تسوق أميركا مع كل وفودها الخاصة بها إلى الشرق الاوسط مشروعها الجديد، (أميركا لا تعرف كيف تعالج أمورها ومكاسبها السياسية من دون الإرهاب وتهديد أعراب النفوس المشتتة)، لذلك تسوق إنها ذاهبة إلى ضرب إيران على طريقتها الخاصة من خارج الضغط السعودي والاسرائيلي الجامح إلى ضربة عسكرية! تسعى أميركا إلى الضغط على إيران من خلال استثمار العقوبات الحالية، والعقوبات المقبلة في مطلع السنة الإيرانية التي تبدأ في أذار المقبل. وستطرح أميركا فكرة "إيران أولاً" في نفوس جماعات متطرفة في الداخل الايراني تنتظر منها إشارة كي تتحرك، والغاية من عنوان "إيران أولاً " زرع فتنة داخلية بهدف السعي لإقامة ثورة إيرانية ملونة! وللتذكير أن أميركا لم تنفك تحاول استغلال نقاط الضعف في الداخل الايراني، ولا زالت على تواصل مع بعض رجالات الدين المعارضين لسياسة إيران وحركة القائد علي الخامنئي، وهؤلاء يكثرون في هذه الأيام انتقاد النظام من خلال استغلال الوضع الاجتماعي والبطالة في الشارع الإيراني! كما طالبت أميركا من بعض المثقفين والإعلاميين الإيرانيين اللعب على وتيرة مساعدة حزب الله في لبنان، والدولة السورية، والحشد الشعبي العراقي والحوثيين في اليمن بحجة أن الشعب الإيراني بحاجة إلى الأموال التي تدفع لتلك الدول والمجموعات! وايضاً استغلال الوضع الاقتصادي من أجل إسقاط وزعزعة النظام تحت تأثير الوضع المعيشي والمالي والاقتصادي الخانق، ولهذه الغاية جُهزت غرف إعلامية سوداء في إسرائيل والإمارات بمشاركة شخصيات إماراتية وسعودية وإسرائيلية وغربية! كما بدأت أميركا التحرك في سباق إشغال إيران من الداخل والخارج على أكثر من جبهة، منها ورقة طالبان في الملف الافغاني، ونتذكر هنا وفد حركة طالبان الأفغانية الذي زار إيران في أواخر كانون الأول من العام 2018، لذلك تعمل أميركا جاهدة على رفض مشاركة إيران في حل قضية السلام في أفغانستان، علماً أن إيران تتحرك بعلم حكومة كابول! و ستحرك أميركا الحدود الإيرانية الأفغانية عبر إعطاء الضوء الأخضر لمناوشات التفجيرات من قبل العامل "البلوشي السني" من الجهة الإيرانية - البلوشي يسكن في الإقليم الواقع جنوب شرق إيران على المثلث الحدودي مع أفغانستان وباكستان- وقد تتحرك تلك الجبهة من الجهة الإيرانية عبر تفجيرات متنقلة، وادخالها في توترات تربك الجانب الإيراني كما حدث في تفجير عام 2017! تحريك هذه الجبهة أصبح غاية ومطلباً ضرورياً من قبل أميركا لزعزعة أمن إيران وبسرعة، خاصة بعد ان تم نقل بعض المنظمات الإرهابية من سوريا إلى تلك المنطقة! الحمل على إيران أمنياً أكثر من كبير، وبغاية الأهمية في هذه الظروف، وهي تعمل بحذر ودقة في المجال الأمني، وتدرك ملياً ما يحيكه عدوها، لذلك إيران تراقب تداعيات المؤتمر المزمع انعقاده في بولندا، والذي سيجمع إسرائيل والأعراب، وجماعات المشروع الأميركي في حلفها الجديد الساعي لمحاربة إيران والتصدي لها! هذا المؤتمر الذي ستغيب عنه بعض الدول الأوروبية الهدف منه إلحاق الأذى الأكبر بإيران داخلياً، وعبر الحدود الأفغانية، وقد تترجم أميركا فعلتها وتهديداتها بمشاركة إسرائيل بعد المؤتمر مباشرة من خلال ضربة عسكرية خاطفة على الحدود الإيرانية الأفغانية وربما السعودية، وما يقلق أميركا ويؤخر ضربتها عدم معرفتها بكيفية الرد الإيراني، وأين ومتى في حال وقعت الحماقة الأميركية!