سورية بين فكّ أو كسرُ الحصار.. التقارير والمقالات | سورية بين فكّ أو كسرُ الحصار..
تاريخ النشر: 12-10-2021

بقلم: محمد شاكر نظام

فشلت الولايات المتحدة الأمريكية وأتباعها في الحرب على سورية ميدانياً في جبهات القتال بغية إسقاط الدولة السورية وتوجيه ضربة قاصمة إلى محور المقاومة، جاء فشلها بعد أن استنفزت كل وسائلها واستراتيجياتها الحربية وزخمها العسكري، وذلك بعد فشلها أيضاً في ميدان السياسية حيث خاضت حرباً مع حلفائها في أروقة الأمم المتحدة لتحقيق غايتها في إسقاط سورية الدولة الممانعة التي تشكل إلى جانب محور المقاومة المتنامي تهديداً وجودياً يطال الكيان الصهيوني، وكان الدور الأبرز في هذه الحرب لروسيا والصين حيث استطاعت من خلال حق النقض (الفيتو) إيقاف العديد من مشاريع القرارات الظالمة بحق الدولة السورية.

 إنّ فشل الولايات المتحدة يعود بالدرجة الأولى إلى سبب لم تعتقد الإدارة الأميريكية أن سورية وحلفاؤها قادرون عليه، وهو الصمود التاريخي للسوريين شعباً وجيشاً ودولة في وجه أعتى القوى العالمية الداعمة للإرهاب، حيث كانت التضحيات الجسيمة المبذولة كفيلة بإسقاط مشاريع وبرامج الإدارة الأمريكية وحلفاءها.

من جهتها الإدارة الأمريكية توجّهت إلى خطة بديلة تعتقد أنها مضمونة النجاح ومحسومة النتائج، فسارعت إلى تضييق الخناق والضغط على الإقتصاد السوري وفرض ما يسمى بقانون قيصر في محاولة منها لتحصيل ما فشلت فيه في الحرب الميدانية والسياسية من خلال الحرب الاقتصادية وتجويع الشعب السوري،  حيث اعتقدت الإدارة الأمريكية أن هذا الضغط سيؤدي إلى إسقاط الدولة السورية من الداخل.

ومن خلال تتبّع الواقع الاجتماعي نجد أن الإدارة الأمريكية نجحت إلى حدّ ما من خلال ضغطها الاقتصادي لكن وعي الشعب السوري وصموده المعهود جعل خطة حصاره وتجويعه تسير نحو الفشل الذريع، وإسقاط الورقة الأخيرة في هذه الحرب التي استمرت منذ منتصف الشهر الثالث من عام 2011.

يقول مراقبون أن الرسائل المباشرة وغير المباشرة التي أرسلتها الولايات المتحدة إلى روسيا حول الملف السوري تطلب من القيادة الروسية التوسط لتخفيف الضغط والحصار الاقتصادي عن سورية تمهيداً لفك الحصار وإلغاء قانون قيصر، وذلك مقابل اتفاقات تضمن للجانب الأمريكي والحلفاء مكاسب على الأرض السورية عداك عن المكاسب السياسية..

هنا جاء الرفض السوري قاطعاً لأن القيادة السورية تدرك أنّ الوساطة في فكّ الحصار مرهون بتنازلات وشروط ستكلف سورية الكثير.. فكان القرار السوري الحاسم أنّ كسر هذا الحصار هو الحلّ الأمثل والأقل تكلفة.. فلا سماح للوجود غير الشرعي الأمريكي والتركي وغيره على الأراضي السورية، والجيش العربي السوري مدعوماً من قبل حلفائه على أتمّ الجهوزية أكثر من أي وقت مضى، والمقاومة الوطنية الشعبية - وقد بدأت في شرق الفرات - هي الخيار الحاسم لإخراج المحتل الأمريكي من الأراضي السورية كافة، كما أن أي تواجد غير شرعي لأي دولة كانت يُعتبر احتلالاً يحق للدولة السورية مواجهته بالوسائل التي تراها مناسبة.

الأيام حبلى بالأحداث ولا بدّ أن يُثمر الصمود الأسطوري للشعب السوري والقيادة الحكيمة السورية نصراً مؤزّراً.


تنويه | المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع

جميع الحقوق محفوظة لموقع جامعة الأمة العربية © 2021 - 2013