانتباه والتساؤل هو قول بعض تلك الجهات الرسمية بأن لديها بعض الملاحظات والاعتراضات على مكوّنات تلك الصفقة، لكنها مع ذلك تثمّن الجهد الذى بذله الرئيس الأمريكى.
فى العادة لا يقول الإنسان بأنه يثمّن جهد أحدهم إلا إذا ذكر تفاصيل ذلك الجهد من أفعال حسنة وأهداف نبيلة. ولذلك كان لابدّ من طرح السؤال التالى: خلال الشهور التى سبق الإعلان عن صفقة الظلم للضحية والانحياز للجلاّد، قام الرئيس الأمريكى بإعطاء كل مدينة القدس لتكون عاصمة أبدية للكيان الصهيونى وأتبع ذلك بنقل سفارة بلاده إلى القدس دون مراعاة لحقوق الفسطينيين فى القدس أو أى اهتمام لاعتراضات العرب المسلمين والمسيحيين والعالم الإسلامى برمّته، بل واعتراضات أجزاء كبيرة من هذا العالم.
ثم أتبع ذلك، وبعجرفة قلّ نظيرها، باعتبار الجولان، الجزء المحتل من الأرض العربية السورية، جزءا متمما للكيان الصهيونى. ثم أوقف مساهمة أمريكا فى ميزانية الأونروا التى تقوم بخدمات اجتماعية وإنسانية لستة ملايين فلسطينى طردهم الاحتلال الصهيونى من أرضهم وشرّدهم فى معسكرات وبؤس المنافى وخارج وطنهم. لم يشعر هذا الرئيس حتى بوخزة ذنب وهو يحرم أطفال المخيمات من التعليم، ويحرم كبار السّن من أبسط الرعاية الصحية.
وما إن انتهى من تلك الخطوات التى تتناقض مع كل شرعية دولية وحقوق إنسانية وعشرات القرارات التى اتُخذت فى مجلس الأمن والهيئة العامة للأمم المتحدة حتى انتقل إلى الاعتراف بشرعية بناء المستوطنات الصهيونية من قبل عتاة الصهيونية على أرض فلسطينية إضافية جديدة منهوبة فى الضفة الغربية من فلسطين العربية.
وبعد ذلك مباشرة دعا إلى ضمّ غور الأردن، أى حوالى ربع الضفة الغربية، إلى الكيان الصهيونى.
وتوّج كل ذلك بإشادته الدائمة بقرار يهودية الكيان الصهيونى المحتل دون أن يذكر ولو بكلمة واحدة مصير مليونين من الفلسطينيين العرب القاطنين فى الجزء الفلسطينى المغتصب عام 1948، ولا مصير أربعة ملايين ونصف المليون القاطنين فى الضفة الغربية وغزة، مع أنه يعرف جيدا أن هذا القرار سيعنى فى المستقبل اعتبار كل فلسطينى فى الكيان اليهودى ليس مواطنا وإنما مقيما من خلال إعطائه بطاقة إقامة مؤقّتة.
نعود الآن للسؤال المطروح: هل كل تلك الأفعال الحقيرة المافويّة التى قام بها هذا الرئيس الصهيونى العقيدة والانتماء المطلق هى الجهود التى أشار إليها البعض بالتثمين والتقدير؟ أم أن تلك الجهات تعتبر تلك الخطوات الظالمة الإجرامية بحق اثنى عشر مليون فلسطينى هى خطوات صادقة مدفوعة بنيّة إنسانية؟
لكن ما إن صدمنا بقضية التثمين تلك، التى تطرح ألف سؤال وسؤال عن علاقات عربية ــ أمريكية مشبوهة، حتى طرح البعض مسألة ما يسمّى بالمفاوضات الفلسطينية ــ الصهيونية.
