بلادَ الياسمين كفاكِ صبراً المجلس الثقافي | بلادَ الياسمين كفاكِ صبراً
تاريخ النشر: 22-08-2020

بقلم: د. حسن أحمد حسن

بلادَ الياسمين كفاكِ صبراً
أنا السوريُّ يا أحرارُ هيا = نبلسمُ جرحنا الدامي سويا

ونعزف مع رجال الحق لحناً = غنياً بالمعاني مقدسيا

مقاومةُ وبأسٌ واقتدارٌ = به نلوي الحديد الصلب ليَّا

ففي طهران أبطالُ كماةُ = أذاقوا المعتدي ناراً حميا

بنوا بالعلم أمجاداً وعزاً = وأضحوا للعدا نداً عصيا

ولم يخشوا أساطيل التمادي = ولا من جاء نمروداً شقيا

بل اقتادوا جنودهم حفاة = بإذلال على ركب جثيا

فإيران العلا بظلال نهج = خميني غدت رقماً عصيا

وسوريا الشموخ اليوم أضحت = عريناً صامداً ثراً أبيا

فحافظ أمتي نبراس مجدٍ = وبالبشار جاوزنا الثريا

وفي أرض الجنوب رجالُ بأسٍ = أسودٌ تسحقُ الضدَّ العتيا

أذاقوا جيش إسرائيل ذلاً = وأثمرَ بأسُهم نصراً جليا

تبلَّجَ منْ صمودِهُمُ انتصارٌ = يضاهي بالسنا بدراً مضيا

سماحةَ سيّدِ الأبطالِ عذراً = فكلّ النظم يشكو اليوم عِيَّا

فكيفَ ليَ الوصولُ إلى رحابٍ = تفوحُ بطيفكم مجداً نديّا؟

تَعَنْكَبَتِ القلاعُ كما ذكرتمْ = وبانَ زعيمُهم غِرَّاً غبيا

استعانوا بالأفاعي واستجرُّوا = أشقاءً وحلفاً أطلسيا

وزمجرَ صادقُ الوعدِ المُرَجَّى = فجاءَ النصرُ مكتملاً بهيَّا

بنصرِ اللهِ والأسدٍ المُفَدَّى = سيبقى شرقنا حراً أبيا

فيا بيروت صبراً ثم صبرا = على التفجير أدمانا سويا

سينهض طائر الفينيق = ليقتلع الوجود الأجنبي

ويولد فينا بأس حيدري = سليماني الندى ألقا وضيا

دمشقَ الشامِ عذراً سامحيني = فإني لستُ أفهمُ ما لديَّ

شقيقٌ كَمْ فتحتُ لهُ فؤادي = فأطلقَ حقدَهُ حِمَمَاً عليَّ

وجاهرَ بالعداءِ زنيمُ رشدٍ = يجنِّدُ مارقاً غِراً غبيا

بلادَ الياسمين كفاكِ صبراً = فنارُ الصبرِ تأكلُ مقلتيا

أيعقلُ أنْ نرى بعضَ الأفاعي = ارتدتْ إسلامَنا بالزور زيَّا؟

دمشق الشام عذراً سامحيني = فَدَاْءُ العُرْبِ قد أضحى عصيا

يقيمون الصباح بحب موسى = ليعلوا شأن فرعونٍ عشيا

ويفنون العروبة كي يشيدوا = ممالكهم وشرقاً أوسطيا

لتبقى فيه "إسرائيل" رمزاً = ويمسي الأُفكَ عنواناً نديا

فسحقاً يا بني اللقطاء سحقاً = سيبقى الشرق غرباً آسويا

أسمرةُ /رايسٍ/ وشقار /ليفني/ = يحول شيخهم غِراً صبيا

يغرِّبُ إنْ تشير له بنانٌ = ويمسي إن أرادوا مشرقيا

بخيلٌ إنْ دعته القدسُ يوماً = ويصبح بالخنا ثراً سخيا

إماراتٌ تُشَادُ على دمانا = فكيف نسامح الرَّجِسَ البغيَّ؟

عبيدَ النفطِ والبترول ذُلاً = لمالٍ يورثُ الذلَ الجليا

تنادوا كالذئاب لنهش قومي = وما رحموا عجوزاً أو صبيا

أضلوا الخلق زوراً واستغلوا = جهولاً أو رذيلاً أو شقيا

استغلوا الدين والأموال جهراً = وإعلاماً رخيصاً فتنويا

حذارِ يا عبيد الغربِ إنـَّا = أسودٌ تحرس الوطن الأبيّا

أقمتم للخساسة ألف قصرٍ = لتختلقوا نزاعاً طائفيا

رجولتكم بأحضان البغايا = ولستم في لقا الأبطال شيَّا

فنحن الله أعطانا امتداداً = بحبلٍ منه كي نرد العليا

رجمتم طُهرَ أمتنا جهاراً = وأمكم التي عاشت بغيا

فطُهرُ نفوسنا ماءٌ زلالٌ = وليس كنفطكم كدراً وغيَّا

ونحنُ القاهرون إذا وثبنا = وإنْ شئنا كوينا الضدَّ كَيَّا

ومنا تستمد الشمس نوراً = لتشرق في الدنى دفئاً وضيّا

نواقيسُ الكنائس كمْ تناغَتْ = مع الآذان تخترق الدجيا

فمسلمنا يواصلُ كل دينٍ = ينادي كل حرٍّ يا أُخيا
وأنصارُ المسيح هنا تباهوا = بنورٍ إذ تبلَّج أحمديا

سنهزمُ كل دجالٍ أثيمٍ = ويبقى شعبنا حراً وفيا

ويبقى جيشنا المقدام حصناً = يسوِّر بالفدا وطناً أبيا

ومجدُ الشعبِ والبشار يزهو = بقرص الشمس أو فوق الثريا

الدكتور حسن أحمد حسن  
دمشق في 13 - 8 - 2020م

 

 


جميع الحقوق محفوظة لموقع جامعة الأمة العربية © 2021 - 2013