جامعة الأمة العربية
جامعة الأمة المقاومة

×

الصفحة الرئيسية التقارير والمقالات

عندما تلاقت الرؤى مع الطموح والعجز... أصابتهم الكارثة! | بقلم: جسن شقير
عندما تلاقت الرؤى مع الطموح والعجز... أصابتهم الكارثة!



بقلم: جسن شقير  
استعرض مقالات الكاتب | تعرف على الكاتب
27-06-2019 - 1263

في محاولة لفهم المعطى الكبير الذي تمخض عن سقوط ورقة التوت من على جسد ترامب العاري، والذي تمثل بإحجامه عن الاندفاع في المضيّ بقراره بالردّ على إسقاط الحرس الثوري للطائرة الأميركية المسيّرة في المجال الجوي الإيراني، وبعيداً عن تلمّس الآثار الإستراتيجية لهذا المعطى في هذه العجالة، والذي لا شكّ بأنّ مطولاتٍ كثيرة ستكتب حوله.. ولذلك فإنني أعتقد بأنّ الفهم الدقيق والصحيح – وبعيداً عن الشطط والعنتريات وحتى التمنيات – للأسباب الفعلية لإتخاذ ترامب لهكذا قرار مفاجئ، يساعد المتابع والراصد لمآلات الأمور في الحاضر والمستقبل، ولدى مراكز القرار عندنا، بأن ترتسمَ لديهم رؤية متكاملة ومتينة، لكيفية التعامل مع أعداءٍ لا يكلون ولا يملون من التربص بِنا وبدولنا ودورنا ومستقبلنا أشرّ الشرور.
ماذا في الرؤى؟
لا يختلف اثنان منا، بأنّ الخلاف في الرأي، والذي وقع بين أوباما ونتنياهو قبيل توقيع الاتفاق النووي، كان حول نقطتين أساسيتين، أولاها رضوخ الأول للمنطق الإيراني في فصل السلة النووية عن السلال الأخرى في المنطقة، وذلك بعكس رغبة الثاني في الإصرار على ربطها بعضها ببعض، وثانيهما تتعلق بكيفية تدمير العقيدة الثورية للشعب الإيراني، فكان الأول يرى بأنّ رفع العقوبات، سيجعل الجمهورية وشعبها وسياستها «أقلّ عدائية في المنطقة« عما هي عليه في حينه، وذلك بفضل توقع أوباما بأنّ الشعب الإيراني سيتذوّق «حلاوة« طعم العيش بدون عقوبات شديدةٍ مفروضة عليه.. أما الثاني، فكانت رؤيته معاكسة تماماً للأول، وذلك عندما نادى – وللوصول إلى الهدف نفسه -، بضرورة تبطيء الساعة الدبلوماسية مع إيران، وتفعيل وتمديد ساعة العقوبات عليها، وذلك أملاً بالوصول بها، وإلى ما أسماه في حينه »إلى ساعة اهتزاز استقرار النظام فيها«! وفي هاتين النقطتين أيضاً، كانت قد تغلبت رؤية أوباما، فكان ما كان، إلى أن وصل ترامب إلى سدة الرئاسة في البيت الأبيض.. فتوحدت الرؤى الأميركية والصهيونية مجدّداً حول الملف الإيراني برمّته.
ماذا في الطموح؟
يدرك الجميع، بأنّ طموح كلّ من أوباما ونتنياهو لم يكن واحداً، فكان الأول طامحاً، وفي نهاية مسيرته السياسية من ولايته الثانية، بأن يُحدث اختراقاً في جدار العلاقة مع طهران، يتوسّل من خلاله بتخليد اسمه في سجل «العظماء« من تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، أما الثاني، فلقد كان في حينه، مسكوناً، وكما أسلافه وكلّ كيانه بهاجس البحث اللاهث عن الأمن المفقود والمنشود دائماً، هذا إضافة إلى أنّ مسيرته السياسية لم تكن في خواتيمها