جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

مقاومة فلسطين ونعاج ترامب | بقلم: د. عدنان منصور
مقاومة فلسطين ونعاج ترامب



بقلم: د. عدنان منصور  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
29-06-2019 - 1583

تصوّر الرئيس الأميركي ترامب، وهو رجل الأعمال والصفقات وصهره كوشنر سمسار بعض «العرب» أنه بهم يستطيع طيّ صفحة القضية الفلسطينية للأبد، وفتح صفحة جديدة من تاريخ قبيح تسطّره «إسرائيل اليهودية» على كامل التراب الفلسديني، بعد أن تزيح عن كاهلها قضية شعب مقاوم رافض للاحتلال بكلّ أشكاله. ظنّت الصهيونية الأميركية والصهيونية الإسرائيلية والصهيونية العربية المتمثلة ببعض المرتدّين العرب، أنّ حفنة من المال تستطيع أن تقضي على قضية شعب بتاريخه ووجوده وثقافته وتجذره بالأرض. بعض العرب الذين كانوا مثالاً حياً، ونموذجاً واضحاً للخنوع والرضوخ والذين ما تعوّدوا إلا أن يكونوا مطية لسياسات الولايات المتحدة، تأمرهم فيطيعون، تبتزهم ويدفعون، تحميهم وينوخون، يُصفَعون ويرضون، يُذلّون وهم فرحون. ظنّ الثعلب الأميركي أنه بهذه الزمرة من الأعراب يستطيع أن يروّض شعب فلسطين ويروّض شعوب الأمة كلها. لقد توهّم أنّ الشعب الفلسطيني هو على شاكلة من تعامل معهم على مدى عقود من الزمن، حيث رأى فيهم أنهم على استعداد للتنازل عن كلّ شيء، عن شرفهم، وأوطانهم وكراماتهم حفاظاً على المناصب والمكاسب والعروش والكروش. لم يعرف السيد الأميركي وسمساره وعبيده أنّ معدن فلسطين وشعب فلسطين يختلف بالشكل والأساس عن معدن المرتدّين والخونة في هذه الأمة. لم يعرف ترامب أنّ حبة من تراب فلسطين في غزة أغلى من كلّ مليارات مؤتمر «المحمية». وأنّ شجرة زيتون في أيّ بقعة من بقاع فلسطين تجري في وجدان الفلسطينيين مجرى الدم في العروق. يريد ترامب وزمرته شراء وطن، وتشريد شعب بأكمله والقضاء على وجوده ونزعه من تاريخه بحفنة من المال بذريعة إنماء المناطق الفلسطينية.

أين كان العربان عندما كان يجوع الشعب الفلسطيني ولا تُمدّ له اليد من هؤلاء إلا بالقليل القليل ليشعروه بالذلّ وبحاجته الدائمة إليهم؟! أين كان هؤلاء قبل المؤتمر الذي عُقد في المحمية، ليقدّموا الدعم المتواصل ويرفعوا الحصار عن الفلسطينيين، وهم يشاهدون العدو الصهيوني يحاصر غزة ويقتل شعبها ويتفرّجون، يمنع الكهرباء والمياه عنها وهم كدرون، يحاصرون شواطئها وهواءها وأرضها وهم محنّطون؟! ما الذي فعله أعراب الأمة في تطبيق العقوبات ومقاطعة «إسرائيل»؟! أين مبادراتهم؟ أين وعودهم؟ أين تشدّقهم وتصريحاتهم المملة الكاذبة بالعمل على قيام دولة فلسطين وعاصمتها القدس؟! لماذا تتدفق أموالهم اليوم على ترامب وكوشنر، وما الذي دفعهم إلى ذلك؟! وإذا كانوا هم على استعداد أن يبيعوا كراماتهم وأرضهم وثرواتهم، فشعب فلسطين المعذب الذي يئن ليلاً ونهاراً، لا يبيع شرفه ولا يبيع أرضه ووجوده. وأما ترامب فلا نعوّل عليه شيئاً، والولايات المتحدة و»إسرائيل» ما كانتا يوماً إلا وجهان لعملة واحدة.

إنّ الإيجابية الوحيدة في مؤتمر المحمية، هي أنها أسقطت النقاب عن الوجوه الغادرة بفلسطين وشعبها، والغادرة بأمتها وتاريخها. كنا في الماضي لا نصدّق ما كانوا يقولونه عن فلسطين وعن حرصهم على شعب فلسطين وعلى قضيته المركزية. كنا نشكّ بمواقفهم وسياساتهم وانتماءاتهم وتصريحاتهم، لكننا اليوم على يقين، أنّ هؤلاء كانوا يكذبون على شعب فلسطين وكانوا يتحيّنون الفرصة للانقضاض عليها واجتثاثها من جذورها. فكيف يحافظون عروشهم وكروشهم ومناصبهم إذا لم يطيعوا سيدهم في البيت الأبيض وهو القائل لهم بكلّ استعلاء وعنجهية وتكبّر: لا تستطيعون البقاء أسبوعين في حكمكم دون حمايتنا لكم؟ لذلك كان عليهم طاعة سيد البيت الأبيض ليدخلوا معه بالصفقة المذلة على حساب شعب فلسطين.