منطق هذا البعض أن هناك العديد من مكونات صفقة القرن التى لديهم اعتراض عليها أو أنها غامضة وتحتاج إلى معرفة تفاصيل أكثر بشأنها، مع أن الولد الصّهر كوشنر قد تفاخر بصبيانية تليق بتجّار العقارات المبتدئين، بأن الصفقة تتكون من ثمانين صفحة، وبالتالى فهى مفصّلة إلى أبعد الحدو. منطق هؤلاء أنه لابّد من العودة للمفاوضات.
مرة أخرى نطرح على هؤلاء السؤال التالى: منذ ارتكاب حماقة أوسلو، بحسن نيّة على الأغلب، تفاوض الفلسطينيون شهرا بعد شهر، وسنة بعد سنة، ولمدة تزيد عن الرُّبع قرن، وقدّموا تنازلات مجحفة بحق قضيتهم الوطنية، لكن الجانب الصهيونى، مدعوما بصورة مطلقة عمياء من قبل النظام الأمريكى المتصهين بامتياز، ظلّ يطالب بالمزيد المزيد من التنازلات حتى جعل اتفاقيات أوسلوا جثّة عفنة والتنازلات الفلسطينية المستّمرة، بضغوط هائلة من الأعداء وبعض الأهل المخدوعين، فضيحة أخلاقية لم ير العالم مثل قبحها وحقارتها قط.
وهكذا نجح البعض، من حيث لا يدرون على الأغلب، فى الإضافة إلى خنجر الصفقة المسموم المعبّر عن أبشع الظلم والتوحّش الهمجى الحيوانى، إضافة إدخالنا فى أجواء التلاعب بالتعابير السياسية الغامضة المحيّرة التى ذكرنا اثنين منها على سبيل المثال.
ما يوجع القلب أن جهات أمريكية، رسمية ومدنية كثيرة، تعامل مع هذه الصفقة بشكل أكثر فهما لسوءاتها وبتعاطف أكثر إنسانية مع الشعب العربى الفلسطينى، ضحية الكيان الصهيونى الإجرامى وضحية الانعطاف الصهيونى الأصولى من قبل نظامهم السياسى.
ألا تستطيع أنظمة أمتن، أن تتعامل ولو مرة واحدة بعقلانية ورزانة أخلاقية تجاه قضايانا الكبرى، دون ارتكاب لهذا الخطأ أو ذاك؟


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       رياضة:الإصابة تحرم منتخب الدنمارك من لاعبه كريستينسن//انكلترا تفوز على ايطاليا في التصفيات المؤهلة ليورو 2024//الإسباني كركيتش يعلن اعتزاله كرة القدم نهائياً//الفارس عمرو حمشو يتوج بلقب الفئة العليا بدورة الوفاء لقفز الحواجز//فوز سيدات فيروزة على عمال السويداء بكرة القدم//اختتام بطولة حمص بألعاب القوى لجميع الفئات//مشاركات دولية قادمة للرباع الأولمبي معن أسعد//النجم الألماني مسعود أوزيل يعتزل كرة القدم//       صحة حماة تضع ثلاثة مراكز صحية مسبقة الصنع في الخدمة//خمس وفيات بفيروس ماربورغ في تنزانيا//ملاوي تحذر من تفاقم أزمة الكوليرا بعد الإعصار فريدي//افتتاح جناحين بالقسم الخاص في مشفى التوليد الجامعي بدمشق بسعة 60 سريراً//       صحة:مستوصفا الهلال الأحمر في الحسكة.. خدمات مجانية تشمل الطبابة والأدوية وإجراء التحاليل//عملية جراحية نوعية في مشفى الباسل بحمص//الصحة تطلق حملة التطعيم الوطنية المكثفة ضد فيروس كورونا الأحد القادم//       إصابة 5 فلسطينيين ومتضامن أجنبي بجروح جراء اعتداء الاحتلال على مظاهرة كفر قدوم//       أخبار الأمة والعالم:القوات العراقية تقضي على عدد من الإرهابيين في محافظة ديالى //الصين تطالب الولايات المتحدة بالتوقف عن قمع الشركات