اللغة العربية المجلس الثقافي | اللغة العربية
تاريخ النشر: 24-04-2018

بقلم:
اللّغة العربيّة من اللّغات العالميّة الأكثر انتشاراً في العالم، وتعتبرُ من إحدى اللّغات المُعتمدة في الأمم المُتّحدة، كما إنها تشكّلُ اللّغة الأولى في مناطق بلاد الشّام، وشبه الجزيرة العربيّة، وشمال أفريقيا، وساهم هذا الانتشار الواسعُ للّغة العربيّة في تصنيفها كواحدةٍ من اللّغاتِ التي يسعى العديدُ من الطُلّاب إلى دراستها، وخصوصاً غير الناطقيّن بها؛ من أجل التعرّفِ على جمال كلماتها. كما أنّها من اللّغات التي ظلّت مُحافظةً على قواعدها اللغويّة حتّى هذا الوقت؛ لأنّها لغة الإسلام والمسلميّن والقرآنِ الكريم، كما أنّ الثّقافة العربيّة غنيّةٌ جدّاً بالعديد من المُؤلّفات، سواءً الأدبيّة، أو العلميّة، أو غيرها، والتي كُتِبتْ بِلُغَةٍ عربيّة فصيحة، ويصلُ العدد الإجماليُّ لحُروفِ اللّغة العربيّة إلى ثمانيّة وعشرين حرفاً.[١]
أهميّة اللّغة العربيّة
إنّ للّغة العربيّة أهميّةً كبيرةً في الثّقافة والتّراث والأدب العربيّ؛ لأنّها تُعتَبر جزءاً من الحضارة العربيّة، والآتيّ مجموعة النّقاط التي تُلخّص أهميّة اللّغة العربيّة:
• تعدُّ اللّغة العربيّة من اللّغات الإنسانيّة الساميّة، والتي ما زالت مُحافظةً على تاريخها اللغويّ والنحويّ منذ قديم الزّمان.[٢]
• تُعتبر اللّغة العربيّة لغة العديد من الشّعوب والقبائل، مثل ثمود، وعاد، وغيرهم، وساهم ذلك في انتشارها في الجزيرة العربيّة وبلاد الشّام.[٢]
• إنّ اللّغة العربيّة هي لغة الإسلام، والقرآن الكريم، والأحاديث النبويّة الشّريفة، وساهم ذلك في تعزيز قيمتها ومكانتها عند العرب والمسلمين.[٢]
• ساهمت اللّغة العربيّة في نهوض العديد من الحضارات، وخصوصاً الأوروبيّة، ممّا أدّى إلى تشجيع الأوروبيّين لتعلُّمها وفهمها للتعرّف على حروفها وكلماتها.[٢]
• تتمتّعُ اللّغة العربيّة بخصوصيّةٍ لغويّةٍ تجعلها تتميّز عن اللّغات العالميّة الأُخرى، والتي تظهر في بيانها ووضوح مفرداتها وكلماتها.[٣]
• تَستخدَم العديد من الكلمات اللغويّة في اللّغات الساميّة كلماتٍ ذات أصل عربيّ، ممّا ساهم في تعزيز التّقارب بين اللّغة العربيّة واللّغات العالميّة الأُخرى.[٣]
خصائص اللّغة العربيّة
تتميّز اللّغة العربيّة عن كافّة اللّغات العالميّة الأُخرى بمجموعةٍ من الخصائص وهي:[١]
• الأصوات: من المُميّزات الأساسيّة للّغة العربيّة؛ إذ يُعتَبر نظام النّطق فيها من أهمّ أنظمة الكلام اللغويّ، فيُستخدَم اللّسان، والحلق، والحنجرة من أجل نطق الحروف والكلمات بناءً على أصواتها، وتُقسَم الأصوات في اللّغة العربيّة إلى مجموعة من الأقسام، مثل أصوات الإطباق، وأصوات الحنجرة، وغيرها.
• المُفردات: هي الكلمات التي تتكوّن منها اللّغة العربيّة، ويُصنَّف المعجم اللغويّ الخاص فيها بأنّه من أكثر المعاجم اللغويّة الغنيّة بالمفردات والتّراكيب؛ فيحتوي على أكثر من مليون كلمة. وتُعتبر المفردات الأصليّة في اللّغة العربيّة عبارةً عن جذور ثلاثيّة للكلمات الأُخرى، فينتج الجذر اللغويّ الواحد العديد من الكلمات والمُفردات.
• اللّفظ: هي الطّريقة التي تُنطَق فيها كلمات اللّغة العربيّة، وتُلفَظ الكلمات بالاعتماد على استخدام حركات لغويّة، ويُطلق عليها مُسمّى التّشكيل. يتغيّر اللّفظ الخاصّ في كلّ كلمة بناءً على طبيعة تشكيلها؛ أيّ الحركات المكتوبة على حروفها، كما أنّ اللّفظ يشمل التّهجئة الخاصّة في الحروف، والتي يتعلّمها كلّ شخص يُريد تعلّم العربيّة؛ حتى يسهُل عليه فهمها، والتّعامل مع كلماتها وجُملها بطريقةٍ صحيحة.
