كيفية التعامل مع الأطفال أثناء الأزمات..؟ المجلس الاجتماعي | كيفية التعامل مع الأطفال أثناء الأزمات..؟
تاريخ النشر: 20-01-2018

بقلم: فردوس دياب
يعتبر الاطفال أشد الفئات العمرية تأثرابالأوضاع الناجمة عن الظروف الصعبة ويرجع ذلك الى قلة خبراتهم المعرفية والحياتية ومحدودية اليات التكيف التي يمتلكونها ناهيك عن انهم يعيشون في عالم من الخيال الواسع
الذي يصور لهم الاحداث بصورة اكبر بكثير من حجمها الحقيقي حيث تشمل اثار الظروف الصعبة عدة جوانب في حياة الطفل تتمثل غالبيتها في التهديد الموجه نحو تلبية احتياجاته المادية والنفسية الاساسية والتي تعتمد بشكل مباشر على أفراد أسرته والراشدين من حوله .‏
دور البيئة..‏
ويؤكد الاختصاصيون ان للبيئة الموجودة حول الطفل أهمية خاصة في مساعدته على استعادة قدرته على التكيف والعودة الى النمط الطبيعي وعلى الرغم من ان الاطفال من مختلف الفئات العمرية يتأثرون بالأوضاع الصعبة إلا انه يبقى هناك تفاوت كبير بينهم في درجة وكيفية تأثرهم بها ويعزى ذلك الى مجموعة من العوامل الذاتية والموضوعية حيث يلعب ادراك الطفل للحدث الصعب دورا رئيسا في تحديد المعنى الخاص والذاتي لهذا الحدث بالنسبة اليه وهذا يعني ان الذين يشاهدون منهم حدثا معينا يتأثرون به بطرق مختلفة بحسب المعنى الخاص الذي يعطيه كل واحد منهم للحدث وهذا الامر يعتمد بدوره على المميزات الشخصية الخاصة بهم وايضا هناك حدة الضغوط النفسية الناجمة عن الظروف الصعبة والتي تستند الى حجم ونوع التغيرات التي تطرأ على حياة الطفل وقدرته على السيطرة عليها بالإضافة الى الخصائص الشخصية للطفل حيث تلعب دورا مهما في درجة تأثره بها.‏
اختبار الوضع الصادم..‏
ويشير العلماء الى ان الاطفال والراشدين يختبرون الحدث الصادم على شكل ردود افعال تؤثر على عدة نواح من حياتهم ففي المرحلة الاولية ينتاب الافراد شعور بعدم التصديق والترقب لحدوث ماهو اشد سوءا وتغلب عليهم مشاعر الخوف والقلق والغضب والحزن بشكل مكثف وقد يواجهون نوعا من الجمود في مشاعرهم وفي الايام التالية قد يعمدون الى تجنب مايذكرهم بالصدمة المباشرة بينما يقوم بعضهم بمراجعة الحدث بشكل متكرر ويتأثر روتين حياتهم اليومي فيشعرون بالتشتت وعدم القدرة على مزاولة نشاطاتهم اليومية كالسابق كما يصحب هذا الوضع مشاعر الذنب ولوم الذات كما يجد معظم الاشخاص صعوبة في التركيز وفي الخلود الى النوم بينما يلجأ البعض الاخر الى النوم المتواصل للهروب من مواجهة الواقع المؤلم ومشاعر العجز وحدوث الكوابيس المتكررة التي تتخللها مشاهد الحدث وايضا النوم المتقطع وظهور سلوكيات عدوانية موجهة ضد الاخرين والعزوف عن الطعام او الافراط في تناوله وانخفاض الاداء المدرسي بالإضافة الى ردود فعل فسيولوجية كالتبول اللاإرادي وازدياد حالات الاثارة والتوتر والتعلق القلق بالوالدين من خلال الخوف من الانفصال عنهم وتضاؤل الاشتراك في النشاطات الخارجية وقلة اهتمامهم باللعب والخوف الواضح من البرامج التلفزيونية التي تحتوي مشاهد عنيفة.‏
دور الأهل ..‏
وفي هذا الاطار فإنه يتوجب على الاهل ألايفترضوا ان ليس لدى الاطفال أي معرفة عن الاشياء التي سوف تحدث وذلك لأنه من المؤكد انهم يعرفون اكثر مما قد يعتقد الوالدان فالأطفال يكتشفون الاحداث من خلال متابعتهم للأحداث التلفزيونية او من خلال تواصلهم مع الاخرين ،لذلك على الوالدين ان يقوما بتصحيح المعلومات غير الكافية او التي تنقصها الدقة وسوء الفهم من دون اللجوء الى تقديم أي شيء غير واقعي اوغير حقيقي ويجب ان يستمع الاهل لأطفالهم وان يعرفوهم انه ما جرى امر طبيعي وان يتحدثوا عن الحدث الصعب وهنا يجب ان يستمع الاهل لما قد يفكر فيه الاطفال ويشعرون به دون ابداء أي استخفاف او سخرية فمن خلال الاستماع يستطيع الابوان ان يعرفا طبيعة الدعم الذي يحتاجه اطفالهما كما يجب عليهما ان يكونا مستعدين للإجابة عن جميع اسئلة الاطفال حتى وان بدت غريبة او سخيفة وان يتشاركا بمشاعرهما مع اطفالهما وان يخبروهم بانهما يشعران ايضا بالخوف والغضب من الاحداث لان ذلك يساعد الاطفال على ان يعرفوا ان الراشدين ايضا يشعرون بالضيق عند التفكير بالحدث القادم واذا اخبرهم الوالدان بمشاعرهما فيجب عليهما اخبارهم بالطريقة الصحيحة للتعامل مع هذه المشاعر دون ان يؤدي ذلك الى زيادة مشاعر الاضطراب عند الاطفال ويجب ايضا استخدام وسائل اتصال مختلفة لتسهيل عملية تعبير الاطفال عن مشاعرهم وذلك بترك المجال لهم حتى يعبروا بحرية عما يجيش بداخلهم من مشاعر واحاسيس ومخاوف وافكار وتشجيعهم للتعبير عن انفسهم بكل السبل كالرسم والكتابة واللعب من دون تدخل الكبار بالمواعظ او الارشادات فمقاطعة الطفل الذي يصف مشاعره لها اثارها السلبية وعدم احترام هذه المشاعر لا يؤدي الا الى مزيد من الاحباط والاضطراب ويجب مساعد الاطفال على الشعور بالأمن والاطمئنان وان يشعروا الأطفالانهم بمنحى عن موقع الخطر وانهم سيعملون مابوسعهم لحمايتهم ويجب التركيز على مشاعر الخوف لديهم فبعد ان يكون الوالدان جعلا الطفل يشعر بالأمان والاطمئنان وبانه ليس هناك أي مكروه سيصيبه شخصيا فانهما لايجب ان يتوقفا عند هذا الحد بل يجب ان يساعدوهم على التعبير عن هذه المشاعر وتدعيم مشاعرهم بالتعاطف والاهتمام تجاه ما قد يتعرض له الاخرون.‏

واخيرا لابد من معرفة ان الطفل وعلى الرغم من محدودية قدراته التفكيرية فان قدراته وحاجاته الشعورية قد تكون وصلت الى مرحلة حساسة تحتاج عناية وتعاملا خاصا لذا يجب عدم تجاهل الوالدين لها والانتباه لها بشكل دقيق خصوصا في اوقات الازمات .‏


جميع الحقوق محفوظة لموقع جامعة الأمة العربية © 2021 - 2013