الأجنبية //إجلاء 1500 شخص بسبب الحرائق في إسبانيا//الصحفي هيرش: تفجير أنابيب السيل الشمالي كان عقوبة أمريكية ضد ألمانيا//الموت يغيب الفنان التشكيلي والنحات فؤاد نعيم عن عمر ناهز 68 عاماً//روسيا تطالب بمحاسبة المستوطنين الإسرائيليين المعتدين على كنيسة في القدس//       أخبار محلية:السفير صباغ: الحرب الإرهابية تسببت بأضرار هائلة على قطاع المياه في سورية والإجراءات القسرية تعيق ترميمها//السفير صباغ: وجوب إعادة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى طابعها الفني بعد أن فقدت الثقة جراء تسييس عملها حيال سورية//الجيش يتصدى لهجوم كبير لإرهابيي (النصرة) ويكبدهم خسائر فادحة بريف حلب الغربي//الغارديان: سلاح الجو البريطاني قتل 29 مدنياً في سورية والعراق خلال عامين//توزيع مساعدات غذائية روسية على المتضررين من الزلزال في قرية البرازين بريف جبلة//إيران: العقوبات غير القانونية ضد سورية تعيق إيصال المساعدات للمتضررين وتحسين الظروف//المركز الوطني للزلازل: 34 هزة بين الضعيفة والمتوسطة خلال الـ 24 ساعة الماضية//       سينر إلى نصف نهائي بطولة انديان ويلز للتنس//       رياضة:المدير الفني لمنتخب سورية للشباب بكرة القدم: رغم خروج المنتخب من كأس آسيا فإن المشاركة مهمة في تطوير مستوى اللاعبين//منافسات قوية لناشئي وناشئات المواي تاي في بطولة الجمهورية للأندية والبيوتات الرياضية//منتخب سورية لرفع الأثقال يستعد للمشاركة ببطولة كأس العالم في ألبانيا//إيفرتون يتعادل مع تشيلسي بالدوري الإنكليزي//منتخب سورية بكرة الطاولة يتوج بلقب بطولة غرب آسيا لفئة الشابات//توتنهام يتعادل مع ساوثهامبتون في الدوري الإنكليزي//الندية والإثارة تسيطران على أجواء السباق الدوري الأول للخيول العربية الأصيلة//ذهبية لسورية في بطولة غرب آسيا للترايثلون//أتلتيك بيلباو يفوز على بلد الوليد بثلاثية في الدوري الإسباني//       صحة:ورشة تدريبية في صحة حمص حول الترصد التغذوي//أمراض العين وجراحتها… في المؤتمر الدولي الثاني لمشفى العيون الجراحي//الصحة العالمية: خطر كوفيد 19 قد ينحسر لمستوى الإنفلونزا الموسمية//(تشخيص وعلاج الأمراض المتداخلة) في اليوم العلمي العصبي العيني بجامعة حماة//تزويد مركز شين الصحي بجهاز إيكو متطور//بكلفة تجاوزت المليار ليرة.. أول مخبر رقمي لطب الأسنان في جامعة دمشق//علماء صينيون يطورون اختباراً بسيطاً يسهل علاج ارتفاع ضغط الدم//يوم علمي لأمراض العين وجراحتها في مشفى الباسل بطرطوس//الصحة العالمية: نزوح العاملين بالرعاية الصحية من الدول الفقيرة يتفاقم//الصحة العالمية: جائحة كورونا يمكن أن تنتهي كحالة وباء هذا العام//       مبادرة (العطاء) في مدينة محردة لتأمين منازل لإيواء المتضررين من الزلزال//نحو 22 ألف طالب وطالبة يتقدمون لامتحانات التعليم المفتوح في جامعة دمشق//معلم من السويداء يتميز في مجال المعلوماتية ومبادرات التعليم//       مشروع جريح الوطن يصدر قائمة جديدة من أسماء جرحى القوات الرديفة//