في خطوة تعكس التخبط الأميركي أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما عزم إدارته إرسال ماسماهم مدربين عسكريين إضافيين إلى سورية بحجة التصدي لتنظيم”داعش” الإرهابي وذلك في تناقض واضح لما جاء في مقابلة مع قناة “بي بى سى” والتي قال فيها: إنه سيكون من الخطأ أن تقوم بلاده والدول الغربية بإرسال قوات برية إلى سورية.
وقال أوباما في خطاب ألقاه اليوم في مدينة هانوفر شمال ألمانيا: “وافقت على نشر ما يصل إلى “250” عسكريا أميركيا إضافيا بينهم قوات خاصة في سورية للمشاركة في تدريب ومساعدة القوات المحلية التي تقاتل تنظيم داعش” وفق زعمه.
وكانت الولايات المتحدة أرسلت سابقا مدربين عسكريين إلى سورية خلافا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة من دون موافقة الحكومة السورية أو مجلس الأمن الدولي وهو ما يعتبر انتهاكا واضحا لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي التي تنص على ضرورة احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها.
وتقود الولايات المتحدة الأمريكية تحالفا عسكريا مزعوما إلى جانب عدد من الدول ضد تنظيم “داعش” في العراق وسورية وهو يعمل من دون موافقة مجلس الأمن الدولي ودون التنسيق مع الحكومة السورية كما أنه لم يحقق أي نتائج تذكر في سورية بل ظل تنظيم “داعش” الإرهابي يوسع نفوذه حتى إطلاق الجيش العربي السوري بمؤازرة سلاح الجو الروسي عملية عسكرية ضد الإرهاب في سورية أسفرت عن طرد إرهابيي “داعش” من عشرات المدن والبلدات والقرى كان آخرها بلدة القريتين ومدينة تدمر الأثرية وشل قدرتهم على الهجوم.
وترفض الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن تشكيل تحالف دولي يعمل في إطار الأمم المتحدة والقانون الدولي كما تطالب روسيا وهو ما يعتبره الكثير من الدول دليلا على عدم جدية الإدارة الأمريكية في مكافحة الإرهاب ورغبة منها في الاستمرار باستثمار الإرهاب وفرزه لتحقيق أجنداتها ومصالحها الخاصة.
من جهة أخرى قال أوباما: “إن العالم يحتاج إلى أوروبا قوية وموحدة وربما يحتاج الأوروبيون إلى شخص من الخارج مثلي لتذكيرهم بالتقدم الذي أحرزوه”.
ودعا أوباما الدول الأوروبية إلى زيادة نفقاتها العسكرية والابتعاد عن الاكتفاء الذاتي في هذا المجال وقال: “إن أوروبا كانت تلجأ أحيانا إلى الاكتفاء الذاتي في المجال الدفاعي ولكن على كل الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي تحمل مسؤولياتها”.
ومن المتوقع أن يلتقي أوباما مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيسي الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والإيطالي ماتيو رينزي.