بعد، وذلك مع إدراكه العميق، بأنّ ركيزة الأمن في كيانه لهي المفتاح الرئيس لبلوغ الطموح الجامح في إكمال مسيرته السياسية الفريدة في مدّتها في تاريخ رؤساء الحكومات في الكيان الصهيوني… وهذا الافتراق في الطموح أيضاً، كان – وبحدّ ذاته – عاملاً جوهرياً في الوصول إلى تلك النتائج السياسية التي تمخضت في حينه! ولكن، ومع ذهاب أوباما ومجيء ترامب، تلاقى الطموح متطابقاً بين هذا الأخير، والمُجدَّد له في الكيان الصهيوني، وقد عنيت به «بنيامين نتنياهو»!
ماذا في العجز؟
استكمالاً لما ذكرناه حول تطابق الرؤية والطموح لدى الثنائي ترامب – نتنياهو، فإنّ هذين الرجلين، قد وقعا – فعلاً لا قولاً – في مربعٍ مشتركٍ من العجز أيضاً، فهما – وبفعل الاستحقاق الانتخابي المرتقب لديهما – مضطران أيضاً لعدم الوقوع في فخ العجلة لخوض حربٍ مع إيران، وخصوصاً، مع إدراكهما، بعدم اليقين لديهما حول مداها الزمني؟ ولا حتى أين سيكون ميدانها الجغرافي؟ هذا فضلاً عن عدم يقينهما المطلق في إمكانية حسم هوية المتدخلين في خوضها، وذلك في الإقليم برمّته!
لا يقتصر التطابق بين هذين الرجلين في مربع العجز، في هذه الناحية فقط، إنما يتعدّى ذلك، إلى مسألةٍ جوهرية محفورةٍ في وعي كليهما، والتي تتمحور حول تلك الضبابية وعدم اليقين المطلقين بإمكانية «تغيير البيئة الإستراتيجية» وبشكلٍ جذري في منطقة الشرق الأوسط برمّتها، وذلك على اثر أية معركةٍ يخوضانها مع إيران ومحور المقاومة معها، وتحديداً في مثل هذه الأيام من زمن التشبيك المعلن والمنظور لأطراف محور المقاومة جميعاً، ووضع يدهم على الزناد، استعداداً لإطلاق النار على كافة الخواصر الرخوة لأميركا والكيان الصهيوني معاً، وذلك على امتداد جغرافيا المنطقة والإقليم.
أخلص إلى القول بأنّ «عقيدة« هذا الثنائي المأزوم، وفي النتائج التي حصدها ويحصدها اليوم، كانت – وبشكلٍ أساسي – بفعل تلاقٍ لرؤىً خشبيةٍ لديهما، وذلك في كيفية «إنهاك» إيران وحلفائها في المنطقة، هذا إضافة إلى أنّ وحدة المسار والمصير للطموح الجامح والأعمى في طلب «العظمة« لديهما كان مدماكاً، جعل من إيران ومحور المقاومة معها، بأن بنوا الكثير الكثير عليه، فكانوا الخلاّقين في تفعيل استراتيجيةٍ للمواجهة مع أميركا والكيان الصهيوني، وأتباعهما في المنطقة، أسُّها مبنيّ على ما أسميته يوماً بـ «عدم التخيير في البدائل المتاحة« سواء أكان ذلك في الملف النووي، أو حتى التقليدي، والتي هي وحدها، دون غيرها – وفي ظلّ موازين القوى العالمية الحالية – كانت الكفيلة بجلب العدو صاغراً إلى حيث ما يُريدُ أصحابها.. وكانت وهي وحدها دون غيرها أيضاً، هي من أصابت بالأمس واليوم، كلاً من ثنائي أوباما – نتنياهو، ومن ثم ثنائي ترامب – نتنياهو، بعجزٍ فاضحٍ وغشاوةٍ كثيفةٍ عن إمكانية استشراف الخواتيم والنتائج المنتظرة لكافة سياساتهما واستراتيجياتهما الكيدية ضدّ رأس وأطراف محور الممانعة معاً..