• الصّرف: هو الأسلوب المُرتبِط بالمُفردات؛ إذ يعتمد على نظام جذور الكلمات التي تكون ثلاثيّةً في الغالب، وقد تُصبح رباعيّةً في بعض الأحيان، كما تتميّز اللّغة العربيّة عن الكثير من اللّغات الأُخرى بوجود صيغٍ للكلمات الخاصّة بها، فمن المُمكن تحويل الكلمة المُفردة إلى مُثنّى، أو جمع، وغيرها من الطُّرق التي تستخدمها اللّغة العربيّة في تصنيف الكلمات.
• النّحو: هو أساس الجُملة في اللّغة العربيّة، وتُقسم الجُملُ العربيّة إلى نوعين، وهما: الجُملة الاسميّة، والجُملة الفعليّة، ولكل نوع من هذه الجُمل أُسس وقواعدُ نحويّة يجب استخدامها في كتابتها وصياغتها حتّى تُساهم في نقل الأفكار الخاصّة بها، وأيضاً يعتمد النّحو في اللّغة العربيّة على استخدام مجموعة من الأدوات التي تَربط بين الجُمل، والعديد من الوسائل الأُخرى التي تُحافظ على سلامة مَبناها؛ لذلك تُصنّف اللّغة العربيّة كواحدةٍ من اللّغات التي تَحتفظ بنظامٍ نحويٍّ خاصّ بها، ويُساعد في إعراب جُملها وبيان طُرق كتابتها.
الاهتمام العالميّ في اللّغة العربيّة
بدأ الاهتمام العالميّ في اللّغة العربيّة يظهر منذ مُنتصف القرن العشرين للميلاد، وتحديداً في عام 1948م عندما قرّرت مُنظّمة اليونسكو اعتماد اللّغة العربيّة كثالث لغةٍ رسميّة لها بعد اللّغتين الإنجليزيّة والفرنسيّة، وفي عام 1960م تمّ الاعتراف رسميّاً في دور اللّغة العربيّة في جعل المنشورات العالميّة أكثر تأثيراً، وفي عام 1974م عُقِدَ المُؤتمر الأوّل لليونسكو في اللّغة العربيّة بناءً على مجموعةٍ من الاقتراحات التي تبنّتها العديد من الدّول العربيّة، وأدّى ذلك إلى اعتماد اللّغة العربيّة كواحدة من اللّغات العالميّة التي تُستخدم في المُؤتمرات الدوليّة.[٤]
تحدّيات تواجه اللّغة العربيّة
توجد مجموعة من التّحديات التي تُواجه اللّغة العربيّة التي تُؤدّي إلى وضع العديد من العوائق أمام التقدّم الذي تشهده، ومن أهمّ هذه التّحديات:[٥]
• عدم اهتمام مُعظم مجالات البحث العلميّ في استخدام اللّغة العربيّة كلغةٍ خاصّة في الأبحاث الأكاديميّة والعلميّة، ممّا أدّى إلى عرقلة تطوّرها بشكل جيّد.
• تأثير اللّغات الغربيّة على اللّسان العربيّ، وخصوصاً مع انتشار اللّهجات بين العرب، والتي أدّت إلى استبدال العديد من الكلمات العربيّة بأُخرى ذات أصول غير عربيّة.
• قلّة اهتمام التّكنولوجيا الحديثة في اللّغة العربيّة، والتي اعتمدت على بناء تطبيقاتها وبرامجها على اللّغة الإنجليزيّة واللّغات العالميّة الأُخرى، ممّا أدى إلى قلّة التّفكير في ترجمة هذه التّكنولوجيا إلى اللّغة العربيّة.
• الاعتماد في بناء الفضاء الرقميّ الإلكترونيّ في الإنترنت على الأرقام واللّغة اللاتينيّة التي أصبحت المُصمّم الرئيسيّ للعديد من الصّفحات الإلكترونيّة، والتي لم تُستخدَم في اللّغة العربيّة، مع أنّه من المُمكن استخدام الحروف العربيّة في الكتابة الرقميّة.
