اذا سقط الجدار الهاشمي سقطت أورشليم .. أعمدة اسرائيل السبعة المقاومة القانونية | توثيق جرائم الصهيونية | اذا سقط الجدار الهاشمي سقطت أورشليم .. أعمدة اسرائيل السبعة
تاريخ النشر: 13-04-2024

بقلم: نارام سرجون

لاأقدر الا ان أكرر تذكير الناس ان اسرائيل نشأت وهي محاطة بحاضنة عربية من أنظمة مسبقة الصنع في السعودية والاردن وفسيفساء الخليج العربي الذي أخرج من دائرة الصراع كمحور فعال واكتفى بدور الحياد الايجابي في الصراع واقتصرت مشاركته على التبرع المحدود جدا بالمال الذي يكون سخيا جدا في اي حرب امريكية ويصبح بالقطارة في الحرب مع اسرائيل .. ولكن يكتسب الاردن صفة هامة جدا في الخطة الانكليزية التي وجدت ان اسرائيل لايمكن ان تبقى دون جدار الشرق المتين الذي يحميها … فصممت هذا الكيان الغريب الذي يسمى المملكة الهاشمية الذي يشبه اسرائيل الى حد بعيد في أنه لايقدر ان يعيش الا بالاعتماد على الحقن الوريدية والعضلية وأنابيب التغذية .. فاسرائيل تعيش من أوردة وأنبيب تصلها من اميريكا واوطسجين يصلها من أوروبة .. وكذلك الاردن فقد قطعت بريطانيا كل أوردة الاردن وشرايينه مع البقاء ليبقى معتمدا على الغرب وعلى اسرائيل .. حيث جعلته بلا ماء وفصلته عن الماء في جنوب سورية .. ووضعت نهر الاردن في خدمة اسرائيل .. وهو بلد صحراوي عموما بلا انتاج زراعي ولاثروة حيوانية .. ويعتمد على الاغوار فقط التي هي أراض فلسطينية الحقت به في تقسيمات انكليزية للمنطقة .. اي صنعت بريطانيا بلدا بلا زراعة ولا نفط ولامعادن ولاتجارة ولامياه .. وهو يعيش طفيليا وسينهار اذا توقفت الحقن الوريدية التي تدعمه وتغذيه بالمصول والدم والاكسجين .. وهذا جعله ككيان الى جانب اسرائيل معتمدا على الغرب مقابل وظيفة حماية اسرائيل شرقا فيما تكون مهمة اسرائيل هي خدمة وحماية مصالح الغرب .. أي الاردن حارس الخادم او خادم الحارس او حارس الحارس .. حيث أهم وأطول جبهة على الاطلاق ضد اسرائيل تحت اشرافه .. وهذه الجبهة الطويلة ان انهارت .. صارت اسرائيل مثل بيت بلا ابواب ولا نوافذ .. او حتى بلا جدران ..

كانت الاسرة المالكة الاردنية منذ نشأة اسرائيل هي صمام الامان الاسرائيلي التي لولاها لانهارت اسرائيل .. والدور الهاشمي في نكبة 1948 لم يعد شيئا من تصوراتنا او ظنوننا لأن كل الوثائق التاريخية كشفت عن دور الاردن كأسرة مالكة في نكبة 1948 والتي عوقب بسببها الملك عبد الله الاول باعدامه من قبل الشعب الفلسطيني عندما تبين انه قبض مليون جنيه استرليني ذهبا مقابل تسهيل دخول العصابات اليهودية الى أراضي الفلسطينيين ..
وفي عام 1967 .. لايزال من المثير للاستغراب ان الضفة الغربية بكثافتها السكانية ووعورتها كانت خالية من السلاح والمقاومة الشعبية … على عكس سيناء الصحراء المكشوفة التي لايوجد فيها الا عدد قليل من السكان .. وسقطت الضفة وعدد الجنود الاردنيين الذين سقطوا في المعركة يشبه عدد ضحايا أي حادث سير .. لأنه لم يدر قتال وهو أمر لايزال لايقبل التفسير المنطقي الا انه تكرار لسيناريو النكبة عام 1948 ولكن بدور جديد لايزال طي الكتمان والسرية ..