بكلماتٍ معدودة، أكادُ أجزمُ بأنّ نتنياهو الحالم بمحو إيران عن الخارطة السياسية في المنطقة، وبفعل رؤاه وطموحاته، إضافةً إلى عجزه.. كان هو الذي فرمل ترامب المفتون والمسكون بهاجس العظمة والقوة، عن الاندفاعة بالمضيّ في قراره بالردّ على إسقاط طائرة التجسّس بالأمس في المجال الجوي للجمهورية الإسلامية.. الأمر الذي سيؤسّس، وبلا أدنى شك، لكارثةٍ ومقتلٍ لإستراتيجية تعامل إدارة ترامب مع إيران.. فالأمور – وبتقديري – ستندفع حتماً نحو خروج مؤكد لإيران من بين زوايا مثلث الإستنزاف والعقوبات والتعرية، وذلك سيكون حتماً أيضاً – وكما كنا قد كتبنا حولها سابقاً-، إمَّا عن طريق عقلنة الترامبية أو إزاحتها، وبشكلٍ كلي من المشهد السياسي الأميركي، وذلك إنْ هي اندفعت نحو جنونٍ لا يُحمد عقباه.

أيها السادة، لنفكر بذلك، وبروية.

لا يوجد صور مرفقة
   المقالات المنشورة في الموقع تمثل رأي كاتبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي أسرة الموقع   


الحروب وأثرها على الأطفال
بقلم: رزان نجار

القوى الوطنية السياسية في العراق وبمشاركة جامعة الأمة العربية تدين مؤتمر المنامة الخياني
بقلم: جامعة الأمة العربية



اضغط هنا لقراءة كل مواضيع الكاتب جسن شقير |


تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعي
Facebook
youtube

جميع الحقوق محفوظة
لموقع جامعة الأمة العربية
© 2013 - 2022
By N.Soft

حمل تطبيق الجامعة لأجهزة آندرويد
Back to Top

       كنعاني: أمريكا شريك أساسي في جرائم الكيان الصهيوني في غزة//الخارجية الإيرلندية: العالم في صدمة من مستوى اللاإنسانية داخل غزة//المالكي أمام العدل الدولية: الاحتلال الإسرائيلي يجب أن ينتهي والوقت حان لوضع حد لازدواجية المعايير//       أعرب خبراء في الأمم المتحدة عن قلقهم بشأن انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي الجسيمة لحقوق الإنسان التي لا تزال تتعرض لها النساء والفتيات الفلسطينيات في قطاع غزة والضفة الغربية.//بعد تأمين شحنات الأسلحة اللازمة من إدارة بايدن.. “إسرائيل” تحضر لمجازر جديدة في رفح//الأونروا: المنظومة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار//       طوفان الأقصى:وزارة الصحة الفلسطينية تطالب بضغط دولي على الاحتلال لإدخال الوقود والمساعدات لمستشفيات قطاع غزة//ملتقى تضامني بدمشق دعماً للشعب الفلسطيني بمواجهة عدوان وجرائم الاحتلال الصهيوني//107 شهداء و145 جريحاً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//       أخبار محلية:وزارة الدفاع في بيان اليوم: “تمكنت وحدات من قوات حرس الحدود في الجيش العربي السوري من مصادرة 445 كفاً من مادة الحشيش المخدر، إضافة إلى 120 ألف حبة كبتاغون في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية”.//الأمانة السورية للتنمية تنظم جلسة بعنوان “دمج التراث الثقافي غير المادي في التعليم.. تجارب وآفاق جديدة” بمؤتمر اليونيسكو في الإمارات//       سماحة السيدنصر الله يبحث مع النخالة الأوضاع في غزة والضفة الغربية//       الصحة العالمية تعرب عن قلقها إزاء الاعتداءات الإسرائيلية على رفح وتدعو لوقف إطلاق النار//164 شهيداً جراء مجازر الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الـ 24 الماضية//الرئاسة الفلسطينية تطالب المجتمع الدولي وخاصة الإدارة الأمريكية بمنع الاحتلال من اجتياح رفح//المقاومة الفلسطينية: مجازر الاحتلال في رفح إمعان في حرب الإبادة الجماعية ومحاولات التهجير القسري//استشهاد أكثر من 100 فلسطيني بقصف طيران الاحتلال مدينة رفح//مظاهرات في مدن عدة حول العالم تنديداً بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة//برنامج الأغذية العالمي يحذر من عدم توفر طعام ومأوى لمعظم سكان غزة//الصيادون في غزة: الاحتلال دمر الميناء والمراكب وحرمنا رزقنا//       للشهر الرابع… استمرار معاناة أهالي الحسكة بتوقف محطة مياه علوك جراء اعتداءات الاحتلال التركي// طوفان الأقصى:لمقاومة الفلسطينية تستهدف بقذائف الهاون موقع قيادة لجيش العدو الصهيوني وسط مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة//       وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد يلتقي نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان والوفد المرافق في دمشق//جريح الوطن: تدريب دفعة جديدة من الجرحى على برامج قيادة الحاسب//       أخبار محلية:الرئيس الأسد يستقبل وزير الخارجية الإيراني ويبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات في المنطقة//السيدة أسماء الأسد خلال زيارتها هيئة التميز والإبداع: الوصول لمنظومة كاملة للتعليم الإبداعي يكون عبر ترسيخ ثنائية العلم والمعرفة مع الهوية والانتماء//المقداد يلتقي وفداً برلمانياً ليبياً برئاسة يوسف إبراهيم العقوري//       دعا مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته الكاملة، لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.//عبد اللهيان: استمرار دعم واشنطن لكيان الاحتلال لن يجلب لها إلا الفشل//       الأونروا: الوضع الإنساني في رفح ميئوس منه//اشتية يدعو لتدخل دولي عاجل لمنع امتداد رقعة العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة إلى مدينة رفح//دان مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تصريحات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول مخطط التوغل البري في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وتهجير الأهالي منها قسرياً.//المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات ومواقع العدو الإسرائيلي التجسسية على الحدود مع فلسطين المحتلة//