جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

متى أوان الاستراتيجية الثقافية العربية؟ | بقلم: الدكتور علي محمد فخرو
متى أوان الاستراتيجية الثقافية العربية؟



بقلم: الدكتور علي محمد فخرو  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
21-07-2019 - 1518

منذ أربعة عقود تقريبا وضعت المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة (أليكسو) استراتيجية شاملة تقدمية للثقافة العربية الواحدة. كان وراء ذلك الحماس الملتزم بالهوية العروبية المشتركة وكل تجلياتها الثقافية، العديد من وزراء التربية وكبار موظفي الجامعة العربية وأليكسو المثقفين العضويين الملتزمين بوحدة أمتهم العربية ووطنهم العربي الكبير.
لكن حكومات تلك الفترة، المنشغلة بخلافات وصراعات السياسة وأيديولوجياتها، وببناء قبضات الأمن الحديدية، لم تعر تلك الاستراتيجية اهتمامها المطلوب، فكان أن دخلت الأدراج وطواها النسيان، كما طوى غيرها من الاستراتيجيات الكثيرة الأخرى في شتى الحقول.
مرت ثلاثون سنة تقريبا قبل أن ينتبه رؤساء الدول العربية لأهمية الموضوع ويقرروا في اجتماع إحدى قممهم سنة 2010 ضرورة عقد قمة ثقافية عربية لصوغ رؤية ثقافية مستقبلية للدول العربية، وبطلب من أليكسو ودائرة الثقافة في الجامعة العربية، بالتعاون مع مؤسسة الفكر العربي ومجموعة منتقاة من المثقفين العرب، وضع استراتيجية ثقافية لتقدم إلى اجتماع القمة الثقافية في المستقبل القريب.
لكن ما أن بدأت الاجتماعات لوضع ذلك الطلب موضع التنفيذ، حتى انفجرت حراكات وثورات الجماهير العربية في العديد من الأقطار العربية سنة 2011، فتوقف تنفيذ المشروع، بفعل دخول الأنظمة والمجتمعات العربية في خلافات وصراعات، وجنون الجحيم الذي نكتوي جميعا بنيرانه إلى يومنا هذا. تراجعت أهمية الثقافة أمام الصعود المذهل للسياسة العبثية اللامسؤولة، وللأمن العنفي غير المنضبط، وللإرهاب الجهادي التكفيري المدعي صفة الإسلام زورا وبهتانا وتطاولا، ولاستباحة وطن العرب من قبل الاستعمار والصهيونية واستخباراتهما، وللخلافات الطائفية والعنصرية والقبلية الطفولية.
ومع تراجع الثقافة انزوى المثقفون، إما في منافي الهجرة، وإما في زبونية السياسة وانتهازياتها، وإما في عزلة اليأس والقنوط وتدمير الذات. ولم يبق إلا القليل ممن مازالوا يقبضون على الجمر بصبر وإصرار ومسؤولية. أمام مشهد محبط كهذا يجب أن يطرح سؤالان مفصليان:
الأول: هل آن الأوان، كجزء من لملمة الحياة العربية المنهكة، للرجوع إلى محاولة وضع تصور لاستراتيجية ثقافية عربية وتقديمها إلى اجتماع قمة للرؤساء العرب في القريب العاجل، فلعل ذلك يقنعهم بأن الثقافة يمكن أن تكون أحد مداخل إرجاع العافية للجسد العربي؟
والثاني: هل حقا يرجى من أناس ساهم منهم، بقصد أو بدون قصد، في الدمار المادي والمعنوي الذي حلّ بأرض العرب وبشر العرب، أن ينقذوا الثقافة، بعد أن فرطوا في السياسة والاقتصاد والاجتماع؟
بصراحة ليست لديّ شخصيا إجابات شافية مقنعة لهذين السؤالين المتحديين للعقل وللضمير وللالتزام القومي، غير أن المسؤولية القومية تحتم على (أليكسو) أن تطرح على نفسها السؤال الأول على الأقل، وأن لا تسمح لنفسها أن تقف عاجزة أمام ما حل من علل وتشوهات بالثقافة العربية الجمعية، من جراء جرائم ومجرمي الخارج والداخل. أما الجواب على السؤال الثاني فليتركوه لمؤسسات المجتمعات العربية المدنية المناضلة، فهي كفيلة وقادرة على أن تتعامل مع الملابسات التي تحيط به، طال الزمن أم قصر، من خلال نضالها السياسي السلمي التراكمي. وتاريخ وتضحيات هذه الأمة عبر العصور شاهدا على ذلك.
نحن الآن أمام ثقافة جمعية يريد لها البعض أن تدخل في صراع عبثي مع الثقافات الفرعية، تمهيدا لإيجاد تمزقات وتشظيات اجتماعية تقود إلى إضعاف الهوية العروبية الجامعة الممتدة في أعماق الزمن، وعلى امتداد الجغرافيا العربية، أمام ثقافة يراد لها أن تكون في تضادد بليد مع ثقافة العصر وثقافات الآخرين، لتصبح منغلقة على ذاتها وغارقة في سلفيتها، أمام ثقافة مليئة بالثنائيات المتصارعة، بسبب الخوف من كل تجديد، أمام ثقافة يراد لها أن تكون بعيدة عن المعرفة العلمية والعقلية، ولكن قريبة من سطحية وشعاراتية وهذرية الإعلام المظهري النفعي المفقر للعقل والروح، أمام ثقافة غير نقدية ولا تجاوزية تجتر ذاتها سنة بعد سنة من قبل مؤسسات تعليم فاشلة مرعوبة. ولذلك تقف حائرة أمام الثقافة العولمية المليئة بالعلل والأخطار بدون قدرة على الصد أو الحماية الندية.
من هنا، وخوفا على التكوينات العقلية الفكرية والشعورية والروحية لشباب وشابات المستقبل العربي، نحتاج للرجوع إلى موضوع الثقافة العربية من جديد، بعد أن فعلت السنون والأحداث بهذه الثقافة الأمل والنهوض ما فعلت، ولنبدأ من حيث أجبرتنا الأحداث الكارثية على التوقف.

 

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


"فتنة" المسألة الفلسطينية في لبنان بين الامن والاقتصاد والسياسة ...!
بقلم:

أمريكا والتحالفات البحرية.. وقائع ومعطيات.
بقلم: ربى يوسف شاهين



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب الدكتور علي محمد فخرو |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//