وكما ان هناك اتفاقا واضحا بعدم انخراط السعودية في اي صراع مع اسرائيل والاكتفاء بدور الناصح وصاحب المال الذي يتبرع للفقراء والمنكوبين دون ان ينخرط في جهود الفزعة والغوث .. فان الاردن تم تحويله الى مايسمى مكب نفايات القضية الفلسطينية حيث تحول الى مكان لتجمع الفلسطينيين الذين سيكونون تحت العين والرقابة الاردنية كيلا تكون لهم اي قدرة على التحرك غربا ولاتشكيل اي خطر على اسرائيل .. لأن الخزان البشري للفلسطينيين هو في الاردن وليس في لبنان او سيناء او سورية .. وعندما ظن الفلسطينيون ان بامكانهم الضغط في الاردن لتحويل الخزان الى ثورة فلسطينية .. كان لهم الملك حسين بالمرصاد .. الذي أرسلت له بريطانيا الجنرال الباكستاني ضياء الحق لمساعدته في قمع التحرك الفلسطيني .. وطبعا بعد نجاح تدمير الحركة الفلسطينية في الاردن كوفئ ضياء الحق بتسليمه الحكم في باكستان ..

ولذلك فان الملك حسين كان حريصا على ان يكون وفيا للاتفاق الذي يتم يموجبه تبادل المنفعة والتخادم بينه وبين الاسرائيليين .. وكان حريصا على ان يثبت انه مخلص في عمله وعلاقته .. اما طريقته في تثبيت هذا الدور فكانت عبر عملية ايلول الاسود التي شكلت عقدة نفسية للفلسطيني في الاردن لأنه صار دوما متهما بأن ولاءه للاردن مشكوك فيه .. وهذا ماجعل القصر الملكي الاردني يسلط هذا الاتهام اذا لم يجد مايرضيه من مواقف …. وهذا شكل رادعا نفسيا للفلسطينيين الاردنيين لأن العقاب القاسي الذي نفذه الملك بالفدائيين الفلسطينيين كان درسا لكل من ينتقد الملك .. وهذا العقاب يلوح به النظام ويذكر به كل فلسطيني اذا ماأحس انه هناك بوادر تذمر .. وطبعا فان المخابرات واجهزة الدولة التابعة له تبث دوما الفرقة بين الاردنيين الاصليين والفلسطينيين .. لأنها توحي للعشائر الاردنية ان الخطر عليها هو من هؤلاء الفلسطنييين الذين لايوالون الملك .. وانهم يريدون شرا بالاأردن . وللذك تجد الانقسام الفلسطيني الاردني في كل مكان … من ملاعب كرة القدم بين الوحدات والفيصل الى وظائف الدولة ومناصب الحكومة .. والسياسة الملكية تعتمد على عدم تشجيع التعليم في أوساط العشائر لأن هذه الاوساط هي خزان الجيش والخابرات وقوة الامن .. فالعشائر الاردنية تعطى الميزات فلا تجد أنفسها مضطرة لنشر التعليم العالي ووالالتحاق بالجامعات عبر منحها امتيازات لخلق وضع نفسي لأبناء العشائر ان وجود الملك يحميها ويعطيها الميزات التي لاتستحقها ولذلك فانها ستحميه من باب الولاء لمصالحها .. بل كانت الدعاية الملكية توحي وتغذي الشعور بأن الفلسطينيين يريدون جر العشائر الى الصراع مع اسرائيل لافقاد العشائ قوتها عبر دخول هذا الصراع الذي سيحسم لصالح اسرائيل على حساب العشائر مما يقوي النفوذ الفلسطيني .. والدعاية الملكية القوية توحي ان الاردن ضعيف بلا موارد ومحاصر بقوى عربية قومية مثل اسماك القرش في العراق وسورية ومصر الناصرية .. ولذلك فان افضل المواقف التي تخدم الاردنيين هي (النأي بالنفس) .. وتشكلت حالة تشبه الحالة اللبنانية حيث الزعيم اللبناني طائفي وهو يشبه الراعي ويعتني بخرافه فقط .. وتدرك طائفته ان عليها الحفاظ عليه لأنه يمثل الحامي لها ولمصالحها .. فتجد نموذجا مضحكا لدويلات داخل الدولة اللبنانية وفيدراليات طائفية .. مثل دويلة أل الجميل ودويلة آل جنبلاط .. ووو ..

الملك الحالي عبد الله الثاني .. لطالما قدم نفسه على انه الملك الحنون الرؤوم الطيب المصغي لآلام شعبه والذي كان يتنكر بملابس العامة في أيامه الاوليى ويتنصت – كما يفعل عمر بن الخطاب – كي يسير في الأسواق كي يعرف أحوال شعبه .. وكانت الدعاية التي يشرف عليها خبراء انكليز في الترويج تكاد تصور الملك عبدالله على انه الخليفة الراشدي السادس .. وانه مختلف عن أبيه .. وتلتقط له الصور وهو يصلي بخشوع او يقف في الطريق ليسلم على رجال شرطة المرور ..

