حبيبتي بيروت المجلس الثقافي | حبيبتي بيروت
تاريخ النشر: 08-08-2020

بقلم: عباس قدوح - الأمين العام المساعد لجامعة الأمة العربية

حبيبتي بيروت


- سلامً لكِ منْ ربا عاملة يهلُّ
قلبيَ العاشقُ ، ببيروت نزفُهُ لا يملُّ

 

- جرحُكِ الدامي ، ألمَّ بي وجَعَاً
ولمصابكِ دمعي يسخى ولا يكلُّ

 

- كم عشقَ في رباكِ عزيزاً حرّاً
وكم من فرحٍ في حناياك يظلُّ

 

- أنت للعالمينَ نبراساً وهجى
جيوشُ الطغاةِ في ساحكِ تذلُّ

 

- شامخةُ الهامةِ في كلِّ زمانٍ
أنتِ الزمانُ والمكانُ ، أنت الكلُّ

 

- جمالُ الكونِ قد تجلَّى بكِ
تفديك الروحُ وسفُها تسلُّ

 

- أصابني الهولُ لرزاياك حبيبتي
فاجعة الدهر أبكِ تحلُّ

 

- بتُّ هُياماً ، تائهاً متعباً أرقاً
لمّا زبر بناءك العدى فلّوا

 

- سلبتْ مني أطفالي ، وإخواني
يا ليت يدُ الغدرِ قبلاً تُشَلُّ

 

- تناثرتْ روحي مع كلِ دمٍ
وعانقتْ كلُّ مثكولٍ له خِلُّ

 

- جُناة العصرِ أفرغوا حِقدَهم
وما بهم من غيٍّ وكرهٍ و - غلُّ

 

- لم في الظّلمِ غاياتٌ وسبقٌ
كم من الأوطانِ دمروا وأخلوا


- يكيدون لكِ لأنكِ حرّةً عصيّةً
عجزت صهيونُ أرضكِ تحتلُّ

 

- ظنّوا يا بيروتَ أنّكِ ستركعين ..!
لمّا بالنتراتِ ميناءَكِ شلُّوا

 

- وإنْ معالمَ تاريخُكِ ستندثرُ
لمّا يصيبك من تلفٍ وحرقٍ ، وذلُّ

 

- أفلتْ بيروتَ للعالمين نورَه
والنورُ بعدَ الظلامِ شمسُه تطلُّ

 

- لك يا حبيبتي في عاملةَ أخوةٌ
تفلُّ زُبُرَ الحديدِ ولا يفلّوا

 

- فداكِ أرواحِهم واجسادِهم
نفوسُهم الأبيةُ ترعاكِ وتثلُ

 

- قرابينُ على مذبحِ عشقكِ
وما أجملَ الموتُ ! مع من تجلُّ

 

- سلِ الغزاةَ والمحتلين عنها
كم من مرارةٍ أصابَهُم واعتلوا

 

- فرّوا منها فرارَ الخائبين جحافلاً
أقدامُهم في الهروب كانت تزلُ

 

- ناصرةَ المستضعفين في حروبِهم
هي الملاذُ ، والملجأُ ، والمعولُ

 

- لها ضاحيةٌ تتكئ على ساعدَيها
تهبُ تُعطي ، تضّحي ولا تسِلُ

 

- أجابت فلسطينُ لمّا نادَتها
فِعْلُها يسبقُ النطقُ من أزلِ

 

- كم من حضارةٍ استمدتْ بناءَها
من ينابيعَ كتبكِ ، وأحرفكِ تنهلُ

 

- يا أيها الكونُ اشهدْ لعاصمتي
أنَّ كلَّ من أرادها بسوءٍ يسألُ

 

- ميناؤها سيعود يُبْحِرُ في الأفقِ
وبناؤها سيعلو كما كان وأجملُ

 

- الرياح إنْ عصفت ساعرةً
فالصلباء تهتز غُصونَها ولا تتزللُ

 

- ستبقى شامخةً عاصمتي دوما
ويدُ الطغاةِ سَتُقْطعُ ، ولا تُهملُ

 

- دماءُ الأبرياءِ تحطّم السفاحين
وطالُبُ الحقِّ وراءه مطلَبُ

 

- قالَها نصرُ اللهِ ، وقولُه الأمثلُ
فالقائدُ الهامُ ، وإنْ لانَ خِطابُه

بأسهُ حين الحسمِ بعدوِّك ينزلُ

 

- قد لانَ لخلاصك – بيروت
من كل ِّ فاسدٍ ، خائنٍ متغوِّلُ

 

- سرْ نصرَ اللهِ كلُّنا معكَ
يداً بيد نجاهدُ الباطلُ ونقتلُ

 

- لا يخافُ في اللهِ لمةَ لائمٍ
هنا مع النصرِ تلوَ النصرِ يُكَلَّلُ
وأنت في الحماة متقدمٌ أوَّلُ ....
عباس قدّوح
ِِ


جميع الحقوق محفوظة لموقع جامعة الأمة العربية © 2021 - 2013