الأحداث الدائرة في الوطن العربي تُبشر بخير للعرب وتُبشر بنهاية إسرائيل والوجود الأمريكي في المنطقة إلى زوال، بعد فشل الربيع العربي ودحره في سوريا، وفشل صفقة القرن وإفشالها من قبل الشعوب العربية وتحديداً الشعب الفلسطيني والأردني ورفضه لهذه الصفقة، هذه ليست أحلام بل واقع ملموس نعيشه هذه الفترة، وإسرائيل وبحثها عن نصر أصبح أوهن من بيت العنكبوت، وحالة الرعب التي تعيشها إسرائيل الواضح أنه لا نهاية لها بسبب القوة التي تواجهها من قبل مقاومة وليس دول.
بعد الصمود التي واجهته من قبل المقاومة في لبنان ووقوفها مكتوفة الأيدي، بدأ نتنياهو يبحث عن افتعال حروب مصغرة لفوزه في الانتخابات، فكاد الرد من غزة بأنها منطقة عصية على الأعداء واليهود تحديداً ولا يمكن اللعب معها بأي شكل من الأشكال، وهذا ما وجدته إسرائيل من خلال قصفها لغزة، ولَجمها والابتعاد عن القطاع بشكل واضح وصريح.
وما وواجهته إسرائيل في الضفة الغربية من وعي الشعب الفلسطيني، وإرسال رسائل لنتنياهو بأنه شعب مُقتدر على فعل كل شيء وأي شيء ضد هذا العدو، جعل إسرائيل في وضع سيء جداً، وصمود أهل القدس ووقوفهم ضد التدخلات الإسرائيلية الأخيرة بأن يُحجم من عمل الصهاينة من خلال اعتدائهم على القدس أو سكانها.
ففي خضم هذه الأحداث قامت إسرائيل بضرب الحشد الشعبي في العراق بحُجج واهية، بأنه يعتبر الذراع لإيران في العراق، وهذا من شأنه أن تقوم إيران بتسليح هذا الحشد بأسلحة متطورة جداً برغم قُربها من إيران وسهولة تسليحه، وقُربها الاستراتيجي من إسرائيل وسهولة قصفها لإسرائيل بصواريخ متطورة ودقيقة، وفي هذه الحالة لا يمكن منع الحشد من قصف إسرائيل نظراً للمساحة التي يتحرك بها هذا الحشد داخل العراق.
وكما أعلن نتنياهو بأنه سيقوم بضرب أي ذراع يكون تابع لإيران في المنطقة، والحوثيون في اليمن مستهدفون في مثل هذا التصرف من قبل نتنياهو، ومن المحتمل أن يقوم بضربة ولو محدودة للحوثيون في اليمن؛ نسي أن اليمن تحارب من خمسة سنوات العدوان عليها تحت شعار (الموت لأمريكا والموت لإسرائيل....) هذا الشعار التي يعمل عليه المقاتلون في اليمن.
التطور العسكري في اليمن أصبح كبيراً جداً من خلال الطائرات المسيرة التي تُطلقها على أهداف في الخليج، وتقطع مسافات تزيد على 1000كم، ولا يوجد رادار يعترض هذه الطائرات المسيرة، وفي خِضم التطورات العسكرية الملحوظة هذه الفترة عند المقاومة في أي مكان في العالم، أنها تملك صواريخ طويلة المدى وطائرات مسيرة أيضاً طويلة المدى، وفي حال قرر الحوثيون ضرب إسرائيل عند الاعتداء عليهم، سيكون رد المقاومة اليمنية قاسياً جداً لأنها ليست بدولة مُطبعة مع هذا العدو بل هو العدو بذاته ويملك مساحات واسعة للتحرك واختيار الأهداف بكل سهولة.
بعد عمليات التطبيع التي انتشرت هذه الفترة مع هذا العدو، بقيت المقاومة أقوى مما كانت عليه من حيث التسليح والعقيدة التي تعمل من أجلها، والجميع يعلم بأن إيران جاهزة لتسليح أي حزب أو مقاومة هدفها القضاء على إسرائيل.
هذه المعادلة التي تتبعها إسرائيل في الفترة الأخيرة من شأنها أن تفتح جبهات جديدة وملتهبة وقوية جداً، من دول ترفض الوجود الإسرائيلي واحتلاله لفلسطين والقدس، ولا يوجد ما تخاف عليه بما أن حدودها غير متلاصقة مع إسرائيل، وتملك أسلحة متطورة جداً من شأنها أن توجع هذا العدو في العُمق، كما فعل محور المقاومة مع هذا العدو، ففي هذه الحالة تبقى الجولات غير مغلقة وسارية المفعول حتى انصياع هذا العدو لإرادة الأحزاب المقاومة وليس مع الدول.
وعندما بدأت إسرائيل بقصف الحشد الشعبي في العراق، والتلميح بضرب الحوثيون في اليمين، تكون إسرائيل تواجه محور المقاومة التي تقف أمامه عاجزة عن تحجميه، وتفتح على نفسها النار في دولة مواجهة هي غير قادرة على إسكاتها أو تحجميها، هذه معادلة جديدة ومهمة في هذه الفترة ولا احد يمكنه السيطرة على الشعوب أو الأحزاب المقاومة.
يُمكنكم الاشتراك بقناتي الخاصة باسم: (الكاتب والباحث محمد فؤاد زيد الكيلاني) على اليوتيوب، وتفعيل الجرس ليصلكُم كُل جديد.