لكن في حرب غزة حدث شيء فوق تصور وتخطيط رعاة المملكة الهاشكية .. فلم يعد بامكان الملك التخفي في دور الراعي والأب الحنون .. واحتاجت اسرائيل الان لهذا الكنز المدفون في الشرق حيث ضبط ايقاع التحرك الفلسطيني لعقود ومنع من ان يتحول الى خزان أمامي للثورة الفلسطينية .. وصار من الضروري في حرب غزة استخدام الممر الاحتياطي والسرداب السري الذي يوصل أسباب الحياة للاسرائيليين .. فالاسرائيليون فتحوا السرداب السري الاردني ليوصلهم الى آسيا .. ولذلك فانهم لم يعانوا من الحرب اقثتصاديا لأن اميريكا تعوضهم بالاموال … كما انه لايوجد عليها اي حصار اقتصادي او غذائي عليهم .. فالممر البري الذي يصلها بكل شرق أسيا عوضها عن الممر البحري الذي خنقه اليمنيون .. والبضائع التركية والاوروبية تتدفق على ميناء حيفا ..

سبب تململ الشارع الاردني بمعزل عن الشارع الفلسطيني سببه بشكل مباشر هو محاولات الملك بيأس اظهار نفسه على انه بطل يقوم بنفسه بالقاء المساعدات الجوية على غزة .. وكأنه كان يقوم بتمثيل ذلك المشهد السخيف الذي يقتحم فيه مع ابنه موقعا ارهابيا .. وصار الاردني وأبناء العشائر يدركون أكثر ان الملك يستخف بهم .. وهو يقوم بالتمثيل لأنه يريد ان يغطي على عمل شنيع وهو التواطؤ مع الاسرائيليين في تسهيل المحرقة .. وهو بهذه السياسة لايخدم الاردنيين ولايكترث بحالهم بل هو يخدم مصالح اسرائيل .. كما أن المحرقة في غزة كانت صادمة للاردنيين كما جميع الناس في العالم .. وليس للملك اي عذر في أن يقدم العون للاسرائيليين .. تحت اية ذريعة .. بل انه جرد الاردنيين من ان يكونوا مهمين في المعادلة الدولية وتصرف وكلأأنه هو صاحب السرداب الاسرائيلي وليس شعب الاردن .. لأن موقف الاردنيين تم بيعه لصالح الملك وليس لصالح الاردن .. وعلى عكس أي حرب صار الاردني لأول مرة يحس انه شريك اسرائيل بقوة في الحرب ..

وتطاول مدة الحرب جعل الاسرائيليين يظهرون منبوذين في العالم .. وجعل انتقاد اسرائيل علنيا ولم يعد هناك مراعاة للوبي اليهودي في الشوارع الغربية عموما .. وهذا جعل حاجز الخوف من الاسرائيلي يتراجع في العالم العربي وفي الاردن .. فالحرب طالت وتراكم الشعور بالغضب ازداد والشعور ان اسرائيل لم تعد هي اسرائيل القديمة التي كانت تنهي معاركها في 6 ايام .. والحرب الطويلة كشفت للاردنيين ان مشاهد القتل والدماء ليست مستفزة فقط وليست تحتقر العرب والمسلمين فقط .. بل تحتقر اكثر ماتحتقر دول الطوق التي تحدث المذبحة على بعد خطوات منها .. وخاصة الاردن الذي يحرس حدود اسرائيل دون ان تبالي اسرائيل بأي بلد ومشاعره ..
سقوط هيبة اسرائيل انعكس على الشعور الداخلي في الاردن .. وهذا سيؤدي الى تراجع هيبة الملك الذي حاول جهده ان يبدو مثل البطل الذي يخترق الحواجز ويرمي المساعدات .. وحاولت اسرائيل مساعدته بتسهيل تمثيلياته .. ولكن التمثيل لم يعد يفيد هنا .. واضطرار الملك للتمثيل اساء اليه جدا .. ووقع في فخ انكسار الهيبة .. لأنه ظهر وكانه يريد ان يكون بطلا بأن اسرائيل وكان الافضل له ان يمثل دور البطولة بمنع فتح الممر البري .. ولكن حتى دور البطولة لم تسمح له اسرائيل ان يمثله كما فعلت مع الملك حسين حين أطلق سراح الشيخ احمد ياسين مقابل ترياق خالد مشعل في تلك التمثيلية الشهيرة الناجحة التي مثلها الملك حسين والموساد الاسرائيلي بحيث ظهر الملك حسين المفاوص المتمكن والصلب والعنيد والذي يقايض باثمان باهظة .. وكان من أغراض المسرحية يومها تبييض صفحة الملك الذي كان قد ظهر عميلا للاسرائيليين ويعمل مخبرا لدى الاميركيين .. وكذلك تم انتاج خالد مشعل كبطل يعود من الموت ليقود حركة تحرير فلسطينية .. وتبين انه كان دورا متفقا عليه بين خالد مشعل والملك حسين والموساد لأن خالد مشعل يومها كان يتم اعداده لزمن وصول الاخوان المسلمين وليس لتحرير فلسطين ..