الّلغة العربيّة
تعتبرُ الّلغة العربيّة من الّلغات السّامية ومن أكثرِ الّلغاتِ انتشاراً، وهناك ما يُقارب 423 مليون نسمة حول العالم يتحدّثونَ العربيّة، وهذهِ الّلغة لها أهميّةٌ كبيرة ومكانة خاصّة في نفوسِ المسلمين في أرجاءِ العالم لأنّهُ لا يُمكن قراءة القرآن وأداءِ بعض العبادات دون استخدام مُفرداتها، وقد وُصفَت العربية بأنّها أصلِ الّلغة عِندَ الإنسان فانبَثَقَت مِنها الّلغات السّاميّة الأخرى، وبسبب احتباس العرب في الجزيرة العربيّة، لم تتعرّض للتّغيير الكبير وإدخال المفردات الجديدة مثلما حصل للّغات السّاميّة الأخرى، لذلك فمن الواجب علينا أن نحافظُ على الّلغة العربيّة، ومن خلالِ هذا المقال سنقومُ بالتعرّفِ على طرقِ الحفاظ على لُغتنا الأمّ.
كيفيّة الحفاظ على الّلغة العربيّة
منَ المعروف أنّ الّلغة العربيّة ليست فقط مرتبطة بالعرب بل مُرتبطة أيضاً بكتابِ الله عزّ وجلّ، وقد أقسمَ الله أن يحافظَ على الكتاب حتّى قيام السّاعة، وبالتّالي فالّلغة العربيّة باقية حتّى قيامِ السّاعة، لكنّ المُشكلة الحقيقيّة هي أنّ الدّولة القويّة اقتصاديّاً وعسكريّاً تفرضُ سيطرتها الثّقافيّة حول العالم، ومن أشكال السّيطرة فرض الّلغة كفرض الّلغة الإنجليزيّة حول العالم في العصر الحاليّ، حتّى في الجامعات العربيّة والغربيّة، وبالتّالي أصبحت الّلغة العربيّة في وضعٍ حرج إذ بدأ عَدد الأشخاص الرّاغبين بتعلّمها حول العالم بالانخفاض، ولا بدّ من الحفاظ على الّلغة العربيّة ونشرها، وذلك من خلال الحلول والاقتراحات الآتية:
التدريس بالّلغة العربيّة: فِي جميعِ الجامعات يتمّ تعليمُ العلوم بلغاتِها القوميّة، إلّا في الجامعات العربيّة فإنّ هذا الأمر أصبحَ غير مَوجُود وبدأ يتلاشى مع الوقت، وهل يرتبط مقدارُ المعرفة والتقدّم العلميّ بالدّراسةِ بالّلغة الأجنبية ؟!، لا يرتبط نهائياً والتّعليم بالّلغةِ القوميّة ما هو إلّا طريقة لتوطين العلم وتأكيد الهويّة العربيّة.
الكتابة بالّلغة العربيّة الفُصحى: عندَ ظهورِ برامِج التّواصُل الاجتماعيّ ظهرَ مُصطلح جديد وهوَ (عربلشيّة)، وهذا المصطلح يعني كتابةِ الّلغة العربيّة بأحرُفٍ إنجليزيّة وهو شائع جدّاً ويستخدمُ بكثرة عند التّخاطب الكتابيّ، لكنّ السّؤال هو لماذا نكتب بالعربلشية؟ وهل يتأثّر المَعنى والمَقصد إذا كانَ مكتوباً بالّلغة العربيّة الفُصحى؟!، وهذا الأمر يعدّ طمساً للّغة العربيّة وإخفاءً لمَلامِحها، حتّى تأتي أجيالٌ بعد أجيال لا تعرف سوى التّحدّث بلغة جديدة وهي العربلشية فتختفي العربيّة تدريجيّاً، ومن المحزن أن نتخلّى عن لغتنا الأمّ التي اختارها الله لكتابه الكريم.
فهم القرآن: إذا أراد شخص حفظ عدد كبير منَ المُفردات العربيّة عليه أن يتعلّم القرآن، وبهذا يفهمُ الّلغة العربيّة وتفسيرِ كلام الله عزّ وجلّ، وهذا التّعلّم ضروريّ لكلِّ مُسلم حتّى يفهم دينه ولغته بشكلٍ أكبر.

المراجع:
1- الموسوعة العربية العالمية (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع، صفحة 131، 132، جزء 21. بتصرّف.
2- أحمد الباتلي (1412هـ)، أهمية اللغة العربية (الطبعة الأولى)، الرياض - المملكة العربية السعودية: دار الوطن للنشر، صفحة 9، 10. بتصرّف.
3- عبد الرحمن البوريني (1998)، اللغة العربية أصل اللغات كلها (الطبعة الأولى)، عَمّان - المملكة الأردنية الهاشمية: دار الحسن للنشر والتوزيع، صفحة 33، 34، 35، 36، 48، 49. بتصرّف.
4-  "نبذة تاريخية عن استخدام اللغة العربية في اليونسكو"، منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة - اليونسكو، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2016. بتصرّف.
5- 18 ديسمبر.. يوم عالمي للغة العربية"، الجزيرة، 17-12-2015، اطّلع عليه بتاريخ 30-11-2016. بتصرّف.



جميع الحقوق محفوظة لموقع جامعة الأمة العربية © 2021 - 2013