على الفلسطينيين اليوم قبل الغد أن يتخلّوا عن خلافاتهم، فلسطين تضيع أمام أعينهم، والقضية يبيعها بعض العرب. لا نريد أن نسمع غداً بأسماء تنظيمات فلسطينية، نريد أن نسمع بجبهة فلسطينية واحدة موحدة لها هدف واحد وصف واحد ضدّ كارثة صفقة القرن لإجهاضها في مهدها. كفى خلافات ونزاعات واجتهادات وسجالات واتهامات واشتباكات لا تؤدّي إلا لضياع القضية. آن للإخوة الفلسطينيين أن يأخذوا العبرة من الذي يحصل. ففلسطين فوق كلّ اعتبار، فوق الأحزاب والتنظيمات والعقائد والطروحات التي لا تفيد. فعندما تضيع فلسطين وتضيع القضية لن يبقى بعد ذلك تنظيم ولا حركة ولا منظمة ولا سلطة ولا زعيم. فهل يعي الأخوة الفلسطينيون والعرب الأحرار هذا الواقع قبل فوات الأوان؟ إنّ الفلسطينيين اليوم هم على المحك، وكلّ الأحرار في هذه الأمة تنتظر منهم قراراً شجاعاً يرتقي فعلاً لا قولاً إلى مستوى المسؤولية القومية. فهل يفعلها القادة الفلسطينيون؟!

عندما دعت الجامعة العربية إلى اجتماع استثنائي عاجل لوزراء الخارجية العرب يتعلق بفلسطين، والذي عقد يوم 17/11/2012 إثر العدوان الإسرائيلي على غزة، قلناها وبصدق «إنّ الشعب الفلسطيني ليس بحاجة منّا إلى التنديد والشجب والإدانة، ولا الشكاوى ولا التصريحات التي ملّ منها، وملّ معه العالم وشعوبنا العربية على مدى 64 عاماً… ما يريده شعب فلسطين وتريده شعوبنا العربية اليوم وقفة شجاعة مشرّفة تليق بمقاومته وتضحياته وكرامته وقيمه ووجوده وتاريخه، ترتقي إلى مستوى المسؤولية الوطنية والقومية، وتعبّر عن مكنونات وطاقات وإمكانات أمتنا العربية، ولا تعبّر عما يريد أن يمليه علينا الآخرون من قرارات مجحفة.. في الوقت الذي يكافئون فيه «إسرائيل» التي تأسّست على أشلاء الفلسطينيين ويغدقون عليها سلات لا حدود لها من الحوافز والمساعدات والدعم الاقتصادي والمالي والعسكري المتواصل.. متجاهلين ومستخفين بكرامة أمة تملك من وسائل القوة الكثير الكثير، لم تستطع وللأسف حتى الآن بسط إرادتها وقرارها المؤدّي إلى إخراج شعب فلسطين من نكبته والظلم اللاحق به منذ عام 1948… إنّ السلام لا يُستجدى، وإنّ الأرض لا تُستجدى، وإنّ الدولة الفلسطينية والحق الفلسطيني والعربي لا يُستجدى… تبقى فلسطين بوصلة العرب، بها يُقيّم العمل العربي المشترك ودونها يضمر هذا العمل ويضمحلّ، فلا تتركوا فلسطين بين أنياب الذئاب وهي التي تنتظر فكّ أسرها منذ 64 عاماً ولا تزال تنتظر…»

جاء الردّ سريعاً من حمد بن جاسم رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية السابق قائلاً: هم ليسوا بذئاب فالبعض منا نعاج».

بعد سبع سنوات، يطلّ الأميركي وسمساره مع نعاجه يريدون أن يسطّروا تاريخاً جديداً لمنطقتنا، تزول فيه فلسطين ويذوب معها شعبها. لكن هيهات… فالنعاج معروف نهايتها والشعوب والأرض باقية وإنْ عاكسها لفترة طغاة العالم ونعاجهم.

 

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


القوى الوطنية السياسية في العراق وبمشاركة جامعة الأمة العربية تدين مؤتمر المنامة الخياني
بقلم: جامعة الأمة العربية

ما بعد فشل الحرب: «ضغوط قصوى» على سوريا
بقلم: وليد شرارة



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب د. عدنان منصور |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//