المهم ان الملك عبد الله الثاني بدا قزما جدا وصغيرا جدا وهو يرمي بنفسه المساعدات وكان هذا المنظر مهينا جدا على عكس ماتوقعته البروباغاندا الهاشمية والاسرائيلية خاصة ان كل عمليات انزال المساعدات لم تظهر على انها ساعدت صمود الفلسطينيين بل ظهرت بكل فجاجة على انها لانقاذ سمعة الملك فقط .. وهذا ما جعل قيمة الملك الاردني تتردى في عيون الاردنيين الذين بطبيعنهم العشائرية يحبون الشخصيات التي تثبت انها قوية … وهذا مابدا من تأثر العشائر الاردنية بشخصيات بدت قوية مرت بهم مثل لورنس العرب الذي كانت بعض القبائل تسمي مواليدها باسم لورنس في فترة سطوع نجم لورنس بين القبائل والعشائر العربية ..
الاسرائيليون يرتعشون لأن الجدار الهاشمي يهتز في هيبته .. وهو الجدار الذي كان يصد الرياح العاتية التي كان يمكن ان تدمر اسرائيل من الشرق .. فلو ان الجبهو الاطول مع اسرائيل لم تغلق لكانت اسرائيل في وضع ميئوس منه .. فجهة لبنان القصيرة أربكن اسرائيل … فكيف لو ان هناك حركة مثل حزب الله الاردني على طول الجبهة الاردنية الفلسطينية؟؟ وهو مانعه بكل الوسائل الملوك الهاشميون .. وعملوا على اقناع العشار الاردنية على ان المس باسرائيل سيعني تهديد استقرار العشائر ومصالخها .. وتقوية النفوذ الفلسطيني فصارت بعض الشخصيات العشائرية .. ترى الفلسطيني خطرا لابد من احتوائه بابقاء التناقض الرئيسي له في وجود اسرائيل حماية لأمنها العشائري .. وكان هذا هو الوهم بعينه … وهو الجنون بعينه ..

تمثيليات الملك السخيفة ظن انها مثل أي لعبة يلعبها .. ومثل ذلك المشهد المضحك وهو يصوره مع ابنه يقتحم موقعا للارهابيين .. وكان يبدو وكأنه يرغب في ان يكون ممثلا في الأفلام البوليسية وقد حرم من تلك المتعة .. فقرر ان يتخلى عن التاج والشحصية الملكية من اجل ان يلعب تلك اللعبة مثل المراهقين .. والحقيقة ان أي ملك يحترم نفسه لايقوم بهذا الدور .. فتخيلوا ان ملك بريطانيا تشالز يصور مثل هذا المشهد وهو ملك ؟؟ او ملك السويد يقوم يتمثيل انه بطل أكشن ..
اسرايل لها أعمدتها السبعة التي قامت عليها .. مثل عنوان كتاب لورنس العرب (أعمدة الحكمة السبعة) .. وهذه الاعمدة هي ممالك العرب (مملكة الهاشميين .. ومملكة المغرب .. ومملكة آل سعود .. وممالك وامارات الخليج ولاأستثني احدا ) .. حيثما حل الملوك والامراء كانت اسرائيل خلف الابواب ..
اسرائيل خائفة على الجدار الهاشمي جدا .. وقلقة جدا عليه .. ولو أحست ان الجدار يهتز فانها ستوقف الحرب على غزة فورا .. فهي تلعم ان نهايتها قد تكون من الشمال لكن رياح الشرق ستهز بيت العنكبوت جدا اذا ماسقط الجدار الهاشمي التي تتكئ عليه خيوط العنكبوت شرقا ..
هل هذا ملك .. ام مراهق يفرغ أحلامه في ألعاب المراهقين؟؟


جميع الحقوق محفوظة لموقع جامعة الأمة العربية © 2021 - 2013